حملت قائمة بن شيخة للقاء لوكسمبورغ الودي يوم 17 نوفمبر الحالي مفاجآت عديدة وضمت لاعبين سيحملون الألوان الوطنية لأول مرة من بينهم كريم بن يمينة الذي كان ينتظره الجميع قبل المونديال، وهو نفسه كان ينتظر ذلك لكن القدر شاء أن يُستدعى بعد ذلك، وستكون مباراة لوكسمبورغ الأولى له مع المنتخب وهو الأمر الذي أسعده كثيرا حسب ما قاله لنا في هذا الحوار الشيق الذي كشف فيه كيفية استدعائه للمنتخب الوطني، وتجدر الإشارة إلى أن الحوار أجريناه مع بن يمينة باللهجة العامية وبطريقة عادية رغم أن عمه ياسين كان بجانبه لمساعدته في حالة ما صعب عليه الأمر في التعبير عن شيء ما. أهنّئك على استدعائك إلى المنتخب الوطني ... شكرا لك، أنا سعيد للغاية بهذا الاستدعاء الأول الذي سيسمح لي بحمل القميص الوطني لأول مرة في حياتي. وكيف كان شعورك لما تلقيت خبر استدعائك؟ صراحة لم تسعني الدنيا من شدة الفرحة لأن حلمي كان تقمص الألوان الوطنية وتمثيل بلادي في المحافل الدولية، وهو ما تحقق مؤخرا لكن لا يمكن أن نتحدث عن التحاقي ب “الخضر“ قبل أن أدخل في هذا التربص فعلا وقبل أن أشارك في أول لقاء لي، لأن ذلك سيكون حدثا غير عادي في مسيرتي الكروية، لأني أحلم بذلك منذ الصغر. وكيف علمت بأنك ستستدعى في قائمة بن شيخة؟ كنت أعرف ذلك قبل خروج القائمة، لأني تحدثت مع المدرب الوطني عبد الحق بن شيخة وسأسرد لك كيف تم الأمر. تفضّل ... اتصل بي في بادئ الأمر عنتر يحيى لاعب بوخوم الذي تربطني به علاقة مميزة وأكد لي أن المدرب عبد الحق بن شيخة مهتم بضمي إلى المنتخب الوطني، وسألني إن كنت مهتما بالأمر حتى يقول ذلك ل بن شيخة عندما يتصل به، فقلت له: “بالطبع أنا موافق، فليتصل بي متى شاء“، وفي الغد اتصل بي المدرب عبد الحق بن شيخة وتحدثنا عن الأمر وحينها عرفت أني سأكون مستدعى إلى اللقاء القادم للمنتخب الوطني. وماذا قال لك بن شيخة؟ حديثنا كان مختصرا وحاول من خلاله معرفة رأيي في اللعب للمنتخب الوطني ومدى استعدادي لذلك، فأول سؤال طرحه عليّ هو هل أريد اللعب في المنتخب الوطني، وبطبيعة الحال إجابتي كانت بالقبول مباشرة، حيث أوضحت له أني جاهز لحمل الألوان الوطنية. من هو أول شخص اتصلت به بعد تلقيك مكالمة بن شيخة؟ والدي، لأنه أول إنسان كان ينتظر استدعائي للمنتخب الوطني بفارغ الصبر، وفي كل مرة كان يقول لي إنه يتمنى أن يراني أحمل ألوان المنتخب الوطني، فاتصلت به مباشرة بعد أن قطعت الخط مع بن شيخة وبعده اتصلت بعمي ياسين الذي يعيش هنا هو الآخر والذي يحدثني في كل مرة عن المنتخب، فاتصلت به وأكدت له أني سأكون حاضرا في التربص القادم للمنتخب الوطني، وهو ما أسعد جميع أفراد عائلتي لأننا جميعا كنا نحلم بهذا اليوم وقد تحقق ذلك أخيرا. وهل أنت على اطلاع بما يدور في المنتخب الوطني؟ بطبيعة الحال، أنا جزائري وأتابع أخبار المنتخب الوطني مثل كل الجزائريين، أعرف النتائج التي حققها المنتخب وأعرف بعض الظروف التي تدور في المجموعة، فلا تنسى أني كنت مرشحا للالتحاق بالمنتخب الوطني في وقت سابق ومن الطبيعي أن أكون على علم بكل أخباره. على ذكر ذلك، كنت مرشحا للالتحاق بالمنتخب قبل المونديال لكن ذلك لم يحدث، ألم تفقد الأمل في الانضمام إلى “الخضر“ بعد أن رفض سعدان استدعاءك؟ لا أبدا، لم أفقد الأمل ولم أفكر كثيرا في الأمر، صحيح أني كنت أنتظر دعوة المنتخب الوطني قبل المونديال وبالضبط تحسبا للقاء صربيا بالجزائر في مارس الماضي، لكن الأمر لم يحدث إلا أني ركزت على فريقي وعلى مواصلة اللعب بكامل لياقتي وإمكاناتي، هذا ما كنت أفكر فيه في ذلك الوقت وكنت أقول في قرارة نفسي إن الأمر سيحدث لا محالة، وها هو حلمي يتحقق الآن متمنيا أن أقدم ما عليّ للمنتخب. مشكلة المنتخب الوطني باتت معروفة وهي خط الهجوم، هل تعتقد أنك قادر على فك هذه العقدة وإعطاء الإضافة في الخط الأمامي للمنتخب؟ إذا كنا نتحدث عن الإمكانات فأنا أعرف نفسي جيدا وأعرف إمكاناتي وأنا قادر على تقديم الإضافة للمنتخب الوطني ومنح الكثير من الأمور، لكن كرة القدم لا يكفي فيها أن تكون جاهزا فقط بل تدخل فيها العديد من العوامل التي أتمنى أن تكون في مصلحتي حتى أقدم ما عليّ لمنتخب بلادي، المهم حاليا أنا أفكر في الذهاب للتربص الأول بلوكسمبورغ وإظهار ما عندي، وبعدها سيأتي كل شيء في وقته. لكنك لم تبدأ الموسم بطريقة جيدة، ألا تعتقد أنك لست في كامل لياقتك؟ لا هذا ليس صحيحا، رغم بدايتي الصعبة في البطولة إلا أني الآن أمر بفترة ممتازة وأنا في لياقة عالية بدليل تسجيلي هدفين في المباراتين الأخيرتين اللتين لعبتهما مع فريقي اتحاد برلين، وأتمنى أن يتواصل التوفيق معي في المنتخب الوطني وأقدم الإضافة لبلادي التي أفكر في حمل علمها عاليا منذ الصغر لأن علاقتي بالبلد خاصة للغاية. خاصة أنك كنت تأتي كثيرا للجزائر في صغرك وهو ما سمح لك بالحديث بالعامية، أليس كذلك؟ بطبيعة الحال، منذ صغري تعلمت العربية وأنا أتحدث اللهجة العامية بصفة عادية، وكنت في كل مرة أبقى عند عائلتي في “لاڤلاسيار” وأزور البلد، لذا علاقتي خاصة بالجزائر وأتمنى أن أشرّف هذا البلد العظيم وأشرف عائلتي التي تعوّل عليّ كثيرا. هل لك علاقة مع لاعبي المنتخب الوطني؟ نعم، لدي علاقة مع بعضهم على رأسهم عنتر يحيى الذي أتحدث معه كثيرا، هناك أيضا مطمور الذي أعرفه وعمري شاذلي الذي لم أتحدث معه منذ مدة. ألا تخشى أن تواجهك مشكلة اللغة في المنتخب الوطني بما أن معظم اللاعبين يتحدثون بالفرنسية؟ لا أعتقد أني سأواجه أية مشكلة من هذه الناحية، فأنا أتحدث العامية ويمكن أن أتواصل مع زملائي بسهولة، أضف إلى ذلك أن كرة القدم أجمل ما فيها أنها تنطق بلغتها الخاصة وفوق الميدان نتحدث لغة كرة القدم، وبالتالي لا حاجة لنا للحديث بيننا بلغة أخرى، وأقصد هنا هو أنه يمكننا التفاهم فيما بيننا دون أي إشكال رغم عائق اللغة. بماذا تريد أن تختم الحوار؟ أنتظر بفارغ الصبر وصول موعد الذهاب إلى لوكسمبورغ حتى أدخل في التربص هذا، خاصة أني سمعت الكثير عن الأجواء المميزة التي تسود المجموعة وأنتظر بفارغ الصبر ارتداء القميص الوطني، أتمنى أن أكون عند حسن ظن الجميع وعلى رأسهم والدي وعمي ياسين اللذين سانداني كثيرا خاصة في قضية لعبي للمنتخب الوطني، وأريد أن أشكر كل من وثق بي، وأبلغ سلامي الحار “للبلاد” وكل أنصار الحراش.