لم يستمتع المحيط العام لمولودية العلمة طويلا بالفوز العريض الذي حققه تعدادهم أمام شباب تموشنت، بعد قرار المدرب بن جاب الله بالانسحاب من العارضة الفنية مباشرة بعد صافرة النهاية، بسبب عدم اقتناعه بالوضع السائد في النادي وتقصير الإدارة في تسوية مستحقاته المالية رغم وعودها له، إضافة إلى التسيب التي يشكو منه اللاعبون في الأيام المنصرمة وغياب الوجبات الغذائية في مطعم النادي، كما يعاني اللاعبون من غياب وسائل الاسترجاع موازاة مع العمل المكثف في التدريبات مقابل تناول وجبات مقتصرة على البيض والجبن، وهو ما وصفه مدرب المولودية بغير المنطقي مبديا إصراره على الانسحاب من الباب الواسع، وصرح أنه لا يتحمل مسؤولية الوضع السائد في ظل قيامه بواجبه في الجانب الفني. كلمة مؤثرة بعد نهاية اللقاء تحدث المدرب بن جاب الله مباشر بعد نهاية اللقاء، ففي الوقت الذي كان اللاعبون منتشين بالفوز المحقق بسداسية، فقد أوضح بن جاب الله لرجال الإعلام أن قراره بالانسحاب نهائي واتخذه بعد تفكير، واقتنع بعدم جدوى مواصلة مهامه في الوضعية المتأزمة التي بلغها النادي وعدم تكفل الإدارة الباتنية بهم والغياب الكلي للمسيرين عن مسرح الأحداث، والمتاعب اليومية إلى يواجهها اللاعبون بعدم تسلم مستحقاتهم وسوء ظروف الإقامة والإطعام، مفضلا وضع حد لمهامه إلا إذا تحركت إدارة زيداني. اللاعبون تأسفوا وطلبوا منه بالبقاء والتقى مدرب المولودية لاعبيه داخل غرف الملابس وأوضح لهم القرار الذي اتخذه في هذا الوقت بالذات، وهو ما فاجأ زملاء بلعيدي الذين طلبوا من بن جاب الله التريث بالنظر إلى العمل الكبير الذي يقوم به، ويأملون أن يكون رد فعل الهيئة المسيرة إيجابيا، إلا أن بن جاب الله أصر على المغادرة متمنيا لهم التوفيق ومواصلة العمل بجدية في المواجهات المقبلة. زدام التقى بن جاب الله ووعده بتسوية الوضع والتقى المسير زدام المدرب بن جاب الله عند خروجه من غرف الملابس، وتحدث الرجلان عن هذه المسألة قصد التوصل إلى حل مقنع يقضي بمواصلة المدرب مهامه، إلا أن بن جاب الله بدا من خلال كلامه مع زدام أنه مقتنع بأن الانسحاب هو الخيار الأمثل لتفادي المزيد من المتاعب، في حين طمأنه زدام بشأن مستحقاته وضرورة مراعاة مستقبل المولودية والوضعية التي تمر بها، ووعده بطرح المشكل على الرئيس زيداني في انتظار التوصل إلى قرار يرضي الجميع. زدام: “استقالة بن جاب الله لم تأت في وقتها” وصف المسير زدام استقالة بن جاب الله بالمفاجئة وأن المدرب اتخذ قراره في وقت غير مناسب، في ظل المحطات الحاسمة التي تنتظر المولودية مستقبلا، مضيفا أنه تحدث مع بن جاب الله على انفراد وطلب منه عدم التسرع في اتخاذ القرار على أمل تسوية مشاكله العالقة، وقال زدام إن المولودية في حاجة إلى تجند أبنائها في هذا الظرف للتقليل من المتاعب التي تواجهها التشكيلة، وضرورة الاستقرار في جميع الجوانب خاصة في العارضة الفنية، ويأمل زدام أن يراجع بن جاب الله قراره ويعدل عن الانسحاب الذي لن يخدم أي طرف حسبه. بن جاب الله: “انسحبت عن قناعة إلى غاية تلبية مطالب التشكيلة” في المقابل كشف بن جاب الله في تصريحه ل”الهداف”، أنه قرر الانسحاب من العارضة الفنية مباشرة بعد نهاية اللقاء الأخير بعد المتاعب التي يواجهها منذ بداية الموسم، في ظل غياب بوادر إيجابية لإيجاد حلول واضحة للمشاكل العالقة، وقال إن القرار الذي اتخذه لن يتراجع عنه إلا إذا سوت الإدارة متطلبات التشكيلة سواء ما يتعلق بمستحقات اللاعبين وتحسين ظروف الإطعام، بعد أن وصل الأمر إلى تقديم وجبات غذائية لا تلبي حاجتهم موازاة مع الجهود الكبيرة التي يبذلونها في التدريبات اليومية واللقاءات الودية الرسمية. “كل أسبوع أتحدث عن مستحقاتي وكرامتي فوق كل اعتبار” واستاء بن جاب الله من ردود الفعل السلبية التي تميز الإدارة تجاهه وعدم مراعاة حقوقه المالية، وقال في هذا السياق: “أتحدث عن مستحقاتي كل أسبوع إلا أنني لم ألمس رد فعل إيجابي من أي طرف، وأصبحت أحس أنني أتسول رغم أنني أطالب بحقوقي، ما جعلني أحس بالحڤرة والتهميش، وبصراحة فإن كرامتي فوق كل اعتبار لأنني لست مستعدا لمواصلة المسيرة في ظل هذه الأجواء غير المريحة، وأفضل الانسحاب خاصة أن المولودية حققت فوزا معنويا مريحا، يجعل الإدارة تفكر من الآن في مستقبل العارضة الفنية والمدرب الذي سيخلفني في الإشراف على النادي“. “اللاعبون يريدون وجبة غذائية وليس إنقاذهم من الجوع” ولم يفهم بن جاب الله أسباب عدم تكفل الإدارة بمتطلبات اللاعبين الذين يحتاجون إلى تحفيز مادي ومعنوي والعناية بإقامتهم وإطعامهم، متسائلا عن دواعي تحضير وجبات لا تقدم للرياضيين، وأضاف قائلا: “يجب على المسيرين أن يعلموا أن اللاعبين بحاجة لوجبة غذائية كاملة بعد المجهود الكبير الذي يبذلونه في التدريبات، لضمان استرجاع جيد وليس إنقاذهم من الجوع، لأن أولياءهم وذويهم قادرون على القيام بتلك المهمة، وعليهم أن يحذوا حذو بقية الأندية التي تلبي حاجات لاعبيها“. “الفريق ينتظره مستقبل زاهر وقد يضيع بغياب العناية“ وأضح بأن جاب الله أن المولودية ينتظرها مستقبل زاهر لأنها تملك تشكيلة تضم لاعبين لا يتعدى معدل سنهم 21 سنة، ما يسمح لهم بمواصلة التألق 8 مواسم متتالية، لكن هذا لن يتحقق في ظل الأوضاع السائدة وغياب العناية، إضافة إلى التقصير المسجل من كل النواحي، وطلب من جميع الأطراف التي يهمها مستقبل الفريق التكاتف لإيجاد حلول، لإعادة المولودية إلى الواجهة، لأن إرادة الشبان مهما كانت قوية إلا أنه سيقل مفعولها إذا استمر تسيير النادي بهذا الشكل، وحينها نخسر حلم تشكيل فريق بلاعبين محليين لم تملكه المولودية منذ أكثر من عقدين”. زيداني ملزم باتخاذ قرارات لتفادي الانزلاق وفي ظل إصرار بن جاب الله على الانسحاب إلى غاية تسوية مستحقاته المالية وتحقيق متطلبات اللاعبين المالية وتحسين ظروفهم اليوم، فقد وجهت الكرة إلى مرمى الرئيس زيداني الذي يتلقى انتقادات لاذعة تتهمه بالتقصير في التكفل بالتعداد، إضافة إلى عدم إيجاد الصيغة المناسبة لتسديد مستحقات المدرب بحجة القوانين الجديدة للشركة التي ترفض مبدأ ازدواجية المنصب رغم أن هذا الإشكال لم يطرح في بقية الأندية، ما يجعل تحسين وضعية المولودية متوقفا على الخطوات الجادة للإدارة التي يراها الكثير الحلقة الأضعف منذ بداية التحضيرات. بولطيف أحضر العسل لزملائه أحضر الحارس بولطيف علبتين من العسل وبعض الحلوى لزملائه في غرف الملابس لتناولها قبل بدء مواجهة أول أمس، في ظل غياب المسيرين عن النادي رغم أن المباراة جرت في باتنة وبميدان 1 نوفمبر، وكشفت هذه المبادرة الفردية للاعبين التي لاقت استحسان الكثير منهم، عن تضامنهم. زياد وعقيني يتألقان بثنائية تألق زياد وعقيني في مباراة أول أمس، وكان لهما حصة الأسد في السداسية المسجلة في مرمى تموشنت، حيث سجل كل منهما هدفين بكيفية جميلة أراحت الجمهور الحاضر، وهو ما يجعل الثنائي المذكور يحتل صدارة هدافي المولودية في انتظار التأكيد في اللقاءات المقبلة وإثراء رصيدها من النقاط والأهداف. بيطام يهنئ اللاعبين من العاصمة عبر المدافع الغائب بيطام عن ارتياحه بعد الفوز العرض الذي حققته المولودية نهاية الأسبوع، ورغم عدم مشاركته في اللقاء بسبب خوضه التربص مع المنتخب الوطني الأولمبي، إلا أن ذلك لم يمنع ابن كشيدة من الاتصال ببعض زملائه وتهنئتهم بالفوز الذي سيكون أثره إيجابيا، خاصة في حال إيجاد تسوية لديون مدربهم بن جاب الله الذي فاجأهم بانسحابه من العارضة الفنية. الأهداف الستة سجلت بكيفيات متنوعة استمتع جمهور المولودية بروعة الأهداف الستة التي سجلت في مواجهة أول أمس، وبتألق مسجليها حيث مزجوا بين التوغل والقذف من بعيد والرأسيات، ففي الهدف الأول وفق وناس بتسديدة أرضية سكنت الزاوية بعد تمريرة ذكية من بلعيدي، في حين أبدع زياد بقذفة قوية من 30 مترا ظل الحارس يتفرج في الكرة المتجهة إلى مرماه، أما عليلي فأمضى هدفه برأسية محكمة بعد مخالفة بلعيدي، ليبدع عقيني في آخر لحظة من المرحلة الأولى وعمق رفقة زياد جراح الزوار بهدفين في الشوط الثانية بعد تلقيهما كرات في عمق الدفاع حولاها إلى مرمى الحارس بلعالم. أول دخول ل ملالة، قارش وربقي سجل ملالة، قارش وربقي أول دخول رسمي لهم بألوان المولودية منذ انطلاق البطولة وفي المرحلة الثانية، مكان زياد، وناس وبلعيدي، ليجسد بن جاب الله الاعتماد على الشبان الذين يكشفون عن مهاراتهم في التدريبات في اللقاءات الرسمية. بلهادي يوفق في خلافة بيطام لم يجد بلهادي صعوبة في أداء مهامه في محور الدفاع بعد إقحامه أساسيا مكان بيطام الذي كان موجودا في العاصمة، حيث أدى بلهادي دوره بامتياز إلى جانب زميله زغيدي، وكما وقف أمام مهاجمي المنافس بأقل الأخطاء فقد ساند زملاءه في الوسط والهجوم وأعطى دفعا إيجابيا في استعادة الكرات وبناء الهجمات السريعة.