تسربت السيجارة إلى الوسط المدرسي وأدمنتها فئة معتبرة من التلاميذ ما زالوا في عمر الزهور، وباتت تهدد الصحة النفسية والعقلية والجسدية ل 400 ألف متمدرس حسب ما تشير إليه أحدث الاحصائيات. مروى ر باتت ظاهرة التدخين في أوساط التلاميذ والمراهقين مصدر قلق ورعب بالنسبة للأولياء والمدرسة على حد سواء، فالشريحة التي تتجه نحو التدخين من المتمدرسين تتسع باتساعها لدى البالغين، فقد أصبح التدخين حلا لدى الكثير من الشباب والكهول وحتى المسنين ولعلها من أبرز الأسباب التي تدفع بالطفل المتمدرس إلى التدخين بل وتهيئ له الأسباب، فالسجائر في متناول يده، تقول إحدى السيدات التي تحدثنا إليها "أصبح التدخين أمرا عاديا في المجتمع ومتى استقبل المجتمع سلوكا غريبا برحابة صدر وأضافه على لائحة العادات فإن ممارس ذلك السلوك يستحسن الأمر ويتباهى به، ما يخلق منافسة حوله لدى أقرانه" وأشارت إلى سلوك بعض البالغين بالقول "عندما يطلب الأب من ابنه أو الجار من الأطفال الصغار الذين يلعبون بالحي شراء السجائر لهم فإن الأمر يصبح قابل للتجريب بكل راحة، فالطفل يبقى صغيرا ويريد تجربة كل شيء متاح له، وهو ما يجعلني أستنكر تصرفات هؤلاء الكبار الذين يرمون بالبراءة في متاهة التدخين ثم يستغربون سبب ذلك". 9 بالمائة من تلاميذ الطور الابتدائي بوهران يدخنون كشفت دراسة أجريت مؤخرا علة مستوى 30 مدرسة ابتدائية بوهران إلى أن 9 بالمائة من التلاميذ المتمدرسين بالطور الابتدائي يدخنون حسب ما أكده الدكتور يوسف بوخاري منسق الصحة المدرسية التابعة لمصلحة الوقاية الصحية. وتشير الدراسة أيضا الى أن 13 بالمائة من تلاميذ الطور المتوسط مدخنون و21 بالمائة في الطور الثانوي منهم 5 بالمائة إناث وهذا على أساس نتائج تحقيق استهدف 18 متوسطة و14 ثانوية بمدينة وهران حسب نفس المصدر الذي أضاف بأن أولياء 14 بالمائة من هؤلاء التلاميذ يدخنون. ومن الأسباب التي رصدتها الدراسة أن 13 بالمائة من الأكشاك ومحلات بيع السجائر تقع بالقرب من المؤسسات التربوية ما يعني أن السيجارة تكون في متناول يد التلميذ في ساعات دخوله وخروجه من المؤسسات التربوية. ومن الأسباب التي تجعل من السيجارة تجربة فريدة بالنسبة للمراهق أن العديد من الأطفال والمراهقين يعتبرون السيجارة عنوانا للرجولة دون أن يعوا أن إقدامهم المبكر جدا على تناول السيجارة يضاعف من إمكانية إصابتهم بأمراض لا تعد ولا تحصى. و المسؤولية تقع على عاتق المدارس والجمعيات إذ يتوجب عليها القيام بحملات توعوية وسط تلاميذ المدارس لتبيان الخطر الحقيقي للسجائر والتدخين بأنواعه وإبعاد الأطفال عن دائرة المدخنين، كما ينصح المختصون الأولياء والمدرسين بتجنب التدخين أمام الأطفال، حيث يعمد الكثير منهم إلى تقليد أوليائهم وإخوتهم الكبار وحتى أساتذتهم.