إذا كان مدرب المنتخب الجزائري لازال في رحلة بحث عن مهاجمين بإمكانهم إعادة الهيبة للقاطرة الأمامية ل “الخضر“ خلال المواعيد الرسمية القادمة، فإن مدرب المنتخب المغربي (منافس “الخضر“ في الجولة القادمة من تصفيات “الكان“) يواجه صعوبات كبيرة في اختيار العناصر التي سيعتمد عليها في لقاء السابع والعشرين من شهر مارس، بسبب كثرة المهاجمين الذين ينشطون أغلبهم بالبطولات الأوروبية. وقد حذرت عديد الصحف المغربية وفي مقدّمتها “المنتخب“ من إمكانية حدوث فتنة جديدة داخل التشكيلة المغربية بسبب كثرة المهاجمين الذين استدعاهم المدرب “ايريك ڤيريتس “ لمواجهة إيرلندا الودية المقرّرة يوم السابع عشر نوفمبر، والذين ستضاف إليهم أسماء أخرى بعد تسوية وضعيتها لدى “الفيفا”، لاسيما في ظلّ رفض أغلب هؤلاء اللاعبين لفكرة البقاء على كرسي الاحتياط، بدليل ما حدث مع عادل تاعرابت لاعب “كوينز بارك رانجرس“، الذي هدّد بالانسحاب من تشكيلة “أسود الأطلس“ بسبب عدم إقحامه في المواجهة الأخيرة التي جمعت المنتخب المغربي بنظيره التانزاني، وقبله المهدي بن عطية لاعب “أودينيزي“ الإيطالي، الذي كان بدوره على وشك الانسحاب من تشكيلة “الأسود“ للأسباب نفسها. النعمة قد تتحوّل إلى نقمة و“ڤيريتس “ في ورطة وفي سياق تحذيرها من الفتنة المحتملة في صفوف المنتخب المغربي بسبب كثرة المهاجمين، أكدت أكثر من صحيفة مغربية أن نعمة الوفرة الكبيرة في المهاجمين على مستوى تشكيلة “أسود الأطلس“ قد تتحوّل إلى نقمة حقيقية عليها، لاسيما في ظل وجود ما لايقل عن 11 لاعبا من ذوي النزعة الهجومية في التشكيلة المغربية، وهم: مروان الشماخ، منير الحمداوي، يوسف العرابي، مبارك بوصوفة، عادل تاعرابت، ناصر الشاذلي، يوسف حجي، كريم آيت فانا، المهدي كارسيلا، نور الدين أمرابط واسماعيل العيساني. وهي الأسماء التي سيجد المدرب “ڤيريتس “ صعوبة كبيرة في التعامل معها وإقناع بعضها بالبقاء على كرسي الاحتياط، طالما أنه من المستحيل الاعتماد على كل هذا الكمّ من المهاجمين المتميّزين مع أنديتهم الأوروبية في لقاء واحد. عقلية “ڤيريتس “ قد تزيد المشكلة تعقيدا وصراع الحمداوي والشماخ قد يعود ولعلّ ما يزيد مخاوف المغاربة بشأن موضوع المهاجمين هو عقلية المدرب “ايريك ڤيريتس “، الذي لم يسبق له أن تعامل مع وضعية كهذه خلال مسيرته التدريبية الثرية، وهو ما قد يحول دون تحكمه في التعداد المتوفر بحوزته، ومن ثم تدشين موجة جديدة من الصراعات بين اللاعبين كوادر المنتخب المغربي، على شاكلة تلك التي نشبت في وقت سابق بين لاعب أرسنال مروان الشماخ وزميله من نادي أجاكس الهولندي منير الحمداوي بسبب شارة القيادة داخل التشكيلة المغربية، والتي لازالت تبعاتها قائمة حتى اليوم بحسب الصحف المغربية رغم تواجد اللاعبين جنبا إلى جنب في تشكيلة “أسود الأطلس“. “الخضر“ قد يستفيدون كثيرا من هذه الوضعية والأكيد أن المنتخب الوطني الذي سيواجه نظيره المغربي في نهاية مارس من السنة المقبلة برسم الجولة الثالثة من تصفيات “الكان”، قد يكون أكبر مستفيد من صراع المناصب وسط تشكيلة “أسود الأطلس“، ومن ثم النسج على منوال منتخبي الكاميرون والغابون اللذين استثمرا كثيرا في مشاكل المنتخب المغربي خلال التصفيات المزدوجة لكأسي العالم وإفريقيا لسنة (2010)، من خلال إخراجهما المنتخب المغربي من سباق التأهل بشكل مبكر، مستفيدين من الانشقاقات الكبيرة التي ظهرت وسط تشكيلة “الأسود“ خلال رحلة التصفيات، والتي انتهت بانسحاب عدّة لاعبين من المنتخب وإبعاد المدرب الفرنسي “روجي لومير“، الذي عجز رغم حنكته عن التحكم في هؤلاء اللاعبين المعروفين بشهادة وزير الرياضة المغربي منصف بلخياط، بصعوبة مزاجهم بالنظر إلى نشأتهم في بيئة لاعلاقة لها ببيئة بلدهم الأمّ. أطراف مغربية تسعى إلى إقناع مزدوجي الجنسية بعدم تلبية دعوة “ڤيريتس “ وبعلاقة مع “التخلاط” الذي بدأت تُشتم رائحته وسط التشكيلة المغربية، ذكر موقع “أم. بي. سي” نقلا عن صحيفة “المنتخب“ المغربية، بأن أطرافا مغربية فاعلة بأوروبا شرعت في حملة شرسة من أجل إقناع بعض اللاعبين المغاربة الذين يتوفرون على الجنسية المزدوجة بالتراجع عن تلبية دعوة المدرب المغربي “ايريك ڤيريتس “، الذي يوجد منذ نهاية الأسبوع الفارط في جولة مكوكية ب “القارة العجوز“ من أجل إقناع بعض العناصر اللامعة بحمل القميص المغربي والانضمام إلى تشكيلة “الأسود“ بشكل رسمي، بعدما أعطت موافقتها المبدئية في وقت سابق على غرار المهدي كارسيلا لاعب “ستاندار دولياج“ البلجيكي، وكذا كريم آيت فانا لاعب “مونبوليي“، إضافة إلى ناصر الشاذلي مهاجم نادي “توانتي“ الهولندي الذي استدعي للمواجهة الودية أمام المنتخب الإيرلندي.