أنهى المنتخب الوطني سهرة أول أمس الدور الأول من نهائيات كأس أمم إفريقيا للمحليين المقامة في السودان في المركز الثاني خلف المنتخب منظم الدورة وهو ما أهّله لبلوغ الدور ربع النهائي من المنافسة، وجمع أشبال بن شيخة في المباريات الثلاث التي لعبوها 5 نقاط من فوز في اللقاء الأول أمام أوغندا بثنائية نظيفة وتعادلين الأول أمام الغابون بنتيجة (2-2) والثاني أمام السودان بنتيجة سلبية. وأهم ما يمكن استخلاصه من مشوار “الخضر” في الدور الأول هو أنهم لم يتذوقوا مرارة الهزيمة وأنهم حققوا هدفهم الأول في هذه الدورة والمتمثل في بلوغ الدور ربع النهائي. “الخضر” خاضوا كل مبارياتهم تحت الضغط وأداؤهم لم يكن كبيرا وفي تحليل لمردود المنتخب الوطني منذ بداية الدورة يجب أن نتوقف عند نقطة هامة وهي أنّ منتخبنا الوطني لم يقدم أداء كبيرا يجعله أكبر المرشحين للتتويج بكأس إفريقيا للمحليين في نسختها الثانية، ولو أنه يجب الإعتراف بأن منتخبنا لعب لقاءاته الثلاثة تحت الضغط حيث واجه أوغندا تحت حرارة وصلت الأربعين درجة، قبل أن يلعب لقاءه الثاني أمام منتخب غابوني كان بين المطرقة والسندان حيث كان ملزما بالفوز لإبقاء حظوظه في التأهل قائمة وهو ما جعله يلعب بإرادة فولاذية، وهي الإرادة التي لعب بها السودانيون أول أمس تحت ضغط رهيب فرضه أنصارهم على لاعبي “الخضر” وهو سبب من الأسباب التي جعلت مترف وزملاءه لا يقدرون على تطبيق طريقة اللعب الجزائرية. 30 دقيقة مرجعية أمام الغابون يجب التركيز عليه مستقبلا وبشهادة أهل الاختصاص فإن النقطة الإيجابية الكبيرة في مشوار “الخضر” خلال الدور الأول من نهائيات كأس أمم إفريقيا للمحليين كانت نصف الساعة الأخير من مباراة الغابون، حيث قدم زملاء مسعود مردودا جيدا وتمكنوا من تسجيل هدفين بعد تأخرهم في النتيجة ولعبوا بطريقة جيدة بعد أن وضعوا الكرة في الأرض وخلقوا هجمات منسقة، مقدمين مردودا يجب أن يكون مرجعيا لهم في المستقبل لأن منتخبنا قدم أداء متكاملا سواء من الناحية الفنية، التكتيكية أو البدنية وخاصة من جانب الروح الجماعية التي كانت بين اللاعبين ورغبتهم الجامحة في قلب المباراة، وهو ما تحقق لهم رغم تلقيهم هدفا في الوقت بدل الضائع من اللقاء حرمهم من فوز مستحق. التفوق العددي لم يُستغل جيدا أمام أوغندا والغابون ومن النقاط السلبية التي يجب الإشارة إليها في مردود المنتخب الوطني خلال لقاءاته الأولى في هذه الدورة هو أنه لم يستغل تفوقه العددي بعد طرد لاعب من المنافس، حيث أنه أمام أوغندا بقيت النتيجة على حالها بعد طرد اللاعب الثاني من المنافس ففي 20 دقيقة كان “الخضر” فيها متفوّقين عدديا بقيت النتيجة (2-0)، وحتى أمام الغابون فإن 56 دقيقة من التفوق العددي لم تقلب الكفة لصالح رفقاء مترف حيث بقيت النتيجة متعادلة بعد طرد أحد لاعبي المنافس ولو أنه سُجّل هدفان من كل طرف في الشوط الثاني من اللقاء. أفضل هجوم ب 4 أهداف والدفاع تلقى هدفين المنتخب الوطني الذي سجل انتصارا واحدا مقابل تعادلين نجد أنه بلغة الأرقام سجل هجومه 4 أهداف وكان الأفضل في المجموعة الأولى مع هجوم الغابون الذي سجل الحصيلة نفسها التي تبقى مقبولة مادام أنها تفوق الهدف في كل لقاء، ولو أن الأمر الذي ليس مقبولا هو أن 3 من هذه الأهداف سجلها لاعب واحد يتمثل في سوداني في وقت سجل جابو هدفا، وهو أمر يؤكد أن الحلول تأتي تقريبا كلها من مهاجم جمعية الشلف وهو أمر ليس بالإيجابي لما نرى الأسماء التي تلعب في هجوم “الخضر” والتي تبقى الأفضل في بطولتنا. وتجدر الإشارة إلى أن دفاعنا تلقى هدفين فقط في لقاء واحد وهذا بعد أن تمكن معيزة وزملاؤه من الصمود في وجه مهاجمي المنافس في لقاءي أوغندا والسودان التي تبقى تملك أفضل دفاع ليس في المجوعة الأولى فقط بل في المنافسة بأكملها حيث لم تتلق أي هدف منذ بداية الدورة. 4 إنذارات دون طرد والأحسن في الروح الرياضية وإذا كان المنتخب الوطني قد أنهى الدور الأول في مجموعته وهو يملك أفضل خط هجوم فإنه أيضا كان الأفضل من حيث الروح الرياضية، حيث أن أصحاب البذلة السوداء لم يشهروا أكثر من 4 إنذارات للاعبينا تلقى اثنين منها القائد العيفاوي الذي غاب عن لقاء السودان الأخير بسبب العقوبة الآلية التي كانت مسلطة عليه، في وقت تقاسم يخلف ومفتاح الإنذارين الآخرين. ويجب التنويه بدور المدرب بن شيخة في انضباط اللاعبين حيث أنه كان يمنعهم من الاحتجاج على قرارات الحكم في كل مرة وهو ما كان يجنّبهم تلقي إنذارات بطريقة ساذجة. بن شيخة اعتمد على 18 لاعبا في 3 لقاءات من أصل 23 لاعبا نقلهم إلى السودان نجد أن المدرب الوطني اعتمد في المباريات الثلاث التي لعبها “الخضر” في الدور الأول على 18 لاعبا، حيث لا يوجد إلا حارسي المرمى دوخة وسدريك إلى جانب كل من زازو، دلهوم وغزالي الذين لم يقحموا في أي لقاء، وهو أمر يؤكد أن المدرب وإن كان قد أشرك تقريبا اللاعبين الأساسيين في المباريات الثلاث حيث لم يقم إلا ب 3 تغييرات في اللقاء الأخير من خلال إشراك حشود، حاج عيسى وخوالد منذ البداية أمام السودان في مكان مفتاح، جاليت والعيفاوي، فإنه حاول إقحام أكبر عدد من اللاعبين حتى يضعهم في جو المنافسة خاصة أنه قد يحتاج إليهم مستقبلا في حال إصابة أو عقوبة أي من لاعبيه الأساسيين. زماموش، يخلف، معيزة، لموشية ومترف لم يضيّعوا أي دقيقة وكان زماموش، يخلف، معيزة، لموشية ومترف الأكثر مشاركة في الدور الأول حيث لعبوا كامل المباريات الثلاث التي خاضها المنتخب الوطني بمجموع 270 دقيقة، ليكونوا بذلك الأكثر تشريفا للجزائر في هذه الدورة ويؤكدوا أيضا منصابهم كركائز أساسية في التشكيلة، مع الإشارة إلى أن لاعبين مثل مسعود، جابو، سوداني، حاج عيسى، جاليت وڤاسمي سجلوا بدورهم تواجدهم في التشكيلة خلال اللقاءات الثلاث سواء كأساسيين أو احتياطيين. مردود غير مستقر لغالبية اللاعبين وفي تقييم للمردود الفردي للاعبين يجب التأكيد على أنّ مردود الغالبية منهم لم يكن مستقرا حيث أن اللاعب الذي يؤدي مباراة في المستوى يظهر بمستوى سيء في اللقاء الموالي والعكس صحيح، وهو الأمر الذي يجعل من المستحيل التأكيد على أن لاعب كان أفضل من بقية زملائه، ولو أن سوداني أظهر فعالية في اللقاءين الأولين ولموشية كان تقريبا مردوده الأكثر استقرار في 3 مباريات، لكن الأمر الأكيد في كل هذا أنّ الكثير من اللاعبين لم يظهروا بعد بالمستوى الذي كان منتظرا منهم قياسا بإمكاناتهم الكبيرة وهم الآن مطالبين بالأفضل بداية من لقاء الدور ربع النهائي. المردود يجب أن يتحسّن الآن و“ماعندهم حتى سبّة” وفي الأخير فإن المنتخب الوطني مطالب برفع مستواه من الناحية الجماعية إذا أراد بلوغ النهائي والتتويج بالكأس لأن المباريات بداية من الدور ربع النهائي ستصبح أصعب خاصة أنّ مستوى المنتخبات المتأهلة إلى هذا الدور هو الأفضل في الدورة، وإذا كان اللاعبون قد اشتكوا من التعب والضغط الذي كان مفروضا عليهم في لقاءاتهم السابقة فإنه بداية من اللقاء القادم لن يكون أمامهم أي حجة خاصة بعد الراحة التي منحها لهم بن شيخة أمس وكذا الوقت الكافي الذي يفصلهم عن مباراة ربع النهائي للتحضير جيدا لها.