يبدو أن الروائية ربيعة جلطي تحمل في كتاباتها رؤى استشرافية حيث تضع الروائية في كل رواية تُصدرها تنبؤات بما سيحدث في الواقع وفي قريب الآجال. وتشكّل روايتها الأخيرة، "حنين بالنعناع"، التي صدرت حديثاً عن دار ضفاف بيروت والاختلاف بالجزائر "الحدث الأكبر"، إذ تنبّأت جلطي بالتفجيرات الإرهابية التي وقعت في العاصمة الفرنسية باريس منذ يومين. وتصف "حنين بالنعناع" الحدث الباريسي بتفاصيله: "فجأة تسمع دوي رصاص في الشارع… إنها الجماعات المسلحة… تسمع الطلقات هنا وهناك… لم يعد يحدث هذا في الأحياء الصعبة في باريس، كما تنشره القنوات الفضائية بل تغلغل أكثر فأكثر في قلب المدينة… إنهم يهددون الناس في مناشيرهم التي تعلوها البسملة". وتمزج الرواية بين الواقع السياسي والاجتماعي للفرد العربي وعلاقته بالعالم. وتقول جلطي إنه "لأمر مثير للاهتمام. فبطلة الرواية "الضاوية"، الفتاة الجزائرية التي تسافر إلى دمشق، لإتمام دراستها ستعود بعد اندلاع الثورة في سوريا، وتسافر من جديد إلى باريس فتلتقي صديقتها السورية "ابتسام" التي أصبحت لاجئة في فرنسا، وفي باريس تلتقي أيضاً ب"صافو" الإيرانية الهاربة من بلدها خوفاً من الاغتيال". أحداث متشعبة تؤدي إلى سقوط باريس في يد الجماعات المتطرفة التي تنوي إقامة دولتها في فرنسا وما تلبث أن تسقط بلدان القارات الخمس في يد "الإرهاب".