لم يمر التعثر الأخير لشباب قسنطينة على أرضية ميدانه مرور الكرام، خاصة وأن الفرق بينه وبين أقرب الملاحقين تقلص إلى أربع نقاط، مع العلم أن الفريق سيتنقل في الجولة القادمة إلى الجزائر العاصمة لمواجهة رائد القبة، كما أن بقية الملاحقين سيستقبلون على ملاعبهم وهو ما يجعل إمكانية تقليص الفارق مرة أخرى واردا... العقوبة أثرت كثيرا في الفريق وبالعودة قليلا إلى الوراء، فإن العقوبة التي فرضتها الرابطة الوطنية لكرة القدم على شباب قسنطينة بسبب الأحداث التي عرفها ملعب أول نوفمبر، والقاضية بمعاقبة الفريق باللعب أربعة لقاءات دون جمهور وخسارة نقاط لقاء باتنة، إضافة إلى غرامة 15 مليون سنتيم، هي السبب الرئيسي في ما وصل إليه الفريق الآن، خاصة وأن الأنصار تم تحذيرهم من قبل من مغبة التنقل مع التشكيلة إلا أن كل مجهودات الإدارة باءت بالفشل. الإدارة كانت في المستوى من حيث النتائج من جهتها، فإن الإدارة وعدت الآلاف من أنصارها بأنها ستحقق الصعود في نهاية الموسم وفي المركز الأول وهو ما يحصل، حيث وقبل جولتين من الآن كان الفريق في المركز الأول وبفارق 8 نقاط عن أول الملاحقين، ما يجسد ما كانت الإدارة قد وعدت به إلا أن ما حدث في باتنة أثر كثيرا على نتائج الفريق. أحداث باتنة السبب الرئيسي في تراجع الشباب وبما أننا نتحدث عن الأحداث المؤسفة التي كان ملعب أول نوفمبر بباتنة مسرحا لها فانه يمكن أن نقول إنها السبب الأول والأخير لما يعانيه “السنافر“ الآن من تراجع رهيب في النتائج والمستوى، خاصة وأن الفريق لم يلعب لمدة 20 يوما لنفس السبب بالإضافة إلى أن العقوبة من الصعب تقبلها، حتى وإن تلقى الفريق وعودا بأنه سيتم إلغاء جزء منها فيما بعد. على “السنافر“ السير وراء المسيرين يعتبر “السنافر“ بدورهم المؤثر الأساسي في القضية بما أنهم كانوا وراء العقوبة التي أدت بالفريق إلى هذه الوضعية بغض النظر عن من هو الظالم أو المظلوم، وما يزيد الأمر سوءا هو توجيهات الإدارة ومطالبتها بعدم التنقل مع الفريق خارج الديار من أجل تجنب مثل هذه الأمور، إلا أن كل النداءات التي جاءت على صفحات الجرائد وعلى أمواج الإذاعة المحلية ذهبت أدراج الرياح، ما يحتم على “السنافر“ من الآن وصاعدا تقبل مطالب الإدارة حتى وإن كانت تمس جزءا من حرياتهم. الفريق خسر نقطتين من رصيده من بين الخسائر التي طالت الفريق في اللقاء السابق أمام اتحاد بلعباس، هي النقاط التي ضيعت بطريقة ساذجة وغير مقبولة خاصة وأن اللاعبين كان عليهم البرهنة رغم التعب ونقص المنافسة إضافة إلى أن الحافز المالي كان حاضرا من خلال عرض الإدارة مبلغ 10 ملايين كمنحة للفوز، كما أن النقاط الضائعة سيكون من الصعب جدا تعويضها خاصة في مرحلة الإياب التي ستكون أكثر صعوبة. ... وياسف، كابري ولمايسي أمام القبة كما خسر الشباب خدمات ثلاثة لاعبين أساسيين وهم ياسف الذي خرج بالبطاقة الحمراء بعد الاحتجاج على قرارات الحكم رغم تحذيرات الإدارة، وكابري الذي تلقى الإنذار الثالث إضافة إلى تسجيل احتجاج في ورقة اللقاء، والمدافع الآخر لمايسي الذي تلقى الإنذار الثالث أيضا، ما يعني غيابه هو الآخر عن لقاء القبة. حتى الإدارة خسرت مداخيل اللقاء من جهتها، تأثرت الإدارة بطريقة مباشرة باللعب دون جمهورها من الجانب المالي، فمن المعروف أنها تعول كثيرا على هذا المورد المالي الهام، وبالتالي فإن عودة الأنصار إلى المدرجات تعد ضرورة ملحة. الفارق صار 4 نقاط بدل 8 إضافة إلى الخسائر التي تكبدها الفريق فإن الفارق بينه وبين أقرب الملاحقين تقلص من 8 نقاط إلى أربع فقط، وإن كانت مداخيل ومنحة اللقاء والعقوبة ليست على جانب كبير من الأهمية فإن فارق النقاط هو كل شيء في كرة القدم، خاصة وأن النقاط هي الفيصل بين الأندية وتقلصها بهذه الطريقة فيه خطر على صعود الفريق إلى القسم الأول. على “السنافر“ أخذ العبرة من بلعباس الشيء الوحيد الذي يجب على “السنافر” أخذ العبرة منه هو الحالة التي كان عليها اتحاد بلعباس في مرحلة الذهاب بعد أن فاز عليه في الجولة الثالثة بهدف شنيقر وتقهقره إلى المراكز الأخيرة، إلا أنه عاد وصار قريبا من تحقيق الصعود ولم يفقد الأمل، وهو ما يجب على الفريق وأنصاره أخذ العبرة منه. صفحة جديدة ستفتح أمام القبة ورغم التعثر في لقاء “المكرة“، إلا أن الكل أجمع على ضرورة طي الصفحة والتفرغ للقاء المقبل الذي يعد هاما أمام رائد القبة من أجل تحقيق الوثبة من خلاله رغم صعوبة المهمة أمام فريق صعب المنال على أرضية ميدانه. “السي. أس. سي” لا يؤمن بالمستحيل يدرك لاعبو الشباب والطاقم الفني بقيادة الهادي خزار صعوبة المهمة وما معنى العودة بنتيجة إيجابية من التنقل إلى القبة، لكن ورغم ذلك إلا أن “السنافر“ وضعوا حساباتهم قبل هذه المواجهة ويبقى الأكيد أن شباب قسنطينة بلاعبيه لا يؤمن بالمستحيل بل يعول على أداء مباراة قوية تتجسد بالعودة بنتيجة إيجابية. التحفيزات مطلوبة في مثل هذا الوقت نظرا للوضعية النفسية التي يعاني منها لاعبو الشباب، وجد الطاقم الفني نفسه أمام عمل كبير من أجل إعادة الأمور إلى طبيعتها وتحضير اللاعبين للمواجهة المقبلة أمام رائد القبة، وليس الطاقم الفني وحسب بل الإدارة كذلك مطالبة بتحفيز اللاعبين وطي صفحة لقاء بلعباس. ------- أربعة أسباب رئيسية كانت وراء تعثر “السنافر“ في حملاوي أثار التعثر الأخير ل “السنافر“ في قسنطينة أمام اتحاد بلعباس الكثير من التساؤلات وأسال الكثير من الحبر حول الأسباب الحقيقية التي جعلتهم يضيعون نقطتين، إلا أن أغلب الآراء حصرت تلك الأسباب في أربع نقاط.... الفريق بقي 20 يوما دون منافسة بسبب العقوبة أولها أن تشكيلة الهادي خزار بقيت لمدة طويلة من دون منافسة و ي المدة التي تجاوزت 20 يوما بداية من آخر لقاء رسمي أمام شباب تموشنت -هذا إن اعتبرناه لقاء قويا- خاصة وأن النتيجة كانت ثقيلة جدا، حيث لعب هذا اللقاء بتاريخ 25 فيفري قبل أن يركن “السنافر“ إلى الراحة الإجبارية بما أنهم خرجوا من مسابقة كأس الجمهورية مبكرا ولم يلعب الفريق إلى غاية موعد اللقاء الهام أمام مولودية باتنة، إلا أن الأحداث التي وقعت أجلت كل شيء وهو ما جعل لاعبي الشباب يدخلون اللقاء الأخير أمام بلعباس بوجه شاحب. العمل البدني المكثف طوال الأسبوع ثاني نقطة هي العمل البدني المكثف الذي كان المدرب الهادي خزار قد فرضه على أشباله بالرغم من أننا الآن في مرحلة العودة، ومثل هذه البرامج لا يجب الاعتماد عليها حسب أخصائيي اللعبة، حيث من المفترض أن يبرمج الطاقم الفني بعد تربص سطاوالي مباشرة حصصا خفيفة خاصة وأن اللاعبين يوم اللقاء لا بد أن يكونوا في حال جيدة وهو ما كان ينقص “السنافر“. نقص المنافسة والإصابات ثالث نقطة ساهمت في التعثر هي نقص المنافسة لدى بعض اللاعبين وإصابة البعض الآخر، حيث لم يكن عمروس حاضرا على مقاعد البدلاء وهو الذي أصيب في التدريبات بسبب العمل البدني المكثف الذي فرضه الطاقم الفني، كما أنه لن يشارك في اللقاء القادم أمام رائد القبة، أما غضبان فبدوره يعاني من نقص المنافسة خاصة وأنه لم يشارك كثيرا مع فريقه السابق مولودية العلمة، شأنه شأن خلاف الذي كان غائبا عن أغلب لقاءات فريقه السابق شباب بلوزداد وهو نفس ما ينطبق على حجاج. غياب حافز إضافي للاعبين في الملعب رابع نقطة أثرت على الفريق هي غياب حافز إضافي عدا منحة اللقاء المضاعفة، ونقصد طبعا جمهور شباب قسنطينة الذي كان بإمكانه إعطاء الدفع اللازم لأشبال الهادي خزار من أجل الوصول إلى شباك الفريق الضيف. ------- كيبية: “نعد الأنصار بالتدارك أمام القبة” كيف هي الأحوال بعد التعادل السلبي أمام اتحاد بلعباس؟ أنا بخير والحمد لله رغم التعثر السلبي الأخير الذي لم يكن متوقعا، لكننا مطالبون بطي صفحته والتحضير الجيد لما تبقى من البطولة. لم يكن مردودك جيدا على غير العادة، إلى ماذا يرجع ذلك؟ أنا كنت محضرا جيدا للقاء ومن جميع النواحي إلا أنني لا أدري ما حصل لي إذ كان مردودي على غير العادة. لكن شاهدناك تتجه مباشرة إلى غرف تغيير الملابس بعد تغييرك بزميلك غضبان، لماذا؟ نعم توجهت إلى غرف تغيير الملابس ولم أقصد أي شيء، فقد تقبلت طلب المدرب بتغييري بكل روح رياضية لأنني لاعب محترف، لقد ذهبت إلى غرف تغيير الملابس لأن الطقس كان باردا جدا وخفت من الإصابة بوعكة صحية خاصة أن الشوط الأول كان يوشك على الانتهاء. غياب الجمهور أثر في مردود الفريق، أليس كذلك؟ بطبيعة الحال، فاللعب من دونهم لا طعم له، أنصار الشباب لهم دور كبير في نتائج الفريق هذا الموسم وهم معروفون بمساندتهم المطلقة له. ينتظركم تنقل صعب إلى القبة، ما رأيك؟ كل مقابلاتنا صعبة خاصة بعد التعثر الأخير، نحن مطالبون بمحو النتيجة السلبية التي سجلناها على ملعبنا وتدارك الأمر. ستكونون محرومين من 3 عناصر أساسية. غياب كل من ياسف، كابري ولمايسي سيكون مؤثرا بالفعل لكننا نملك 25 لاعبا كلهم قادرون على تقديم الإضافة. الفارق تقلص إلى 4 نقاط فقط... مصير الصعود لم يحسم بعد ومازالت هناك 12 مقابلة ب 36 نقطة ولن نقف مكتوفي الأيدي بل سنعمل كل ما بوسعنا من أجل الظفر بأكبر عدد ممكن من النقاط. هل من كلمة أخيرة؟ أريد في الختام التوجه بنداء إلى أنصارنا وشكرهم على دعمهم لنا في اللقاء الماضي رغم العقوبة المسلطة عليهم، إلا أنهم كانوا خارج الملعب بأعداد كبيرة، نعدهم بتدارك الأمور في الجولات المقبلة. حمزة.س