ترك الفوز الأخير الذي سجلته المولودية العَلمية أمام اتحاد العاصمة بهدف يتيم من توقيع المدافع المحوري ملولي فريد، الكثير من الانطباعات الحسنة لدى أنصار الفريق بالنظر إلى أن هذه المواجهة أبانت عن العديد من الإيجابيات وجعلت التفاؤل سيد الموقف بخصوص مستقبل «البابية» في بطولة القسم الأول خلال الموسم الحالي. أحسن أداء تقدّمه منذ مواجهة عنابة في الذهاب ومن أهم الإيجابيات المسجلة في مواجهة السبت الماضي الأداء الجيد الذي قدمته التشكيلة العَلمية أمام اتحاد العاصمة والذي لم تقدّم عناصر «البابية» مثله منذ مدة طويلة، وبالتحديد منذ مواجهة اتحاد عنابة لحساب الجولة 11 في مرحلة الذهاب، ومن المعايير التي تحكم على أداء «البابية» بالجيد هو تقلص الأخطاء الدفاعية والفرص الكثيرة المتاحة للمهاجمين وكذا التحكم الجيد في الكرة، إضافة إلى الحرارة والرغبة في الفوز. الفوز على «سوسطارة» ب 6 غيابات يعني الكثير ومن جهة أخرى فلا يجب أن ينسى أحد أن المولودية العَلمية دخلت مواجهة اتحاد العاصمة السبت الماضي بغيابات مهمة وبالجملة، تمثلت في غياب الحارس صحراوي، خاوة (بقي في الاحتياط)، وقراوي بسبب الإصابة، وكذا بوجليدة، بن حاج وبلاوي بسبب العقوبة لكن ورغم ذلك إلا أن الفوز تحقق بفضل إرادة البدلاء ووسط ظروف صعبة للغاية، وكل هذا يكشف عن إيجابيات عديدة في تشكيلة «البابية». خزار عرف كيف يوظف أوراقه وإذا كنا قد تحدثنا عن اللاعبين والأنصار ودورهم البارز في الفوز المسجل أمام اتحاد العاصمة، فإن الأمانة تقتضي أيضا الحديث عن المدرب خزار الذي سير مواجهة السبت الماضي بذكاء كبير ووفق ما يحتاجه فريقه خاصة فيما يتعلق بالتشكيلة والخطة الهجومية التي اعتمدها واللتين كانتا منسجمتين كثيرا، كما برز خزار بتغييريه اللذين قام بهما بإقحامه كلا من كمارا وبوحافر وإغلاقه كل المنافذ أمام هجوم الاتحاد وهو ما سمح بخروج «البابية» فائزة في نهاية اللقاء. الثقة عادت وحتى الإنذارات والاحتجاجات تقلصت ويبقى أهم مكسب من المواجهة الأخيرة هو عودة الروح والثقة إلى اللاعبين، وهو ما سيكون له أكثر من انعكاس إيجابي على مشوار الفريق مستقبلا، وإضافة إلى ذلك فقد صنعت مواجهة سوسطارة الاستثناء بين المواجهات الأخيرة ولم يتعد فيها عدد المنذرين من صفوف «البابية» لاعبا واحدًا وهو بلهامل الذي تلقى بطاقة صفراء غير مستحقة، وهو ما يعني بدوره أن اللاعبين تعلّموا من أخطاء المواجهات السابقة. الأمور ستتحسن بعودة المصابين والمعاقبين وفي وقت حقّقت «البابية» الأهم أمام اتحاد العاصمة من خلال فوزها في ظل الغيابات الكثيرة المسجلة، فإن الوضع سيكون أحسن في مواجهة البرج مطلع الأسبوع المقبل بعودة المصابين في صورة صحراوي، خاوة وقراوي الذين اندمجوا في تدريبات المجموعة وسيكونون حاضرين في الموعد، إضافة إلى بلاوي الذي استنفد العقوبة الآلية أمام سوسطارة وهو ما سيزيد من حظوظ «البابية» في تحقيق نتيجة إيجابية ثانية على التوالي. بوجليدة وبن حاج سيستنفدان بعد البرج وإذا كانت مواجهة البرج ستعرف عودة العديد من الأوراق الرابحة في صفوف «البابية»، فإنها ستكون أيضا مناسبة لوسط الميدان بن حاج رضا والمدافع المحوري بوجليدة مراد لاستنفاد العقوبة والعودة أمام الحراش، حيث استنفد الأول لقاء واحدا أمام سوسطارة بعد أن عوقب بلقاءين بينما استنفد بوجليدة لحد الآن 3 لقاءات بغيابه أمام بلوزداد، عنابة وسوسطارة وهو الذي عوقب ب4 لقاءات إثر اعتدائه على لاعب «البوبية» دبوس. نتيجة إيجابية في البرج ستمهد لسلسلة من النتائج الإيجابية وبعد الفوز المسجل أمام اتحاد العاصمة، سيكون على تشكيلة «البابية» تدعيم هذه النتيجة بنتيجة إيجابية أخرى في المواجهة المقبلة بالبرج لتأكيد الفوز الأخير من جهة والتمهيد لسلسلة جديدة من النتائج الإيجابية على غرار ما حققته التشكيلة العلمية في بداية الموسم الحالي. الأواسط يواصلون الغرق إذا كان أكابر «البابية» قد استفاقوا من الغيبوبة وحققوا أول فوز لهم بعد 5 مواجهات كاملة، فإن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة للأواسط الذي تكبدوا خسارتهم الرابعة على التوالي أمام سوسطارة (1 2) بعد الهزائم السابقة أمام وهران (2 3)، «البوبية» (1 3) وبلوزداد (3 0)، ليواصلوا بذلك غرقهم ويتركوا وراءهم العديد من التساؤلات حول المعايير المعتمدة في انتقاء لاعبي الأواسط وطريقة العمل التي يعمل بها مدربو الفئات الشبانية والمنهجية التي تسير بها. والد بوزيدي كان فأل خير عرفت مواجهة اتحاد العاصمة حضور والد لاعب «البابية» المغترب بوزيدي عنتر إلى مدرجات ملعب زغار، حيث تنقل الوالد لونيس بوزيدي خصيصا من فرنسا من أجل اللقاء فكان فأل خير على «البابية» وابنه بما أن حضوره تزامن وأول فوز بعد 5 مواجهات، وهو ما أسعد الوالد بوزيدي الذي سعد أيضا بصدور حوار ابنه في «الهدّاف» في اليوم ذاته الذي حققت فيه «البابية» الفوز على اتحاد العاصمة. بوزيدي: «حضور والدي حفّزني كثيرا» وقد بدا اللاعب بوزيدي سعيدا للغاية في نهاية اللقاء بتحقيقه الفوز تحت أنظار والده، وعبّر عن ذلك قائلا: «حضور والدي حفّزني كثيرا في هذا اللقاء وأردت أن أشرّفه بأداء جيد والحمد لله أنه كان لي ذلك وحققنا الفوز الذي أهديه إياه كما أهديه لكل الأنصار وزملائي اللاعبين الذين أشكرهم على تحفيزهم ومساعدتهم لي». منحة «سوسطارة» ستسلّم قبل البرج مثلما وعدت بذلك، ينتظر أن تقوم إدارة مولودية العلمة بتسليم لاعبيها منحة الفوز المسجل أمام اتحاد العاصمة والمقدرة ب6 ملايين سنتيم للاعبين قبل مواجهة أهلي البرج، وهذا لضمان الأجواء المعنوية الجيدة التي تتواجد عليها عناصر التشكيلة وتحفيزها على تحقيق نتيجة إيجابية أمام «الكابا». الولاية هي التي رصدت منحة إضافية وإضافة إلى المنحة التي ستسلمها إدارة الفريق والمقدرة ب6 ملايين سنتيم، فإن هناك منحة إضافية خاصة مقدمة من جهة سرية، علمنا أنها تتمثل في ولاية سطيف أو بالأحرى الوالي بدوي حسب مصادر مقربة من «البابية». صديق ملولي فريد من مجانة تنبأ له بالتألق قبل مواجهة اتحاد العاصمة الأخيرة، كان المدافع المحوري فريد ملولي قد التقى بأحد أصدقائه من البرج والمدعو علي الذي يقطن ببلدية مجانة، وقد أكد له هذا الأخير أنه - أي ملولي - سيتألق في مواجهة سوسطارة ويكون أهم المساهمين في فوز «البابية» وهو ما حدث فعلا بعد أن كان «نيستا» كما يسمى صاحب هدف الفوز. ملولي فريد: «لن يوقفنا أحد بعد أن تحرّرنا» أول فوز بعد 5 لقاءات متتالية، ما هو انطباعك؟ إن شاء الله يكون هذا الفوز بمثابة «الديكليك» بالنسبة إلينا وبمثابة الفوز المعنوي الذي يتركنا نحقق انتصارات أخرى مستقبلا وبربي «حاجة ما رايحة تحبسنا» في ما تبقى من مشوار. وإذا عدنا إلى المواجهة، ما هو تقييمك للأداء الذي قدمه فريقك؟ لم أرى مثلما كان يرى الجمهور أو مثلما كنتم ترون أنتم خارج الميدان، لكني شعرت بأن هناك إرادة كبيرة لدى الجميع من خلال الأداء المقدم وهي الإرادة التي صنعت الفارق في هذا اللقاء. «البابية» ظهرت بوجه مغاير عن اللقاءات الماضية، ما الذي تغير في الأمر؟ لم يتغيّر شيء، وإنما استفدنا من تحفيز كبير جدا من طرف أنصارنا حيث كان الكل مجندين وراء الفريق في هذا اللقاء وهو ما مكّن اللاعبين من أن تكون لهم ردة فعل إيجابية، خاصة أننا كنا نبحث عن استثمار الأداء المقدم أمام عنابة وهو ما حدث ولله الحمد بفضل جهود الجميع التي استطاعت أن تعيد الفريق إلى السكة. بعد 450 دقيقة من صيام الهجوم كان لك شرف تسجيل أول هدف، ما هو تعليقك؟ الحمد لله... هذا شرف كبير لي لأن الفريق كان «مخنوڤ» وأتى هذا الهدف ليحررنا جميعا، لكن الفضل كل الفضل في كل ما كان بعد الله سبحانه وتعالى يعود إلى الجمهور وإلى كل زملائي وأنا أشكر الجميع على مساعدتهم لي. هل يمكن القول بعد هذا الفوز إن كل الأمور أصبحت جيدة في تشكيلة «البابية»؟ ما زالت هناك أشياء تنقصنا لأن هذا هو أول فوز يأتي بعد مرحلة فراغ طويلة... أمامنا مواجهة البرج ويجب أن نحضّر لها بجدية لنعود بنتيجة إيجابية من هناك ونحل العقدة بشكل نهائي و»تعود البابية.. لا بارصا» مثلما يحلو للأنصار تسميتها. وكيف هي نظرتك لمستقبل «البابية» بعد هذا الفوز؟ من دون شك ستكون لهذا الفوز عدة تأثيرات إيجابية، خاصة بعد أن استطعنا في مواجهة الاتحاد أن نعيد الأنصار إلى المدرجات ونستفيد من دعمهم المعنوي الذي بفضله استطاعوا أن يحرّرونا، وهنا أقول أن الأنصار هم الذين سجلوا الهدف ولست أنا وهم الذين حققوا الفوز لأن الأنصار الحقيقيين هم الذين حضروا وليس الذين تعوّدنا عليهم من قبل أين كان يحضر 300 أو 400 فقط من أجل الشتم، وهذه هي النقطة الإيجابية التي سنعمل على استثمارها مستقبلا. وماذا تقول لهؤلاء الأنصار في الأخير؟ أقول لهم إن «البابية» تكون دائما بخير بهم هم، ومعهم هم، وأنتم الذين تحيون المولودية وأنتم الذين تقتلونها، وإن شاء الله تبقى «البابية» دائما حية بفضل تشجيعاتكم ودعمكم المتواصل.