كشفت صحيفة "دون بالون" الإسبانية أمس بعد الإعلان الرسمي عن بيع دافيد فيا بأن حالة من الاستياء والسخط الجماهيري والإعلامي من سياسة إدارة النادي والطاقم التقني المنتهجة في بيع اللاعبين، فمن الجانب الجماهيري فقد نزل خبر بيع فيا ب 5.1 مليون أورو كالصاعقة على أنصار ومحبي النادي الكتالوني، ليس لأنه لم يكن منتظرا أن يقوم البارصا ببيعه وإنما بالقيمة المالية التي باعوه بها، فيا الذي يعتبر من الصفقات الناجحة التي قامت بها برشلونة في السنوات العشر الأخيرة وإن كان قد تراجع مستواه في الموسمين الأخيرين بسبب الإصابة الخطيرة التي تعرض إليها غير أنه استطاع أن يترك بصمته مع برشلونة وأن يفوز بكل الألقاب الممكنة بل ويساهم في تحقيقها. صحافة كتالونيا استغربت من بيع لاعب ب 5 ملايين في حين كلفها 40 مليون أورو ولم تختلف ردة فعل الصحافة الكتالونية والإسبانية بشكل عام عن ردة فعل أنصار "البلاوغرانا"، إذ استغربت من الطريقة التي تعاملت بها إدارة روسيل مع صفقة فيا، فاللاعب الذي انتقل من فالنسيا إلى برشلونة بصفقة كلفت النادي 40 مليون أورو تم بيعه بعد ثلاثة مواسم ب 5.1 مليون أورو وهو يعتبر أمرا غير منطقي على حد تعبير هذه الصحف، فارق كبير بين قيمة الشراء والبيع جعل "سبورت" و"إل موندو" وغيرها تطرح عدة تساؤلات، خاصة وأنه كان بإمكان النادي أن يحصل على مبلغ أكبر من بيع "المارافيا" في إنجلترا مثلا وخاصة أن نادي توتنهام عرض أكثر من 10 ملايين أورو للحصول على خدمات اللاعب. وانتقدت سياسة النادي التي تتجه دائما للتعتيم والغموض من جانب آخر، ومن النقاط التي أثارت حفيظة الكثيرين وخاصة الإعلام الإسباني هي تعامل الإدارة مع الصفقات وتفاصيلها، فإدارة ساندرو روسيل لا تقدم سوى القليل من التفاصيل والمعلومات حول صفقاتها، سواء فيما يخص تجديد عقود اللاعبين أو صفقات البيع أو الشراء، ولعل أبرز مثال على ذلك تعاملها مع صفقة نايمار أو رافينيا ألكانتارا، فصفقة نايمار والتي كلفت النادي كثيرا أثير حولها جدل إعلامي كبير لا يزال حتى الآن، فلا روسيل ولا زوبيزاريتا ولاغيره من كبار إداريي النادي كشفوا عن التفاصيل التي حامت حول الصفقة وخاصة فيما يخص الشركات التي تملك حقوق اللاعب وكذا الامتيازات التي منحت للاعب وأجره السنوي. الإدارة قامت بحملة إعلامية طالبت فيها الصحافة بتفهم ظروف الصفقة ومن الجهة المقابلة، وبحسب ما كشفت عنه "دون بالون" دائما، فقد قامت إدارة البارصا أمس بحملة إعلامية واسعة النطاق، إذ كثفت اتصالاتها بمختلف وسائل الإعلام الكتالونية سواء كانت المكتوبة، أو (السمعية البصرية)، وحاولت من خلال هذه الاتصالات شرح الظروف الخاصة التي دفعتها لبيع فيا ل أتلتيكو مدريد ب 5.1 مليون أورو، كما طلبت منهم تفهم وضعية النادي إزاء هذه الصفقة وعدم شن هجوم إعلامي قد يؤلب الأنصار ويزيد من شحن إرادة المعارضة، ومن المبررات التي استندت إليها إدارة النادي وأوضحتها لوسائل الإعلام الكتالونية أنها أجبرت على رفض عرض "السبيرز" بسبب إصرار فيا على اللعب في إسبانيا ورفضه الانتقال إلى إنجلترا. غاسبارت: "برشلونة أزاح عن عاتقه راتبا كبيرا كان سينفقه لو بقي فيا في الفريق" ولم يتوان جوان غاسبارت رئيس برشلونة السابق عن الإدلاء بدلوه في مسألة بيع فيا هذا الصيف، حيث أشار إلى أن هذه الصفقة كانت في محلها بالرغم من أن القيمة كانت ضئيلة مقارنة بالعروض الأخرى المقدمة إلى النادي، وقال غاسبارت: "يجب علينا أن نأخذ بعين الاعتبار بأن إدارة برشلونة أزاحت عن عاتقها راتبا كبيرا كانت ستنفقه لو بقي فيا في الفريق، لقد درسوا المسألة بعناية تامة"، ليضيف: "أرى بأن الصفقة جيدة ل برشلونة ول أتلتيكو مدريد وللاعب في حد ذاته إذا ما أراد اللعب مجددا". فيا: "شكرا ل برشلونة وليس لدي أي شكوى ضد الإدارة" وفي أول تصريح ل فيا لوسائل الإعلام بعد توقيعه وإجراء الفحوص الطبية بنجاح مع أتلتيكو مدريد، قال اللاعب عن السنوات الثلاث التي قضاها في برشلونة: "لا يمكنني سوى أن أشكر برشلونة على الأيام التي قضيتها هناك، فأنا في غاية الامتنان والشكر لكوني استطعت أن ألعب في ناد كبير مثله طوال الثلاث سنوات التي قضيتها هناك"، وعن الصفقة التي تمت بين الناديين قال: "ليس لدي أي شكوى ضد برشلونة، لقد سهلوا مغادرتي وانتقالي إلى أتلتيكو مدريد، لقد كانوا يعلمون أنني أريد أن ألعب هنا".