أضحى التدخين في المؤسسات التعليمية، واحدة من أهم مهددات السلامة العقلية والنفسية والجسدية لفلذات أكبادنا، خاصة مع الارتفاع المخيف للظاهرة، حيث تشير الإحصائيات إلى وجود أكثر من 400 ألف طفل متمدرس مدخن. كشف أحمد خالد، رئيس الاتحاد العام لعمال التربية، عن التنامي الخطير لظاهرة التدخين في الوسط المدرسي، متخطية بذلك نسبة 5 بالمائة، خاصة في الطورين المتوسط والثانوي، فيما لم تتعدى 0.01 بالنسبة للطور الابتدائي، في ظل تخوف من انتشار الظاهرة، معتبرا هذا السلوك عادة سيئة يكسبها الأطفال خارج أسوار المدرسة، حيث أن 90 بالمائة من الحالات تحدث في الشارع، مرجعا السبب الرئيسي في ذلك إلى تهاون الأولياء والمعلمين في الرقابة على التلاميذ، وكذا الاستقالة الجماعية للمجتمع التي جعلت من التدخين أمرا عاديا في صفوف الكبار والصغار، مؤكدا أن الأمر تفشى إلى درجة أصبحت معها هذه الظاهرة من بين الأسباب التي تؤدي إلى الفشل الدراسي والانحراف. كما شدد أحمد خالد، في تصريح خاص ل”الفجر”، على خطورة انتشار ظاهرة التدخين عند الأطفال حيث تشير الدراسات المنجزة من مختلف الهيئات الوطنية إلى انتشار التدخين في الأوساط المدرسية بصورة كبيرة. وعلى الرغم من غياب إحصائيات دقيقة في المجال، إلا أن آخر تقرير لوزارة الصحة في المجال أفاد بوجود 12 بالمائة من المراهقين مدمنون على التدخين، تندرج ضمنهم فئة كبيرة من المتمدرسين. كما ثمن الدور الذي تلعبه الصحة المدرسية في الكشف عن الأطفال المدخنين ومحاولة إنقاذهم، محذرا من خطورة استفحال ظاهرة التدخين وسط الشباب الجزائري، خاصة الأطفال منهم، حيث ذكر أن غياب الرقابة الأسرية وتمركز باعة السجائر في الطرقات ساهم في انتشار التدخين، مضيفا أن العديد من الأطفال والمراهقين يعتبرون السيجارة عنوانا للرجولة دون أن يعوا أن إقدامهم المبكر جدا على تناول السيجارة يضاعف من إمكانية إصابتهم بأمراض لا تعد ولا تحصى. و ركز على المسؤولية التي تقع على عاتق المدارس والجمعيات بالقيام بحملات توعوية وسط تلاميذ المدارس لتبيان الخطر الحقيقي للسجائر والتدخين بأنواعه لإبعاد الأطفال عن دائرة المدخنين، كما ينصح المختصون الأولياء والمدرسين بتجنب التدخين أمام الأطفال، حيث يعمد الكثير منهم إلى تقليد أوليائهم وإخوتهم الكبار وحتى أساتذتهم. من جهته أضاف مرابط الياس، رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة المدرسية، أنه لم يتم بعد إجراء دراسة حول الظاهرة إلا أنها تعرف انتشارا خطيرا في الأوساط المدرسية، معتبرا التدخين البوابة الرئيسية التي تمكن الأطفال من ولوج عالم المخدرات بكل أنواعها. وكشف ذات المتحدث أنه، حسب سبر الآراء الذي قامت به النقابة في صفوف المتمدرسين في الطور الثانوي، فإن الظاهرة باتت تهدد الأوساط المدرسية بشكل كبير، حسب التلاميذ الذين باتوا يعتبرونه ممارسة عادية في الأوساط المدرسية، وهو ما جعل النقابة تطلق حملات تحسيسية وتوعوية في المدارس والثانويات لمحاولة الحد من الظاهرة، عبر كافة التراب الوطني.