أفرز القرار الجديد الذي أقدمت عليه إدارة مولودية باتنة نهاية هذا الأسبوع بعد الطلاق الرسمي مع المدرب لطرش وتدعيم قائمة المسرحين بكل من رزيوڤ وجيلاني، الكثير من التداعيات وردود الأفعال المتضاربة بين مؤيد ومعارض.. وفي الوقت الذي فضلت العديد من الأطراف الصمت وعدم الحكم المسبق على القرارات الجديدة لرئيس الفريق الحاج زيداني فإن البعض لم يتوان في إبداء تحفظه من طبيعة القرار وتوقيت الإعلان عنه، بينما اعتبرت أطراف أخرى ما حدث بالمنتظر بعد ضياع أمل البقاء وحتمية إعادة النظر في التركيبة البشرية للنادي إضافة إلى النظر في مستقبل النادي سواء من الناحية التسييرية أو العناصر التي سوف تدافع عن ألوانه خلال الموسم المقبل. لطرش رفض التعليق وفضل الانسحاب في صمت لم يقدم المدرب لطرش على الإدلاء بتصريحات ساخنة عقب انسحابه من العارضة الفنية للنادي عقب لقائه بالحاج زيداني مساء يوم الأربعاء الفارط، وألح في كلامه على أن عملية الطلاق تمت بالتراضي بين الطرفين، مضيفا أن العلاقة الطيبة التي تجمعه بالمسيرين جعلت الجميع يتوصل إلى أرضية تفاهم سريعة تسمح لكل طرف باتخاذ القرار الذي يعود بالمصلحة على النادي، مفضلا الركون إلى الراحة في الوقت الراهن لاسترجاع أنفاسه خاصة بعد التعب الذي عاني منه خلال مسيرته المهنية المتتالية مع مولودية سعيدة في مرحلة الذهاب ومولودية باتنة خلال النصف الثاني من البطولة، إضافة إلى قيامه بتربص خاص بالمدربين، وهو ما يجعل التفرغ إلى العائلة أمرا ضروريا في انتظار التفكير في مستقبله المهني تحسبا للموسم المقبل. لطرش: “تفارقنا بضحكة وزيداني لم يقرر شيئا بسبب عدم اتضاح الأمور“ أكد المدرب لطرش في اتصال هاتفي مع “الهداف” أن انسحابه من العارضة الفنية للمولودية تم بطريقة ودية وليس هناك ما يعكر طبيعة علاقته بالمسيرين، مشيرا إلى أن ضياع هدف البقاء جعل العمل القائم يميل إلى “الروتين“ وهو ما جعله يصل إلى أرضية اتفاق بالتراضي مع الحاج زيداني يقضي بمغادرته المولودية، وأضاف أن زيداني لحد الآن لم يحسم ما سيقرره مستقبلا بسبب عدم اتضاح الكثير من الجوانب بخصوص صيغة المنافسة والسياسة التي يريد تجسيدها خاصة في ظل اعتماده حاليا على مبدأ تشبيب الفريق، معتبرا أن تواجده في باتنة كان في سياق أداء مهامه، وبعد اتضاح مستقبل المولودية كان من الواجب على الطرفين وضع النقاط على الحروف والنظر إلى مستقبل كل طرف ومستقبل المولودية بالدرجة الأولى. “زيداني لمح إلى أنني لم أعد اعمل بحماس” ورغم أن لطرش فضل مبدأ التحفظ في كلامه إلا أنه لم بخف الرؤية الشخصية للحاج زيداني الذي استنتج نقص الحماس في العمل في الأسابيع الأخيرة، وحول ربط هذا الحكم بالغيابات المتكررة للمدرب لطرش خاصة بعد إقدامه على إجراء تربص لمدة أسبوعين في العاصمة، لم يستبعد ابن القل هذه الفرضية، مشيرا إلى أنه لا يستطيع تأكيد أو نفي هذه المسألة إلا أنه حسب محدثنا لو كان الفريق في رواق جيد فلن تطفو مثل هذه المشاكل على السطح، لكن وبعد الوضعية التي وصل إليها النادي كان من اللازم توضيح العديد من الجوانب التي تخص الآفاق المستقبلية وكانت فكرة الطلاق بالتراضي هي الأنسب لدى الطرفين حسب محدثنا. “قرار اللاّعبين الموقوفين يخص الإدارة وهي التي تجيب عنه” رفض لطرش إبداء رأيه بخصوص قرار الإدارة الأخير بعد صرفها النظر لحد الآن على حوالي 7 لاعبين، آخرهم جيلاني ورزيوڤ، معتبرا أن ما حدث مستمد من النظرة الشخصية للإدارة وليس لديه تعليق في الموضوع مفضلا عدم إبداء تفسيرات، خاصة أنه كان بعيدا نسبيا عن محيط النادي في المدة الأخيرة، ويبقى الحاج زيداني هو المخول بالإجابة عن هذه المسالة بالدرجة الأولى بحكم أن الهيئة المسيرة هي المسؤولة عن مثل هذه الأمور، وإذا كان هذا الأخير رفض التعليق كثيرا على ما حدث إلا أنه لم يستبعد حسب قوله إمكانية استعادتهم إذا رأت الإدارة حاجة التشكيلة إلى خدماتهم الموسم المقبل وفقا للأهداف المسطرة بطبيعة الحال. لطرش يخفق لأول مرة في ضمان البقاء ستبقى مسيرة المدرب لطرش مع المولودية من أسوأ التجارب التي سجلها على مدار السنوات الأخيرة في مهنته كمدرب، وإذا كان قد وفق في أغلب تحدياته سواء في ضمان البقاء على غرار ما قام به مع عديد الأندية في صورة مولودية قسنطينة، وداد بوفاريك، أهلي البرج إضافة إلى طموحات الصعود مع أندية معروفة في صورة اتحاد بسكرة، شبيبة بجاية، اتحاد عنابة وغيرها من الأندية التي أشرف عليها موازاة مع تحقيق هدف السقوط إلى القسم الأول، فإنه فشل في التحدي الذي رفعه هذا الموسم مع مولودية باتنة التي غادرت تحت إشرافه حظيرة الكبار، ولو أنه اعترف مسبقا بأن حظوظ تحقيق المعجزة ضئيلة جدا انطلاقا من الطريقة التي أنهى بها أصحاب اللونين الأبيض والأسود مرحلة الذهاب. رزيوڤ لم يتقبل خرجة الإدارة ويصفها بالعشوائية لم يفهم المدافع المحوري رزيوڤ أبعاد وخلفيات قرار إبعاده من الإدارة الباتنية على ضوء المراسلة التي تلقاها من الهيئة المسيرة التي رفعت قائمة اللاعبين المسرحين قبل نهاية الموسم إلى 7 أسماء كاملة آخرهم جيلاني ورزيوڤ، وقد وصف هذا الأخير خرجة الإدارة بالعشوائية خاصة أنها لم تستند إلى مبررات منطقية سواء من ناحية التسلسل الزمني للقرار أو خلفياته بحكم أنه كان حاضرا ضمن قائمة 18 الخاصة باللقاء المنصرم أمام اتحاد البليدة، وهو ما جعله يعتبر ما حدث أمرا مدبرا من الأطراف الساهرة على النادي لغرض معين أوله مادي استهدف أكثر الأسماء الذين لم تسو مستحقاتها، وآخر لم يرد الإشارة إليه في الوقت الذي يمكن تفسيره ببرودة العلاقة السائدة مع بعض الجهات المحسوبة على النادي. غياب لعور يثير التساؤل سجل مدرب الحراس لعور غيابه عن الحصة التدريبية الأخيرة التي جرت أول أمس الخميس، وهو ما أثار العديد من الاستفهامات، كما ربطها البعض بإمكانية انسحابه هو الآخر بحكم أنه التحق بالفريق مع المدرب الرئيسي لطرش ويكون قد انسحب بانسحاب هذا الأخير، وإذا تجسد ذلك فإن الإدارة ستكون مرغمة على إيجاد بديل يقوم بالسهر على تدريب حراس المولودية بقيادة طوال وليتيم. التشكيلة تعود إلى التدريبات مساء اليوم استفادت العناصر الباتنية من يوم واحد للراحة بعد آخر حصة جرت صبيحة أول أمس الخميس، ومن المنتظر أن يعود رفقاء طوال إلى جو التحضيرات مجددا مساء اليوم الخميس بمناسبة حصة الاستئناف المبرمجة بداية من الرابعة، وسيسهر عليها المدرب بن جاب المرشح لمواصلة مهامه بمفرده إلى غاية نهاية الموسم في ظل انسحاب زميله لطرش على خلفية لقائه الأخير بالمسؤول الأول في النادي الحاج زيداني. ------------------------------------------------------------------- رزيوڤ: “الإدارة تريد تغطية الشمس بالغربال وما أقدمت عليه كان لحاجة في نفسها ” بداية كيف استقبلت قرار إبعادك عن التدريبات؟ لحد الآن لم افهم ما يحصل في الفريق نتيجة القرارات الارتجالية التي تصد من حين إلى آخر، على غرار ما حدث لي، حيث أبلغتني الإدارة رفقة جيلاني بقرار الإبعاد وعدم مواصلة التدريبات، وأعتقد أن هذا الأمر غير جدي في مولودية باتنة بالنظر إلى القرارات العشوائية التي بات يتخذها القائمون على الفريق. إلى ماذا ترجع ما أقدمت عليه الإدارة في نظرك؟ السؤال يطرح على الإدارة نفسها حتى نفهم السبب، وأكيد أنه إذا عرف السبب بطل العجب، لأن ما حدث الغرض منه تغطية الشمس بالغربال، وكما يقال هو لحاجة في نفس يعقوب والأيام المقبلة ستوضح صحة ما أقول. ماذا تقصد من كلامك؟ الأمور واضحة، والقرار الصادر غرضه مادي بحت، والإدارة أرادت من وراء ذلك صرف النظر عن خدمات اللاعبين الذين يدينون بأموال معتبرة لم يتم تسويتها منذ مدة طويلة، ومقابل ذلك تسعى إلى الاحتفاظ باللاعبين الشبان والأسماء الأخرى التي لازالت تربطها عقود مع الفريق. هل نفهم أن المسيرين يريدون هضم حقوقك من وراء هذه الخرجة؟ — لا أحد بمقدوره أن ينفي عدم حصولي على مستحقاتي، وحتى أكون واضحا مع الجميع فإنني لازالت لم أحصل على الشطر الأول كاملا لكن في الوقت نفسه أملك صك ضمان خاص بالعضو المسير الحاج زدام، لذلك فإن مستحقاتي ستسوى مهما كان الحال، لكن الشيء الذي لم أفهمه هو كيف لإدارة المولودية أن تتحرك في هذا الوقت بالذات. كيف تفسر ذلك؟ أطرح سؤالا مهما وهو أين كانت الهيئة المسيرة منذ بداية الموسم، خاصة في الأوقات التي كان فيها اللاعبون في حاجة إلى خدمات المسيرين، حينها كان الجميع بعيدا عن ساحة النادي، وحتى في الأوقات التي احتاجت فيها التشكيلة إلى التحفيز المادي والمعنوي من أجل الحفاظ على أمل البقاء، فضلوا مواصلة الغياب عن الساحة، وبعد أن تأكد الجميع من سقوط المولودية عقب مباراة اتحاد العاصمة أصبح الجميع يحضر ويصدر القرارات في ظروف غير مفهومة تماما. علمنا أن رئيس الفريق أبلغكم بقرار الإبعاد كتابيا، فماذا احتوى مضمونه؟ بصراحة، ما حدث يدعو إلى التأسف وينم على قلة المسؤولية كما يعكس العشوائية في التسيير، لأنه ببساطة لم نسمع يوما بأنه تم عقد المجلس التأديبي إضافة إلى ذلك فإننا لم نعلم منذ بداية الموسم ببنود القانون الداخلي الذي على ضوئه يتم تحديد حقوق وواجبات اللاعبين تجاه النادي، وعلى هذا الأساس أؤكد بأن الاجتماع الأخير المنعقد كان وهما وبحضور أشخاص وهميين والنتيجة تعد في نظري وهمية ولا ترتبط بالواقع. كيف ذلك؟ حسب ما تضمنه القرار فإنه اتخذ يوم 14 أفريل بعد عقد الاجتماع الذي تم يوما قبل ذلك في الوقت الذي تدربت بصورة عادية ولم يتم تبليغي بأي مسألة تخص هذا الجانب قبل أن أتفاجأ بقرار الإبعاد، وهو ما جعلني اعتبر المسألة مبرمجة لأسباب فيها الكثير من الخلفيات. هل تقر بوجود تناقض في طبيعة القرار المتخذ؟ هذا لا نقاش فيه، وهذا التناقض لا يعلم به إلا من اتخذ القرار شخصيا لذلك سأترك المعنيين مع ضمائرهم وعليهم بتحمل مسؤولياتهم تجاه الجميع، خاصة أنه حدثت أمور خطيرة هذا الموسم وغير مشرفة تبرهن على مدى التمييز الحاصل في القرارات. مثلا؟ ببساطة هناك لاعبين غابوا أكثر من 10 أيام وهناك من لازالوا غائبين عن الفريق دون أن يتم اتخاذ أي قرار ضدهم في الوقت الذي اختلقوا أسبابا وهمية لمعاقبة لاعبين آخرين دون أي مبرر واضح ومعقول. ألا ترى أن عدم مشاركتك في لقاء البليدة وراء ما حدث؟ أولا بخصوص اللقاء الأخير، فكنت مصابا ومع ذلك فإن الطاقم الفني أدرج اسمي ضمن قائمة 18، وليس بوسعي التدخل في صلاحيات المدرب، إلا أن السؤال المطروح كيف يتم استدعائي رغم أنني مصاب والجميع يعلم بعدم قدرتي على المشاركة، وكان من الأجدر لو تم منح الفرصة للاعبين شبان آخرين أو أسماء أخرى لم توجه لها الدعوة على غرار أمعوش مثلا . ما رأيك في القرار المماثل الذي مس لاعبين آخرين بحجة غيابهم عن مباراة البليدة؟ الشيء الذي لم أفهمه هو كيف عاد هذا النوع من الانضباط في الوقت الذي يعرف الفريق إهمالا حقيقيا منذ بداية الموسم وحتى في الأوقات التي كان الفريق خلالها مرشحا للدفاع عن حظوظه في البقاء، الشيء الذي فهمته هو أن العملية مدبرة ورواء العديد من الخلفيات أولاها مسألة الأموال والثانية سيكتشفها الجمهور الباتني قريبا. ما رأيك في السير العام الذي ميز لقاء البليدة بالنظر إلى كل ما قيل عنه؟ ليس لدي ما أقوله، لأن مثل هذه المواجهات يكثر الحديث عنها خاصة أنها تخص مصير عدة أندية تلعب من أجل البقاء مثل البليدة و3 أندية أخرى على الأقل، وهو ما يزيد من حدة الإشاعات والشكوك، وأنا هنا لا أستطيع الحكم على أي شيء والله تعالي هو الذي يعلم بالجوانب المكشوفة والمخفية على حد سواء. ما هو العمل الذي ستقوم به للمطالبة بمستحقاتك؟ لا أفكر حاليا في الأمور التي تخص مولودية باتنة لأنني أريد الانشغال مؤقتا بعائلتي بعد أن رزقت بطفل يوم الأربعاء المنصرم، أكيد أنني أملك صك ضمان حول مستحقاتي خاص بالعضو المسير زدام ولن أتسرع في اتخاذ أي قرار إلى حين التفكير والتريث في الأمر. وحتى أكون معك صريحا، فإننا لم نتلق أي سنتيم في الأشهر الخمسة الأخيرة، أصبحنا نصرف من جيوبنا وهو ما يعني حسب رأيي أن هذا القرار جاء في وقته حتى يتسنى لي الركون إلى الراحة والتفكير في أموري الشخصية والعائلية. كيف تقيم المواسم الثلاثة التي قضيتها بألوان المولودية؟ رغم أن هناك ذكريات جميلة لا يمكن أن تمحى بسهولة إلا أن ما حدث في الموسمين الأخيرين جعلني أصل إلى قناعة وهي أن تكرار الأخطاء نفسها يؤكد أن المسيرين لم يحفظوا الدرس، ما جعل ضمان البقاء هذا الموسم مستحيلا في الوقت الذي ضمنا البقاء الموسم المنصرم بصعوبة بالغة، وأنا أتأسف كثيرا على ما حدث لأن أنصار النادي لا يستحقون ذلك. هل ندمت على تجديدك العقد بعد مواصلتك المسيرة هذا الموسم؟ رغم أن الزمن لا يعود إلى الوراء إلا أنه لو كنت أعلم أن هذه المشاكل الخطيرة ستحدث لكنت قررت عدم التجديد تماما ولوقعت لصالح أحد الأندية التي طلبت خدماتي، لأنني منذ بداية الموسم أحسست بأن الأمور لا تبشر بالخير. متى أحسست بذلك بالضبط؟ بداية من الجولة الثانية، وبالضبط بعد الفوز الذي حققناه أمام مولودية وهران حين أكدت للعضو المسير معلى أن هذا الفوز لا يغطي نقائص المولودية، وقلت له إننا سنواجه صعوبات كبيرة وهو ما حدث خاصة أن الأمور تعقدت بالإهمال الموجود في الفريق. هل يعني انتقادك للإدارة أن اللاعبين لا يتحملون نصيبا كبيرا من المسؤولية في سقوط النادي؟ اللاعبون لا يتحملون مسؤولية ما حدث للمولودية لأنهم كانوا في حاجة إلى يد العون والتحفيز المادي والمعنوي إلا أنهم في كل مرة يجدون أنفسهم وحدهم فوق الميدان دون أي مساندة وهو ما أثر في نفسيتهم ومردودهم ومع ذلك فقد أدوا ما عليهم وفق إمكاناتهم الشخصية لأنه لا يمكن أن نطلب المستحيل من لاعب شاب أو عنصر التحق من فريق متواضع ومغمور. هل تفكر في مواصلة المشوار أم أنك ستنهي مسيرتك الكروية؟ لحد الآن لم أفكر في الموضوع، لأن ما حدث لي هذا الموسم في مولودية باتنة أثر في نفسيتي كثيرا وجعلني أفكر حتى في إنهاء مسيرتي الكروية، ومع ذلك سأنتظر إلى غاية نهاية الموسم وبعدها سأفكر لاتخاذ القرار الأنسب على ضوء وضعيتي النفسية والعروض التي تصلني أيضا.