لم يخف المدرب الوطني عبد الحق بن شيخة انزعاجه من الحملة التي يتعرض لها من بعض الأطراف، التي لم تهضم التعادل الذي سجله زملاء بودبوز الأربعاء الفارط أمام منتخب “لوكسمبورغ”... رغم المردود المقبول الذي قدموه والذي يعد الأفضل على الإطلاق منذ لقاء انجلترا في نهائيات كأس العالم الأخيرة، وقد تساءل بن شيخة في تدخله في حصة “أستوديو الكرة” صبيحة أمس في القناة الإذاعية الأولى، عن السبب الذي جعل التشاؤم يسيطر على هذه الأطراف التي حسبه أصبح لها تفكير خاص في قراءة الأشياء. “لا تنسوا أن 12 لاعبا موندياليا لا يوجدون في المنتخب حاليا” وقال بن شيخة بصريح العبارة: “لماذا كل هذا التشاؤم؟ بصراحة لم أعد أعرف كيف يفكر الجزائري، لا تنسوا أن عدة لاعبين جدد حاليا في المنتخب وأن 12 لاعبا شاركوا في المونديال لم يكونوا حاضرين أمام لوكوسمبورغ حيث أن بوڤرة، حليش، يبدة، جبور، بلحاج، غزال، عبدون، مغني، ڤديورة وقادير غابوا لأسباب مختلفة وصايفي ومنصوري اعتزلا اللعب دوليا، ومن هذا المنطلق فإنه يجب الانتظار حتى نسترجع المصابين وبعدها أكيد سيكون المنتخب الوطني أكثر قوة”. “أنتظر عودة لحسن، مطمور وزياني إلى مستواهم الحقيقي” وتحدث بن شيخة بعد ذلك عن لحسن، مطمور وزياني الذي أكد أنه ينتظر منه الكثير مستقبلا اقتناعا بمستواهم الكبير، حيث قال: “لا أخفي عنكم أني أنتظر عودة لحسن، مطمور وزياني إلى مستواهم الحقيقي، بعد أن يستعيدوا مكانتهم الأساسية مع أنديتهم ويتخلصون من نقص المنافسة، حيث أعول على هذا الثلاثي كثيرا في المواعيد القادمة التي تنتظرنا، وأنا متأكد أنهم بمستواهم سيدفعون الخضر إلى بر الآمان”. “مصطفى جيد دفاعيا، بن يمينة مهاجم مهاري ومسلوب مثل جابو” وعاد الناخب الوطني للحديث مجددا عن المحترفين الجدد في “الخضر”، حيث أكد بشأن مصطفى مهدي أنه يدافع جيدا غير أنه ينقصه عمل كي يتحسن من الناحية الهجومية، وتحدث معه بشأن مستقبله الكروي بعد طرده من “نيم” مبديا تفاؤله بخروج لاعبه من المشكل الذي يتخبط فيه، أما بشأن بن يمينة فقال عنه بن شيخة إنه مهاجم يحسن اختراق الدفاع وهو لاعب مهاري وسريع جدا وهي المواصفات التي يبحث عنها، موضحا أن مسلوب يملك إمكانات جابو الذي يلعب في منصبه. “مقتنع بمستوى المحليين لهذا استدعيتهم ولم أنتظر لقاء لوكسمبورغ كي أحكم عليهم” وكعادته دافع بن شيخة مرة أخرى عن اللاعبين المحليين، بعد أن تعالت بعض الأصوات وقالت إن مستواهم يبقى ضعيفا وبعيدا عن مستوى اللاعبين المحليين، حيث قال بشأنهم: “أنا مقتنع بأسماء اللاعبين الذين استدعيتهم لمباراة لوكسمبورغ، حيث لم أنتظر هذا اللقاء كي أحكم على إمكاناتهم، وأنا راض بالمستوى الذي قدموه حتى إن لم يلعبوا دقائق كثيرة ما عدا لموشية وجابو”. “جابو خجول جدا وستشاهدونه بمستوى آخر في اللقاءات القادمة” وبخصوص جابو وبقية زملائه المحليين الذين لعبوا أمام “لوكسمبورغ”، قال بن شيخة: “أعرف جيدا جابو فهو لاعب خجول جدا وأؤكد لكم أنه في اللقاءات القادمة ستشاهدونه بمستوى آخر، بعد أن يتحرر ويصبح يلعب بإمكاناته الحقيقية التي أعرفها به في سطيف. أما مترف فهو كالعادة أبان على مستوى جيد، زرداب رأيت فيه شحنة كبيرة وهو أمر مهم جدا وحتى زماموش وعودية، رغم أنهما لم يلعبا كثيرا فإني راض عنهما لأني أعرف جيدا مستواهما الحقيقي ولم أكن بحاجة لرؤيتهما في هذا اللقاء للحكم عليهما”. “ممكن جدا أن نواجه نجوم كاتالونيا بالمنتخب المحلي” وأكد بن شيخة الخبر الذي انفردت به “الهدّاف” في عددها الصادر أمس بخصوص الدعوة التي وصلت “الفاف” من منتخب إقليم “كاتالونيا”، من أجل لعب مباراة ودية الشهر القادم، قال بن ششيخة: “أؤكد هذا الخبر حيث تلقينا طلبا من أجل إجراء لقاء ودي في إسبانيا، ومن الممكن جدا أن نوافق على هذه الدعوة، وأفكر في لعب اللقاء بالمنتخب المحلي الذي يحضر لنهائيات كأس أمم إفريقيا للمحليين”. ---------------- تحامُل في غير محلّه على بن شيخة وليس هكذا سينجح “الخضر” في هزم المغرب إذا كان المنتخب الوطني فشل سهرة الأربعاء الفارط في وقف سلسلة 7 لقاءات دون تحقيق فوز بعد أن اكتفى بالتعادل أمام “لوكسمبورغ” رغم السيطرة الكاملة التي فرضها على المنافس، فإنه وجب التأكيد أن زملاء القائد عنتر يحيى نجحوا في تقديم أداء يبقى الأفضل لهم منذ مباراتهم أمام إنجلترا في كأس العالم، وهذا بغض النظر عن مستوى المنافس على الرغم من أن عدة لاعبين سجلوا أول مشاركة لهم مع “الخضر” في صورة جابو، مهدي مصطفى ومسلوب. في لقاءين مستحيل أن يُعاد بناء منتخب مُنهار من جميع النواحي وإذا كانت بعض الأطراف استغلت فشل أشبال بن شيخة في تحقيق الفوز لتصوّب سهامها على هذا مدرب “الخضر”، فإن الحقيقة هي أن “الجنرال” لا يمكن محاسبته بعد لأنه لم يمرّ أكثر من شهرين على تعيينه في منصب مدرب وطني، وكان يستحيل عليه إعادة بناء منتخب كان مُنهارا من كل النواحي، بعد أن أصبحت حتى منتخبات مجهرية في صورة الغابون، تانزانيا وإفريقيا الوسطى تذله وهي التي كانت في أيام ليست ببعيدة تحلم بلقاء منتخبنا. ... والأكثر هو تحضير لقاء بتعداد اكتمل 24 ساعة فقط قبل موعده وإذا كنا هنا لا نريد الدفاع لا على بن شيخة ولا على غيره مادام أن ما يهمّنا هو مصلحة المنتخب الوطني فقط إلى جانب نقل الحقائق لقرائنا الذين يبقون رأس مالنا، فإنه وجب الوقوف عند نقطة مهمة وهي المدرب الوطني لم يكن بوسعه التحضير للقاء “لوكسمبورغ” في أفضل الظروف الممكنة، خاصة لمّا نعلم أنه لم يجمع كامل التعداد إلاّ 24 ساعة فقط، بعد أن التحق مبولحي ومجاني في الساعات الأولى من يوم الثلاثاء الفارط، قبل أن يتبعهما عنتر يحيى في منتصف نهار ذلك اليوم، وهو ما جعل “الخضر” يجرون حصة تدريبية واحدة بتعداد مكتمل منذ بداية تربصهم. الغيابات الكثيرة أثرت وبوڤرة، يبدة، حليش وجبور قيمة ثابتة في التشكيلة ويبقى التوقف أيضا ضروريا عند نقطة أخرى تتمثل في الغيابات العديدة التي شهدتها التشكيلة الوطنية في مباراة الأربعاء الفارط، حيث أنه وزيادة على الثنائي مطمور - عمري الشاذلي العائد من إصابة الذي لم توجّه له الدعوة للعب لقاء “لوكسمبورغ”، فإن المنتخب الوطني ضيّع قبل موعد الأربعاء الفارط 4 بسبب الإصابة أيضا ويتعلق الأمر ب بوڨرة، يبدة، حليش وجبور، الذين كان يفترض أن يلعبوا اللقاء قبل تلقيهم الإصابة التي جعلت بن شيخة يفتقد قيما ثابتة في التشكيلة، حيث أنه من المؤكد أن المردود العام ل “الخضر” كان سيكون أفضل بتواجد هذا الرباعي. بن شيخة خلق روحا جديدة والمنتخب أصبح يلعب الهجوم أخيرا بعد أن كان المنتخب الوطني يلعب دون روح حتى وصل الأمر ببعض الأطراف إلى اتهام اللاعبين بالتقصير في أداء واجبهم فوق الميدان، فإنه لا يمكن لأحد أن ينكر الروح الجديدة التي ظهرت بها التشكيلة أمام “لوكسمبورغ”، حيث تمكن بن شيخة من إعادة الروح القتالية وحبّ الفوز لدى لاعبيه، وهو المؤشر الذي يبقى إيجابيا جدا قبل المواعيد القادمة للمنتخب الوطني، كما أنه يبقى إيجابيا أن “الخضر” عادوا للعب الهجوم بعد أن تخلّصوا من الطريقة الدفاعية التي رسمها سعدان في 3 سنوات الأخيرة حين كان يشرك 5 لاعبين في الدفاع مهما كان اسم المنافس. في وقت سعدان “الخضر” كانوا ينهزمون ب 3 و4 أهداف والجميع كان يصفق حتى إن كانت نقائص كثيرة ظهر بها المنتخب الوطني أمام “لوكسمبورغ”، وهي حقيقية لا يمكن أن نحجب النظر عنها وكنا قد أشرنا إليها في عدد يوم أمس وأولها غياب النجاعة الهجومية، فإن الشيء المحيّر في الحملة التي تشنها بعض الأطراف حاليا على بن شيخة، هو أن هذه الأطراف كانت تصفق في وقت ليس ببعيد للمهازل التي كان يسجّلها المنتخب الوطني الذي انهزم في السنتين الأخيرتين بنتائج كبيرة، حيث تلقى ثلاثية نظيفة أمام صربيا، مالاوي وإيرلندا وأيضا رباعية كاملة أمام المنتخب المصري، لكن دون أن يرفع أحد يده ويقول كفانا من المهزلة، في وقت أن تعادلا أمام “لوكسمبورغ” مع أداء مقبول جيد صاحبه حملة من الانتقادات ل بن شيخة. المشكل كبير ويستحيل حلّه في لقاء أو اثنين وإذا كان الجميع تصوّر أن تعيين بن شيخة على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني هو حلّ نهائي لوقف النزيف الذي عانى منه “الخضر” طيلة سنة 2010 التي كانت الحصيلة فيها كارثية ل “الخضر” (3 انتصارات في 16 لقاء)، فإن الوضعية التي وصلها زملاء زياني حتى أصبحت منتخبات لا باع لها في كرة القدم تذلهم مثلما فعلت ذلك مالاوي في “الكان” الأخيرة، تؤكد أن تركة سعدان كانت ثقيلة وكان يستحيل إيجاد حلّ لها في ظرف زمني قصير ومع لقاءين فقط، بعد أن استفحلت العيوب في عهد المدرب السابق سعدان. حصيلة سعدان في بداية مشواره مع “الخضر” لم تكن أحسن من بداية بن شيخة ومن أجل التوضيح أكثر لكلّ من يزعمون أنفسهم أنهم يفقهون كرة القدم أفضل من غيرهم، فإننا نؤكد لهم أن حصيلة المدرب السابق سعدان عند عودته آخر مرة للإشراف على “الخضر” لم تكن أفضل حال من بن شيخة، حيث في 3 لقاءاته الأولى سجل “الخضر” فوزا واحدا أمام مالي بنتيجة 3/2 مقابل تعادل أمام منتخب الكونغو الديمقراطية المتواضع، وبعدها هزيمة في السينغال، وهو ما يؤكد أن سعدان لم يكن أحسن من بن شيخة على الرغم من أن لا أحد ينكر ما قدّمه للكرة الجزائرية في السنوات الثلاث الأخيرة. بن شيخة لا يجب أن يُحاسب قبل موعد المغرب وتبقى محاسبة بن شيخة الذي بدأ يدفع ثمن حماسه الزائد عن اللزوم بعد أن أصرّ على الإشراف على المنتخب الوطني غير مبالٍ بالعواقب، الآن غير ممكنة خاصة إذا نظرنا إلى الرهان القادم الذي ينتظر المنتخب الوطني أمام المغرب منتصف شهر مارس 2011، خاصة أن أي تعثر سيقضي على كامل الحظوظ في التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم القادمة، وهو ما سيكون بمثابة مهزلة حقيقية لمنتخب شارك في آخر “مونديال” وبلغ المربع الذهبي في “كان” 2010. حيث أن الجميع مطالب بمساعدة بن شيخة على النجاح في التحدّي الذي رفعه من خلال الابتعاد عن الانتقادات غير الهادفة لقضاء مصالح شخصية ليس إلاّ.