لم تحفظ إدارة مولودية باتنة الدروس الناجمة عن الأخطاء الكثيرة التي وقعت فيها على مدار المواسم الثلاثة الأخيرة في ظل افتقاد التشكيلة إلى عامل الاستقرار. ففي الوقت الذي يلوح المسؤول الأول في كل مرة إلى مراعاة هذا الجانب من باب خدمة النادي لتحقيق أهدافه المستقبلية، إلا أن الاستقالة الأخيرة للمدرب بن جاب الله كشفت على وجود خلل واضح يكشف حجم التقصير الحاصل في كل مرة خاصة على مستوى العارضة الفنية التي باتت حقل تجارب سواء في الإخفاقات أو في حال النتائج الايجابية أيضا مثلما حصل نهاية الأسبوع حين فضّل المدرب بن جاب الله رمي المنشفة بحجة عدم تسوية مستحقاته المالية رفقة اللاعبين، إضافة إلى عدم توفر ظروف العمل المريحة دون الحديث عن تردي نوعية الوجبات الغذائية والغياب الكلي لوسائل الاسترجاع. استقالة بن جاب الله كشفت عمق أزمة التسيير والظاهر أن استقالة المدرب بن جاب الله كشفت عن أزمة عميقة في بيت المولودية لا تتعلق بالإشكال المالي الذي يعد ميزة غالبية الأندية الجزائرية، حيث تعدى الأمر إلى مشكلة عميقة في مجال التسيير بدليل الانقسام الواضح في مجلس الإدارة الذي يبقى حاضرا على الورق مقابل غيابه ميدانيا منذ الصائفة المنصرمة، ما جعل الطاقم الفني يعاني في صمت وفضّل مراعاة مستقبل العناصر الشابة للمولودية قبل التفكير في انشغالاته الشخصية إلى غاية بداية هذا الموسم حين اكتشف بن جاب الله عدم تحمّس الهيئة المسيرة لتسوية مطالبه بصورة مقنعة ما أرغمه على تقديم الاستقالة وترك الحرية للمسيرين لاختيار خليفة له بدلا من المساهمة في تعقيد الأزمة وتأجيل الحلول في حال مواصلته لمهامه. الإدارة تضحي بالمدرب حتى في النتائج الايجابية وإذا كانت المولودية الباتنية كشفت للموسم الثالث على التوالي افتقادها إلى عامل الاستقرار في العارضة الفنية، بدليل أن التغيير يتم في كل مرة بعد مضي 5 جولات على أقصى تقدير من انطلاق البطولة، فإن القضية التي تطرح الكثير من التساؤل هي أن المولودية احترمت تقاليدها بعدما تم التضحية بخدمات المدرب بن جاب الله رغم النتائج الايجابية التي حققها في مستهل هذا الموسم، وهو الأمر الذي حمل العديد من علامات الاستفهام في نظر المتتبعين بحكم أن استقالة روابح مطلع الموسم المنصرم ومحيمدات في أول ظهور للمولودية في القسم الأول كان نتيجة حتمية لسوء الانطلاقة، والأمر الذي حيّر البعض هو عدم تحمس إدارة زيداني لإقناع بن جاب الله لمواصلة مهامه رغم أنه في نظرهم كان قادرا على مواصلة المسيرة بنجاح، ما يكشف حسب تصريحات المدرب نفسه إرغامه على الانسحاب بأي طريقة. بن جاب الله: "المشاكل كانت مفتعلة لإرغامي على الاستقالة" ورغم أن المدرب بن جاب الله فضّل التزام الصمت بعد انسحابه من العارضة الفنية، إلا أن ذلك لم يمنعه من وضع النقاط على الحروف في عديد المسائل التي تزامنت مع تقديم الاستقالة واعتبر أن ذهابه كان نتيجة حتمية لتماطل الإدارة في تسوية متطلبات التشكيلة سواء ما تعلق بالمستحقات أو ظروف العمل مستدلا بعدم توفّر الكرات الكافية خلال التدريبات والوجبات الغذائية التي تفتقد إلى المقاييس العلمية، إضافة إلى العراقيل التي يواجهها وتحول دون أداء مهامه. واعتبر أن المشاكل الحاصلة كانت مفتعلة لإرغامه على الاستقالة وهو ما جعله يميل إلى هذا الخيار بعد تفكير عميق موازاة مع اقتناعه بحتمية المواصلة في هذا المسار أمام وجود نوايا سيئة تحول دون الوقوف الايجابي إلى جانب اللاعبين أمام غياب التحفيزات اللازمة لتشجيع الشبان على مواصلة التأكيد على صحة إمكاناتهم ونوعية العمل القائم منذ انطلاق التحضيرات. زيداني رفض مطالب بن جاب الله، فهل سيقبل شروط مڤرة؟ ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه في الشارع الباتني هو الكيفية التي ستتعامل معها إدارة زيداني مع المدرب الجديد مليك مڤرة المعروف بصرامته والتعامل مع المحيط العام للإدارة بعقلية احترافية بدليل الشروط التي وضعها في اليومين الأخيرين حين ألح على ضرورة توفير المتطلبات الضرورية للتشكيلة قبل الحديث عن شروطه المالية، كما أن كلامه مع اللاعبين في أول حصة تدريبية كشف عن حجم المعاناة التي يشتكون منها ما جعله يضعها في سلم الأولويات من أجل طرحها على الإدارة لإيجاد الحلول المناسبة وتسهيل مهامه لإدارة شؤون التشكيلة في الوقت الذي كانت المشاكل نفسها مطروحة على أرض الواقع في عهد المدرب بن جاب الله ولم تجد تسوية مقنعة رغم المطالب المتتالية للمدرب. مڤرة يشرح سياسته ويطالب بتحسين ظروف العمل شرح المدرب مڤرة سياسة عمله للاعبيه على هامش الحصص التجريبية المبرمجة في اليوميين الأخيرين، حيث كشف لهم عن مخططه الأولي من أجل الإبقاء على سيرورة النتائج الايجابية إضافة إلى الرفع من مستوى النجاعة في التحضير حتى يتم مواكبة متطلبات البطولة، واستثمار إرادة اللاعبين الشبان ودرجة استيعابهم للعمل المسطر خلال الحصص المقبلة. كما أبدى المدرب الجديد للمولودية إصراره على تسوية مختلف المشاكل التي يعاني منها اللاعبون في الأسابيع المنصرمة ودعوة الإدارة إلى تصحيحها والتماشي مع متطلبات التشكيلة وفق الأسس العلمية والتسيير الفعّال، ورفض مڤرة خلال تصريحاته ل "الهدّاف" العمل مع أي فريق في حال وجود خلل في النظام الغذائي أو عدم توفير الظروف المناسبة للعمل ما يحول دون ضمان شدة العمل وإرغام لاعبيه على التوافق مع البرنامج المسطر وفقا لرهانات التشكيلة في مشوار البطولة. لقاء مروانة منعرج هام لتعبيد المسيرة وفي الوقت الذي أكد المدرب مڤرة أن لقاء أمل مروانة لا يهمه كثيرا من باب التقليل من الضغط الذي قد يفرض على اللاعبين، إلا أن الواقع يكشف على أهمية النقاط الثلاث التي من شأنها أن تعبد المسيرة المحققة من قبل زملاء بلهادي في المحطات الثلاث الأخيرة ما جعلهم يحتلون مرتبة مريحة تحتم عليهم التأكيد في أولى المباريات المحلية التي تجمعهم بأندية عاصمة الأوراس، ما يجعل أصحاب المدرب الجديد أمام تحد من نوع خاص والإسراع في الوقوف على الإمكانات الحقيقية للعناصر الباتنية وتوظيفهم الجيد تحسبا لموعد هذا الجمعة الذي سيتم الوقوف على نتائج التغيير الذي أحدثته الهيئة المسيرة على رأس العارضة الفنية للتشكيلة وغياب أي عضو من الطاقم الفني السابق لتوضيح الصورة للمدرب الجديد الذي باشر مهامه دون أن تكون له صورة جيدة عن العمل الذي ميز التشكيلة في عهد المدرب المستقيل بن جاب الله . ------------------------ الإدارة تقنع دمبري بمواصلة تدريب الحراس عقد زيداني أول أمس لقاء مع مدرب الحراس دمبري وتحدث الطرفان حول إمكانية مواصلة مهامه مع المدرب الجديد، حيث تمخض على هذا النقاش موافقة دمبري التكفل بشؤون حراس المرمى مقابل النظر في مطالبه المالية التي ينتظر أن تعرف طريقها إلى التسوية نهاية هذا الأسبوع. وقد باشر دمبري مهامه مجددا على هامش الحصة التي جرت مساء أول أمس بعدما غاب عن تدريبات الاستئناف والحصة التي جرت صبيحة أول أمس. زياد يعاني وعليلي يندمج يعاني لاعب الوسط من إصابة منعته من التدرب أول أمس بسبب جروح على مستوى أصبع القدم، وهو ما أرغمه على متابعة التدريبات من خط التماس، في الوقت الذي سجلنا اندماج المدافع عليلي بعدما استهل التدريبات بجدية الأسبوع على انفراد. كما عرفت حصة أول أمس التحاق بقية الأسماء التي تخلفت تدريبات اليوم الأول على غرار زغيدي، بلعيدي وغيرهم. ولمان يعود ويجري حصة استدراكية سجل الحارس الشاب ولمان عودته هو الآخر إلى أجواء التدريبات وقام بعمل إضافي على هامش الحصة الاستدراكية التي برمجها له مدرب الحراس لتغطية تخلفه الاضطراري عن التدريبات الأخيرة بعد الإصابة التي تعرض لها منتصف الأسبوع المنصرم، في حين تدرب الحارسين بولطيف وليتيم بصورة عادية، ما يجعلهما مرشحين للتواجد في قائمة 18 خلال مباراة هذا الجمعة. التشكيلة أجرت مقابلة تطبيقية أمس تكون التشكيلة الباتنية قد برمجت مساء أمس مقابلة تطبيقية في مركب 1 نوفمبر كانت مناسبة للمدرب الجديد من أجل الوقوف على درجة استعدادات زملاء زقرير قبل محطة هذا الجمعة أمام أمل مروانة، وبالمرة اعتماد الخيارات المناسبة التي من شأنها أن تضفي النجاعة اللازمة في التشكيلة. الإدارة تؤجّل الحسم في المدرب المساعد لم تحسم الهيئة المسيرة إلى حد الآن في أمر المدرب المساعد الذي سيكون إلى جانب المدرب الرئيسي مليك مڤرة، خاصة بعد رفض زندر مقترح الإدارة مفضّلا التضامن مع بن جاب الله، وهو ما فتح المجال للكثير من التساؤلات في ظل عدم وجود مدرب مساعد يمنح العديد من المعطيات للمدرب الجديد حتى تكون لديه فكرة واضحة عن المسار الذي عرفه البرنامج التحضيري للتشكيلة على مدار الأسابيع المنصرمة.