نزل المدرب الوطني الفرنسي لوران بلان ضيفا على حصة “كنال فوتبال كلوب“ التي تبث سهرة كل أحد في القناة الفرنسية “كنال بلوس“ والتي يوجد من ضمن المحلّلين فيها عميد المدربين الفرنسيين الذي أشرف لعدة عقود على نادي أوكسير السيد غي رو، حيث تعرض الضيوف الى عدة محطات كروية وقضايا منها قضية تثير اهتمام المتتبع الجزائري، حيث ناقش الحضور موضوع القانون الجديد الذي أصدرته الإتحادية الدولية لكرة القدم والذي يعرف بقانون “بهاماس”، هذا القانون الذي يسمح للاعبين بالاختيار بين البلد الأصلي أو البلد الذي نشأوا فيه بعد سن الرشد، حيث غيّر هذا القانون المعطيات في الساحة الكروية الفرنسية التي كانت من بين البلدان التي فقدت العديد من اللاعبين الذين نشأوا في مراكز التكوين، وهو الموضوع الذي أراد لوران بلان ومن كانوا في البلاتو التنبيه الى خطورته على مستقبل الكرة الفرنسية. تضييع هيغوان ثم “سو“ أحدث طوارئ من بين الأسباب التي دفعت ضيوف حصة “كنال بلوس” الى التطرق إلى هذا الموضوع هو تألق مهاجم وهداف نادي ليل متصدر الدوري الفرنسي سو الذي سجل هدفه 17 في جولة السبت الفارط أمام ليون، حيث لم يتقبل لوران بلان ضياع هذا المهاجم الذي تكوّن في نادي ران رفقة الفرانكو جزائري براهيمي لفائدة المنتخب السنغالي، حيث فضل هذا المهاجم الحالي لنادي ليل حمل ألوان بلده الأصلي ليضيع من منتخب الديكة، كما ضاع الفرانكو أرجنتيني ألانسو هيغوان الذي فضّل تلبية دعوة مارادونا للمشاركة في المونديال السابق بفضل قانون بهاماس، رغم أنه تكوّن في فرنسا وهو حاليا يصنع أفراح الريال. “غي رو“ يدرك أن الموهبة أصلها غير فرنسي الأسباب التي دفعت غي رو والناخب الفرنسي الجديد لوران بلان إلى دق ناقوس الخطر والتركيز على هذا الموضوع الحساس، هو إدراكهم أن أغلب المواهب التي تصنع أفراح الفرق الفرنسية هي من أصول أجنبية وتحديدًا إفريقية، حيث نجحت مدارس تكوين فرنسية في تكوين عدد من اللاعبين الكبار ولكن أصولهم هي إما جزائرية على غرار بن زيمة، أو مغربية كبن عرفة أو تونسية كصبري لموشي سابقا، وقد أصبح قانون باهاماس هاجسا بالنسبة للمختصين الفرنسيين لأنه سمح بضياع عدة مواهب فضّلت خيار القلب خاصة في الآونة الأخيرة التي فقد فيها الديكة بريقهم. دومنيك ساعد قانون بهاماس لم يكترث الفرنسيون كثيرا عند صدور قانون باهاماس لأنهم لم يتخيلوا أن اللاعبين من أصول إفريقية سيفضلون اللعب لمنتخب الآباء رغم أنهم يتكوّنون في المدارس الفرنسية ويلعبون في منتخباتها الشابة. وجاء الغرور على ضوء مكانة فرنسا كبطلة للعالم سابقا وبطلة لأوروبا مرتين، وحلم ارتداء قميصها يراود كل من يملك الجنسية مهما كان لونه أو دينه، ولكن مونديال جنوب إفريقيا والمشاكل العنصرية التي عرفها الديكة في عهد المدرب دومينيك غيّرت كل المعطيات والمواقف، وجعل الأجانب يترددون في اختيار التبان الأزرق خشية أن يقع لهم ما وقع لأنيلكا، بن زيمة وناصري من طرف الناخب الفرنسي السابق. زيدان والمفعول العكسي تخوّفات السلطات الكروية من تغيير موقف اللاعبين مزدوجي الجنسية وتفضيلهم اللعب مع بلدانهم الأصلية يكمن في فقدان حتى نماذج تستطيع حث الشبان على الوفاء للمنتخب الفرنسي بعد التدرج في الفئات الشبانية، حيث كان زيدان النموذج الذي يعبّر عن نجاح فرنسا في استغلال هذه الموهبة الجزائرية لتحوّلها إلى نجم عالمي سمح بكسب اللقب العالمي في مونديال عام 98، ولكن اعتزال زيدان اللعبة جعله يتوجّه نحو بلده الأصلي ويعبّر في عدد من المناسبات عن افتخاره بجزائريته، خاصة لما تنقل خصيصا إلى بولوكوان من أجل متابعة مباراة الخضر أمام سلوفينيا ما حمّس أبناء المهاجرين إلى العودة إلى أصولهم، وكان له تأثير غير مباشر على خيارات اللاعبين المغاربة بسبب ما تعرض له زيدان من نكران الجميل من طرف وسائل إعلام فرنسية، كما أكده المعني شخصيا في حواره الأخير لصحيفة ليكيب الفرنسية. لوران بلان يريد أن يصبح القانون وقتيًا في ظل هذه التخوفات، كشف لوران بلان في حصة الأحد الفارط صراحة أمله في أن يتحوّل هذا القانون إلى قانون ظرفي، حيث تحدد فترة معينة للاعبين المزدوجي الجنسية من أجل الفصل في قرار البلد الذي يدافعون عنه، ليتم بعدها إلغاء هذا القانون الذي حسبه لم يخدم الكرة الفرنسية التي أصبحت حسبه تكوّن لاعبين لفائدة دول تنافسها في المحافل الدولية، وهو نفس الطرح الذي جاء به المدرب القدير غي رو من أجل أن تستغل فرنسا كل المواهب التي تتخرج في مختلف المدارس الفرنسية والتي تبقى نسبة كبيرة منها من أبناء المهاجرين والأجانب. كما أشار المتدخلون إلى أن فرنسا لم تستفد من هذا القانون حيث لم تكسب أي لاعب فرنسي تكوّن في الخارج، وهو الذي دفعهم لاعتبار قانون باهاماس نقمة على الفرنسيين والمنتخب الذي لم يستطع تكرار ما فعله جيل زيدان وديساييه. إلغاء القانون يهدّد المغاربة محاولات الهيئات الكروية الفرنسية الضغط لإلغاء قانون بهاماس سيشكل ضربة موجعة بالنسبة للدول النامية، وخاصة الدول المغاربية التي تملك عدة مواهب في مختلف البلدان الأوروبية مكّنها هذا القانون من الاستفادة منها، كما هو الشأن بالنسبة للجزائر التي تأهلت إلى مونديال جنوب إفريقيا بفضل لاعبين تكوّنوا في المدارس الفرنسية وخطفهم روراوة من المنتخبات الشبابية لفرنسا على غرار يبدة، عبدون ومغني. وفي حال إلغاء هذا القانون ستكون الجزائر والبلدان المغاربية أكبر المتضررين خاصة في ظل تردد لاعبين مثل براهيمي، طافر وفغولي في الفصل بين اللعب للجزائر أو لفرنسا و”قانون بهاماس” هو السبيل الوحيد لرؤية هذا الثلاثي بألوان الخضر في مونديال 2014 إن تأهلنا طبعا. لوران بلان: “هذا القانون مشكل حقيقي بالنسبة للفرنسيين” وكشف لوران بلان في تدخله في بلاتو حصة “كنال فوتبال كلوب” في قناة “كنال بلوس” قائلا: “هناك لاعبون ينشطون في مختلف المنتخبات الشبانية، بل هناك من يستدعى حتى للفريق الأول، ولكنه يختار بعد ذلك اللعب في منتخب بلاده الأصلي، ولا بد أن تركز المديرية الفنية عملها على هذا الجانب وتعمل على ضمان هذه المواهب حتى لا نفقدها لأنها أصبحت مشكلا حقيقيا للفرنسيين”. ---------------------------- حوار لوران بلان ل “كنال بلوس” لوران بلان: “خطير ما يحدث لفرنسا بسبب الشبان الذين يختارون اللعب في بلدانهم الأصلية” هيرفي ماتو: موسا سو (هداف نادي ليل الفرنسي واختار اللعب في منتخب السنغال) يعتبر من بين اللاعبين الذين سبق لهم أن لعبوا في المنتخب الفرنسي للآمال ويختارون في النهاية اللعب في منتخبات بلدانهم الأصلية، أمر مؤسف أليس كذلك؟ هل كنت ستضمه إلى المنتخب الفرنسي في الوقت الحالي؟ لوران بلان: لا أدري، لكن كنا سنكون مهتمين بخدماته كثيرا، نظرا لعدد الأهداف التي سجلها، ونظرا للمستوى الذي وصل إليه في هذا الموسم، كرة القدم الفرنسية تعيش مشكلا عويصا، تحدثنا بخصوص هذا الموضوع مع السيد “رو”، هناك عمل كبير ينتظرنا، لكن علينا مواجهته، لأنه من غير الممكن المواصلة على هذا المنوال. أظن أن... هيرفي ماتو: تعني المشكل الموجود في شبان منتخب الآمال، أليس كذلك؟ لوران بلان: ليس فقط أولئك الذين يلعبون في منتخب الآمال، هناك عدة لاعبين ينشطون في منتخب أقل من 16، 17، 18، 19، 20 و21، وحتى بعض اللاعبين الذين ينشطون في المنتخب الأول، لأنه عندما نلعب مواجهة غير رسمية، فهذا لا يؤخذ بعين الاعتبار، لكن في النهاية يختارون منتخب بلدانهم الأصلية. هرفي ماتو: يمكننا أن نفهمهم إذا كانوا يعتقدون أنهم ليس لهم مكان في المنتخب الفرنسي، ما رأيك؟ لوران بلان: لا، هذا ليس انتقادا، لكن عملنا وخاصة على مستوى المديرية الفنية الوطنية يقتضي علينا أن نقوم بهذا الاختيار الذي لا يعتبر سهلا، لكن نحاول أن نقوم به بمستوى عال، أعني منذ صغر سن اللاعبين الشبان، نحاول أن نجعلهم يشعرون أنهم سيلعبون في المنتخب الفرنسي منذ سن 16 إلى 18 سنة... هرفي ماتو: حتى لا يفقدوا الأمل أبدا... لوران بلان: نحاول أن نجعلهم يفكرون أن حمل ألوان المنتخب الفرنسي في سن السادس عشر، السابع عشر والثامن عشر يعتبر قرارا نهائيا لا رجعة فيه، لكن تبقى كرة القدم الفرنسية تعاني من مشكل كبير، ولم نجد الحل، بما أن القوانين ضدنا.