كالعادة لا يفوت الجزائريون مثل هذه المواعيد الكبيرة ويسجلون حضورهم بقوة هذه الليلة بملعب “دونسك" لمتابعة مباراة إسبانيا – فرنسا، حيث صادفنا الكثير منهم في الرحلة التي قادتنا أمس من العاصمة كييف إلى العاصمة الاقتصادية دونسك.. لكننا وجدناهم منقسمون بين عشق “لاروخا" و«الأزوري" كل حساب ميولاتهم الكروية وانتمائهم الجغرافي، مع الإشارة أن حوالي 50 جزائري مرتقب اليوم في المباراة حسب الأصداء التي استقيناها من عين المكان، وهو ما يعكس شغف الجماهير الجزائرية بكرة القدم رغم أن المنافسة أوروبية محضة. البارصا والريال أثرتا على التوجه الجزائري وحسب الحديث الذي كان لنا مع الكثير منهم فإن أغلبية الجزائريين الذين سيتنقلون إلى الملعب سيشجعون إسبانيا، وذلك ليس فقط لاعتبارات سياسية قياسا بالحساسية التي مازالت قائمة بين الجزائروفرنسا، بل لأن الكثير أصبح يعشق البارصا والريال في السنوات الأخيرة، وهما الفريقين الأكثر تمثيلا في صفوف المنتخب الإسباني، زيادة على أن “لاروخا" هو أفضل فريق يقدم كرة جميلة أيضا بغض النظر عن كونه بطل أوروبا والعالم. “أنا أشجع البارصا ومن الطبيعي أن أناصر إسبانيا" ومن بين الجزائريين الذين صادفناهم في رحلتنا من كييف إلى دونسك عبد الله المقيم في العاصمة الأوكرانية منذ 3 سنوات، حيث كان يرتدي القميص الجديد الذي ستلعب به البارصا في الموسم القادم، وهو ما جعلنا نعرف منذ البداية أنه من عشاق النادي الكتالوني، وقد أوضح لنا في هذا الصدد: “في التسعينات لما كنت مقيما في الجزائر كنت أناصر إيطاليا على غرار الكثير من الجزائريين، لكن الكرة الركيكة التي أصبح يقدمها هذا المنتخب جعلتني أتحول إلى مناصرة إسبانيا حتى قبل أن تصبح بطلة أوروبا لاسيما وأنني من عشاق البارصا، فقد كان من الطبيعي أن أشجع منتخبا يضم حاليا 7 لاعبين من برشلونة، وقد تنقلت إلى دونسك من أجل رؤيتهم أمامي لأول مرة". “أناصر الزرق منذ عهد بلاتيني" أما ناصر (38 سنة) القادم من مدينة “خاركييف" التي تبعد بحوالي 250 كلم عن دونسك، فقد كان له توجه ورأي آخر في الموضوع وأوضح لنا قائلا: “أنا أشجع فرنسا منذ عهد بلاتيني وليس منذ مجيء زيدان كما فعل الكثير من الجزائريين، أنا أعشق المنتخب ولا أعشق الأشخاص أو أشجع منتخبا أو ناديا من أجل لاعب معين، دعونا من السياسة والتاريخ والجغرافيا ولنتحدث فقط عن كرة القدم، فلما فتحت عيني وبدأت أتابع كرة القدم مع مطلع الثمانينيات كان منتخب فرنسا يقدم كرة راقية جدا بقيادة بلاتيني، جيراس، تيغانا، ستوبيرا، روشتو، فرنانديز والآخرين، فتعلقت بهذا المنتخب حتى قبل أن يدرسوننا في المدرسة ما فعلته فرنسابالجزائر إبان الاستعمار".