بدأ العد العكسي للقاء المولودية بالحراش، حيث لم يعد يفصلنا سوى يوم واحد عن المواجهة القادمة التي ستعلبها التشكيلة السعيدية فوق أرضية ميدانها وأمام أنصارها، وسيكون التعثر ممنوعا بالنسبة لرفقاء شرايطية المطالبين بتفادي أي تعثّر آخر بعد النتيجتين السلبيتين أمام سطيفوالشلف. وحاول مدرب المولودية أثناء الفترة السابقة أن يشحن لاعبيه من خلال تحفيزهم على التحلي بالإرادة اللازمة لتسيير المرحلة الصعبة التي ستمر بها المولودية خلال الفترة القادمة، حيث أكد روابح للاعبيه خلال إحدى الحصص التدريبية التي جرت هذا الأسبوع أن صعوبة البطولة في المرحلة القادمة تتطلب بذل المزيد من الجهد والتركيز، وأن الإرادة التي أظهروها في المباريات السابقة يجب أن تتضاعف مع تضاعف صعوبة المباريات القادمة، وهي الرسالة التي فهمها اللاعبون المطالبون باستحضار الحرارة لمواجهة الحراش والبروز كمحاربين فوق أرضية الميدان لإبقاء نقاط الفوز بسعيدة. درس طريقة لعب الحراش دراسة متقنة ومن خلال حديثه مع لاعبيه بدا روابح وكأنه يعرف جيدا طريقة لعب الحراش، حيث قام خلال فترة توقف البطولة بدراسة متقنة للأداء الذي قدمته الحراش في الكثير من المباريات، وهو الأمر الذي جعل روابح يركز خلال الحصص التدريبية التي جرت سابقا على كيفية استغلال نقاط الضعف الموجودة لدى عناصر الحراش، لذلك يمكن القول أن روابح درس منافسه دارسة جيدة وحضّر بشكل جيد للقاء الغد الذي يعد امتحانا حقيقيا لمستوى المولودية ولقدرتها على اجتياز الصعوبات التي وقعت فيها بعد النتيجتين السلبيتين اللتين حققتهما في المواجهتين السابقتين . أي تعثّر قد يعيد المولودية لنقطة الصفر لن يكون لرفقاء شرايطية يوم الغد أي حجة في حال ما إذا تعثروا للمرة الثالثة على التوالي، فالظروف والأجواء المحيطة بالفريق تبعث على التفاؤل والتحضيرات تمت في أحسن الظروف، ثم إن مساندة الأنصار ستكون مضمونة لذلك لن يكون أمام السعيديين أي خيار آخر سوى تحقيق الفوز لأن تسجيل نتيجة سلبية أخرى قد تورط المولودية وتجعلها تتخبط في مرحلة فراغ هي في غني عنها خاصة أن الظروف المحيطة بالمواجهتين القادمتين لن تكون في صالح الأمسياس التي ستصطدم بضيق الوقت، وسيعاني اللاعبون من دون شك من التعب والإرهاق خاصة أنهم مقبلون على تنقل شاق إلى بجاية. المولودية "خارجة" في الحراش حتى في أسوأ الحالات ومع اقتراب موعد مواجهة اتحاد الحراش نتذكر أحلى وأسوأ الذكريات مع هذا الفريق، فأمام الكواسر نجح السعيديون قبل موسمين في تحقيق الفوز بأداء باهر وبنتيجة ثقيلة حيث قاد المتألق آنذاك ولد تيقيدي المولودية لتحقيق الفوز بثلاثة أهداف دون رد في لقاء تميّز بإثارة كبيرة، واستطاع من خلاله السعيديون أن يظفروا بنقاط هذه المواجهة رغم وضعيتهم الصعبة آنذاك في سلّم الترتيب، وفي مرحلة الإياب لنفس الموسم كانت المولودية بحاجة ماسة لنقاط الفوز قصد تعزيز بقائها في بطولة القسم الأول، لكنها فشلت في ذلك واكتفت بتحقيق التعادل فوق أرضية ميدان 20 أوت، وهو التعادل الذي كان بطعم الهزيمة لكن المولودية سقطت بعد ذلك اللقاء للقسم الثاني حيث قدّمت الحراش خدمة العمر للبليدة وأنقذتها من السقوط في موسم لا يزال يتذكره الكثير من السعيديين . حتى أهداف المولودية في مرمى الحراش رائعة ولعل الملفت للانتباه في مواجهة المولودية والحراش قبل موسمين أي في الموسم الذي سقطت فيه المولودية للقسم الثاني هو الأهداف التي سجلها السعيديون بطريقة رائعة جدا في مرمى الحراش، فالجميع يتذكر حتى الآن الهدف الأول للاعب الموريتاني المتألق ولد تيقيدي الذي جاء من مخالفة مباشرة سكنت الزاوية التسعين، كما يتذكر السعيديون الهدف الثاني الذي سجله مهاجم المولودية السابق بوحفص في الدقيقة 50 من عمر اللقاء، وذلك بعد أن سدد في وضعية صعبة جدا كرة لا ترد سكنت شباك الحراش، لكن جمالية هدفي ولد تيقيدي وبوحفص لا يمكن أن تقارن بجمالية هدف المهاجم السعيدي السابق صحراوي الذي سجل أحد أحسن الأهداف في بطولة ذلك الموسم، عندما استقبل كرة بنصف مقصية من خارج المنطقة سكنت الزاوية التسعين . فترة توقف البطولة سمحت باسترجاع المصابين يمكن القول أن فترة توقف البطولة كانت في صالح السعيديين الذين استفادوا كثيرا من تأجيل لقاء بجاية حيث عمل الطاقم الفني خلال الفترة الماضية على استرجاع كل المصابين وهو الأمر الذي مكّنهم من استرجاع لاعب الوسط الدفاعي عاتق الذي تحسنت حالته الصحية بشكل ملحوظ والذي أكد أنه يشارك أمام الحراش بصفة عادية رغم الآلام التي كان ولا يزال يشعر بها. ومن جهة أخرى استفادت المولودية من عودة بقية المصابين على غرار شرايطية وميباراكو اللذين تعرضا لإصابة بعد لقاء الشلف الأخير، كما سيكون بإمكان بن دحمان المشاركة في لقاء الغد نظرا لأنه أصبح هو الآخر جاهزا بعدما أعفاه المدرب روابح من المشاركة في اللقاء الودي أمام غالي معسكر. تحضيرات في المستوى وثلاث مباريات ودية مفيدة جدًا من جهة أخرى كانت فترة توقف البطولة بمثابة فرصة حاول من خلالها المدرب روابح تصحيح الأخطاء التي ارتكبتها التشكيلة في المواجهتين الأخيرتين، وذلك من خلال برمجة ثلاث مباريات ودية، حيث سبق للمولودية أن واجهت الحساسنة ثم بلعباس ثم غالي معسكر في الأيام السابقة، وهي المباريات التي حققت فيها المولودية الفوز بأداء مقنع، والأكثر من ذلك أن هذه المباريات كانت فرصة للتحضير الجيد للقاء الحراش ولبقية المواجهات، حيث عمد روابح الى اختيار العناصر البديلة التي ستشارك أمام بجاية أو أمام القبائل، فروابح سيعتمد على مبدأ تدوير التعداد وسيكون بحاجة لعدة عناصر احتياطية لذلك كانت الفرصة في المباريات الودية لاختيار هذه العناصر. روابح: "المباريات الودية لا تؤخذ على محمل الجد من طرف اللاعبين" تحدث مدرب المولودية توفيق روابح عن تحضيرات فريقه للقاء الحراش وعن اللقاء الودي الأخير أمام غالي معسكر فأكد قائلا : "التحضيرات تسير على أحسن ما يرام، أجرينا لقاء وديا مع معكسر، كان لقاء تحضيريا لكل المباريات وليس لمواجهة الحراش فحسب، حاولنا إعطاء الفرصة للجميع كما حاولنا إيجاد الحلول والبدائل الممكنة في المباريات الثلاث القادمة أمام الحراش وبجاية والقبائل، ريتم لقاء معكسر كان مقبولا على العموم، شاهدنا أمورا إيجابية كثيرة، لكن الشيء السلبي في كل المباريات الودية سواء عند لاعبينا أو حتى عند أغلبية اللاعبين الجزائريين هو أن اللقاء الودي دائما لا يؤخذ على محمل الجد وهذه نقطة سلبية تعود بالدرجة الأولى لذهنية اللاعبين". "لهذه الأسباب لم أقحم مڤني وبن دحمان" وسألنا روابح عن سر عدم اعتماده على المدافع مقني ولاعب الوسط بن دحمان فأكد بأنه فضّل إراحة الأول بسبب مشاركته الأخيرة في تربص المنتخب الوطني للآمال ومشاركته في المواجهتين الوديتين اللتين لعبتهما النخبة الوطنية أمام تونس، أما بخصوص بن دحمان فأكد مدرب المولودية أنه أعفاه من المشاركة لأنه يريده أن يكون جاهزًا للقاء الحراش القادم، وأكد روابح أنه سطّر له برنامجًا تحضيريا خفيفا وتركه يستريح على أمل أن يكون حاضرا في مواجهة يوم الجمعة القادمة.