على الرغم من أن الجمهور الجزائري استقبل بارتياح كبير أخبار تعاقد عدد من لاعبي المنتخب الوطني مع أندية كبيرة في العالم، إلا أن المدرب وحيد حليلوزيتش بمقابل ذلك لم يكن مسرورا كثيرا، لأنه يفضّل أن يشارك لاعبوه أساسيين في فرق عادية على أن يبقوا دون منافسة في أندية كبيرة خاصة خلال الأشهر الأولى من بداية الموسم، وكذلك في نهاية الموسم الذي سيعرف مشاركة الجزائر في نهائيات كأس العالم، إن نجح رفقاء تايدر طبعاً في التّأهل عقب اجتياز المباراة الفاصلة بنجاح. ويتابع حليلوزيتش، في كلّ الحالات، باهتمام لياقة لاعبيه واستعداداتهم قبل مباراة مالي، وهو غير مطمئن على مدى قدرة أغلب لاعبيه على فرض أنفسهم طيلة موسم سيكون صعبا على أغلبهم. حليلوزيتش يقول دائما: "الجزائر لا تملك نجوما ولاعبين بمستوى دروڨبا ويايا توري" ويملك حليلوزيتش فكرة أن الجزائر لا تملك نجوماً من أعلى مستوى يمكنهم التألق في أوربا، كما هو الحال بالنسبة لمنتخب كوت ديفوار الذي أشرف عليه ودرّب نجومه، وقد قالها في العديد من المناسبات وخلال أكثر من ندوة صحفية، إن الجزائر ليس لها لاعبون من طراز "ديدي دروڨبا" أو "يايا توري"، ولكنه يرى أن الروح الجماعية يمكنها أن تجعل للجزائر منتخبا قويا لا يعتمد على الفرديات ولا على لاعبين يصنعون الفارق لوحده، بل على مجموعة من العناصر. كما يتكلم بلغة العقل عندما يقول عن لاعبيه، إن سليماني مثلا لا يملك قدرات "فالكاو" أو "رونالدو"، ولكنه لاعب جيد. كما قال عن بلكالام لمّا التحق ب "أودنيزي" أولا قبل إعارته وعن بلفوضيل في إنتر ميلان، إن عليهما أن يضمنا مكانهما ويلعبا، وهذا ربما أهمّ من تواجدهما في فريقين كبيرين في "السيري1". مبرّراته منطقية في خوفه من فشل لاعبيه في فرض أنفسهم ويستقبل حليلوزيتش أخبار انتقال لاعبيه إلى أندية كبيرة هذا الصيف بخوف ممزوج بالترقب. وكان آخر لاعب انتقل إلى فريق كبير هو سفير تايدر، الذي أكمل صيفا مميّزا بالنسبة للمحترفين، في انتظار معرفة النادي الذي سيلتحق به جبور وكذلك غلام. ويبقى مصدر التخوّف بالنسبة ل حليلوزيتش، أن أغلب لاعبيه شبّان لا يملكون خبرات كبيرة، كما أنهم غيّروا أنديتهم والتحقوا بفرق أكبر بالنسبة للأغلبية، وهي أندية تتوفر على لاعبين من أعلى مستوى، ما يفرض عليهم التواجد في أعلى مستوى طيلة الموسم، وفي حال التراجع أو الإصابة فإنه سيكون من الصعب عليهم العودة من جديد، أو ربما سيكونون خارج كلّ الحسابات، بينما يبدو أن فرض أنفسهم لن يكون بالسهولة التي يتوقعها البعض. هذا الموسم "حسّاس" وينتهي بالمشاركة في "المونديال" وتحتاج إلى لاعبين جاهزين ويعتبر هذا الموسم مغايرا ومختلفا لكل المواسم الأخرى لأنه يتكرّر كل 4 مواسم، ففي بدايته يحتاج حليلوزيتش إلى لاعبين جاهزين رغم أنه متخوّف جدا من تأثير مباريات شهر نوفمبر على لاعبيه لأنه شهر يعرف بالإصابات، كما صرّح بذلك في ندوة صحفية سابقة. وحتى يكون اللاعبون جاهزين في أكتوبر ونوفمبر، فإن هذا يتطلب أن يكونوا مستعدّين في بداية الموسم ويلعبون مباريات عديدة تسمح لهم باكتساب نسق جيّد من المباريات، يساعدهم بدنيا وفنيا خلال 180 دقيقة التي تفصل عن المونديال. كما يحتاج الموسم ككل لاعبين مستعدين بدنيا في حال التّأهل، لأنه لا يمكن أن نتوقع الكثير من تجربة الجزائر في البرازيل إذا تأهلت، في حال ما اعتمدت على لاعبين بدلاء وآخرين لا يلعبون. سليماني، غيلاس، بلفوضيل، تايدر، مجاني، قادير، مبولحي، مصباح احتياطيون نهاية هذا الأسبوع و يبدو أن مخاوف وحيد حليلوزيتش في محلها فبلكالام لم يشارك أصلا مساء أمس مع واتفورد أمام نوتنغهام، و مبولحي لازم مقعد البدلاء في أول لقاء له مع سياسكا البلغاري أمام لوموكوتيف صوفيا، و غيلاس مهاجم بورتو جلس في كرسي البدلاء ثانية أمام مريتيمو مساء أمس كما أكد مدربه أنه احتياطي للمهاجم الكولمبي هداف الموسم الماضي للدوري البرتغالي مارتينز، و سليماني لعب دقائقا معدودة في أول مباراة بعد تأهيله في سبورتنيغ ولا زال غير قادر على إتمام 90 دقيقة وفق تصريحات مدربه، و تايدر و بلفوضيل كانا احتياطيين أمام جنوة في أول لقاء لأنتر ميلان حيث لعب الأول 6 دقائق فيما وضعية قادير غامضة جدا إن لم يرحل عن "لوام" و جبور وغلام لا يزالان دون فريق إلى غاية كتابة هذه الأسطر وغير ذلك من اللاعبين، ما يؤكد أن حليلوزيتش محق بخوفه كلما التحق لاعب من تعداده بفريق كبير لأن الأهم هو أن يلعب و ليس أن يتواجد في هذا النادي.