بعد مسيرة طويلة وحافلة بالألقاب مع أغلب الفرق التي تقمص ألوانها، اعتقد الجميع أن الظهير الدولي السابق سليمان رحو سيعتزل الميادين ويتوقف عن ممارسة كرة القدم، غير أنّ ابن الباهية وهران رفض الاستسلام رأى أنه في سن 36 سنة، لا يزال قادرا على اللعب، فانضم رسميا إلى نادي "نوازي لوساك" الفرنسي الذي يشرف على تدريبه الجزائري ناصر سنجاق، رافعا تحديا جديدا قد يمتد حتى تأكده من عدم قدرته على مواصلة اللعب على حدّ قوله. = بعدما اعتقدنا جميعا أنّ اللاعب الدولي سليمان رحو اعتزل الميادين، تفاجأنا ونحن نراك بقميص "نوازي لوساك" بعدما وقعت لصالحه بصفة رسمية، فكيف حدث ذلك؟ == "المكتوب" أرادني ألا أعتزل وأن أمارس الكرة من جديد، فجاءني عرض من إدارة "نوازي لوساك"، وافقت عليه ووقعت على إثر ذلك بصفة رسمية مع هذا الفريق. = في بادئ الأمر اسمك كان متداولا في سطيف والعديد من الأندية الجزائرية، فما الذي حدث حتى غيرت وجهتك من اللعب في الجزائر أو الاعتزال إلى اللعب في فرنسا؟ == صحيح كانت لي عروض كثيرة في الجزائر، سواء من سطيف أو من أندية أخرى من القسمين الأول والثاني، لكني كنت مصرا على تجسيد مشروعي باللعب في فرنسا، وكان لي ذلك بعدما جاءني عرض "نوازي لوساك"، وصراحة لست نادما على قراري لأني وجدت منذ وصولي إلى باريس كل الظروف المواتية لخوض تجربة جديدة ناجحة. = وجود المدرب سنجاق الذي يعرفك جيدا على رأس هذا النادي شجعك، أليس كذلك؟ == أجل، المدرب سنجاق يعرفني منذ "زمان"، حيث سبق له أن أشرف على تدريبي مع شبيبة القبائل ونلنا يومها سويّا كأس "الكاف"، كما درّبني في المنتخب الوطني أيضا، وصراحة معرفته لي شخصيا ووجوده على رأس النادي حفزني على الانضمام، فضلا على أني كما قلت لك وضعت في ذهني مشروعا أصررت على تجسيده، ألا وهو خوض تجربة جديدة بعيدا عن البطولة الوطنية. = من الصدف أنك ستلعب مع الحارس قاواوي الذي بلغنا أنه انضم إلى الفريق ذاته == من المفترض أن نلعب سويا، لكنه في الوقت الحالي موجود بأرض الوطن على أن يعود لاحقا. = هناك أيضا أوسلاتي، ما سيسهل لك مهمة الاندماج سريعا في المجموعة == نعم أوسلاتي يوجد معي، هناك جزائريون آخرون لم أتعرف عليهم وأفارقة، فضلا عن أن مدينة "نوازي لوساك" مليئة بالجزائريين المهاجرين، ما سيسهل لي مهمة الاندماج في الفريق دون أي مشاكل. = لنعد قليلا للحديث عن أسباب عدم التحاقك بوفاق سطيف، وأنت الذي خضت معه العديد من الحصص التدريبية، ما الذي حدث بالضبط؟ == صحيح أني تدربت مع سطيف وكنت على وشك العودة إلى هناك، إلا أن الوفاق لا يعد الفريق الوحيد الذي اتصل بي في الجزائر، لأني تلقيت عروضا عديدة من فرق أخرى ومن القسمين الأول والثاني، لكني قررت أن أخوض تجربة جديدة بعيدا عن البطولة الجزائرية التي فزت فيها بكل شيء، وهنا أتوقف لكي أؤكد أني لا أقصد الفوز بالألقاب فقط، بل حب الناس ومعرفة الرجال، بدايتي كانت من جمعية وهران التي عرفت فيها أوقاتا لا تنسى، وقضيت سنتين في مولودية وهران لا يمكن أن تمحيا من ذاكرتي، و7 سنوات في شبيبة القبائل عرفت فيها أحلى أوقات مسيرتي الكروية، بعدها تنقلت إلى الوفاق السطايفي وفزت بكل شيء وعرفت الرجال أيضا وكسبت حب الأنصار والناس لي، وأضيف لك شيئا. = تفضل == مؤخرا اتصل بي مسؤولو جمعية وهران، وكانوا يرغبون في ضمي إلى صفوف "لازمو" من أجل مساعدتها على الصعود على أن أتحول إلى الطاقم الفني الموسم المقبل، لكني اعتذرت بلباقة لأني قررت تجسيد مشروعي باللعب خارج الوطن، قبل أن أضع حدا نهائيا لمشواري الكروي. = حتى نختتم الحديث بخصوص هذه النقطة، فإن أسباب عدم العودة إلى سطيف مثلا لا علاقة لها بعدم اتفاقك مع مسؤوليه == لا علاقة لها بذلك، قلت لك إني قررت خوض تجربة جديدة خارج الوطن، لذلك رفضت اللعب لصالح جميع الأندية التي اتصلت بي. = اليوم، تبلغ من العمر 36 سنة وصرت لاعبا في صفوف "نوازي لوساك" الذي يلعب في قسم (cfa 2) ، ألا تعتقد أنك تأخرت كثيرا في اللعب في فرنسا أو أوروبا، وكان من الممكن أن تحترف هناك مع ناد أكبر وأنت في عز شبابك وعطائك؟ == بلى، هذا صحيح، كان بوسعي أن ألعب في أوروبا وأنا شاب، لأني في تلك الفترة الزاهية تلقيت عروضا من فرق فرنسية، لكنّي حينها فضلت الاستقرار بالوطن، وأتذكر أن زميلي السابق في شبيبة القبائل ياسين بزاز يوم تنقل للاحتراف في فرنسا، كنت على وشك التنقل معه للعب في "أجاكسيو" بعدما وصلني عرض رسمي من هذا النادي، لكني فضلت حينها مواصلة التحضير مع شبيبة القبائل لكأس إفريقيا التي توجنا بها بعد ذلك، أنت ترى معي أن قضية الاحتراف في أوروبا "مكتوب وقدر" لا أكثر ولا أقل. = ألست نادما على عدم الاحتراف في أوروبا مبكرا؟ == لست نادما ولا مجال للندم، لأن حصيلتي الثرية بالألقاب في البطولة الوطنية سواء مع الشبيبة أو مع الوفاق وكل الفرق التي لعبت لها، فضلا عن مسيرتي الطويلة مع المنتخب الوطني ومساهمتي مع زملائي في الوصول إلى "مونديال" جنوب إفريقيا 2010، وحب الناس الذي فزت به، كلها أمور تجعلني فخورا بمسيرتي في الجزائر، لذلك لست نادما على عدم الاحتراف في أوروبا مبكرا. = وهل تنوي الاعتزال في فرنسا أم أننا سنراك يوما ما في البطولة الجزائرية؟ == من المفترض أني سوف أنهي مسيرتي هنا في فرنسا، لقد وجدت نفسي مع ناد مهيكل، يتوفر على كافة إمكانات النجاح والتألق، ناهيك عن شعبيته الكبيرة، ما جعلني أتأكد أنه فريق محترف بأتم معنى الكلمة. = تأقلمت أم ليس بعد؟ == لا يوجد أي إشكال في ذلك، لأن حياتي كلها كانت غربة، إذ أني غادرت الباهية وهران صغيرا، وانضممت إلى شبيبة القبائل وبعدها إلى وفاق سطيف حيث لعبت لهما سنوات طويلة، ووجودي اليوم في فرنسا شبيه بوجودي بالعاصمة يوم غادرت "لازمو"، لذلك فأمر تأقلمي مع "نوازي لوساك" كفريق أو مع نمط العيش في هذه المدينة لن يطرح إشكالا بالنسبة لي. = وما هي أهداف فريقك هذا الموسم؟ ==الصعود، ومن جهتي سوف أحاول أن أوظف خبرتي الطويلة في الميادين، لأجعلها تحت تصرفه كي نحقق الهدف المنشود. = وهل تسمح لياقتك البدنية وسنك خاصة باللعب سنة أو سنتين إضافيتين؟ == نعم كلّ شيء يسمح لي بذلك، فما دمت قادرا على الركض والمشي، فأنا مستعد للمواصلة حتى أدرك أني غير قادر على المواصلة، وهنا أسرد لك ما قاله لي المحضر البدني للوفاق آيت محمد لما تدربت مع الفريق خلال بعض الحصص، حيث أدمجني سريعا في المجموعة بعد حصتين تدريبيتين أجريتهما لوحدي، وقال لي إن لياقتي تسمح لي باللعب دون أي مشكلة، وأعطيك مثالا آخرا، هنا في فرنسا لاعبون كبار لا زالوا يلعبون وهم في عمر 38 إلى 40 سنة دون أي مشكلة، حتى في الجزائر أبناء جيلي مثل عمور لا زالوا يلعبون، وبالتالي فعمري الذي لم يتعدّ 36 سنة لن يعيقني على اللعب لسنوات أخرى، لأن ما يهم في كرة القدم ليس تقدم السن، بل مردود اللاعب ولياقته البدنية وخبرته فوق الميدان. = في الأخير قل ما شئت... == أتمنى لجمعية وهران تحقيق الصعود، ولشبيبة القبائل أن تعود إلى سابق عهدها، وللوفاق السطايفي أن يواصل على المنوال نفسه، ولمولودية وهران أن تخرج من محنتها لأن المولودية فريق لا بد أن يلعب على الألقاب لا على تفادي السقوط، ولمنتخبنا الوطني أن يستهل مشواره التصفوي أمام غامبيا بانتصار يعبد له الطريق لكأس أفريقيا للأمم، ويرفع معنويات اللاعبين قبيل دخول غمار تصفيات كأس العالم 2014 في الصائفة المقبلة، وبودي أيضا أن أشكر مدير الحماية المدنية الهديري ومدير الوحدة كمال هلاوي على الإمكانات التي وفراها لي يوم كنت أتدرب في ملعب الحماية المدنية بالدار البيضاء، ولا يفوتني أن أشكر جمعية "أولاد البهجة" كريم و"خالو" إسماعيل أيضا، وشكرا.