تنهي تشكيلة جمعية الشلف نهار اليوم التربص التحضيري القصير الذي باشرته منذ يومين بمركز تحضير النخبة بالشلف، وسط تفاؤل كبير للاعبين وللطاقم الفني بمواصلة رفع التحدي وتحقيق نتائج طيبة في البطولة، ولو أن الطريقة التي تعامل بها إيغيل مع التشكيلة كانت قاسية في اليومين الماضيين مع العمل الشاق والمتعب بشهادة اللاعبين، إلا أن الإيجابي خلال هذه الفترة من التحضيرات أنها سمحت لإيغيل باكتشاف لاعبين بمميزات وإمكانات كبيرة، جعلته يلح على إدارة فريقه ببرمجة لقاء ودي يقف به أكثر على قدرات عناصره وتكون على ضوئه خياراته المستقبلية مبنية على أسس واضحة من حيث الجاهزية والتأقلم مع طريقة العمل، وهذا ما يفتح الباب من جديد للمنافسة بين العناصر الشلفية ويزيد في قوة وتماسك المجموعة، كما يرى إيغيل في لقاء البليدة الودي لنهار اليوم امتحانا جيدا للعناصر التي تشتكي قلة المنافسة للوقوف أكثر على قدراتها على تغطية أي غياب قد يحدث. تحضيرات مكثفة والراحة انتهت وما ميز طريقة العمل التي سير بها إيغيل اليومين الماضيين من التربص، هو تكثيفه من حجم التحضيرات، حيث وضع في برنامج عمله تمارين مكثفة تسمح للاعبيه برفع جاهزيتهم وليتغلبوا على التعب الذي بدا عليهم في اللقاءات الأخير، مثلما جرى في لقاء “الداربي“ أمام مولودية وهران أو قبله أمام سعيدة. حصتان تدريبيتان في اليوم ومن بين الأمور التي بحث إيغيل عن تطبيقها في التدريبات، هو إيجاد صيغة تسمح له بجعل اللاعبين في تنسيق أحسن وانسجام أكبر، خاصة في محوري الوسط والهجوم، لهذا سعى المدرب إلى بلوغ ثماني ساعات من العمل خلال فترة التربص القصير (أي أن إيغيل سطر حصتين تدريبيتين في اليوم بساعتين في كل حصة)، ففي تعليق إيغيل على جاهزية فريقه والفوز الذي حققه على حساب جيل عين الدفلى قبل عيد الأضحى قال إنه لم يكن يبحث عن النتيجة بقدر ما كان يبحث عن تجسيد الانسجام بين لاعبيه وتحسين التنسيق بين الخطوط الثلاثة. إيغيل بحث عن تغطية كل الثغرات كما أن الأمر المهم في التربص الذي أجرته التشكيلة في عاصمة الونشريس، هو أن إيغيل بحث عن الأسباب التي جعلت تشكيلته تفقد تركيزها في اللحظات الأخيرة من اللقاءات التي لعبتها في الجولات الأخيرة، وتسمح لمنافسيها بتكثيف الضغط عليها، مثال ما حدث في سعيدة أو أمام “الحمراوة“، خاصة في تراخي العناصر الدفاعية، بالإضافة إلى هذا الضعف البدني الذي لاحظه على البعض، الأمر الذي جعله يجتمع بعناصره قبل كل حصة تدريبية ويطلب من لاعبيه التركيز مع العمل الذي سيطبقونه، لأنه كلما تكون صرامة واجتهاد في العمل كما قال إيغيل لعناصره، تكون النتائج حاضرة. حتى المصابين لم يهنؤوا بالراحة الملاحظ على تحضيرات الجمعية في اليومين الماضيين هو أن إيغيل لم يسمح حتى للاعبين الذين يعانون من إصابات بأخذ راحة طويلة أو البقاء متفرجين على ما يفعله رفقاؤهم في التدريبات، هذا الأمر ينطبق على زاوش، مكيوي وعبد السلام، بل وضع لكل لاعب تمارين خاصة، وأوصى الطاقم الطبي بضرورة حرصه على مراقبة تحسن حالة كل لاعب، وإفادته بالتطورات التي تحصل مع كل عنصر، وهذا ليجعل الحالة الصحية لكل لاعبيه على درجة متقاربة من التحضير والاستعداد. اللاعبون تفاءلوا بطريقة العمل صحيح أن طريقة عمل إيغيل ليست غريبة على التشكيلة، إلا أن الملاحظ من خلال ما وقفنا عليه، وحديثنا مع اللاعبين أن إيغيل يهدف إلى رفع مستوى كل عنصر، وعملية التوعية التي يقوم بها قبل انطلاق الحصص التدريبية، جعلتهم يتأكدون من أن مدربهم لا يسعى لإتعابهم وفقط، بل هو يبحث عن مصلحة الفريق وكل لاعب، ولهذا فقد كان التفاؤل واضحا من اللاعبين بطريقة عمل مدربهم والتمارين التي يخضعهم لها. “خلاص لعب النية“ والتركيز يشتد ومن بين أهم الأمور التي ركز عليها إيغيل في حديثه أمس للاعبيه قبل انطلاق الحصة التدريبية، هو قوله لرفقاء سوداني: “خلاص لعب النية، ومن هنا فصاعدا أي خطأ سيكلفنا غاليا”، حيث يرى إيغيل أن الفارق الذي يفصل فريقه عن ملاحقيه في جدول الترتيب قليل، وإذا ما لم يضع كل لاعب تفكيره في هذا الأمر، فإن الفريق سيتراجع ويضيع بذلك رغبة المدرب في تقديم موسم أفضل من سابقه. إيغيل يتوفر على جل الأوراق وإذا كانت اللقاءات الأخيرة للجمعية قد عرفت جملة من الغيابات، فإن لقاء بلوزداد القادم سيعرف غيابا وحيدا يتمثل في الظهير الأيمن سنوسي بن زيان، حيث أن التشكيلة ستعرف عودة زاوش، مكيوي واحتمال إعادة وضع الثقة في محمد رابح الذي يتمتع بإمكانات كبيرة، وبالتالي فإن عودة كل هؤلاء ستسهل على إيغيل اختيار التشكيلة الأنسب للدفاع عن سمعة الفريق، طالما أن لقاء البليدة الودي سيكون على ملعب محمد بومزراق ويعد امتحانا جيدا قبل التنقل إلى العاصمة لمواجهة أبناء العقيبة. مكيوي: “إذا لم نشعر بالتعب فلن نستفيد شيئا“ صرح موسى مكيوي بأن التحضيرات التي يخضعون لها ما هي إلا محطة هامة وجيدة للاستعداد للمرحلة القادمة من البطولة والتحديات التي تنتظرهم، حيث قال: “لقد عدنا إلى التدريبات بنية تحسين لياقتنا والتحضير بجدية لما ينتظرنا من لقاءات كبيرة في الفترة القادمة من البطولة، ولهذا فأنا أتفهم جيدا القلق الذي ينتاب المدرب خلال التمارين وكثافة التحضيرات التي يسطرها لنا، أعتقد هنا أنه لو لم نشعر بالتعب في التدريبات فأكيد أننا لن نستفيد من شيء مستقبلا، بل علينا أن نتعب ونجتهد أكثر من أجل بلوغ مستوى أحسن، أما عن إصابتي فأطمئن الأنصار وأؤكد لهم أنني في أفضل حال وعلى أتم الاستعداد للعودة إلى المنافسة“. محمد رابح: “العمل الشاق سيفيدنا“ ومن جانبه، قال عبد الحق محمد رابح: “خضعنا لتدريبات شاقة ومتعبة هذه الأيام جعلتنا نشعر وكأننا مقبلون على حرب حقيقية مع نوعية العمل الذي يسطره لنا المدرب، ولكن هذا لا يعني أنني أنتقد طريقة عمله، بل بالعكس، فقد أفرحتني كثيرة التدريبات والكثافة في العمل التي نقوم بها، لأنني أعلم جيدا أن العمل الشاق هو الذي سيفيدنا، خاصة أن المرحلة القادمة التي تنتظرنا في البطولة تحتم علينا التحضير بشكل جيد لنكون عند حسن ظن الطاقم الفني والإدارة”. === ==== زاوش ومكيوي يواصلان العلاج لا يزال محمد زاوش وموسى مكيوي يواصلان العلاج، حيث يعاني زاوش من إصابة على مستوى الركبة كان قد تعرض لها في فترة التحضيرات الصيفية، في حين أن مكيوي تعافى من الآلام التي كان يشعر بها، إلا أن عودته إلى المنافسة الرسمية بشكل طبيعي سيتحدد على ضوء المردود الذي سيكشف عنه في لقاء اليوم أمام البليدة. سنوسي لم يدخل مع المجموعة بعد لم يدخل الظهير الأيمن سنوسي بن زيان بعد في مرحلة إعادة التأهيل عقب العملية الجراحية التي خضع لها الأحد الفارط بالعاصمة، حيث ينتظر إنهاء فترة النقاهة التي منحها له الطبيب زموري الذي أشرف على العملية الجراحية التي أجراها، ومنحه على ضوئها عشرة أيام راحة. يذكر أن سنوسي كان يشتكي من آلام على مستوى الركبة. الإصابة ستحرمه من لقاء بلوزداد ونظرا للعملية الجراحية التي خضع لها سنوسي، والتي كانت محل قلق بالنسبة لبعض الأنصار، فإن آخر تأكيدات الطبيب زموري توضح أن مدافع الشلف لن يكون حاضرا في لقاء الجولة القادمة أمام شباب بلوزداد، وعودته إلى المنافسة ستكون مع لقاء أهلي البرج الذي سيجرى في الشلف لحساب الجولة العاشرة من البطولة. بن شوية: “التحديات التي تنتظر الفريق بحاجة لصرامة من الجميع” قال المدرب المساعد محمد بن شوية في حديث معه أمس: “حينما ترى أن الفريق يعاني من عدة نقائص خاصة من ناحية التحضير، وبالتالي فهي أمور لا تبشر بالخير، ولهذا فقد بحثنا نحن المدربين عن كيفية نزع هذه الفكرة التي وجدناها عند اللاعبين، حيث أكدنا لهم أنه يجب على كل لاعب الاعتقاد بأنه لا يزال أمامنا عدد كبير من المباريات، ولهذا فأفضل كما قلت للاعبين أن يتعبوني في التدريبات وفترة التحضير ولا يتعبوني في المنافسة، لأن التحديات التي تنتظر الفريق هي في نظري بحاجة لصرامة كبيرة من الجميع، فإذا ما عملنا جيدا فلن نقلق على شيء مستقبلا”. “الإصابات لا تقلق اللاعب بقدر ما تقلق المدرب” وعن الإصابات التي لحقت بالتشكيلة خلال الأيام الأخيرة سواء في إصابة سنوسي، زاوش، مكيوي أو عبد السلام الذي يشعر ببعض الآلام، قال بن شوية: “بالنسبة للإصابات، فأنا أدرك جيدا أنها تقلق اللاعبين كثيرا لأنهم سيغيبون عن المنافسة، ولكن الأمر بالنسبة لي أكبر من اللاعبين، فأنا أعتبر إصابة أي لاعب مشكلا عويصا لنا كطاقم فني، لأنك تكون مضطرا لتغيير طريقة العمل، وبناء الخطة التي تسمح لك بتدارك غياب أي لاعب، ولهذا فنحن كطاقم فني وقبل أن نبرمج أي تمرين نفكر في كل الأمور بما فيها راحة اللاعب والخطورة التي تكمن وراء العمل“. ======= ملولي: “مع إيغيل وجدنا راحتنا وسنفرح أنصارنا في كل التحديات” “لم يعد هناك فريق يخيفنا وسنؤكد ذلك أمام بلوزداد” - كيف تسير تحضيراتكم مع المدرب إيغيل؟ — العمل مع إيغيل ليس جديدا علينا، طالما أن الفترة السابقة سمحت لنا بالتأقلم مع طريقة عمله التي أكدت على أننا نسير في الطريق السليم، أما بالنسبة للفريق وتحضيراته، فهي تسير بجدية كبيرة من أجل تحسين مستوانا الفني والبدني، خاصة أن المدرب يعرف جيدا قدرات كل لاعب والنقاط التي يجب تطويرها، ولهذا فمن الطبيعي أن نخضع لتحضيرات متعبة وشاقة معه. - نفهم من هذا أن التدرب بمعدل حصتين في اليوم ساعدكم. — بالتأكيد، فحينما لاحظ الطاقم الفني النقائص التي يعاني منها الفريق، سواء من الناحية الفنية أو البدنية، أولى لهذا الجانب أهمية كبيرة، وقد وجد منا التطبيق الصارم لتعليماته وكل التوصيات والتوجيهات التي يقدمها لنا نطبقها بحذافيرها. - تعني أن هناك نقائص خفت عن المدربين السابقين؟ — هذا أكيد، ولو أن لكل مدرب طريقة عمله، كما أنه لو لم تلاحظ الإدارة أن الفريق به عدة نقائص لما استقدمت ثمانية عناصر كلها تتمتع بالخبرة. - إذن الإدارة أحسنت عندما دعمت العارضة الفنية بمدرب كبير وبمساعدين أصحاب كفاءة عالية؟ — بالفعل، فإيغيل ليس فقط مدرب للشلف، وإنما في نظرنا نحن اللاعبين يعد أبا لنا جميعا، لأنه صاحب خبرة كبيرة في الملاعب، سواء كلاعب سابق، مدرب أو رئيس ناد كبير كنصر حسين داي، وفوق هذا وذاك، فقد ساهم بخبرته في تحسين أداء اللاعبين وتطوير قدراتنا. - لو نعد إلى نتائج البطولة، ما هو تعليقك على فوزكم الأخير على “الحمراوة“؟ — لم يكن لقاء مولودية وهران سهلا سواء بالنسبة لنا أو ل “الحمراوة“، خاصة مع الضغط الذي عشناه قبل المباراة من قبل أنصارنا، ورغبتهم الشديدة في تحقيقنا للانتصار، ولو أننا حققنا هدفنا بإبقاء النقاط الثلاث على قواعدنا، إلا أننا تأثرنا كبقية أنصارنا بتصرفات أشباه الأنصار الذين راحوا يهشمون حافلة “الحمراوة”، خاصة أن اللقاء على أرضية الميدان كان رياضيا ولم يخرج عن نطاق “الداربي“. - تنتظركم لقاءات كبيرة في الجولات القادمة، كيف تنظر إليها؟ — كل أملنا هو أن نفوز على قواعدنا ولا نتنازل عن أي نقطة في الشلف، لأن أي تعثر بإمكانه أن يعقد مهمتنا ويزيد الضغط علينا، فكلما يتقدم الفريق في جدول الترتيب إلا وتجده يلقى دعما جماهيريا كبيرا من أنصاره، وهذا الأمر إيجابي بالنسبة لنا كلاعبين، ولكن حينما يزيد الضغط الذي نعيشه من أنصارنا فإن المهمة هنا تزداد صعوبة والقلق ينتابنا، مثلما حدث لنا في لقاء مولودية وهران. - وهل ترى المهمة سهلة؟ — بالتأكيد لا، فكل الفرق التي سنواجهها قوية، وحتى أهلي البرج يجب علينا أن نحذر منه ونحضر له بطريقة جيدة... أنا متفائل بتحقيق نتائج جيدة حتى حينما ننتقل إلى العاصمة لمواجهة بلوزداد. - ولم يعود هذا التفاؤل؟ — لعدة أمور، من بينها الثقة الكبيرة للاعبين في النفس، عودة المصابين إلى التشكيلة، الحماس الكبير والتنافس بيننا من أجل تحسين قدراتنا الفنية والبدنية، وفوق هذا الالتفاف القوي الذي نجده من أنصارنا.