ريو دي غانيرو- بدأ العد التنازلي لكأس العالم 2014 لكرة القدم بشكل جدي للدولة المضيفة البرازيل، عندما يلتقي فريق السليساو مع نظيره الياباني السبت في المباراة الإفتتاحية لكأس القارات، الذي يقام حتى 30 حزيران/يونيو الجاري. وكان ظهور الجوهرة السوداء بيليه خلال مراسم الكشف عن ساعة العد التنازلي للمونديال الأربعاء الماضي في كوبا كابانا بريو دي غانيرو، دليل أخر على أن ترقب قدوم كأس العالم يزداد في الدولة الفائزة بلقب المونديال خمس مرات. وشارك بيليه الفائز بلقب كأس العالم ثلاث مرات في مراسم الكشف عن ساعة العد التنازلي للمونديال، الذي يتبقى عليه عاما واحدا، حيث يعود إلى قارة أميركا الجنوبية بعد غياب 64 عاما. وسيحصل البرازيليون على تجربة حية على المشهد المتوقع في العام المقبل، عندما تنتطلق كأس القارات في برازيليا السبت. ومن الناحية الكروية، فإن الكثيرون يضعون آمالا عريضة على البرازيلي الموهوب نيمار المنتقل حديثا لصفوف برشلونة بطل الدوري الأسباني، ضمن الجيل الحالي لنجوم السامبا في سبيل الفوز بلقب المونديال للمرة السادسة، عندما تستضيف البرازيل كأس العالم العام المقبل. وبعيداً عن أرض الملعب، فإن المنظمين البرازيليين سيبقون تحت المجهر، لمعرفة مدى استعداد دولة السامبا لاستضافة أهم حدث كروي على مستوى العالم، بعد أن شن الإتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إنتقادات لاذعة بشأن سرعة عمليات بناء البنية التحتية في البرازيل. وقال السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا: أنه معجب بالاستادات التي رأها، و سلط الضوء على إرث البطولة. وأوضح بلاتر: "أن كأس العالم يقام في مجتمع متعدد الثقافات، فإنه يضمن جمع الناس سويا". وستظهر المباراة الإفتتاحية لكأس القارات السبت ، كيف يسعى لويز فيليبي سكولاري المدير الفني للمنتخب البرازيلي للفوز بلقب كأس القارات للمرة الثالثة على التوالي، عبر المشاركة في مباراة رسمية بعد عامين من التجارب الودية، ولكن التجربة لن تكون سهلة على الإطلاق بما أنها تقام أمام المنتخب الياباني الذي يضم كوكبة من اللاعبين المحترفين في أوروبا، والمنتشي بالتأهل المبكر إلى كأس العالم. وفشل الفريق البرازيلي في نيل الإعجاب منذ تولي سكولاري منصب المدير الفني في تشرين ثان/نوفمبر الماضي، ولكن هناك دلائل على التحسن، حيث تعادل الفريق وديا مع إنكلترا 2/2 قبل أن يقهر المنتخب الفرنسي 3/صفر. وأوضح سكولاري: "الفريق يتعاون سويا، لقد قرأت مرة في مجلة أن الطبيعة تؤثر في الأمور ببطء، ينبغي علينا أن نواصل العمل حتى نكون قادرين على المنافسة والفوز بالمباريات". وعلى الجانب الأخر يسعى المنتخب الياباني إلى إظهار تطوره على مستوى البطولات الكبرى. وقال البرتو زاكيروني المدير الفني للمنتخب الياباني: "البطولة تقتصر على الفرق أصحاب الإمكانيات، ولهذا نحتاج إلى استغلال البطولة من أجل التزين ل2014″. ومن المتوقع أن تصبح بطولة كأس القارات الحالية التي تضم ثمانية منتخبات، هي الأقوى في نسختها التاسعة، منذ إنطلاق البطولة في عام 1992 تحت مسمى كأس الملك فهد، ثم تم تبنيها من قبل الفيفا ك"إحتفال للأبطال" لأنها تضم فائزين سابقين وحاليين بلقب كأس العالم، حيث أن الفرق المشاركة فازت ب12 لقبا في كأس العالم فيما بينها. وتضم المسابقة ثمانية منتخبات هم أبطال القارات الست "أفريقيا – آسيا – أميركا الجنوبية – أميركا الشمالية – أوروبا – أوقيانوسية" بالإضافة إلى حامل لقب كأس العالم والدولة المضيفة. ورغم إقامة بعض المسابقات التي كانت تجرى بين أبطال القارات، إلا أن البطولة بدأت بشكل رسمي تحت مسمى كأس الملك فهد وقامت بتنظيمها المملكة العربية السعودية، وضمت المنتخب السعودي بجانب المنتخبات الفائزة ببطولة كأس الأمم في قاراتها. وبعد بطولتي 1992 و1995، تولى الفيفا تنظيم البطولة لتصبح تحت مسمى "كأس القارات"، وكانت البطولة تنظم كل عامين. ومنذ عام 2005 أصبحت تنظم كل أربع سنوات. وتشارك في البطولة هذا العام والتي تقام في ست مدن برازيلية من 12 مدينة ستستضيف المونديال العام القادم كل من إسبانيا "حامل لقب كأس العالم" ، البرازيل "الدولة المضيفة" ، أوروغواي "بطلة أميركا الجنوبية" ، المكسيك "بطلة الكونكاكاف" (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي) ، اليابان "بطلة آسيا" ، نيجيريا "بطلة أفريقيا" وتاهيتي "بطلة قارة أوقيانوسيا". أما إيطاليا ، فهي وصيفة منتخب إسبانيا في "يورو 2012″ وتشارك ممثلة عن قارة أوروبا. ويسعى المنتخب الأسباني الذي يلاقي أوروغواي الأحد، للفوز بلقب أخر، كما أنه يسعى للثأر من هزيمته على يد منتخب أميركا في المربع الذهبي لكأس القارات عام 2009 في جنوب أفريقيا. وفاز المنتخب البرازيلي "حامل اللقب" في نهائي البطولة السابقة التي أجريت في جنوب أفريقيا على حساب منتخب الولاياتالمتحدة منذ أربع سنوات، وتعتبر البرازيل صاحبة الرقم القياسي كأكثر الفرق فوزا بالبطولة، بعدما فازت باللقب أيضا عامي 1997 و2005.