بدأت البائعون في الأسواق والمكتبات في عرض الأدوات المدرسية والتسويق لها بالنظر إلى أن الدخول المدرسي على الأبواب حيث لم يعد يفصلنا عنه سوى أسبوع واحد، وفعلا بدأت الحركة والعيون تشتد نحو تلك الأدوات منذ وقت مبكر جدا، ويلحظ الغلاء الفاحش لتلك الأدوات على غرار السنوات الفارطة. مروى ر وقف الأولياء مذهولون أمام الأسعار المرصودة في الأسواق والمكتبات حيث أن معدل سعر محفظة تلميذ في الابتدائي قدرت ب 5 آلاف دينار، والمتوسط فاقت ال 6 آلاف دينار، فيما وصل سعر محفظة تلميذ الثانوي إلى 8 آلاف دينار، دون الحديث عن المآزر والملابس التي يتم شراؤها خصيصا من أجل الدخول المدرسي. على بعد أسبوع من الدخول المدرسي دخل الأولياء في سباق مع الزمن لاقتناء مختلف مستلزمات أولادهم، من مآزر، ومحافظ، وأدوات مدرسية، قبيل التهابها، لكنهم وجدوا أنفسهم يدفعون أثمانا باهظة لها، ما أرهق الجيوب ووضع أضحية العيد في لائحة "الاحتياط" خاصة بعد قائمة المصاريف الطويلة التي استهدفت الميزانية منذ شهر رمضان وعيد الفطر مرورا بالعطلة الصيفية وهدايا الأعراس وصولا إلى الدخول المدرسي وعيد الأضحى الذي بالكاد يفصل بينهما أسبوعين من الزمن، ما دفع بالكثير ممن تحدثت إليهم "الحياة العربية" يستبعدون اقتناء أضحية العيد وجعلها مجرد فرضية أو احتمال بسبب كثرة المصاريف. سُجل غلاء الأسعار على مستوى بعض أسواق العاصمة فيما يتعلق بالمآزر والمحافظ، التي وصلت حدود ال 3000 دينار جزائري، وفي السياق تقول إحدى السيدات "مئزر تلميذ في السنة الأولى لا يتعدى بعض السنتيمترات من القماش يبلغ 2000 دينار جزائري، ناهيك عن المحافظ التي قفزت أسعارها بالنصف مقارنة بالعام الماضي"، وأضافت سيدة أخرى أنها أكملت شهر رمضان وبعده مناسبة العيد بالكريدي، تلته أفراح وأعراس الأهل والأصدقاء، أفرغ جيوبنا تقول- ما سيضطرنا للاستدانة مرة أخرى لتأمين مصاريف الدخول المدرسي، أمام الغلاء الفاحش الذي تعرفه مختلف الأغراض المدرسية. قالت إحدى السيدات "الأسعار مرتفعة جدا حيث يتراوح سعر محفظة تلميذ في الابتدائي ما بين 3 آلاف و5 آلاف دينار، في الوقت الذي تصل فيه محفظة تلميذ في المتوسط حدود 6 آلاف دينار، مضيفة أن محفظة تلميذ في الثانوي تتراوح بين 6 آلاف و8 آلاف دينار جزائري" وتساءلت متعجبة "كيف لعائلة تملك أكثر من طفل متمدرس أن تسد حاجياتهم بالكامل خاصة إذا كانت عائلة محدودة المدخول أو فقيرة". من جهة أخرى اقترح رئيس الاتحادية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ، خالد أحمد، تبني وزارة التربية الوطنية، لنظام خاص ببيع الأدوات المدرسية في المدارس، وقوفا في وجه التجار المضاربين، الذين يعمدون على رفع سقف مختلف الأغراض، لاسيما ما تعلق باليومين الأخيرين من موعد الدخول المدرسي، وأضاف خالد أحمد، أنه على وزارة التجارة هي الأخرى تكثيف دورياتها الرقابية بغية الوقوف على التجاوزات الكثيرة التي تحدث في الأسعار، كما اقترح أيضا توزيع الأدوات المدرسية والمنحة المدرسية على أطفال العائلات المعوزة، قبيل الدخول المدرسي ولو بنسبة 70 بالمائة، وليكن ذلك في شهر جوان أو جويلية، لضمان استفادتهم منها بدلا من تأخيرها إلى الأسبوعين أو أكثر بعد الدخول المدرسي، وهو المشكل الذي تقع فيه العائلات المعوزة التي غالبا ما ترضخ لطلبات أبنائها الذين يلحون على اقتناء اللوازم المدرسية، تحت ضغط المدرسين الذين لا يتفهمون وضعية التلميذ المعوز ويجبرونه على إحضار الأدوات المدرسية.