بعد خلوة امتدت حوالي ثلاثة أعوام، تعود الشاعرة والروائية ربيعة جلطي برواية جديدة بعنوان «حنين بالنعناع»، والتي صدرت هذه الأيام عن دار ضفاف ببيروت ومنشورات الاختلاف بالجزائر، وستكون حاضرة في معرض الجزائر الدولي للكتاب، كما ستقيم الكاتبة حفل توقيع لروايتها الجديدة، على هامش فعاليات معرض الكتاب، الذي سيكون بين الفترة (28 أكتوبر إلى غاية 07 نوفمبر 2015). رواية «حنين بالنعناع» جاءت ببناء سردي لعالم غرائبي لفتاة جميلة وفاتنة تدعى «الضاوية» طالبة تتنقل بين الجزائر ودمشق وباريس. تعيش مع الناس واقعهم البسيط وتستمع إلى نبضهم المختل بفعل الحرب. الحرب التي تتوسع رقعاتها ومساحاتها الجغرافية والمعنوية حتى أبعد نقطة في الأمكنة والنفوس. وكُتبت الرواية في غالبية أصواتها على ألسنة النساء باختلاف ثقافاتهن وانتماءاتهن الجغرافية والتاريخية وحيواتهن ولغاتهن وغضبهن وصبرهن وذكائهن وقدرتهن على المقاومة وعلى السخرية، نساء مختلفات وبحالات وحكايات كثيرة: الضاوية، حنة نوحة، أم الخير، سهى، نزهة، ابتسام، نورمال، ريحانة، أم ابتسام، صافو.. لكن سرّ البطلة «الضاوية» موجع وعنيف ومختلف، يختبئ في الجناحين اللذين يظهران وينموان ويشتدان شيئا فشيئا أعلى ظهرها، كما تنبأت لها بذلك منذ الطفولة جدتها «نوحة». في رواية «حنين بالنعناع» تتغلغل الكاتبة، داخل عالمين متوازيين متصارعين. بين واقع يومي حي للناس البسطاء، يعيشون في قارات مسماة ومقسمة بشكل مختلف، وبين وجود خيالي جارف موازِ تخلد فيه شخصيات عابرة للعصور والأزمنة تنتمي إلى عالم الموسيقى والعلم والأدب والفلسفة والفكر، جميعهم يملكون أجنحة، من أبوليوس إلى نيوتن إلى سرڤانتيس إلى أرخميدس إلى عمر الخيام إلى الخوارزمي إلى زرياب إلى بتهوفن ومن غاليلي إلى ولاّدة إلى جبران إلى سقراط وغيرهم.... يجتمعون يتناقشون ويراقبون بألم جنون كوكب الأرض. ويشاهدون وقوع «الحدث العظيم» قبل موعده وقبل سكان الأرض، حدث انفلات كوكب الأرض ودورانه المجنون حول نفسه بسرعة عجيبة لمدة تناهز عمره، ويشاهدون انقلاب المياه على اليابسة الحالية لتظهر أخرى جديدة.وعلى إيقاع الموسيقى الذي يستهوي البطلة الفاتنة، ويجعلها ترى جسدها بعين الرضا تارة وعين السخط تارة أخرى، نقرأ حكاية حب مختلفة لا تشبه حكايات الحب في الرواية العربية، حكاية عشق جارف تشبُّ نارُه بين الفتاة الضاوية «المُجنّحة» الجميلة وإبراهيم الذي يظل هو نفسه سرَّا في حد ذاته. عشق قوي ينبت ريشُه كما الأجنحة صعبا ومفاجئا، وغرابته تتجلى حتى في المصير الاستثنائي الذي ينتظر العاشقين؟. وكما جاء في تقديم الرواية، نقرأ: «حنين بالنعناع» عالم ثري مؤسس من جهة على الأسطورة والأسطرة ومن جهة أخرى موثق بالمعلومات والأحداث والشخصيات والأماكن، بحيث أن كل اسم لشخصية ما في الرواية أو مَعلم فيها أو مكان أو زمان أو حدث إلا و يفضي إلى معنى ويدفع بسؤال جديد إلى الواجهة، يترك القارئ يفكر في خلفياته ومراميه». الجدير بالذكر أن «حنين بالنعناع»، هي الرواية الرابعة في رصيد الشاعرة والكتابة ربيعة جلطي بعد رواياتها: «الذروة» العام 2010، «نادي الصنوبر» العام 2012، «عرش معشّق» العام 2013.