صحيح أن اتحاد عنابة حقق فوزه الثاني في تربص عين دراهم أول أمس أمام الفريق المحلي، لكن نتائج المواجهات الودية لم تعد معيارا يثق فيه العنابية بعد الذي حصل لفريقهم في بداية البطولة، وبالتالي فقد أصبحت كل مواجهة ودية بمثابة فرصة للاستفادة من الناحية البدنية والتقنية فقط، وهو ما ينطبق على المواجهة الأخيرة أمام الفريق المحلي لعين الدراهم. بسكري أعطى الفرصة للاحتياطيين والجدد مع الحفاظ على ركائز الدفاع وكانت مواجهة عين دراهم فرصة للمدرب بسكري من أجل تجريب بعض العناصر من الاحتياطيين والوافدين الجدد مع الحفاظ على أهم ركائز الدفاع، حيث أقحم خيري بركي في حراسة المرمى، قيدير على الجهة اليمنى، بلخير ظهيرا أيسر، بوجليدة ومسعودي في محور الدفاع، زواوي، حرباش، بن عبد الله ولاعب الأواسط دغماني في الوسط، فيما لعب بالغ والنيجيري موسى في الهجوم. أشرك 4 أواسط في الشوط واكتفى ب15 لاعبا وقد استغل المدرب فرصة تواضع مستوى المنافس (كما كان يبدو على الورق)، ليمنح الفرصة للاعبي الأواسط حيث أشرك في نصف الساعة الأخير الرباعي كنوني - عبد النوري – كريتس - خندق خلفا ل حرباش، موسى، مسعودي وبن عبد الله على التوالي، ليصل العدد الإجمالي للمشاركين في هذه المواجهة إلى 15 لاعبا فقط. البقية تدربوا مع بوسعادة في الميدان الفرعي وبينما كان ال15 لاعبا الذين ذكرناهم معنيون بمواجهة عين دراهم الودية كان البقية وهم: طوبال، حوامد، واضح، بوخاري، بوتربيات، مكاوي، ضيف، بن شعبان، بوعيشة، بقرار، بوخلوف وعماري على موعد مع إجراء حصة تدريبية مع المدرب المساعد بوسعادة عبد الوهاب، فيما بقي نعمون خارج التدريبات للحصة الثانية على التوالي بسبب الزكام واكتفى بمشاهدة المواجهة الودية. 7 لاعبين شاركوا ل90 دقيقة وبالنسبة لمشاركة اللاعبين في لقاء عين دراهم، فقد لعب 7 لاعبين وهم: ضيف، بوجليدة، قيدير، بلخير، بالغ، زوازي ولاعب الأواسط دغماني أطوار المواجهة كاملة ب90 دقيقة، بينما لعب بن عبد الله، مسعودي وحرباش 60 دقيقة، موسى 70 دقيقة، ثلاثي الأواسط خندق - كريتس - كنوني 30 دقيقة وعبد النوري 20 دقيقة. بسكري طلب اللعب بجدية واحترام المنافس وقبل انطلاق المواجهة كان المدرب بسكري قد تحدث إلى لاعبيه على طريقة المواجهات الرسمية بعد أن وضع التشكيلة الأساسية، حيث أوصى بالجدية في اللعب واحترام المنافس وعدم استصغاره لأنه من الدرجات الدنيا، مع الاحتفاظ بالكرة لأطول وقت ممكن وتبادلها بلمسة أو لمستين إلى 3 على الأكثر لتحقيق الفائدة المرجوة من اللقاء. اللاعبون يكتشفون استماتة المنافس وحرباش يسجل بروعة وكان بسكري محقا في طلبه باحترام المنافس، فبمرور الدقائق اكتشف الجميع أن عين دراهم ليست فريقا سهل المنال بدليل الاستماتة التي كانت لخط الدفاع والحارس بالخصوص، والتي حرمت عنابة مما لا يقل عن 4 أهداف، بداية بتسديدة دغماني التي ردها الحارس ولم يلحق عليها موسى، ثم رأسية بالغ التي مرت جانبية بقليل، وكرة دغماني القوية التي ردها القائم قبل أن يفك حرباش العقدة بهدف في منتهى الروعة من خلال وضعه الكرة بطريقة مقوسة في الزاوية اليسرى البعيدة للحارس من بعد 25 م. بسكري لم يكن راضيا وطالب برفع الوتيرة وبالنظر إلى الصعوبات التي وجدها اتحاد عنابة أمام عين دراهم في الشوط الأول وتأخر تسجيله إلى نهاية الشوط تقريبا، لم يكن المدرب بسكري راضيا بين الشوطين بدليل أنه طلب من اللاعبين رفع الوتيرة وتحسين الأداء وعدم مجاراة نسق المنافس، وذلك من خلال اعتماد السرعة أكثر في التنفيذ وحرمان المنافس من الكرة. الشوط الثاني أحسن وبالغ يسجل الثاني ويضيع ركلة جزاء وقد طبق اللاعبون جزءا مهما من نصائح المدرب بسكري في الشوط الثاني الذي كان أحسن من الأول وشهد سيطرة أكثر من جانب عنابة، حيث لم تمض سوى ربع ساعة حتى تمكن بالغ من تسجيل الهدف الثاني بعد فتحة بلخير العرضية من الجهة اليسرى وتمهيد بن عبد الله لكرة من ذهب، قبل أن ينفذ دغماني مخالفة ثنائية مع بن عبد الله اصطدمت بالعارضة، ويضيّع بالغ مجددا وجها لوجه ثم يسدد زواوي بقوة ويجانب الهدف الثالث، كما ضيع دغماني فرصة أخرى قبل أن تتاح ركلة جزاء لبالغ الذي أخفق على مرتين في تحويلها إلى الشباك وعادت إلى دغماني الذي يقذف والدفاع من فوق الخط يبعد الكرة. ولا فرصة لعين دراهم وخيري كان في راحة تامة وبالمقابل، لم تكن هناك أي فرصة تقريبا لفريق عين دراهم الذي اكتفى بتصعيب المهمة لاتحاد عنابة في وسط الميدان ومنطقة الدفاع أكثر إلى جانب الرقابة الشديدة التي كانت مفروضة على لاعبي الاتحاد، حيث لم يختبر الحارس خيري بأي فرصة خطيرة وكان في راحة تامة طيلة 90 دقيقة، وهو ما استاء منه الحارس نوعا ما في نهاية اللقاء بما أنه كان يريد إثبات قدراته ومعرفة إلى أين وصل مستواه التنافسي. بن عبد الله وحرباش يتألقان ويعدان بإضافة لعنابة وكان الأهم في المواجهة منح فرصة للجدد من أجل التأقلم أكثر مع طريقة لعب الفريق وأجواء التشكيلة، وقد أظهر حرباش وبن عبد الله بالخصوص إمكانات هائلة في وسط الميدان من خلال السرعة والدقة والثقة في نفس، بدليل أن حرباش كان مسجل الهدف الأول بروعة كما منح العديد من الكرات السانحة، وكذا بن عبد الله الذي ظهر بوجه جيد وكان وراء كرات خطيرة في الهجوم، وهو ما يرشح اللاعبين لإعطاء إضافة لعنابة في مرحلة العودة. دغماني اكتشاف المواجهة ويبقى اكتشاف المواجهة على الإطلاق هو لاعب الأواسط دغماني رضا، الذي كان المفاجأة السارة من خلال الأداء الجيد الذي قدمه في هذا اللقاء، حيث وصال وجال كما يشاء على أرضية الميدان غير آبه تماما بأنه يتواجد لأول مرة مع أكابر عنابة. يملك يسرى سحرية و"خبطها" مرتين في العارضة وأجمل ما كان في أداء دغماني، إضافة إلى الخفة في الحركة والتمريرات الدقيقة، هو التسديدات السحرية التي كانت تنطلق من قدمه اليسرى والتي اصطدمت مرتين بالقائم والعارضة. كما كان وراء كرتين خطيرتين في الشوط الثاني والحقيقة أن الجميع استمتعوا بالأداء الجميل لهذا اللاعب وسط إعجاب شديد من بقية اللاعبين وأعضاء الوفد. صورة طبق الأصل ل بوبكر عثماني وقد شبه رئيس الوفد ناصر بن علي دغماني باللاعب السابق للاتحاد بوبكر عثماني، سواء من حيث طريقة اللعب المتشابهة تماما، البنية الجسمانية أو حتى من حيث مسقط الرأس لأن دغماني من برحال مثل عثماني، وكل نقاط التشابه هذه جعلت الجميع يرشحون دغماني لأن يكون نسخة طبق الأصل ل عثماني أو عثماني ثان. بسكري أعجب به، لكن يطالبه بإبقاء الأرجل على الأرض وحتى المدرب مصطفى بسكري المعروف بعدم حديثه كثيرا عن اللاعبين ومجاملتهم، فقد أبدى إعجابه باللاعب دغماني والطريقة التي لعب بها، لكن بسكري أكد أن هذه الإشادة يجب أن لا تتسبب في غرور اللاعب الذي طالبه بإبقاء الأرجل على الأرض ومواصلة العمل في صمت لأنه ما زال لم يحقق أي شيء، حتى أن بسكري طلب منا عدم محاورة اللاعب حتى لا يعتقد أنه "دار حاجة كبيرة" ووصل إلى القمة. لم يخطئ عندما طلب ترقية خماسي الأواسط وحتى بقية الأواسط على غرار عبد النوري، كريتس، كنوني وخندق لم يخيبوا أمام عين دراهم رغم المدة القصيرة نوعا ما التي لعبوها، حيث كانوا مقبولين وأكدوا أن المدرب بسكري لم يخطئ عندما طلب ترقيتهم إلى صنف الأكابر، ليبقى على هؤلاء أن يسيروا على منوال زميلهم دغماني لتعزيز الثقة فيهم أكثر. هذا هو المكسب المهم في التربصات واللقاءات الودية ودون شك، فإن مثل هذه الاكتشافات مثل دغماني هي أهم المكاسب التي يجب أن تتحقق من المباريات الودية والتربصات، وهذه طريقة عمل أكبر الأندية العالمية التي تختبر لاعبيها الشبان في فترات التحضير والمواجهات الودية وعادة ما يظهر لاعبون نجوم بهذه الطريقة، والأمثلة كثيرة على غرار بيدرو، بويان وغيرهم من نجوم برشلونة الصغار الذين تم اكتشافهم في الدورات الودية الدولية التي تجريها "البارصا" في كل عام. موسى لم يُظهر الكثير وكانت المواجهة أيضا فرصة أخرى للوقوف على إمكانات المهاجم الإفريقي موسى، لكن اللاعب لم يُظهر الكثير وكان تائها في معظم الفترات فوق أرضية الميدان، وضيع العديد من الكرات، رغم أنه لعب 70 دقيقة كاملة قبل أن يترك مكانه للاعب الأواسط عبد النوري. ... "غير يعيّط" والبرد أقلقه كثيرا وظهر النيجيري موسى مضطربا في كيفية تعامله على أرضية الميدان، حيث افتقد إلى التركيز الجيد وتميز بالصراخ الكثير سواء عند طلب الكرة أو في حال عدم تمريرها له من طرف الزملاء، حيث كان "يعيط" أكثر مما يلعب ويبدو أنه تأثر كثيرا بالبرد القارص الذي جرت فيه المواجهة وغير متعوّد عليه. يحتاج إلى وقت أطول قبل الحكم عليه بموضوعية ورغم الوجه غير المقنع الذي ظهر به موسى، إلا أن الحكم الحقيقي على إمكاناته لن يكون سوى بعد أن يتأقلم اللاعب أكثر مع أجواء الفريق والجو البارد، حيث يبقى التحفظ سائدا بخصوص مستواه إلى أن تثبت الشكوك أو تزول مع مرور الوقت الكافي، خصوصا أن لاعبين عديدين من الأفارقة لم ينفجروا إلا بعد مرور مدة طويلة على غرار أديكو لاعب وفاق سطيف من قبل، وبالتالي يجب عدم التسرع وإصدار حكم قد يكون ظالما بحق اللاعب. ... وكثير الصمت ورفض الحديث إلينا ويتميز موسى بمزاج غير عادي، حيث يبدو مشتت الذهن ويفكر في شيء ما في رأسه وهو ما يفسره صمته الكثير في أغلب الأحيان وعدم حديثه كثيرا مع زملائه، حتى أنه رفض الحديث إلينا مساء أول أمس خاصة عندما سألناه عن بعض الأمور التي تتعلق بمستواه. ================================================ بوسعادة: "موسى مليح بزاف، لكن ينقصه التأقلم ويحتاج إلى التشجيع" عن المستوى الذي ظهر به موسى في لقاء عين دراهم، يقول المدرب المساعد بوسعادة: "موسى لاعب جيد ويملك إمكانات لا بأس بها، لكن مشكلته في عدم التأقلم إلى حد الآن مع أجواء الفريق، وهو بحاجة إلى التشجيع لكي يثق في إمكاناته وأنا واثق حينها أنه سيقدم إضافة للفريق". "اللقاء لم يكن اختبارا ولكن لزيادة حجم المنافسة" وعاد المدرب المساعد إلى مواجهة عين دراهم قائلا: "اللقاء لم يكن اختبارا بل فرصة لزيادة حجم المنافسة، حيث كان اللقاء الثاني وهو أمر جيد وسنبحث عن لقاءين إلى 3 لقاءات أخرى ولقاء رابع عند العودة إلى عنابة، لنصل إلى مستوى أفضل ولو أننا حاليا في مستوى مقبول جدا من الجاهزية". "الشبان قدموا مستوى مشرف وسيكونون مستقبل عنابة" وعن تقييمه للوجه الذي ظهر به الأواسط على غرار دغماني، قال بوسعادة إن مستواهم كان مشرفا جدا خاصة دغماني وأكد أن خماسي الأواسط تم اكتشافه في لقاء الكأس أمام الحمراء وبقي تحت المتابعة ل4 لقاءات أخرى قبل ترقيته، مضيفا أن عنابة خزان للمواهب الشابة ولا خوف على مستقبلها. =========================================== عنابة قد تواجه عين دراهم مرة أخرى من الممكن أن يتم برمجة مواجهة ودية ثانية بين اتحاد عنابةوعين دراهم، خصوصا بعد المستوى الذي ظهر به شبان عين دراهم رغم فارق المستوى الشاسع بينهم وبين الاتحاد، حيث أظهروا ندية فوق أرضية الميدان جعلت الاختبار مفيد لشبان واحتياطيي عنابة وهذا ما قد يشجع بسكري على لعب لقاء آخر أمام عين دراهم. فريق عين دراهم "ما عندو والو" رغم أن فريق عين دراهم يحمل في تسميته الثراء، إلا أن واقعه معاكس تماما حيث ظهر أن هذا الفريق لا يملك شيئا حتى أن لاعبيه تنقلوا مع لاعبي عنابة في الحافلة وهو ما يعكس الأزمة التي تعيشها المنطقة. حكام متطوعون أداروا المواجهة في ظل غياب حكام معتمدين من طرف رابطة الشمال الغربي لكرة القدم، فقد استنجد الفريقان بمتطوعين لإدارة مواجهة أول أمس وكلهم تونسيون. مكاوي لم يكمل الحصة المسائية أول أمس لم يقدر اللاعب مكاوي على إكمال الحصة التدريبية التي جرت مساء أول للاعبين الذين لم يشاركوا في المواجهة، حيث اضطر إلى التوقف بسبب جرح في أحد أصابع رجله اليمنى خوفا من أن يتفاقم. مدرب سوسة خاف من مواجهة عنابة ما زال مدرب حمام سوسة سمير جريدي يتماطل في إعطاء الرد بخصوص اللعب وديا أمام عنابة، وهو ما فسره الوفد العنابي بأن المعني خاف من مواجهة الاتحاد بما أنه يحتل مؤخرة الترتيب في بطولة تونس، وهذا بعد أن كان قد تحجج بعدم جاهزية لاعبيه عند رفضه مواجهة "البوبية" من قبل. بسكري يريد مواجهة الإفريقي اليوم أو غدا وفي إطار اللقاءات الودية دائما، ينوي المدرب بسكري مواجهة النادي الإفريقي اليوم أو غدا قبل لعب المواجهة الودية المقررة أمام جندوبة هذا الخميس والأخيرة أمام بوسالم يوم الجمعة. يريد 4 مواجهات أخرى قبل انطلاق البطولة ويريد مدرب عنابة اللعب أمام الإفريقي للوصول على الأقل إلى 3 مواجهات أخرى قبل نهاية التربص على أن تكون هناك مواجهة رابعة عند العودة إلى عنابة للوصول إلى 6 مواجهات في المجموع خلال الفترة التحضيرية. برمج 3 حصص أمس واللاعبون يتمنون منحهم راحة وبالعودة إلى برنامج التربص، فقد برمج بسكري أمس 3 حصص تدريبية، الأولى حصة استرخائية خفيفة في الصباح، ثم حصة تقوية في القاعة وفي المساء حصة في الميدان على الساعة الرابعة، وهو ما اشتكى منه اللاعبون الذين تمنوا راحة ولو لنصف يوم من أجل "التنفس". لاعب من عين دراهم قام بحلاقة شعر اللاعبين في الفندق تنقل سهرة أول أمس لاعب من عين دراهم إلى فندق "نور العين" مقر إقامة التشكيلة وقام بحلاقة شعر اللاعبين بحكم أنه يشتغل حلاقا، وهذا بعد أن تعذر على اللاعبين القيام بالحلاقة بما أنه لا وقت لهم للخروج من فندق "نور العين" البعيد عن المدينة بحوالي 2 كلم.