دعا وزير الثقافة عزالدين ميهوبي المستثمرين المحليين والأجانب إلى الاستثمار في القطاع الثقافي لتحسين آليات تمويل الثقافة ودعم المشاريع الثقافية خصوصا في قطاع السينما الذي يشهد صناعة حقيقية في بلدان أروبية ومجاورة. وقال ميهوبي أن الوزارة تلقت العديد من العروض خاصة في مجال السينما حيث يقترح بعض المستثمرين فكرة إنشاء مدن سينمائية بالجزائر العاصمة وتيبازة وتيميمون وسيدي بلعباس وجنات وذلك إيمانا منهم بالأرباح التي سيجنونها من هذا القطاع. كما توجه الوزير بندائه للبنوك والمؤسسات المالية لتسهيل الإجراءات المالية وخلق بيئة مواتية للاستثمار تتم بمشاركة مختلف القطاعات والبحث عن ميكانيزمات مناسبة لتشجيع الاستثمار. وأكد ميهوبي أمس خلال "لقاء حول الاستثمار في المجال الثقافي " بقصر الثقافة مفدي زكريا أن الاستثمار في هذا المجال سيوفر فرص عمل وتحفيز الاقتصاد المحلي من خلال السياحة والاستهلاك والمشتريات وعائدات الضرائب مستدلا في ذلك بتجارب بعض الدول التي نجحت في الاستثمار الثقافي كنجيريا بلد النفط فهي تنتج حوالي 2000 إلى 2500 فيلما سينمائيا سنويا تحقق منه ربحا ماليا يقدر ب600 مليون دولار لتأتي بعدها الهند ثم الصين ب800 فيلم سنويا ثم هوليود. ويهدف هذا اللقاء الذي حضره أكثر من 200 شخصية ممثلة للعالم الفني والمقاولاتية وإدارات عمومية جامعية وممثلين دبلوماسيين ووكالات وأنظمة أممية متحدة إلى تحديد المجالات المحتملة لأوجه الاستثمار والتعرف على التحديات والمعوقات التي تعرقل الاستثمار في القطاع الثقافي وتحفيز التفكير في الوصول إلى آليات التمويل المناسبة لتنمية القطاع الثقافي لتحديد الفرص الممكنة لصالح القطاع. ووعد عز الدين ميهوبي المستثمرين بنجاح الخطوة ولن يخسروا أموالهم إن استثمروا في هذا القطاع لأن الربح مضمون وأكد الوزير أنه قام باتصال مع عدة بلدان ووافقوا على احتضان ودعم أي مشروع ثقافي سينمائي أوغير سينمائي. من جهته رحب ممثل عن منتدى رؤساء المؤسسات بهذه الخطوة التي من شأنها خلق شيء بديل عن النفط للنهوض بالاقتصاد الوطني وأوصى بضرورة الاستفادة من تجارب بعض البلدان كفرنسا التي تجني من قطاع الثقافة حوالي 57 مليار سنويا أي أكبر من مما يحققه قطاع السيارات ب7 مرات. وقدمت نوال دحماني مديرة الدراسات الاستشرافية والتوثيق والإعلام الآلي آخر الإحصائيات لاستثمار الدولة في قطاع الثقافي من 2005 وإلى غاية 2014. وقالت دحماني أن دعم الدولة لا يكفي بل لابد من أن تكون هناك جهات تمويلية أخرى من أجل النهوض بالقطاع الثقافي. وكشف نزيه بن رمضان المدير العام لوكالة الإشعاع الثقافي عن دور الوكالة في هذا المجال من خلال توقيعها شراكات بين عدة بلدان على غرار فرنسا وبريطانيا التي تعمل هذه الأيام على إنتاج فيلم مشترك حول المسار النضالي لنيلسون مونديلا. وقال بن رمضان أن الوكالة اليوم تحضر لصالون ضخم بجوهنزبورغ بمساحة تقدر بألف متر مكعب تضم 13 مصمما جزائريا وذلك بداية من شهر جانفي المقبل وإلى غاية نهاية أفريل. وعن التدابير الجبائية وشبه الجبائية في المجال الثقافي قدم إبراهيم بن علي مدير الاتصال والمدير العام للضرائب شروحات حول التسهيلات التي تقدمها الدولة للمستثمرين في الجانب الضريبي.