عرفت اليونان أول أمس ليلة استثنائية عنوانها الرئيسي ‘'داربي أثينا'' القوي، وبطلها لم يكن سوى النجم الجزائري العائد بقوة رفيق جبور، إذ سرقت مباراة أولمبياكوس ومضيفه باناثينايكوس الأضواء من كل شيء، لدرجة أن الصحافة الإغريقية قالت إن الحياة السياسية توقفت لساعتين هي مدة لعب المواجهة، هذا وبرز مهاجم «الخضر» بشكل لافت لما لعب كرأس حربة صريح مدعوما بالمهاجم البلجيكي الخطير كيفن ميراليس صاحب هدف التقدم في (د20)، قبل أن يمنح الدولي الجزائري النقاط الثلاث لفريقه في الوقت بدل الضائع من المباراة التي كانت تشير وقتها إلى التعادل الإيجابي، ويفتح العنان لأفراح لا توصف سهر على وقعها أنصار أولمبياكوس حتى الصباح. جبور: ‘'فخور بالتسجيل، وهدفي ليس إلا بداية فقط'' كان جبور أول أمس الملك المتوج على رأس داربي اليونان «الدموي» هذه المرة، إذ ركزت كاميرات التلفزيون على فرحته عقب اقتناصه كرة في منطقة الستة أمتار، مهيئاً إياها لنفسه قبل أن يدك بها مرمى «بانا»، حدث هذا في (د91) من لقاء أول أمس. هذا وجاء في أول تصريح أدلى به جبور عقب نهاية المواجهة قوله: «فوزنا يعني لنا الكثير، لقد قرّبنا أكثر مما نطمح إليه، أثبتنا أننا أقوى من باناثينايكوس وأجدر منه بتحقيق اللقب، أنا شخصيا فخور جدا بهدفي، لكن هذا ليس إلا البداية فقط''. ‘'مجرد حمل ألوان أولمبياكوس عني أنك بطل'' أبدى جبور فخرا شديدا بإسعاده جماهير فريقه الجديد، مؤكدا أنهم الأفضل في حياته الاحترافية، كما أظهر مهاجم ‘'آيك'' السابق رغبة جامحة في إنهاء الموسم بتتويج يبدو الآن بنسبة كبيرة جدا مفصولا في هوية حامله، إذ بات الفارق بين الغريمين في حدود ال10 نقاط، مع بقاء 7 جولات عن النهاية، وقد جاء على لسان جبور حول هذه النقطة قوله: ‘'أنا سعيد جدا لأننا اقتربنا أكثر من تحقيق اللقب الغالي، لكنني لما التحقت ب أولمبياكوس أيقنت أنني بت بطلا، لا يوجد ناد بإمكانه الوقوف أمامنا محليا''. إشادة واسعة من قبل الإعلام اليوناني ب''ماكينة الأهداف'' تصدر اسم جبور عناوين كبريات الصحف اليونانية التي أثنت كثيرا على مؤهلاته الكبيرة، فعلى مدار 90 دقيقة خاضها، لم يظهر أي عياء على العائد إلى المنافسة منذ أسابيع قليلة مضت، كما حاول جبور التسجيل في أكثر من مناسبة وكان قريبا من تحويل عدة محاولات خطيرة إلى أهداف، فضلا عن مساهمته في حملات كثيرة شنها رفقاؤه، هذا وأجمعت العناوين الصحفية الإغريقية على الجزم بأن جبور الموسم ما قبل الماضي، الذي أبهر بحسه التهديفي العالي قد عاد. ...والفرنسي ‘'سيسي'' مقبل على ترك اليونان بسبب هدفه لُقب داربي هذا العام بين أولمبياكوس وباناثينايكوس ب''الدموي''، فقد شهد وقته بدل الضائع أحداثا مؤسفة تسببت بها جماهير ‘'الحُمر''، فعقب هدف جبور وفرحتهم بالنقاط الثلاث، اقتحم العشرات أرضية الميدان وتحرشوا بلاعبي ‘'بانا''، من بينهم الدولي الفرنسي وهداف ‘'سوبر ليغ'' جبريل سيسي، هذا الأخير وصل به الأمر إلى حد التهديد بمغادرة اليونان، وقال سيسي للصحفيين: ‘'هذه آخر بضعة أشهر سألعب فيها في اليونان، في ظل هذه الظروف لا أستطيع الاستمرار في اللعب هنا''. هجوم ‘'الخضر'' في أمان مع تواصل صحوة ‘'المحارب'' يأتي إمضاء جبور لهدفه المعتاد في مرمى باناثينايكوس - إذ لا يمر موسم إلا ويزور شباكه – ليؤكد أن الجزائري عاد بالفعل إلى قمة مستواه وهو الذي كان يصنف في المواسم الأخير ضمن أفضل 3 لاعبين في البطولة اليونانية ككل، فعقب هدفه في مرمى ‘'آريس سالونيكا'' في الجولة الماضية، جدد ‘'المحارب'' – كما يلقب – العهد ليزيل بذلك قليلا من القلق على خط هجوم المنتخب الوطني الذي عانى الأمرّين منذ فترة ليست بوجيزة، ويكون باعثا على الأمل قبل مدة تقترب من الشهر تفصلنا عن لقاء الحسم في التصفيات الإفريقية أمام المنتخب المغربي.