لم يعد يفصل مولودية الجزائر عن مباراة الموسم أمام شباب قسنطينة سوى 24 ساعة فقط، وهذا ما جعل الطاقم الفني يضبط ساعته على هذا الموعد المصيري، ويحاول أن يضع لاعبيه وسط ظروف مثالية، حتى يكون الجميع جاهزا لرفع التحدي في هذه الموقعة.. وتبقى النقطة الوحيدة التي تقلق المدرب جمال مناد، هي الضغط الشديد الذي يعاني منه لاعبيه، وهو ما جعله يحاول إبعادهم عنه بشتى الطرق، ولو أنه يرفض التسامح مع الأمور الانضباطية وقرّر فرض نظام عسكري. لاحظ أن لاعبيه فقدوا التركيز بسبب احتفالات "الشناوة" وحسب ما كشفه مناد لمقربيه، فأن إدارة العميد عملت جيدا لما قرّرت تحويل التدريبات من مركب 5 جويلية إلى المركب العسكري في بن عكنون، وذلك من أجل إبعاد اللاعبين تماما عن الضغط، بعد الذي حدث في حصة أول أمس. حيث لاحظ الطاقم الفني أن تركيز لاعبيه كان مشتتا بين ما كان يفعله الشناوة على حافة الملعب، أين كانوا يغنّون وأشعلوا الألعاب النارية التي أضفت نكهة أخرى على التدريبات، وهو الأمر الذي جعل مناد يغير برنامجه ويقلص حتى مدّة الحصة التدريبية. بعض اللاعبين تحدّثوا معهم واعترفوا أنهم تحت ضغط شديد وحسب ما علمته يومية "الهداف" من مصادرها الخاصة، فإن بعض لاعبي العميد تحدثوا أول أمس مع المدرب جمال مناد واعترفوا أن الهالة الإعلامية التي ترافق مباراة "سي أس سي" ومطالبة الشناوة بالفوز وضعتهم تحت ضغط رهيب. وقد حاول مدرب العميد أن يخفف على لاعبيه، بعدما أكد لهم أن المباراة عادية جدا، وأكد أن كل شيء سينتهي بعد التسعين دقيقة، ولذلك ما عليهم إلا أن يركزوا على دورهم فوق الميدان وفقط. مناد أمام ساعة الحقيقية ويضع اللمسات الأخيرة ويوجد الطاقم الفني لمولودية الجزائر في وضعية لا يحسد عليها، بعد الإصابة المفاجئة التي تعرض لها رضا بابوش، حيث لم يقرّر المدرب جمال مناد إذا ما كان سيغامر بلاعبه أو يبحث عن حلول أخرى. ولكن بما أن عامل الوقت أصبح ضده الآن، فسيحاول أن يستغل الحصة التدريبية الأخيرة من أجل وضع اللمسات الأخيرة، والتأكد من جاهزية جميع أوراقه الرابحة التي يعوّل عليها، من أجل صنع الفارق والتفوّق مجددا على الفرنسي روجي لومير. يفرض نظاما عسكريا والتربص القصير سهّل مهمّته ورغم أن مناد متعاطف مع لاعبيه ويدرك تماما حجم الضغط الذي يعانون منه ويسبق هذا النوع من المواجهات، إلا أنه لا يتسامح مع الأمور الانضباطية حيث قرّر استغلال التربص القصير الذي يسبق مواجهة "الكلاسيكو"، ويدوم يومين بفندق الأوراسي، من أجل مراقبة لاعبيه وفرض نظام عسكري، سواء ما تعلق باللباس الموحد، مواعيد الأكل والنزول إلى الحافلة والذهاب إلى التدريبات. النوم على العاشرة ولا وجود ل "الأنترنت" في الغرف والأكيد أن برمجة هذا التربص جاء ليسهّل مهام المدرب جمال مناد، الذي طالب لاعبيه أن يكون أكثر احترافية سواء فيما بينهم أو حتى مع أنفسهم، حتى يكونوا جاهزين لموقعة الغد من كلّ النواحي. وقد حذر مناد لاعبيه من التفريط في السهر، حتى أكد على ضرورة النوم وإطفاء المصابيح أمس واليوم على العاشرة، كما تحدث مع إدارة الفندق وطالب بقطع "الأنترنت" عن الغرف، وذلك من أجل عزل لاعبيه تماما عن العالم الخارجي، ولا يتأثروا بما يكتب في وسائل الإعلام والمنتديات. --------------------------------------- بلخضر اللاعب الوحيد الذي فاز بالكأس من المنافس.. "لاعبو المولودية شابعين كأس ... ومع سي أس سي رابحين ولا باس" في قراءة خاطفة لحكاية لاعبي مولودية الجزائر وكأس الجمهورية، اكتشفنا أن نصف تعداد العميد يعرف قيمة هذه المنافسة جيدا، من خلال التتويج بها أو حتى الوصول إلى النهائي ومعايشة أجواء النهائي الحلم ومصافحة فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. ورغم حالة "التشبّع" بالكأس التي يعيشها لاعبو العميد مقارنة بلاعبي المنافس الذين يفتقدون لخبرة مثل هذه المواعيد، إلا أنهم يصرّون على وضع التاريخ والأرقام جانبا، واللعب بكل قوّة في مواجهة الغد من أجل التأهّل ومواصلة المشوار. الملعب، الجمهور وحتى الخبرة كلّها عوامل في صالح "العميد" يبدو أن أنصار مولودية الجزائر كتب عليهم هذا الموسم أن يخوضوا مباراة ربع النهائي داخل الديار وهم في طريق مفتوح نحو النهائي. فبالإضافة إلى عاملي الأرض والجمهور اللذين سيرجّحان كفة أشبال مناد في هذه الموقعة، فإن حتى خبرة لاعبي العميد في مسابقة كأس الجمهورية مقارنة بالسنافر الذين لم يسبق لهم أن توّجوا بهذه الكأس، يضع مولودية الجزائر في أفضل رواق من أجل مواصلة المغامرة وتجاوز العقبة القسنطينية بسلام. غازي ومترف "شيخين" في الكأس، لعبا 5 نهائيات وتوّجا بالكأس مرّتين ويعتبر كريم غازي وحسين مترف "شيخين" في مسابقة كأس الجزائر، حيث لعبا 5 نهائيات كاملة وتوجا كلّ واحد منهما بثلاثة كؤوس. وإذا كان غازي توّج بكل كؤوسه مع اتحاد العاصمة على حساب المشرية، بلوزداد والقبائل وخسر نهائيين أمام مولودية الجزائر موسم 2006 و2007، فإن مترف توج بالكأس مرتين مع "سوسطارة" أمام بلوزداد وشبيبة القبائل، ومرّة مع وفاق سطيف في 2010 على حساب شباب باتنة، أين سجل يومها ثنائية في النهائي. كما عاش مترف مرارة خسارة النهائي مرّتين مع اتحاد العاصمة أمام الفريق الذي يدافع عن ألوانه اليوم. بابوش وبوڨش... نهائيان بكأسين ويبحثان عن الثالثة وعكس مترف وغازي اللذين تذوقا حلاوة ومرارة النهائي، فإن الثنائي بابوش - بوڨش الذي يعتبر الوحيد الذي توّج مع مولودية الجزائر بلقبي 2006 و2007 لا يحمل من مسابقة الكأس سوى الذكريات الجميلة، حيث وصلا مرّتين في مشوارهما إلى النهائي وتوّجا بالكأس مرتين، وقد جاء الفوز على الغريم التقليدي إتحاد الجزائر ليعطي الإنجاز قيمة ونكهة أخرى، خاصة في ظل الأجواء الرائعة التي كان يصنعها الشناوة يومها. بصغير غير محظوظ ويؤكّد أن "القلة ما تبغيهش" ويعتبر المدافع الأيمن عبد القادر بصغير من بين اللاعبين الذين لديهم حكاية طويلة في مسابقة كأس الجزائر، ومع ذلك فلم يتذوق حلاوة التتويج بها لحد الآن، رغم أنه وصل إلى النهائي مرتين لما كان يدافع عن ألوان اتحاد الجزائر وخسر أمام العميد أيضا، وهذا ما جعل ابن معسكر يصرّح مرات عديدة أن "القلة ما تبغينيش"، خاصة أنه أقصي مع غالي معسكر في نصف النهائي أمام شباب المشرية في 2002. حشود توّج بالكأس مع الوفاق بعدما خسرها مع البرج وعكس بصغير الذي وصل مرّتين إلى النهائي وغادر خائبا، فإن الأمور سارت بشكل مغاير مع منافسه في الرواق الأيمن عبد الرحمان حشود، الذي يملك من الخبرة ما يكفيه هو الآخر للتألق في مواجهة هذا الغد، حيث سبق له أن نشط النهائي مرتين. وإذا كان قد غادر ملعب تشاكر باكيا في 2009 بعدما خسر النهائي أمام شباب بلوزداد لمّا كان يدافع عن ألوان البرج، فإن دموع الحسرة تحوّلت إلى دموع الفرح الصائفة الماضية، بعدما تذوق حلاوة التتويج بالكأس مع وفاق سطيف وسجل هدفا رائعا في النهائي، وثأر بذلك من أبناء "العقيبة" بطريقته الخاصة. .. حتى شاوشي قاد الوفاق للتتويج بالكأس السادسة وكان حارس مولودية الجزائر فوزي شاوشي توّج بأول ألقابه المحلية مع وفاق سطيف في صائفة 2010 لمّا قاد "الكحلة" للكأس السادسة وتألق في النهائي أمام شباب باتنة، وهذا ما يؤكد أن ابن برج منايل يملك هو الآخر الخبرة التي تسمح له بالتعامل مع ظروف ومعطيات الغد أمام شباب قسنطينة، خاصة أنه وعد الشناوة في العديد من المرّات، أن الكأس هذه المرّة ستكون للمولودية ولن تخرج من العاصمة. ياشير، جغبالة، جاليت ويعلاوي "وصلو للعين وما شربوش" كما يضمّ تعداد مولوية الجزائر أربعة لاعبين سبق لهم أن وصلوا إلى آخر محطات الكأس ولعبوا النهائي لكنهم غادروا بالدموع ولم يتوّجوا بالكأس، حيث اكتفوا بمصافحة فخامة الرئيس بوتفليقة فقط، وهم: ياشير وجغبالة اللذان خسرا نهائي الموسم ما قبل الماضي أمام ش.القبائل مع اتحاد الحراش، وجاليت ويعلاوي اللذان نشطا مع فريقهما وداد تلمسان نهائي 2008، ولكنهما سقطا في النهائي أيضا وابتسمت الكأس يومها في تشاكر لشبيبة بجاية، وهو ما يجعلهم يطمحون للعودة مجدّدا إلى النهائي هذا الموسم، وحلم رفع الكأس الغالية في سماء 5 جويلية يراودهم، لنسيان مرارة أخفاق الماضي القريب. --------------------------------------- غازي: "مباراة "سي أس سي" هي مفتاح أوّل ألقابي مع المولودية وسنفوز بها" "لعبت 5 نهائيات في مشواري.. وحتى إذا جاو 120 ألف شنوي مرحبا بهم" كيف هي الأجواء داخل الفريق قبل 48 ساعة فقط قبل مباراتكم أمام شباب قسنطينة؟ الأجواء عادية جدا، ونحن نحضر في هدوء تام لهذه المباراة، التي لا خيار أمامنا سوى الفوز بها ومواصلة المشوار في الكأس، لأن كل المعطيات تبدو في صالحنا. المباراة ستلعب رسميا بشبابيك مغلقة، هل تعتقد أن هذا الأمر سيكون نعمة أم نقمة عليكم؟ هذا الأمر لا يطرح لي أيّ إشكال، فخبرتي تسمح لي بالتعامل مع مباريات من هذا الحجم. لقد لعبت سنوات طويلة في "الناسيونال"، ولعبت 5 نهائيات كأس كاملة. فلمّا أدخل إلى الملعب أركز فقط على دوري فوق المستطيل الأخضر، ولا يهمني ما يحدث في المدرجات، لذلك فحتى لو يأتي 120 ألف "شنوي" فمرحبا بهم، ولن أشعر بأي ضغط. كيف تتوقع أن تكون مباراتكم أمام شباب قسنطينة؟ المباراة ستكون صعبة بكل تأكيد لأننا سنواجه فريقا يضم في تعداده لاعبين ممتازين ويدرّبهم مدرب عالمي محنّك وسيرته تتحدث عنه، لكن حتى نحن ندافع عن ألوان فريق اسمه "مولودية الجزائر"، كبير بتاريخه وبقاعدته الجماهيرية التي تمتدّ لكل ولايات الوطن وحتى خارج الجزائر، وهذا ما يجعل مسؤولياتنا كبيرة جدا هذا الجمعة، وعلينا أن نضحي ونضاعف مجهوداتنا، حتى نتأهّل إلى الدور القادم، ونسعد جماهيرنا الغفيرة التي ستأتي بقوّة إلى الملعب. الكثيرون يجمعون أن مباراة "سي أس سي" هي مباراة الموسم بالنسبة إليكم، هل تشاطر هؤلاء الرأي؟ هذا أكيد. بالنسبة إلينا البطولة صارت بعيدة قليلا ونلعب من أجل المرتبة الثانية التي تؤهّلنا إلى دوري أبطال إفريقيا، أما في كأس الجزائر فإن التأهّل يلعب في مباراة واحدة. وأعتقد أن مباراة "سي أس سي" هي مباراة الموسم بالنسبة إلينا، والفوز بها سيكون هو مفتاح تتوجي بأولى ألقابي مع مولودية الجزائر، خاصة أننا سنلعب مباراة الدور نصف النهائي في 5 جويلية أيضا. هل تعتقد أنك قادر على التتويج بكأس الجمهورية مع مولودية الجزائر هذا الموسم؟ لمّا التحقت بمولودية الجزائر وفي أول تصريح لي قلت إنني لم أختر هذا الفريق من أجل "البريستيج" أو الأموال، وإنما لأثرى مشواري بلقب آخر وأقود المولودية نحو ألقاب أخرى. فريقنا يضمّ لاعبين ممتازين ولديهم الخبرة التي تسمح لهم بالتعامل مع مثل هذه المنافسات، وبإذن الله سنضع اليد في اليد حتى نواصل المسيرة حتى المحطة النهائية ونتوّج بالكأس. "سوناطراك" تتحدّث عن منحة 200 مليون لكل لاعب في حال تتويجكم بكأس الجمهورية، ألا تعتقد أن هذا الأمر سيحفزكم كثيرا؟ "الدنيا هاذي ماشي غير دراهم".. ونحن من جهتنا لا ننتظر المنح الخاصة حتى نفوز. وأؤكد أن بعض اللاعبين مستعدّون لدفع الأموال من أجل اللعب أمام جمهور مثل الشناوة وخوض مباريات كبيرة في البطولة والكأس. لذلك فإن دخول تاريخ النادي وإسعاد جمهوره الواسع سيكون أكبر من أيّ منحة.. يا أخي "نيتنا صافية"، وكلّ ما أتمناه في الأخير أن يوفقنا الله لتحقيق ما نطمح إليه. --------------------------------------- مثلما انفردت به يومية "الهدّاف" منذ أسبوع.. لجنة الكأس تعيّن حيمودي لإدارة مباراة "سي. أس. سي" وتريح المولودية وضعت لجنة مسابقة كأس الجزائر حدّا للترقب وأعلنت صبيحة أمس عبر الموقع الرسمي للرابطة الوطنية عن هوية الحكام الذين تمّ اختيارهم لإدارة مواجهات الدور ربع النهائي من الكأس. وقد جاء الإعلان ليؤكد الخبر الذي انفردت به يومية "الهداف" منذ قرابة أسبوع، لما أكدنا اختيار الدولي جمال حيمودي لإدارة مباراة الغد. حيث استقبل مجلس إدارة العميد القرار بصدر رحب، وأكد منسق الفرع عمر غريب أنه لا يمكنه أن يحلم بحكم أفضل من هذا. حيمودي معنوياته مرتفعة بعدما أدار مباراة الكاميرون - الطوغو بامتياز ويعتبر قرار لجنة مسابقة الكأس منتظرا ومنطقيا لأنه من الطبيعي أن يتم اختيار أحسن حكم عربي وإفريقي لإدارة المواجهة التي تحظى باهتمام كبير وترافقها هالة غير مسبوقة. وقد كشف لنا بعض المقربين من حيمودي أنه جاهز لإنجاح القمة، خاصة أن معنوياته مرتفعة بعدما أدار قمة الجولة الثالثة من تصفيات كأس العالم بين الكاميرون والطوغو في "ياوندي" بامتياز، وهو ما جعله يؤكد أحقيته في التتويج بلقب أفضل حكم في إفريقيا والوطن العربي. ضغط 60 ألف مناصر لن يُخيفه وسيدافع عن سمعته فقط والأكيد أن الحكم الدولي جمال حيمودي الذي أصبحت له من الخبرة ما يكفيه للتعامل مع مباريات من ه