لم يعلو صوت في تقارير الجرائد اليونانية يوم أمس عن حادثة شجار رفيق جبور مع مدربه الإسباني مانويل خيمينيز، إذ تصّدرت صور مهاجم “الخضر” و”آيك أثينا” الصفحات الأولى وبعناوين كتبت بالبنط العريض تضمّنت جلها عبارة: “جبور طلب خيمينيز للشجار رجلا لرجل”، لكن التقرير الذي خطف كل الأنظار هو ما انفردت بطرحه صحيفة “وقت الرياضية” اليونانية، التي استطاعت نشر أول تصريح ل جبور عقب الحادثة. جبور: “كلّ ما قيل كذب وتلفيق” ونفى جبور تماما وبشكل قطعي جُل ما تم تداوله أول أمس، خاصة الوصول إلى حدّ تفادي الاشتباك بالأيدي مع خيمينيز. فحسب الدولي الجزائري، لم يحدث منه تجاوز للأدب مع المشرف على تدريبه، فهو – حسب تصريحاته – يعرف جيدا حدود اللباقة مع المسؤولين، ولن يصل حتما إلى حدّ طلب التعارك. وقد قال جبور: “كلّ ما قيل كذب وتلفيق، لم يحدث أن قللت احترامي مع المدرب أو أي أحد من مسؤولي الفريق”. “حديثنا عرف سخونة لكنه انتهى إيجابيا” وتابع جبور سرده للحلقة المفقودة التي لم تتطرّق لها الصحف اليونانية حين انفردت بطرح وجهة نظر نادي “آيك” فحسب، إذ أكد أنّ الحوار الذي دار مع خيمينيز كان جادا جدا وعاديا أيضا، بالرغم من إقراره بوجود بعض السخونة داخله، غير أنه اختُتم بإيجابية واتفاق من الطرفين. وقال جبور: “الحديث كان بين مدرب ولاعب ولا شيء آخر، الأمر كان عاديا جدا رغم أنه لم يخل من بعض السخونة، لكنه في النهاية كان إيجابيا”. “اجتمعت ب خيمينيز نصف ساعة بعد ذلك واتفقنا !“ وفاجأ جبور اليونانيين يوم أمس حين نشرت صحيفة “وقت الرياضية” حديثه عن حدوث اجتماع آخر بينه وبين مدربه دام نصف ساعة وتمّ في مكتبه الخاص، فقد استضاف الإسباني لاعبه وتحادثا وأنهيا كلامهما في مناخ جدّ إيجابي على حدّ وصف جبور، الذي قال حول هذه النقطة: “بعد ذلك اجتمعت أنا وخيمينيز، الأمور كانت إيجابية والمناخ بيننا كان جيّدا”. “من قال إنني قبلت التجديد !؟.. لقد وافقت على المبدأ فحسب” رغم أن تفنيد جبور لجلّ ما نشرته الصحافة اليونانية واكتفائه بوصف الحادثة الواقعة ببعض التوتر والسخونة العادية التي خطفت الكثير من الاهتمامات يوم أمس في اليونان، إلا أنّ ما اقتنص الاهتمام الأكبر كان طرح جبور أخيرا للرواية الحقيقية لما وُصف قبل 4 أشهر ب”موافقته على التجديد ل آيك”، قبل أن يتحول الموضوع فيما بعد إلى تخلي الدولي الجزائري عن كلمة منحها لمسؤولي فريقه. وقد أزاح جبور اللثام عن الحقيقة بقوله: “من قال إنني قبلت التجديد !؟ كل ما حدث أنني عبرت لهم (الإدارة) عن رغبتي في البقاء، وهم من جانبهم قالوا إنهم سيفعلون جهدهم لإبقائي. والحديث إنتهى هنا”. “لم أتلقّ دعوة حتى أرفضها وصدمت لربط عدم تجديدي بالمال” وواصل جبور كشف الحقائق، عندما أكد أنه لم يرفض أبدا الالتحاق بمكتب رئيس “آيك أثينا” ليلة رأس السنة حتى يقوم برفضها، إذ صرّح: “هذا الإجراء يتم عادة بإبراق الدعوة إلى مدير أعمالي الذي يرّتب من جانبه مواعيدي، هذا الأمر لم يتم.. حدث سابقا أن تلقيت دعوات مشابهة، حينها كنت حاضرا على الدوام”. وفند جبور أيضا ربط تأجيله التجديد بالمال حين قال: “عن ماذا أماطل؟ قلت إنني لم أتفق أبدا على التجديد، كيف إذاً أرفض عرضا ماليا !.. غريب حقا أن يتم ربط عدم تجديدي بمقارنتي لراتبي مع ما مُنح للزملاء. لم أتفق حتى أقارن”. “هل يعقل أن أُربط ب “أولمبياكوس“ لأنني أحبّ البارصا وقابلت عنتر يحيى!؟“ وآخر النقاط التي استعرضها جبور لأول مرة لدى حديثه مع “وقت الرياضة” اليونانية، هو الربط الحاصل بينه وبين أولمبياكوس، على الأقل حسب الإعلام. فقد فند أول واقعة جعلت اليونانيون يربطونه ب”أولمبيا” حين قال: “لقد ربطت بالنادي لأنني حضرت مقابلاته أمام برشلونة، أنا في الأصل من محبي “البارصا“ وسأحضر لقاءاتها مهما كان منافسها في اليونان”. أما عن الواقعة الثانية، فقال: “غريب أن أربط به أيضا لأنني حضرت مباراته الخيرة أمام رفقاء زيدان ورونالدو، ومن ثم الحفلة التي أقامها النادي، ثم أنني حضرت إلى هذه الأخيرة لمقابلة رفيقي عنتر يحيى قائد المنتخب الوطني الذي شارك في اللقاء”. فرضية المؤامرة مطروحة وجبور قد يكون مظلوما فعلا واستغلت الصحافة اليونانية حديث جبور لطرح وجهة نظر إضافية عما دار مساء الأحد في مجمع التدريبات الخاص ب”آيك” شمال أثينا، إذ طرحت صحيفة “غازيتا” على سبيل المثال لا الحصر، كون عديد الجرائد سارت على نهجها، احتمال وجود مؤامرة حيكت ضد جبور من قبل الإدارة وبالاتفاق مع خيمينيز، كل هذا حتى يتم إخراج جبور للعالم على أنه لاعب شديد الاستهتار ولا يبالي بأيّ كان من المسؤولين والمدربين. إدارة “آيك” خططت لاستفزازه حتى تبرّر فشلها وتبعد المُهتمّين به ورجحت الجرائد اليونانية التي دعّمت فكرة وجود مؤامرة قيام إدارة “آيك” بالتخطيط لإخراج جبور عن النص لأنه معروف منذ كان في بلجيكا بغضبه الشديد، وكل هذا لهدفين: الأول إظهاره على أبشع صورة أمام الأندية التي هو بصدد مفاوضتها، وبالتالي تتراجع عن انتدابه حتى يبقى مع “آيك”، أما الثاني فهو تبرير فشلها في إبقائه أمام الجماهير، وهذا بعد أن يجعلوا منه اللاعب القادر على زعزعة الاستقرار، وبالتالي التخلّص منه يكون أفضل الحلول. “خيمينيز“ يعتبر جبور انتهى ثم يترك القرار للإدارة ! كان ل مانويل خيمينيز، الطرف الثاني في أبرز الأحداث الرياضية اليونانية مؤخرا، تصريحات هو الآخر يوم أمس حول الحادثة، لكن وخلافا ل جبور، كان الإسباني متناقضا جدا في موقفه، فبعد أن قال ل”غازيتا” صباحا إن جبور لاعب من الماضي بالنسبة له ولا مكان له مع فريقه مهما حدث، عاد عن قراره في تناقض صارخ يدعم مجدّدا فكرة الظلم الذي تعرّض له جبور في مؤامرة ب “سيناريو“ محبوك. خيمينيز: “القرار كان بين يدي الإدارة وهي التي تقرّر إبعاده” تصريحات خيمينيز الثانية كانت على مسمع ومرأى من الصحافة اليونانية جمعاء، إذ أدلى بها خلال المؤتمر الصحفي الخاص بمباراة “آيك” أمام كيركيرا اليوم في إطار البطولة اليونانية. وقد قال خيمينيز مناقضا رأيه السابق: “القرار الآن بيد الإدارة، هي تدرسه وهي المخوّلة باتخاذ قرار إبعاده نهائيا”. وتأتي تصريحات خيمينيز لتنفي ما صدر يوم أمس عقب اجتماعه بالرئيس أداميديس، إذ أكدت الصحافة اليونانية يوم أمس أنّ قرار طرد جبور بات معلقا حتى شعار آخر. “جبور لاعب متميّز لكن لم ولن أتقبّل ما صدر منه” والغريب في ما صدر عن خيمينيز يوم أمس، هو وصفه جبور باللاعب المتميز جدا من الناحية الفنية، حتى أنه ذكره حين تحدّث عن مخططاته التكتيكية للمرحلة القادمة، لكنه في الوقت ذاته انتقد تصرّفاته مساء الأحد لأنها غير مقبولة في هذا المستوى من الاحتراف. مضيفا: “بالتأكيد، جبور لاعب جيّد من الناحية الفنية، وبالتأكيد خسارة للفريق تضييعه، لكن ما صدر منه تجاهي وتجاه الفريق غير مقبول تماما”. “قد أقبل عودته وبعد اعتذاره سأفكر؟!“ النقطة الأبرز التي ناقض فيها خيمينيز نفسه هي حين أبقى أبواب قبوله رجوع جبور إلى الفريق مفتوحة، حيث أكد أنه سيدرس ذلك عقب تلقيه والإدارة أيضا اعتذارا خطيا من اللاعب، كما أضاف خيمينيز أنّ الرئيس أداميديس هو من لطّف الأجواء وترك مجالا للاتفاق. وقال المدرب الإسباني: “أولا يتوجّب على جبور الاعتذار، ما صدر منه كثير وغير مقبول تماما... إذا اعتذر أو لم يعتذر سأجتمع بالإدارة لاتخاذ القرار النهائي من جانبي.. أداميديس هو الذي يحاول جاهدا إيجاد حلّ لهذه القضية”.