يستعد المنتخب الوطني للعب مواجهتين حاسمتين وقد تكونان مصيريتين في سباقه من أجل التأهل إلى الدور الفاصل من نهائيات كأس العالم وهذا أمام "البينين" يوم 9 جوان القادم ثم مواجهة "رواندا" بعدها بأسبوع... وإذا كان الكثير من المتتبعين يرون أن إمتحان "بورتو نوفو" هو الأصعب منذ بداية التصفيات بالنسبة إلى "الخضر" وليس مضمون أن يخرجوا منه سالمين خاصة أنهم سيواجهون منتخبا محتم عليه الفوز بدوره لإبقاء حظوظه قائمة أيضا في التأهل ولو أن الصراع يبدو أنه سيقتصر على مالي والجزائر متصدري المجموعة بعد أن لعبت 3 مباريات منذ بداية التصفيات. المنتخب الوطني سيكون مطالبا بحلّ عقدة تولدت لديه في آخر سنتين تمثلت في خسارة أهم لقاءاته في شهر جوان بعد أن كان يمثل هذا الشهر في وقت ليس ببعيد فأل خير عليه. خسارة "مراكش" في 2011 و"مالي" في 2012 أفسدتا كل الحسابات ويحتفظ المنتخب الوطني بذكرى سيئة عن أهم لقاءين لعبهما في شهر جوان خلال آخر سنتين حيث كانت البداية من اللقاء الشهير في "مراكش" أمام المغرب سنة 2011 أين تكبد يومها أشبال بن شيخة خسارة مدوية برباعية نظيفة أقصتهم من سباق التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2012 ليكون الموعد السنة الفارطة أمام "مالي" في تصفيات "مونديال" 2014 عندما انهزم يومها رفقاء فغولي في بلد محايد (بوركينافاسو) في لقاء جعلهم الآن في مأزق ومطالبين على الأقل بجمع 4 نقاط من خرجتيهم إلى "البينين" و"رواندا" الشهر القادم قبل لعب لقاء سيكون حتما فاصلا أمام "مالي" شهر سبتمبر القادم. العكس حدث مع سعدان والفوزان أمام مصر وزامبيا تحققا في هذا الشهر وعكس ما حدث مع بن شيخة و"حليلوزيتش" في شهر جوان، فإن الجميع يتذكر أن المنتخب الوطني بدأ جيدا المرحلة الأولى من التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2010 تحت قيادة سعدان وهذا حتى إن كانت هناك الهزيمة في "داكار" أمام المنتخب السنغالي قبل أن تحدث الانتفاضة بعدها في المرحلة الثانية التي جرت في 2009، حيث حقق "الخضر" فوزين في شهر جوان وهذا أمام مصر في البليدة بنتيجة (3/1) وبعدها في "شيلابومبي" ب زامبيا.. هذان الفوزان ساهما بقسط وافر في تأهل "الخضر" إلى كأس العالم بعد 24 سنة من الغياب. ودائما في شهر جوان فقد لعب زملاء لحسن مباراة في اليوم الخامس من هذا سنة 2010 أمام الإمارات في مدينة "فورت" الألمانية في لقاء تحضيري قبل إنطلاق "المونديال" وقد فاز يومها أشبال سعدان بهدف دون رد وقعه زياني من ركلة جزاء وهو الفوز الذي جاء بعد 4 هزائم متتالية أمام مصر ونيجيريا في "كان" أنغولا وبعدها أمام صربيا وإيرلندا وديا. حتى مباراة الأرجنتين في "نيو كامب" لعبت في جوان 2007 وحتى قبل تولي سعدان العارضة الفنية، فإن نتائج المنتخب الوطني كانت جيدة في شهر جوان قبل لقاء "مراكش" الشهير، فلو نعود أكثر إلى الوراء فإننا نجد أن المنتخب الوطني أدى مباراة قوية في شهر جوان 2007 تحت قيادة المدرب "كافالي" أمام المنتخب الأرجنتيني بكامل نجومه حينها يتقدمهم الظاهرة "ميسي" إلى جانب "زانيتي"، "كريسبو"، تيفيز" والبقية في لقاء احتضنه ملعب "نيو كامب" في برشلونة، وحتى إن كان زملاء بلحاج يومها إنهزموا بنتيجة (4/3) فإنهم أدوا مباراة مثالية وكانت تلك هي نقطة انطلاقة جيل بأكمله وقتها يتقدمه عنتر يحيى، زياني، بلحاج، والبقية الذين شاركوا في تلك المباراة وبعدها يعلم الجميع ما فعله هذا الجيل من اللاعبين. المنطق يفرض أن يكون "الخضر" أفضل في الوقت الراهن قبل لقاءي "البينين" ورواندا" ويفترض أن يكون رفقاء فغولي في أفضل حالاتهم قبل المواجهتين الحاسمتين اللتين في انتظارهما، خاصة أن كل التعداد الذي استدعاه "حليلوزيتش" إلى التربص هذه المرة في حالة تنافسية جيدة ولعب اللقاءات الأخيرة مع ناديه باستمرار عكس ما كان عليه الحال في المرات السابقة، كما أن الناخب الوطني يملك الوقت الكافي لتحضير اللقاءين اللذين ينتظران أشباله وهو ما يعني أن المنتخب الوطني سيكون في ظروف أفضل بكثير من التي كان فيها خلال المرات السابقة وهو ما يحتم عليه تحقيق نتيجتين إيجابيتين بحصد 4 نقاط على الأقل من تنقليه إلى "البينين" و"رواندا".