تكبد شباب بلوزداد خسارة قاسية مساء أول أمس في ملعب الرويبة أمام اتحاد العاصمة بنتيجة هدف دون رد مفوتا على نفسه فرصة ذهبية للإرتقاء في ترتيب البطولة . وظهر الشباب بعيدا كل البعد عن مستواه في وقت كان الجميع يعول على تحقيق أول فوز في المباريات المحلية في مرحلة العودة ومواصلة سلسلة الانتصارات، لكن زحف أبناء العقيبة توقف على يد “شيوخة وشبان” الإتحاد مثل دزيري ومكلوش اللذين عبثا بالشباب، وقد خطف الاتحاد من البلوزداديين ثلاث نقاط ثمينة كانت في متناولهم. بعد النصرية، الإتحاد تحول إلى عقدة ويبدو أن الشباب لم يتخلص من عقدة نصر حسين داي الموسم الماضي إلا ليدخل في عقدة جديدة مع فريق عاصمي آخر، ويتعلق الأمر باتحاد العاصمة، بعد أن ضيع أبناء العقيبة فرصة من ذهب للإطاحة بالإتحاد رغم غياب أبرز لاعبيه آيت وعمر وعشيو. ومن أصل خمسة داربيات خاضها هذا الموسم، لم يفز الشباب إلا في واحد أمام نصر حسين داي متذيل الترتيب، في حين تعادل في الذهاب أمام اتحاد العاصمة بشق الأنفس وأمام اتحاد الحراش وخسر برباعية أمام مولودية الجزائر، ليخسر “داربي“ العودة أمام سوسطارة جعل الانتصارات السابقة ليس لها أي طعم بعدما أصبحت للشباب عقدة جديدة اسمها اتحاد العاصمة، حيث فاز أبناء العقيبة في مناسبتين فقط على الإتحاد، في موسم 2005 ومنذ موسمين في ملعب 20 أوت. اللاعبون افتقدوا الروح القتالية والغرور فعل فعلته وأجمع كل من تابع المباراة على أن الشباب لم يظهر بالوجه نفسه الذي عودنا عليه في المباريات الأخيرة التي كان يدخلها وينهيها بقوة، وظهر بوجه شاحب، وهو ما ذهب إليه الرئيس البلوزدادي عقب نهاية المباراة عندما أكد أن فريقه ظهر بوجه شاحب وبدت عليه علامات التعب. وقد افتقد الفريق الروح القتالية والإرادة التي عودنا عليها، فطيلة المرحلة الأولى لم نسجل أي محاولة جادة ولا بناء هجمات منسقة وانتظرنا إلى غاية (د37) عندما قاد بوسحابة هجمة من الجهة اليسرى ووزع إلى يونس لكن رأسيتة صدها عبدوني. ويبدو أن الانتصارات الأخيرة للشباب جعلت الفريق يقع في فخ الغرور في وقت يعاني الإتحاد من المشاكل، وهو ما ذهب إليه أكساس حين اعترف أن فريقه وقع في فخ التساهل وافتقد الحرارة في اللعب وترك المبادرة للمنافس الذي كان أكثر إصرارا على الفوز. الدفاع كان بعيدا عن مستواه وعلى غير العادة، فقد بدا الخط الخلفي للفريق خارج الإطار أو مثلما علق الأنصار “كان يعوم” بسبب الأخطاء الفادحة والساذجة التي وقع فيها رفقاء معمري. وظهر غياب الانسجام بين المدافعين واضحا إضافة إلى الثقة المفرطة، وهو ما حدث في لقطة الهدف حين فضل أكساس المراوغة على إبعاد الكرة أمام الصغير والسريع مكلوش الذي افتك الكرة وتوغل دون أن يجد أي مدافع في التغطية ومرر بكل سهولة نحو دحام الذي سجل هدفا قاتلا. وبدا الظهيران بعيدين عن مستواهما وكثرت أخطاؤهما سواء الدفاعية أو في التوزيع، وهو ما دفع حنكوش للتدخل في أكثر من مناسبة مظهرا معبراً عن استيائه. وسط الميدان كارثة والهجوم مشلول وكان الأمر مشابها لوسط الميدان الذي فشل في إحكام السيطرة على منطقة الوسط التي تحكم فيها رفقاء بلال دزيري في جل أطوار المباراة وكأنه لا يزال في العشرينات ورفقاء لحمر تحولوا إلى “شيوخة”، حيث ضيعوا كرات سهلة ولم يكونوا قادرين حتى على صناعة هجمة منسقة، إلا في مناسبات نادرة لم تشكل خطورة. وكان حنكوش قد أدخل تغييرات في التشكيلة الأساسية من خلال الاعتماد على الجناحين بوسحابة ويونس اللذين أغلقا المنافذ على الرواقين. وكان الخط الأمامي غائبا في “الداربي“ حتى أن صايبي كان معزولا أمام رفقاء خوالد وخروجه جعل البديل سليماني يعيش المصير نفسه وفشل في هز شباك عبدوني. حنكوش سيكون مطالبا بمراجعة حساباته وبالحديث عن طريقة أداء الشباب، لا يمكن أن لا نتحدث عن التغييرات التي قام بها حنكوش في المرحلة الثانية لما أشرك سليماني مكان بوسحابة لدعم الهجوم واللعب بمهاجمين سليماني وصايبي إلا أن الجميع تفاجأ بخروج صايبي تاركا مكانه لغربي الذي لقي نصير بوسحابة نفسه ووجد كل المنافذ مغلقة. وسيكون الطاقم الفني مطالبا بمراجعة حساباته من جديد بعد الخسارة أمام الإتحاد في مباراة كانت بمثابة امتحان حقيقي للشباب لكنه فشل فيه وكان خارج الإطار. الخسارة درس مفيد وحان وقت وضع الأقدام على الأرض ويمكن القول إن المباراة كانت بمثابة درس قاس للاعبين الذين فشلوا في تحقيق أول انتصار لهم في المباريات المحلية في مرحلة العودة بعد أن خاضوا 11 مباراة دون خسارة. واعتبر الجميع أن الخسارة جاءت في الوقت المناسب وستجعل اللاعبين يضعون أقدامهم على الأرض من جديد خاصة أن بعضهم اعتبروا أنفسهم قد بلغوا الذروة قبل أن يأتي “الداربي“ ويكشف العيوب. مكحوت: “سأستعيد مكاني في التشكيلة“ أكد لاعب خط الوسط أحمد مكحوت أنه يرغب بشدة في العودة إلى المنافسة التي غاب عنها لأكثر من شهر بسبب إبعاده من طرف الطاقم الفني نظرا لغياباته المتكررة عن التدريبات. وأكد ابن جيجل أنه سيعمل على استعادة مكانه في التشكيلة الأساسية، وقال في هذا الصدد: “متشوق للعودة إلى المنافسة وسأعمل على استعادة مكانتي في التشكيلة الأساسية لأنني لم أضيع لحظة واحدة طيلة أيام إبعادي وكنت دائم الحضور في التدريبات حتى أحافظ على لياقتي البدنية”. “مثلت أمام المجلس التأديبي وأوضحت كل شيء” واعتبر مكحوت أن العقبة التي كانت تحول دون مشاركته في التشكيلة الأساسية قد زالت عقب مثوله أمام المجلس التأديبي الأسبوع المنصرم للاستماع إليه بسبب اتهام الطاقم الفني له بالتخاذل والغياب دون مبرر. وقال مكحوت إنه استغل فرصة لقائه المسيرين في المجلس التأديبي للدفاع عن نفسه، وقال: “لقد مثلت أمام المجلس التأديبي منذ أيام والتقيت المسيرين وأوضحت لهم كل ما حدث وأنني لم أتعمد الغياب عن مباراة الخروب والأمور تتجه نحو الحل ونهاية المشاكل”. “لا يوجد أي مشكل بيني وبين المدرب” وجدد مكحوت تأكيده لنا أنه بالرغم مما حدث، إلا أنه لا يكن أية مشاعر بالحقد أو ضغينة تجاه مدربه حنكوش في وقت يتحدث الجميع عن نوع من الخلاف بين مكحوت ومدربه الذي رفع بحقه تقريرا إلى الإدارة، وأضاف مكحوت: “لا توجد أي مشاكل بيني وبين المدرب حنكوش ولا مع المسيرين لأننا سوينا المشكل وأنتظر فقط فرصة المشاركة في المباريات الرسمية لأنني أواصل التدرب مع الفريق بصفة عادية”. آكنيوان أبعد في آخر لحظة يبدو أن آكنيوان قد دفع ثمن أدائه المتواضع في مباراة الترسانة الليبي الأسبوع الماضي، فقد عوضه حنكوش بزميله بلاط في هذه المباراة. ففي الوقت الذي انتظر الجميع حضور آكنيوان في المباراة بما أنه كان حاضرا في فندق “بالم بيتش”، قام حنكوش بإبعاده في آخر لحظة ولم يدرج اسمه في قائمة ال18، وقد غادر ابن الرويسو الفندق إلى بيته مباشرة. أليكس غادر الميدان قبل نهاية المباراة لفت انتباه الجميع مغادرة الإيفواري أليكس لأرضية الميدان قبل نهاية الوقت بذل الضائع من المباراة وتوجهه مباشرة إلى غرف حفظ الملابس قبل أن يغادر الملعب رفقة زملائه في نهاية المطاف. وقد بدا أليكس متأثرا من بقائه في كرسي الاحتياط بعدما فضل عليه حنكوش لوناس بن دحمان. أول فوز لسعدي على الشباب منذ 1999 تشير الإحصائيات إلى أن فوز الإتحاد أمس الأول يعد الأول للمدرب سعدي على حساب الشباب منذ 1999 الذي كان فيه آخر فوز لسعدي على الشباب وكان حينها مدربا لشبيبة القبائل. في حين فشل في ذلك مع الفرق الأخرى في وقت سابق سواء مع الإتحاد أو مولودية الجزائر وحتى وفاق سطيف وهو ما يفسر تفاعله وانفعاله أثناء المباراة. أكساس:“لست كنافارو ولا نيستا وعلينا وضع الأقدام على الأرض” “أعتذر من الأنصار ولكن أين المدافعون لتغطيتي” خسرتم أول “داربي“ لكم في مرحلة العودة ما قولك؟ لقد ضيعنا فرصة من ذهب للارتقاء في الترتيب لو فزنا ب “الداربي“ العاصمي، ولكن لم نتمكن من ذلك وخسرنا المباراة وهذا أثر فينا كثيرا لأنه كان بإمكاننا الفوز خاصة أننا بدأنا المباراة في العشر دقائق الأولى بطريقة جيدة قبل أن يتراجع المردود في بقية أطوار المباراة. ماذا كان ينقصكم لتفوزوا بالمباراة؟ أعتقد أننا لم نلعب بالطريقة نفسها التي تعودنا عليها وافتقدنا الروح القتالية والحرارة في اللعب، ولهذا أعتبر الخسارة بمثابة درس للاعبين وكان لابد منها. كيف ذلك؟ اللاعبون اعتقدوا أنهم وصلوا بعد النتائج الإيجابية وسلسلة الإنتصارات التي حققناها في المباريات الأخيرة، وهو ما جعل البعض يشعرون أنهم وصلوا إلى قمة العطاء وأننا لن نخسر، وهو ما انعكس سلبا على أداء الفريق في المباراة وارتكبنا عدة أخطاء. تعني أنكم دفعتم ثمن الغرور، أليس كذلك؟ هذا ما أريد الوصول إليه، البعض اعتقد أننا لن نخسر ولكنهم كانوا مخطئين لأنهم نسوا أنه مثلما يمكننا أن نفوز يمكن أن نخسر، واليوم دفعنا ثمن الغرور وهذا درس للاعبين حتى نضع الأرجل على الأرض ونتعلم من الأخطاء التي نرتكبها. ارتكبت خطأ في إبعاد الكرة فجاء الهدف ما قولك؟ صحيح، أعترف أنني ارتكبت خطأ بعدم إبعاد الكرة ولكنني لا أتحمل مسؤولية الخطأ بمفردي في تلك اللقطة. كيف هذا؟ عندما ضيعت الكرة، كان من المفترض أن يقوم زملائي المدافعين بتغطيتي لتفادي أي خطأ محتمل، ولكن هذا لم يحدث وكان مدافعان ورائي لأن الخطأ تم في خط التماس وليس على خط العمليات وبالتالي أين التغطية، المدافعون بقوا في الخلف ومع هذا فقد سجل علينا الهدف، لست بصدد انتقاد زملائي لأنها ليست من عادتي ولكن كل من يعرف كرة القدم أكد أن التغطية كانت غائبة في تلك اللقطة. مدربك حنكوش قال إنك ارتكبت خطأ فدفع الجميع الثمن غاليا ما ردك؟ صحيح “خلصتها غالية” ولكنني أصر على أن التغطية كانت غائبة وهذا يقودني للتساؤل، هل إذا أخطأ أكساس نتلقى أهدافا؟، ألا يوجد من يغطيني ويصحح الخطأ ورائي. يبدو أنك متأثر مما حدث؟ على الجميع أن يعلموا أنني لست كنافارو ولا نيستا، ولا يوجد مدافع في العالم لا يخطئ وخير دليل خطأ فيديتش مع مانشستر، وعموما أكساس لا يتجاوزه المهاجمون بسهولة. ماذا تقول للأنصار عقب هذه الخسارة؟ أعتذر من الأنصار على ما حدث في المباراة لاسيما أنهم بمجرد تسجيل الإتحاد الهدف علينا، كلهم هتفوا باسمي مؤكدين دعمهم لي، وهو ما أثر في كثيرا وفي تلك اللحظة “غاضتني عمري” وأطلب منهم السماح. تحولت إلى الهجوم بعدها تاركا الدفاع... في تلك اللحظات أردت أن أساعد زملائي لمعادلة النتيجة وكدت أصل إلى الشباك في مناسبتين، وهذا دليل آخر على أنني بذلت كل ما في وسعي للفوز في المباراة وأكثر من هذا “جبدت دم فوادي” في تغطية خط الوسط بالصعود إلى وسط الميدان وكنت أصعد في الكرات العالية مخاطرا بحياتي ولكن لماذا لم يقم أحد بتغطيتي. الجميع اشتكى من حكم المباراة وأكدوا أنه أحد أبرز أسباب الخسارة ما قولك؟ لقد كان السبب الرئيسي في خسارتنا بسبب تدخلاته غير الموفقة طيلة المباراة، لقد حرمنا من ركلتي جزاء في لقطة يونس وقبلها لقطة بن دحمان التي كانت واضحة، ولكنه غض النظر عنها، ولو احتسبها وسجلنا فيها هدفا لكان الأمر مغايرا ولكانت المباراة أخذت وجها آخر والأسوأ أن لاعبي الإتحاد كأنهم في المسبح كل من يلقي نفسه يحتسب له خطأ وكلها أمام خط منطقة الجزاء ونحن العكس كلما نهاجم تحتسب علينا أخطاء خيالية. ستكون غائبا في مباراة عنابة، أليس كذلك؟ لأسف تلقيت الإنذار الثالث في لقطة احتسبها الحكم تمويها بالرغم من وجود مسك، ما سيحرمني من مباراة عنابة التي كنت أرغب في خوضها لمساعدة زملائي، وأتمنى أن يكون اللاعب الذي سيخلفني موفقا في هذه المباراة. كلمة أخيرة لم أقصد انتقاد زملائي، فليس من عادتي التسبب في المشاكل، ولكنني تحدثت حول واقع حدث ويجب أن ننسى هذه المباراة فالخسارة ليست نهاية العالم وعلينا التفكير في المباريات المقبلة. --------- حنكوش عاتب لاعبيه بعد المباراة لم يترك المدرب البلوزدادي محمد حنكوش الخسارة في “الداربي” تمر دون أن يتوقف عندها، ففي الوقت الذي كان الجميع ينتظر خروجه من غرف حفظ الملابس لأخذ انطباعاته، حدث وتأخر عن الخروج وبقي لقرابة نصف ساعة رفقة لاعبيه، ليتبين أن حنكوش عقد اجتماعا مصغرا مع اللاعبين مباشرة عقب نهاية المباراة عاتبهم من خلاله على أدائهم الهزيل والأخطاء التي ارتكبوها، ولم يمهل أشباله وقتا طويلا لينتقدهم. غادر متأثرا من الخسارة و”ما حملهاش” ولم يهضم حنكوش خسارة فريقه “الداربي“ العاصمي الذي كان يعول عليه كثيرا لإثراء رصيد الفريق من النقاط ومواصلة الزحف نحو فرق المقدمة خاصة أن وزن المباراة بست نقاط. وأعرب حنكوش عن سخطه من أداء لاعبيه وأكد بالحرف الواحد أنه متأثر جدا من الطريقة التي خسر بها فريقه مباراة كان الفوز فيها ممكنا، حتى أنه غادر ملعب الرويبة في قمة الإمتعاض. لام أكساس على مراوغته القاتلة ولم يتردد حنكوش في انتقاد صخرة دفاعه أمين أكساس حين فضل هذا الأخير المراوغة أمام المهاجم الشاب مكلوش الذي خطف منه الكرة في منطقة حساسة ومررها إلى دحام الذي سجل هدف الفوز. وأكد لنا حنكوش أنه لام مدافعه في غرف حفظ الملابس وطالبه بتوضيحات حول ما بدر منه قبل أن يؤكد له أنه تسبب في خسارة فريقه بخطأ قاتل اعتبره رسالة للاعبين بأن خطأ واحدا يدفع ثمنه الجميع. “كان الفوز في أيدينا لهذا غاضتني الخسارة” وختم حنكوش حديثه معنا قبل مغادرته ملعب الرويبة بأنه في قمة التأثر من خسارة هذه المباراة التي كان يعول عليها كثيرا، وأكثر من هذا فإن لاعبيه هم من سهلوا مهمة الإتحاد، وقال أيضا: “لقد تأثرت من الطريقة التي خسرنا بها المباراة لأنها كانت في أيدينا ولم نحسن التعامل معها ولهذا -غاضتني- الخسارة كثيرا”.