“القول إننا تآمرنا على بن شيخة ورفضنا اللعب منحط المستوى” يعترف المدافع المحوري للمنتخب الوطني “كارل مجاني” أنّ الهزيمة التي تكبدها “الخضر” أمام إفريقيا الوسطى لا مبررات لها، مهما كانت الصعوبات والعراقيل التي واجهها ورفاقه في “بانغي”، ملحّا على ضرورة نسيان هذه الخسارة، والإلتفات إلى المستقبل ما دامت حظوظ التأهل لا زالت قائمة، وبخصوص الإتهامات التي وجهها البعض للاعبين حول تواطئهم على رأس بن شيخة استاء اللاعب كثيرا ورفض التعليق عليها. “كارل” المنتخب الوطني يهزم أمام منتخب مغمور ونكرة اسمه إفريقيا الوسطى، ويتلاعب بحظوظه في الوصول إلى نهائيات كأس إفريقيا المقبلة، فهل لديك ما تقوله حول هذه الخسارة؟ صحيح أنّ نتيجة المباراة كانت مفاجئة لكل التوقعات، وحتى نحن اللاعبين أنفسنا لم نكن نتوقعها، لأنّ المنافس كما ذكرت مغمور وكان غائبا على الساحة القارية منذ فترة طويلة من الزمن، لكن الظروف الصعبة التي أحيطت بالمباراة، أثقلت كاهلنا وجعلت مهمتنا عسيرة جدّا، شخصيا إكتشفت لأول مرة اللعب في إفريقيا السوداء، وتيقنت من صعوبة المهام لأي منتخب يلعب هناك، ولعل ما زاد المأمورية صعوبة هو اللعب أمام منافس غير معروف على الساحة الكروية. أعترف وأقرّ أننا لم نظهر بالمستوى المطلوب رغم المجهودات الجبارة التي بذلناها، وأعترف أن خسارتنا منطقية جدّا ، لكن الحديث عن ذلك لا ولن يجدينا نفعا، وعلينا أن نفكّر من الآن في المستقبل لأننا لم نُقص بعد. تبدو متأثرًا للخسارة، أليس كذلك؟ بطبيعة الحال أنا متأثر، الأمر يتعلق بمنتخب بلادي التي أدافع عن ألوانها، أنا ورفاقي جميعنا تأثرنا كثيرا لهذه الخسارة، ولم نحتمل أن نضيّع ثلاث نقاط هامة للغاية، لاسيما بعدما أهدرنا نقطتي تانزانيا في عقر دارنا، والآن لا نملك من حل سوى أن نعوضها في الخرجات المقبلة. تحدثت عن ظروف عصيبة واجهتكم هناك، ما هي هذه الظروف وما هي الأسباب الحقيقية التي تقف وراء الخسارة المفاجئة، والتي حالت دون ظهور المنتخب ككل بمستواه الحقيقي؟ الطقس، الرطوبة، الحرارة كلها عوامل تدخل في الحساب. لكن صدقني لا أريد أن أجعل لخسارتنا هذه أسبابا وذرائع أبرّر بها الوجه الهزيل الذي ظهرنا به، علينا أن نعترف أننا لم نكن في المستوى وإنتهى الأمر، ثم أننا في الوقت الحالي وبالنظر إلى الحالة النفسية السيئة التي نمر بها لا يمكننا أن نشخص الداء ونحدد الأسباب الرئيسية التي كانت وراء خسارتنا. أعتقد أنه مع مرور الوقت، وفي ظروف أخرى حين يكون الواحد منا مرتاحا، بإمكاننا أن نسترجع ما جرى لتحديد الأسباب الجوهرية، والعمل على تصحيح الأخطاء المرتكبة، والآن لا بد ألا نفقد الأمل، فبالصبر والعمل والجدية ستتحسن الأمور مستقبلا إن شاء الله. تتحدث عن الأمل رغم أنّ مهمة التأهل صارت عسيرة إذ يلزمكم 12 نقطة للتأهل، فهل ترى أن ذلك ممكنا؟ الأمل يبقى قائما إلى آخر لحظة، الفارق بيننا وبين الأول لا يتعدى ثلاث نقاط، ثم أن هناك أربع مباريات لا زالت تنتظرنا، صحيح أننا بخسارتنا هذه دخلنا خانة الحسابات، وصرنا مجبرين على الفوز بكل اللقاءات لضمان التأهل، إلا أني متفائل، وأرى أن الوقت في صالحنا لكي نعمل ونتأقلم مع الخطط الجديدة في الأشهر الخمسة المقبلة، ولكي نجري أفضل تحضير للمباريات المقبلة وأولها مباراة المغرب. لكن المهمة ستكون صعبة أمام المنتخب المغربي الذي ينافس بشدة من أجل العودة إلى الواجهة؟ صحيح صعبة لكن ثقتي في المجموعة التي نمتلكها كبيرة، منتخبنا يملك خبرة طويلة وهو قادر على توظيفها في مثل هذه المباريات، شخصيا أتذكر أن رفاقي تكبّدوا هزيمة ثقيلة في دورة أنغولا أمام المنتخب مالاوي بثلاثية نظيفة في أول جولة من نهائيات كأس إفريقيا، وبعدها عادوا بقوّة وأزاحوا كبار المنتخبات من الطّريق في صورة مالي وكوت ديفوار، قبل أن يصلوا للدور نصف النهائي، بل وكادوا يصلون إلى النهائي للتنافس على اللقب. لذلك فباستطاعتنا أن نكرّر ذلك، لاسيما أن الوقت كما قلت لك في صالحنا لتصحيح الأخطاء والوقوف على أرجلنا من جديد. ألا ترى أن التأهل سيلعب بين الجزائر والمغرب في مباراتي الذهاب والإياب ؟ من الضروري أن نحقق الفوز في مباراتينا أمام المغرب، لكن علينا أن لا نغفل عن منتخب إفريقيا الوسطى، صحيح أن مصيرنا صار مرتبطا الآن بالخرجتين المقبلتين أمام المغرب، لكن علينا ألا ننسى منتخب إفريقيا الوسطى الذي يتصدّر المجموعة حتى الآن بأربع نقاط، فالحذر يبقى مطلوبا منه هو الآخر. ما تعليقك على من قال أنّ اللاعبين لم يقبلوا العمل مع بن شيخة ورفضوه فكان ردهم سلبيًا يوم المباراة؟ لن أرد على كلام كهذا، يؤسفني أن أقول أنه كلام منحط المستوى، ليعلم الجمهور الجزائري أننا أعطينا كل ما نملك فوق الميدان، وللأسف الشديد فإننا لم نفلح. أعتقد أن المدرب يدرك أننا لم نغش يوم المباراة. وكما قال كل رفاقي فإن كلاما كهذا لا يجب أن يصدر في حق منتخب لعب مؤخرا نهائيات كأس العالم. لنتحدث الآن عن مردودك الشخصي في أول خرجة لك مع المنتخب إلى إفريقيا السوداء في التصفيات القارية، فكيف تقيّمه؟ للأسف فإن أول خرجة لي أساسيا إلى إفريقيا السوداء تزامنت وخسارة لم تكن متوقعة. ورغم أني وجدت راحتي رفقة زملائي المدافعين فوق الميدان إلا أني أحتاج مزيدا من الوقت للتأقلم مع طريقة لعب المنتخب. ثم إني لا يمكنني أن أقيّم مردودي الفردي في مباراة انهزمنا فيها، وأفضّل أن أتحدث عن المردود الجماعي الذي أقر بأنه كان ضعيفا حيث مررنا جانبا. وهل وجدت ضالتك إلى جانب بوڤرة؟ أجل كنت مرتاحا إلى جانبه، ووجدت تفاهما كبيرا بيني وبينه. وهل من تعليق حول العقوبة التي سلطتها عليك الاتحادية الفرنسية، والتي تقضي بغيابك عن لقاءات فريقك “أجاكسيو” في 6 مباريات كاملة؟ كنت أتمنى أن تكون العقوبة خفيفة بعض الشيء، لكن للأسف أنها كانت شديدة. الأمر سيسمح لي بأن أرتاح قليلا لأني لعبت كل المباريات منذ انطلاق الموسم رغم رغبتي في مساعدة فريقي من جديد. وتعليقي حول العقوبة عادٍ جدا، لأن العقوبة تدخل ضمن قواعد اللعبة وعليّ أن أتقبلها مهما كانت قساوتها. وهل كان لهذه العقوبة انعكاس سلبي على أدائك ونفسيتك خلال لقاء إفريقيا الوسطى؟ لا، لم تؤثر في شخصي إطلاقا، لأن الأمر يتعلّق بمنافستين مختلفتين. ثم إن الفرق كبير بين اللعب في نادٍ واللعب في المنتخب. ثق أني كنت مركّزا 100 بالمائة على مباراة إفريقيا الوسطى، ومن المستحيل أن أقحم العقوبة التي تلقيتها مع أجاكسيو في خسارتي مع المنتخب. في الأخير هل من كلمة للجمهور الجزائري الذي لا زال إلى حد الآن متأثرا جدّا للخسارة التي منيتم بها أمام إفريقيا الوسطى؟ أتفهّم الجمهور الجزائري وأتفهم تأثره لتلك الخسارة. أنا مثلهم تأثرت لذلك ورفاقي أيضا لم يهضموا الخسارة. أستغل الفرصة لكي أعدهم بأن الأمور سوف تتحسن مستقبلا، لكني أطلب منهم بالمناسبة شيئا وحيدا. وهو.. ألاّ يتخلوا عنا لأننا في أمسّ الحاجة إلى مساندتهم وتشجيعاتهم، نحن من دونهم لا يمكننا أن نفعل أي شيء، وعليهم أن يبقوا خلفنا حتى نعود بقوة في الجولات المقبلة. --------------------------- مجاني قضى يومين في الحراش ويغادر اليوم عكس أغلبية اللاّعبين المحترفين الذين شدّوا الرّحال إلى فرنسا مباشرة بعد عودتهم من إفريقيا الوسطى صبيحة يوم الاثنين، فإن المدافع كارل مجاني فضّل أن يمكث بعض الأيام في العاصمة وبالضبط عند عائلته بالحراش، لاسيما أنه اشتاق كثيرا إلى أجواء البلد وغير ذلك. حيث مكث يومين عند أفراد عائلته قبل أن يغادر اليوم إلى فرنسا أين سيكون مجبرا على استئناف التدريبات مع فريقه “أجاكسيو” رغم عقوبة الست مباريات التي سلطت عليه. كان يتمنى حضور لقاء الصفراء أمام عنابة وكان “كارل” يأمل في حضور مباراة إتحاد الحراش أمام إتحاد عنابة التي ستجرى يوم السبت المقبل، غير أن ارتباطاته المهنية مع فريقه أجبرته على العودة إلى فرنسا اليوم، وذلك دون أن يحقق رغبته التي تكمن في مشاهدة مباراة من مباريات فريقه المحبوب.