بينما يبدو دخول موسوعة الأرقام القياسية حلما للجميع في كل زمان ومكان، سيكون منتخب تاهيتي بكرة القدم أكثر الرافضين لهذا الحلم عندما يلتقي نظيره الأسباني غدا الخميس على استاد "ماراكانا" في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثانية بالدور الأول لبطولة ويطمح منتخب تاهيتي إلى تجنب مصير مثل مصير منتخبي تونجا وساموا الأمريكية اللذين ينافساه في اتحاد منطقة أوقيانوسية. وقبل 12 عاما، شهدت تصفيات اتحاد أوقيانوسية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2002 أكبر هزيمتين كاسحتين في تاريخ اللعبة حيث اكتسح المنتخب الأسترالي منتخب تونجا 22/صفر ثم منتخب ساموا الأمريكية 31/صفر في أفريل 2001 . وساهمت الهزيمتان، على المدى البعيد في بلوغ منتخب تاهيتي بطولة كأس القارات المقامة حاليا حيث تسببت الهزيمتان مع عوامل أخرى في إقناع المسؤولين عن كرة القدم العالمية بالموافقة على انتقال المنتخب الأسترالي للمشاركة في التصفيات المؤهلة للمونديال عبر القارة الأسيوية. وفي غياب المنتخب الأسترالي صاحب اليد العليا كرويا في منطقة أوقيانوسية، سنحت الفرصة أمام المنتخب النيوزيلندي أولا لبلوغ نهائيات كأس العالم وكأس القارات كما سنحت الفرصة هذه المرة ليخطف منتخب تاهيتي بطاقة التأهل لكأس القارات عقب فوزه في العام الماضي بلقب بطولة كأس أمم اتحاد أوقيانوسية للمرة الأولى في تاريخه. ويأمل منتخب تاهيتي في مباراة الغد ألا يواجه نفس مصير تونجا وساموا الأمريكية عندما يلتقي أبطال العالم. وسقط منتخب تاهيتي في اختباره الأول بالبطولة حيث خسر 1/6 أمام نسور نيجيريا وقد يسعد الفريق للغاية إذا حقق نتيجة مماثلة أمام أسبانيا غدا. ومن المؤكد أن إقدام المدرب فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الأسباني على الدفع بتشكيلة جميعها من اللاعبين الذين لم يشاركوا في التشكيلة الأساسية التي حققت الفوز على أوروجواي 2/1 لن يفيد منتخب تاهيتي كثيرا ولن يغير من الأمر شيئا خاصة وأن المنتخب الأسباني يضم مجموعة من الاحتياطيين على نفس مستوى الأساسيين. وبعد الفوز الساحق لمنتخب أستراليا 22/صفر على تونجا ، وجه جاري فيليبس المدير الفني للأخير انتقادات هائلة إلى المنتخب الأسترالي لدفعه في المباراة بلاعبيه المنحترفين في أوروبا. وقال فيليبس ، في انتقاداته ، "إذا جمعت قيمة لاعبي المنتخب الأسترالي مجتمعين وقسمتها على خمسة أجزاء ستكون قيمة الجزاء الواحد موازية لاقتصاد تونجا". وبعد هذه الانتقادات التي نالها المنتخب الأسترالي من فيليبس ، عمد الفريق إلى الدفع بتشكيلة تضم عددا من اللاعبين الاحتياطيين في المباراة التالية على ملعبه والتي التقى فيها منتخب ساموا الأمريكية. ونجح الأخير في الحفاظ على نظافة شباكه لمدة عشر دقائق ولكن الكرة لم تخرج بعدا من شباكه إلا لبدء اللعب في وسط الملعب بعد كل هدف وتمرير الكرة لصناعة الهدف التالي لينتهي اللقاء بفوز كاسح آخر لأستراليا 31/صفر ورقم قياسي للاعب آركي طومسون الذي سجل 13 هدفا في المباراة. وعاى منتخب ساموا كثيرا في هذه المباراة منذ بدايتها بعدما اضطر الفريق للاعتماد على منتخب من لاعبين أقل من 17 عاما بسبب مشاكل جوازات السفر التي منعت الفريق الأول من الحضور. ولدى وصولهم إلى كوفي هاربور على بعد 600 كيلومترا شمال سيدني ، اضطر بعض اللاعبين للخروج في جولة تسوق لشراء أحذية يخوضون بها المباراة. ولكن منتخب تاهيتي لن يواجه مثل هذه المشاكل في ريو دي جانيرو غدا لأنهم يدركون قوة منافسهم جيد. وفي حزيران/يونيو من العام الماضي ، تغلب منتخب تاهيتي على ساموا 10/1 في الدور الثاني من تصفيات أوقيانوسية المؤهلة لكأس العالم 2014 بالبرازيل. وقد يجد منتخب تاهيتي طريقا آخر إلى سجلات الأرقام القياسية إذا استقبلت شباكه أكثر من الأهداف الثمانية التي هز بها المنتخب البرازيلي شباك نظيره السعودي عندما تغلب عليه 8/2 في كأس القارات 1999 . كما قد ينجح المنتخب الأسباني في تحطيم رقم قياسي آخر إذا سجل رصيدا أكبر من الأهداف ليتفوق على انتصاره السابق على منتخب مالطا 12/1 في تصفيات كأس الأمم الأوروبية 1984 . ولكن إيدي إيتايتا المدير الفني لمنتخب تاهيتي ما زال متمسكا بتفاؤله قبل مباراة الغد.