سيكون الموعد شهر مارس المقبل مع لقاء القمة لحساب الجولة الثالثة من المجموعة الرابعة للتصفيات المؤهلة لنهائيات كأس إفريقيا المقبلة في الغابون وغينيا الاستوائية عندما يستقبل منتخبنا الوطني نظيره المغربي، وأبينا إلا أن نتصل بالحارس الأساسي للمنتخب المغربي ونادي الوداد البيضاوي نذير المياغري وتطرقنا معه في هذا الحوار إلى بعض النقاط المتعلقة بالمباراة المقبلة بين المنتخبين، وعدنا به للحديث عن الفوز الذي حققه منتخب أسود الأطلس في تانزانيا وفي نفس الوقت انهزام الخضر في إفريقيا الوسطى. ❊ صباح الخير نذير معك صحفي من الجزائر، كيف هي أحوالك ؟ مرحبا بك، أنا بخير الحمد لله كل شيء يسير على أحسن ما يرام. ❊ عُدت مع ناديك الوداد البيضاوي بتعادل من خارج الديار عند مواجهة الكوكب المراكشي، كيف كان ذلك ؟ لقد كان اللقاء صعبا بالنسبة لنا والمهم أننا عدنا بالتعادل من دون أهداف، وسنسعى لتحقيق نتائج إيجابية أخرى في الجولات المقبلة بطبيعة الحال. ❊ نتحدث الآن عن المنتخب المغربي، تمكنتم من العودة بالفوز في المباراة الأخيرة من تانزانيا، كيف كان ذلك ؟ لم يكن ذلك الفوز سهلا كما يعتقد الكثيرون، لأننا قمنا بمجهودات جبارة حتى نعود من تانزانيا بالزاد كاملا والحفاظ على حظوظنا كاملة في التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا المقبلة، وكانت لدينا إرادة فولاذية نحن اللاعبين وعملنا جاهدين حتى لا نتعثّر في هذه الخرجة ونحن الذين كنّا قد تعثرنا في اللقاء الأول أمام إفريقيا الوسطى بالمغرب. ❊ كيف كانت الظروف في تانزانيا من حيث الإقامة، درجة الحرارة، الرطوبة وأرضية الميدان ؟ في حقيقة الأمر ظروف الإقامة كانت مريحة وحتى الإطعام كان في المستوى وليس مثلما كنا نتوقع، أما فيما يتعلق بدرجة الحرارة فإنها كانت مرتفعة وأثّرت فينا كثيرا بالإضافة إلى نسبة الرطوبة المرتفعة، وأثّرت في طريقة لعبنا، لكن إرادتنا الكبيرة ونيتنا في تحقيق الفوز جعلتنا نتغلّب على كل الصعاب ولم نفكر إطلاقا في إمكانية عودتنا إلى المغرب من دون نتيجة إيجابية. ❊ وعن اللقاء في حد ذاته، كيف كان بالنسبة لكم، وكيف تمكنتم من تحقيق الفوز فيه ؟ كما قلت لك اللقاء كان في غاية الصعوبة ولاعبو المنتخب التانزاني دخلوا بثقة زائدة في النفس بعد تحقيقهم التعادل في الجزائر، وظنوا أن أمورهم ستكون سهلة عند مواجهتنا، وبعدما صمدنا في النصف ساعة الأول دخلنا في اللقاء وحاولنا مباغتة الفريق المنافس، وهو ما كان لنا في أول فرصة حقيقية ما بين الشماخ والحمداوي هذا الأخير الذي لم يتوان في وضع الكرة في الشباك، وقد حافظنا على تفوقنا إلى غاية إعلان الحكم عن نهاية اللقاء على الرغم من الضغط الشديد الذي كان مفروضا علينا. ❊ على ذكر الضغط كيف تمكّنتم من الصمود في ظل كل تلك الظروف التي واجهتكم ؟ إرادتنا الكبيرة كما قلت لك من قبل جعلتنا نتغلب على كل الصعاب لأن مسؤولية شعب بأكمله كانت على عاتقنا ولم يكن لدينا أي عذر للتعثّر في هذه المواجهة، لأن أي نتيجة سلبية من شأنها أن تدخلنا في متاهات، خاصة بعد التعادل في الجولة الأولى أمام إفريقيا الوسطى. ❊ كنت من بين أحسن العناصر في ذلك اللقاء وحافظت على نظافة شباكك طيلة اللقاء، ما جعل الجميع يثني عليك، هل من تعليق ؟ لم أقم إلا بواجبي في ذلك اللقاء وأنا دائما أحاول أن أكون في المستوى وأقدّم الإضافة المنتظرة مني، وبما أنني من بين أقدم اللاعبين في المنتخب فأحاول أن أمنح الثقة لبقية اللاعبين، خاصة في مثل هذه المباريات التي تكون في إفريقيا السوداء، ونحن أيضا نملك لاعبين ينشطون في أوروبا ولم يتعوّدا على مثل هذه الظروف الصعبة نوعا ما. ❊ إفريقيا الوسطى تمكّنت من تحقيق الفوز على المنتخب الجزائري، كيف استقبلت هذا الخبر ؟ لقد تفاجأت كثيرا أنا وبقية رفاقي في المنتخب لأننا صراحة لم نكن نتوقع أن يتعثّر المنتخب الجزائري في إفريقيا الوسطى هذا المنتخب الذي واجهناه في المباراة الأولى ووقفنا على محدودية مستواه، لكنه خادعنا وحقق التعادل فقط بالاستماتة الدفاعية والاعتماد على الهجمات المعاكسة، وكان المفروض على لاعبي الجزائر أن يكونوا أكثر واقعية ويعودوا بالفوز من هناك. ❊ لكن لاعبي المنتخب الوطني الجزائري اشتكوا من بعض العوامل على غرار درجة الحرارة والرطوبة التي أثّرت فيهم، وهي نفس الظروف التي واجهتكم ؟ في أدغال إفريقيا الأمور ليست بالسهلة وكل المنتخبات الإفريقية تصبح صعبة فوق ميدانها، وكما تعلم ففي المنتخب المغربي نضم عدة لاعبين ينشطون في مختلف الدوريات الأوروبية ولم يتعوّدوا على اللعب في إفريقيا بحكم أنهم كذلك ولدوا في أوروبا وتمكنّا رغم ذلك من تحقيق نتيجة إيجابية في تانزانيا، ولكن فيما يتعلّق بالمنتخب الجزائري لم أفهم إطلاقا ما سبب ذلك الوجه الذي ظهر به اللاعبون في إفريقيا الوسطى، صحيح أن معظمهم ينشط في أوروبا وتأثروا للظروف القاسية لكن هذه ليست حجة لأن منتخب إفريقيا الوسطى متواضع ولم يكن على الجزائر أن تنهزم في تلك المباراة، لأن لاعبيكم يملكون من الخبرة ما يسمح لهم بالتفوق خاصة أنهم شاركوا في كأس إفريقيا الأخيرة في أنغولا وكأس العالم بجنوب إفريقيا. ❊ المنتخب الجزائري بعد هذا التعثّر عقّد من مأموريته أكثر فأكثر في هذه المجموعة، أليس كذلك ؟ نعم، لقد صارت مهمته صعبة، لكن لا تزال هناك أربع مباريات وكل شيء ممكن، وتأشيرة التأهل لم تحسم بعد. ❊ سيكون الموعد شهر مارس المقبل مع اللقاء المرتقب بين المنتخبين الجزائري والمغربي، هل تفكر في هذه المواجهة من الآن ؟ منذ إجراء القرعة ونحن ننتظر هذا اللقاء الذي سيجمعنا مع المنتخب الجزائري الشقيق الذي فرحنا له بالعودة مجدّدا إلى القمة والتواجد في كأس العالم الأخيرة، لكن ما حدث له مؤخرا في إفريقيا الوسطى غير مفهوم ولا يمكنني أن أقول بأنه يخدم مصالحنا مثلما سمعته من هنا ومن هناك، لأنه في مباريات الداربي لا يمكن لك أن تتكهن بنتيجة اللقاء، وبالتالي فنحن نفكّر في مباراتنا المقبلة أمام الجزائر وسيكون لنا متسع من الوقت للتحضير لها إن شاء الله. ❊ سيلتحق في الأيام المقبلة المدرب البلجيكي ڤيريتس بالعارضة الفنية للمنتخب المغربي، هل تعتقد بأنه سيقدم الدعم والإضافة المنتظرة منه قبيل لقاء الجزائر ؟ نتمنى أن يكون التحاقه موفقا ونواصل معه هذه الاستفاقة التي سجلناها في تانزانيا. هناك من يقول عن ڤيريتس بأنه مدرب عالمي وكبير ويملك من الحنكة ما يسمح لنا بالتطور معه، وهدفنا يبقى العمل على تحقيق التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا القادمة والسعي لحصد المرتبة الأولى. ❊ وعن لقاء الجزائر شهر مارس، كيف تتوقّعه ؟ أتوقع أن يكون في غاية الصعوبة ما بين المنتخبين، وأدرك جيدا بأن المنتخب الجزائري سيلعب كامل أوراقه في هذا اللقاء، ومن جهتنا فلن نتسامح وسنحاول تحقيق نتيجة إيجابية تعزز من حظوظنا في التأهل. ❊ ألا تخشى أن يحدث بين الجزائر والمغرب مثلما حدث بين الجزائر ومصر من قبل والحرب الإعلامية ما أزّم من الأوضاع أكثر ؟ أنا متأكد أن لقاء كهذا سيكون قمة في الإثارة وستسوده الروح الرياضية لأن العلاقة بين الشعبين رائعة ولطالما كانت المباريات بين الطرفين نظيفة، والجانب الإعلامي سيكون له دوره الإيجابي في هذه المباراة، لأننا قبل كل شيء إخوة والأحسن هو الذي يتفوّق، وعن المشاكل السياسية فهي لا تعنينا نحن الرياضيين ونعدكم بأننا سنقدم صورة طيبة عن البلدين لأن هذه المباراة ستجلب إليها الأنظار، وشخصيا أنا متشوق للعب هذه المباراة. ❊ هناك من يقول بأن المنتخب الجزائري تراجع كثيرًا في مستواه خاصة بعد الخسارة في إفريقيا الوسطى، ما قولك ؟ يخطئ من يعتقد بأن المنتخب الجزائري ضعيف لأنه مرّ بمرحلة فراغ وأنا أتوقع عودته القوية خاصة في شهر مارس القادم، وسنسعى لتحقيق نتيجة إيجابية في الجزائر قبل استقبال الجزائر لإفريقيا الوسطى هذا المنتخب الذي فاجأ الجميع في بداية هذه التصفيات وأكد بذلك أنه لا توجد منتخبات صغيرة وأخرى كبيرة، ولا يمكننا استصغار الجزائر لأنها تملك الإمكانيات للعودة بكل قوة. ❊ هل من كلمة في الأخير ؟ أشكركم على هذه الالتفاتة وأتمنى أن تجري الأمور في ظروف جيدة وأنا متأكد أنها ستجري في روح رياضية عالية ما بين المنتخبين لأننا أشقاء وتربطنا أمور عديدة، وأقول للجماهير الجزائرية بأن المتعة ستكون مضمونة في الجزائر وكذلك في المغرب، والأحسن سيتأهل، وإذا تأهلت الجزائر فإننا سنشجعها في كأس إفريقيا وفي حال تأهلنا فنحن متأكدون أن الجماهير الجزائرية ستشجعنا مثلما شجعناهم في كأس العالم وكأن الأمر يتعلّق بالمغرب.