بعد أن أسدل الستار أول أمس عن الموسم الكروي الطويل والشاق لفريق جمعية الشلف هذا العام، ستتحوّل الأنظار ويكثر الكلام في الفترة القادمة حول عبارتين متعارف عليهما عند العام والخاص في الشلف: "واش جابو .. واش سرحوا"، لكن الشيء الذي أجمع عليه أنصار النادي هو ضرورة محاسبة النفس وما حدث بالأمس قبل التطرّق إلى المستقبل، وشعارهم في ذلك: "خلاص العام.. والمحاسبة تبدأ من الآن". الإدارة تريد تسوية المستحقات وبعدها المحاسبة في حين أن ادارة النادي الشلفي وعلى لسان الناطق الرسمي للنادي، عبد الكريم مدوار، لا يهمّها كلام الشارع، بقدر ما يشغل بالها وتفكيرها الطريقة التي تسمح لها بتسوية ما يدين به اللاعبون من مستحقات، على أن تنطلق بعدها في المفاوضات حول ما تريد انتدابه، بينما المحاسبة فهي تتمّ مع الأطراف الفاعلة في الفريق، وليس مع أشخاص غرباء لم يساهموا لا من قريب ولا من بعيد في دعم الفريق وإبعاده عن شبح السقوط، أو وجدتهم الادارة في وقت الشدة كما توقعت هذا العام. ثلاثة رؤساء وثلاثة مدرّبين في الموسم.. سابقة في تاريخ النادي وحينما نأتي لذكر ما عاشته الشلف هذا العام، فأكيد أن أيّ شخص يربط النكسات بالصراع الكبير الذي عرفه الفريق على مستوى الإدارة، والذي اضطر مدوار للانسحاب بعد انتقاله إلى قبة البرلمان، تاركا مكانه لخليفته ابراهيم بن طيب، لكن هذا الأخير لم يعمّر طويلا قبل أن يعزل ويخلف من ورائه حملة غضب كبيرة من الأنصار. ليصل الدور على صبايحية وهو الرئيس الثالث. كما يعادل عدد الرؤساء عدد المدرّبين، على اعتبار أن بلحوت هو من قاد الشلف في البداية، ليخلفه بعدها بن زكري، قبل أن ينهي بن شوية الموسم. وهي كلها أحداث توضح أن ما عاشه الفريق على مستوى العارضة الفنية والإدارة يعتبر سابقة في تاريخ النادي الشلفي. بن زكري كان ثاني مدرّب يفتح النار على الإدارة ولم يكن أحد يضع في ذهنه أن إدارة الشلف سيصل بها المقام لتعمل مع مدرب مدّة شهرين فقط، وهذا ما ينطبق على نور بن زكري الذي أشرف على أوّل لقاء أمام وفاق سطيف، ليغادر الجمعية بعد أربع جولات فقط، مخلفا من ورائه حملة من الاتهامات، وفاتحا النار في مقابلها على إدارة النادي، مع الإشارة أن تصرف بن زكري يعتبر الثاني من نوعه في تاريخ النادي يصدر من مدرّب، حيث كان قد سبقه إلى ذلك موسى صايب حينما أشرف على الفريق صائفة 2008. بن شوية رجل المهامّ الصعبة وإيغيل الأنسب وعلى العكس من المدرّبين الذين فشلوا مع الجمعية في الموسم المنقضي، لا بأس أن نذكر هنا أن الفضل الكبير في إنقاذ الفريق من شبح السقوط يعود إلى المدرب محمد بن شوية، الذي صار يطلق عليه "رجل المهام الصعبة"، بالنظر إلى الموقف الذي كان منه في تحمّل المسؤولية الثقيلة التي أسندتها له الإدارة بتسيير العارضة الفنية، وهذا بعد رحيل رشيد بلحوت، وبعدها نور بن زكري في الجولة الثانية من مرحلة العودة. وقد رفع بن شوية التحدّي ووفق فيه بدليل أن الفريق لم يسقط معه وحافظ على وجوده في بطولة النخبة. مدوار يؤكّد اهتمامه ب إيغيل وحسب ما كشفته مصادر مقرّبة من بيت جمعية الشلف، فإن المدرب الأنسب لتدريب الفريق في الموسم القادم، لن يكون إلا إيغيل مزيان المدرب الوطني السابق، الذي نجح في قيادة الفريق لنتائج كبيرة، وحقق معها أوّل بطولة في تاريخ النادي وتاريخه كمدرب، ولهذا السبب سارع مدوار عبد الكريم إلى ربط الاتصالات به من أجل اقناعه بالعودة إلى الشلف والإشراف على العارضة الفنية. تسعة لاعبين انتدبوا ولا أحد "يصلح" ومن جهة التعداد الذي اعتمدت عليه الإدارة هذا العام، نجد أنه بعيد كلّ البعد على الطموحات والآمال التي علقت عليهم، إما أن الظروف لم تخدمهم أو أن المشاكل التي عاشتها الشلف جعلتهم يمرّون بمفترة فراغ، ونذكر على سبيل المثال: حجاح فضيل، غزالي يوسف، عمرون، باتريك، الذين سرّحوا في فترة التحويلات الشتوية، ليلحق بهم نساخ، سعيدي، سعيدون، طراوري، أنيسات. مشكلة الأموال صارت "أسطوانة مشروخة" وقبل أن تدخل جمعية الشلف عالم الاحتراف مثل باقي أندية الرابطة الأولى، كانت الإدارة ترتكز بالأساس على إعانات البلدية والولاية، ولكن بعد ذلك توقع الجميع أن مشكلة الأموال ستزول بدخول الفريق للاحتراف، لكن ظلت "دار لقمان" على حالها، ولم يتغيّر شيء في الفريق، بل ازدادت الأمور سوءا، وصار الحديث عن مشكلة الأموال بالنسبة للإدارة عبارة عن "أسطوانة مشروخة" لا أحد يستمع لها، بل الجميع يطالب من مجلس إدارة الشركة بالتحرّك أو الإعلان عن إفلاسه، لكن لا هذا حدث ولا ذاك. مشاكل القدامى وضعتهم في "فمّ المدفع" مع الإدارة ويضاف إلى مشكلة الطاقم الفني والمسير وكثرة العناصر التي لم توفق مع الفريق هذا العام، مشكلة أخرى تتمثل في مطالبة اللاعبين القدامى بحقوقهم المالية، والتي وصلت لحدّ كتابة هذه الأسطر ستة أشهر كاملة، وحينما طالبوا بحقوقهم رأت الإدارة أنهم "نكارين خير"، وبأنهم لم يقفوا معها في وقت الشدّة، بينما الواقع يقول إنه وبفضل هؤلاء اللاعبين القدامى أمنت الشلف بقاءها. لهذا على الادارة ألا تضعهم في "فم المدفع"، وأول من تضحي بهم عقب نهاية الموسم هم القدامى. ما فعله نساخ وغزالي يبقى استثناء أما الحدث الذي ميّز هذا الموسم، هو ما صنعه يوسف غزالي اللاعب السابق لوفاق سطيف والحالي لوداد تلمسان، الذي انتدب في الشلف بعد جهد جهيد من إدارة النادي ووساطة وتحرّكات كبيرة من مدوار مع مسؤولي وفاق سطيف لتسريحه، لكن بدل أن يعي غزالي ويردّ جميل الإدارة تنكر لكل ذلك وهو اليوم يحطّم نفسه بنفسه. ونفس الشيء مع شمس الدين نساخ وقصته مع اتحاد العاصمة، دون الحديث عن المشكلة التي وقعت له في شقته. ليبقى ما فعله اللاعب استثناء، لما عودتنا عليه الشلف في انتداب لاعبين أصحاب غيرة على تشريف ثقة إدارة النادي وتشريف عقودهم. الشيء الإيجابي هو منح الفرصة للشبّان ولا يمكن الحديث فقط عن السلبيات التي حدثت في الشلف الموسم المنقضي، دون الإشارة إلى أمور إيجابية، من أبرزها قيام الطاقم الفني بمنح الفرصة للشبان والاعتماد عليهم في صورة حمزاوي، فرحي، مرزوقي، بلقاسمي، صالح، حدوش، قبل أن يأتي الدور على رابحي، صالح، صابيح وشادولي، وكلهم أثبتوا أنه في وسعهم حمل مشعل الفريق، والتأكيد أن مدرسة الشلف ما تزال ولاّدة. ------------------------------- بن شوية يسرّح لاعبيه عقب لقاء بجاية قرّر الطاقم الفني للجمعية بمعية المسيّرين تسريح سبيل اللاعبين ومنحهم عطلتهم الصيفية، بعد أن وضعت البطولة أوزارها عشية أول أمس بخوض الفريق لآخر مباراة من البطولة أمام بشبيبة بجاية، حيث غادر أغلب اللاعبون الشلف باتجاه مقرّ سكناهم، على أمل أن ينسوا الموسم الأسود والصعب الذي عاشوه هذا العام مع الجمعية. مدوار أكد على تسوية المستحقات بدءا من الأحد أكد عبد الكريم مدوار الناطق الرسمي باسم شركة "أسود الشلف"، على أنه سيباشر بداية من يوم الأحد تسوية ما يدين به اللاعبون من مستحقات، وهذا بصرف رواتبهم وضخها في الحسابات البنكية لكل لاعب، وهو الخبر الذي من شأنه أن يرفع كثيرا معنويات التشكيلة الشلفية، خاصة أن القلق على مستحقات اللاعبين كان كبيرا في الفترة الأخيرة وسط التعداد. زاوي نقل الخبر للاعبين بعد مباراة بجاية وحسب ما كشفته مصادرنا، فإن مدوار لم يتوجّه بخطابه مباشرة إلى اللاعبين، بل اتصل بالقائد سمير زاوي عشية أمس الأول، وأعلمه بنقل رسالته للاعبين وطمأنتهم على مستحقاتهم، وهو ما قام به القائد مباشرة بعد نهاية مباراة شبيبة بجاية، حيث توجّه إلى غرف تغيير الملابس وتحدّث مع زملائه، بينما الذين كانوا غائبين عن المباراة، فقد اتصل بهم هاتفيا ليعلمهم بما يجري. مدوار ناقش قضية النهوض بالرياضة أمس في البرلمان على اعتبار أن جلسة المجلس الشعبي الوطني في اليومين الماضيين خصّصت لمناقشة ملف الرياضة في الجزائر، فإن النائب عبد الكريم مدوار كان حاضرا وناقش بفضل خبرته الملف من كل جوانبه خلال جلسة البرلمان، وقدّم الحلول اللازمة التي من شأنها أن تنهض بالرياضة الجزائرية وتخرجها من نفق المشاكل التي تعيشها ليس فقط كرة القدم، وإنما جميع الرياضات في الجزائر. ------------------------------- فيما وضع مدوار خارطة الطريق للموسم القادم.. حميش يدخل المفكّرة، غربي وعوامري أوّل المعنيين بالتفاوض ومسعود يستفيد من زيادة للبقاء دخل حميش صانع ألعاب اتحاد بلعباس مفكرة إدارة جمعية الشلف، التي أرسلت إليه أحد معارفها للتفاوض معه وأخذ موافقته المبدئية على تقمّص ألوان الجمعية، مع الإشارة أن اللاعب سبق أن كشف عن اهتمام إدارة الشلف بخدماته، لكنه لم يجب لا بالرفض أو بالقبول على العرض. بينما آخر المستجدات تقول إن مدوار أخذ موافقة اللاعب وسيلتقيه بحر الأسبوع القادم في الشلف لإتمام الصفقة. الإدارة طلبته قبل أن تقع له مشاكل مع عساس وحسب ما كشفته مصادرنا، فإن المقرّبين من فريق الشلف كانوا اتصلوا ب حميش قبل مباراة فريقه أمام اتحاد الحراش، لحساب الجولة 25، وهذا لجسّ النبض معه، لكن اللاعب وقتها فضّل التريث وتأجيل الفصل في موقفه، خاصة بعد المشاكل التي حدثت له، والتي دفعته للتوقف مع فريقه وعدم لعب الجولات الأخيرة من الموسم الجاري، فضلا عن مشاكله مع الطاقم الفني ومدربه عساس. وطبعا اتصال الشلف به لم يكن أبلغ همّه، بل كلّ ما كان يريد اللاعب هو نهاية الموسم وبعدها التفاوض. مدوار يكشف مخطّط الجمعية الخاصّ بالموسم المقبل رغم مرور أقلّ من 48 ساعة عن طيّ الشلف للموسم الكارثي، إلا أن الأحداث تسارعت في بيت الجمعية، حيث شرع الرئيس عبد الكريم مدوار في التفكير مليّا في الإجراءات التي يتوجب عليه اتخاذها منذ الآن تحسّبا للموسم المقبل، فرغم أن الشغل الشاغل حاليا هو التحضير لعقد الاجتماع مع مجلس الإدارة والطاقم الفني حول تقييم الموسم المنقضي، إلا أن مسألة عقود اللاعبين أيضا دخلت حيّز تفكيره، خاصة بعدما أن لاحظ أن أغلب اللاعبين يتواجدون في نهاية عقودهم وهم: غربي، زاوش، عوامري، ملولي، فضلا على مطالبة عدد آخر بالرحيل مثل مسعود، زازو، غالم إذا لم تستجب الإدارة لمطالبهم المالية، وكلّ هؤلاء يتوجب التفاوض معهم إن أراد مدوار الاحتفاظ بهم حقا. ولهذا بدأ مدوار يخطط للموسم المقبل من اليوم، حتى لا يقع في نفس الأخطاء التي كانت له العام الماضي، سواء على العارضة الفنية أو اللاعبين. استقدام حارس مرمى من أولويات الفريق وفيما يخصّ مسألة اللاعبين والمناصب التي يجب أن يدعّم بها النادي الموسم المقبل، يأتي ضمن أولويات مدوار منصب حراسة المرمى، إذ يرى مدوار أنه من الأجدر البحث عن الحارس الذي يمكن أن يخلّص الجمعية من النقص الذي يعاني منه الفريق، لاسيما أن هذا الموسم يعدّ الأول من نوعه الذي تدخله الجمعية بحارسين فقط (غالم وحمزاوي من الآمال)، بينما الشلف تعوّدت على تخصيص ثلاثة حراسة، لكن هذا الموسم كان عكس ذلك. ويرى أيضا أنه لو تمّ معاقبة أحد الحارسين، فإن الجمعية ستكون مجبرة بدخول المباريات بحارس واحد والاستنجاد بحارس من الآمال أو الأواسط، وهو ما لا يريده أن يتكرّر مستقبلا. غربي وعوامري أوّل المعنيين بالتفاوض وقد اقتنع مدوار أنه من الضروري الانطلاق في المفاوضات مع ركائز النادي، ويأتي على رأس قائمة هؤلاء، غربي صبري متعدد المناصب، وعوامري محمد أمين، إذ سيجلس معهم مدوار بداية الأسبوع القادم للتفاوض، وبعد أن يضمن بقاء الثنائي ينتقل بعدها إلى مسعود، ملولي، زازو، غالم، زاوش، على أن يتوجّه بعدها لاستدعاء لاعبين آخرين يراهم من الأولويات في النادي الشلفي الموسم الماضي. وتعد هذه الخطوة التي ينوي مدوار القيام بها الأسبوع المقبل، بعد أن يتلقى ملف مفصل من الطاقم الفني ليعالج على ضوئه كلّ المشاكل في الفريق. عقد مسعود لم ينته وسيستفيد من زيادة مالية أما بالنسبة للهداف الفريق محمد مسعود فعقده مع الجمعية مازال ساريا إلى غاية نهاية شهر جوان 2014، إلا أن الرئيس عبد الكريم مدوار قرّر أن يتحدث معه ويخبره بأنه سيستفيد من زيادة مالية كبيرة تتمثل في تلقيه لكلّ مستحقاته التي يدين بها، والتي تصل إلى ثمانية أشهر كاملة (مسعود، ملولي يدينان بشهرين إضافيين مقارنة بزملائهم)، على أن يضاف فوق هذا ثلاثة أشهر تتمثل في تسبيق للعام القادم، وهذا العرض من شأنه أن يبطل كلّ المفاوضات التي باشرها اللاعب مع وفاق سطيف منذ مدة. سعيدي، سعيدون ونساخ غير معنيين بالمفاوضات وبعدما تحدّثنا عن أهم اللاعبين الذين يعتبرون من أولويات الرئيس مدوار والإدارة الشلفية بصفة عامة، فمن الطبيعي أن نتحدّث أيضا عن أهمّ الأسماء التي لا تشكل أيّ حدث بالنسبة للإدارة أيضا، والتي لا تنوي التفاوض معهم في الأيام القادمة، ويتعلق الأمر ب محمد أمين سعيدون، الياس سعيدي، فضلا على شمس الدين نساخ، وهؤلاء - حسب إدارة الشلف- لم يقدّموا الشيء الإضافي للنادي هذا الموسم، ولهذا يرى مدوار أنه غير مستعدّ للتفاوض معهم إطلاقا، وهو ما يعني أن الأسماء المذكورة ستغادر الجمعية مباشرة دون انتظار مكالمة من مدوار للتفاوض حول فسخ العقد أو البقاء.