"هيرفي ماتو" أحد نجوم التنشيط في قناة "كنال +" الفرنسية، تفرغ منذ سنتين تقريبا لتنشيط برنامج "كنال فوتبال كلوب"، وهو البرنامج الذي أصبح يعد من بين الحصص الأكثر تتبعا في فرنسا. بعد أن انسحب من تنشيط الحصة الخاصة بالسهرة الأوروبية التي تبث أيام مباريات كأس رابطة أبطال أوروبا تفرّغ كليا للحصة التي تبث كل أيام الأحد وتختص في تحليل مباريات البطولة الفرنسية، طلبنا منه الحديث حول العروض التي تقدمها قناة "كنال +" للجمهور الجزائري من خلال الحصة التي ينشطها وبصدر رحب تقبل الأمر دون تردد. منذ سنتين تقريبًا وعبر حوار أجريناه معك، عبّرت عن أمنيتك بأن ترى عروضا تخص مشاهدي قناة "كنال +" من الجزائريين، الذين يضطرون إلى قرصنة شفرات القناة الفرنسية لمتابعتها، هل يمكننا اليوم القول أن "كنال +" في نسختها المغاربية حققت أمنيتك ؟ نعم بالفعل، خلال ذلك الحوار تحدثنا عن عشق الجزائريين لرياضة كرة القدم وولعهم بمشاهدة البرامج التي تخص كرة القدم بشكل خاص، نعرف أن الجمهور الجزائري يحب كثيرا هذه الرياضة ومن المؤسف أن لا تكون حصص كرة القدم متوفّرة عندهم بشكل قانوني على الأراضي الجزائرية، ومن الجيّد أن نسمع عن تخصيص قناة "كنال +" صيغة جديدة للجمهور الجزائري حتى يتمكّن من متابعة أخبار كرة القدم، من الجيد أن يتمكّن الناس من تلقي البرامج بشكل قانوني دون اللجوء إلى القرصنة، لأنه على الجميع أن يفهم أن ما نقوم به هو عبارة عن جهود كبيرة والجهد له ثمنه، إذا أردنا أن نقدّم برامج جيدة علينا أن ندفع المال للمنتج، ولذلك دفع حقوق المشاهدة سيدفعنا لأن نستثمر في برامج أخرى تتميز بجودتها العالية. وهل شعرت منذ أن تم السماح للجزائريين بمشاهدة برامج "كنال +" بشكل قانوني، بوجود رد فعل أكبر من طرفهم عن طريق رسائل البريد أو المكالمات والرسائل الإلكترونية التي عادة ما تتلقاها ؟ صراحة لم أشعر بفرق كبير مقارنة بالسابق، لم أتلق ردودا كثيرا من طرف الجمهور الجزائري، صحيح هناك البعض الذي يكلّمني بخصوص البرامج التي أقدمها ومن بينهم جزائريون مقيمون بفرنسا، لذلك لم أشعر كثيرا بالفرق، غير هذا لا أملك معلومات أكثر. هل تعتقد أن مشاركة عدد من اللاعبين الجزائريين في مباريات الدوري الفرنسي يساهم في زيادة متابعتهم لمباريات البطولة الفرنسية ؟ نعم هو أمر منطقي، زيادة على المستوى المقدم من طرف الأندية هناك ميول من طرف الجماهير للاعبين الذين يمثلون منتخبات بلدانهم التي يلعبون لها، متابعة الفرنسيين للدوري الإنجليزي ومعرفة طابع هذا الدوري لم يأت إلا بعد أن كان إيريك كانتونا يلعب في صفوف نادي "مانشيستر يونايتد" وبعدها جاءت مشاركة بعض اللاعبين الفرنسيين مع نادي "أرسنال"، وهذا ما يعني أنه يوجد بعض الأندية التي نكون أقرب منها مقارنة مع أندية أخرى، وهذا نظرا لوجود لاعبين نعرفهم بشكل جيد، وهذا ما ينتج عنه اهتمام أكبر بتلك البطولة. لاحظنا أن برنامج "كنال كلوب فوتبال" الذي يعيد بث مباريات البطولة الفرنسية للدرجة الأولى عن قرب، لديه طابع خاص لبث الحصة، عكس ما كان عليه الحال من قبل في القنوات المنافسة، هل تعتقد أن طريقة تقديم البرنامج لها دور كبير في جلب مشاهدين أكثر ؟ في كل المجالات طريقة تقديم أي منتوج أو حصة مهمة جدا، التلفزيون عبارة عن صورة و الصورة مهمة للغاية في مثل هذه الوسيلة الإعلامية، لذلك أردنا من خلال برنامج "كنال فوتبال كلوب" أن نخرج عن العادة في مثل هذه الحصص المختصة التي تبث منذ وقت طويل، حيث حاولنا أن نحافظ على طبيعة الحصة مع إضافة نوع من الفرجة مثل الحصص التي تعنى بالمنوعات، الحصة تقدّم بطابع منوع لكن مع الاحتفاظ بتقديم المعلومة التي تخص كرة القدم، ولهذا جاءت حصة "كنال فوتبال كلوب" التي أعطت روحا جديدة في تناول وتحليل مباريات كرة القدم. من بين اللاعبين الجزائريين الذين يلعبون في الدرجة الأولى، هناك لاعب اسمه رياض بودبوز الذي أبهر بمؤهلاته الكبيرة مثل باقي زملائه في نادي سوشو، هل تعتقد أنه يمثّل جيلا من اللاعبين الموهوبين الذين بإمكانهم أن يكونوا نجوما عن قريب ؟ من الصعب أن نقول مثل هذا الكلام، لأنه ليس دائما ما يكون المستوى أو طريقة اللعب عاملا في صنع النجوم، صحيح أن بودبوز الذي لا زال شابا ولا يجب أن ننسى هذا. إنه من بين اللاعبين الشبان الذين تمكّنوا من فرض وجودهم بقوة، وهو ينطبق عليه هذا الكلام تماما. حاليا لا نملك نجوما في البطولة الفرنسية، لا يجب أن نحلم كثيرا لكن علينا أن نعترف أن بودبوز من بين اللاعبين الذين أثبتوا موهبتهم الكبيرة وهذا ما قلناه مرات عديدة في برنامجنا "كنال فوتبال كلوب"، في رأيي بودبوز يملك مستقبلا زاهرا. لو نعود قليلا إلى الوراء، هل يمكننا أن نعرف رأيك حول المشاركة الجزائرية في كأس العالم مع العلم أن أغلب اللاعبين الذين مثلوا الجزائر مروا بالبطولة الفرنسية ؟ أظن أن الجزائريين كانوا يأملون كثيرا في فريقهم وأنا أتفهّم ذلك لأن المنتخب الجزائري غاب لفترة طويلة عن كأس العالم، منذ 1986 إلى غاية 2010، وهذا الغياب طويل، وبعد العودة نشعر بإرادة كبيرة لتحقيق الأفضل، لكن يبدو أن ما انتظره الجزائريون كان بعيدا عن الواقع، الجزائر كانت تملك الإمكانيات للمرور إلى الدور الثاني في مجموعة متوازنة، لكنها لم تتمكّن من تحقيق ذلك لكن هذا كان متوقعا وحدث فعلا، بالنسبة لي النتائج لم تكن مخيّبة كثيرا وفي نفس الوقت المردود لم يكن استثنائيا، كما قلت لك كانت مخيّبة نوعا ما لكنها جد عادية بالنسبة لمنتخب لم يشارك في كأس العالم منذ سنة 1986، صحيح أننا شعرنا بالخيبة لأننا لم نر أشياء كثيرة بسبب غياب الجرأة عند اللاعبين، وما أدى إلى ذلك هو الانتظار الطويل للجزائريين الذي فرض نوعا من الضغط على اللاعبين الذين كانوا يريدون أن يقدّموا الكثير لجمهورهم المتحمّس لرؤية منتخب بلاده يقدّم عروضا قوية، والإقصاء لا يعتبر كارثة بالنسبة للمنتخب الجزائري لكنني كنت أتمنى أن أرى جرأة أكبر من اللاعبين