بعد نهاية مباريات الجولة الماضية، وما حملته من نتائج، وبعد أن كشفت البطولة قبل نهايتها بأربع جولات فقط عن اشتداد الصراع حول الصعود بين ثلاثة فرق كلها من الغرب الجزائري... ويتعلّق الأمر بالصادة والحواتة ولازمو، أصبح الشارع السعيدي يعيش على وقع الحسابات المتبقية، إذ باشر أنصار المولودية عمليات التكهن بنتائج مباريات المولودية المتبقية وبقية نتائج الفرق المنافسة، ليحصل الجميع في الأخير على نتيجة مفادها أن رفقاء بسباس مطالبون بتحقيق فوز خارج الديار بالإضافة إلى فوزين داخل الديار لضمان تأشيرة الصعود دون الأخذ في الحسبان بنتائج بقية الفرق. الصراع محصور بين ثلاثة فرق والمولودية في رواق جيد قبل الدخول في الحسابات وقبل التكهن بنتائج المباريات القادمة تجدر الإشارة إلى أنه وبعد سقوط تموشنت في حجوط وتعادل بارادو وبلعباس وإنهيار “السي. أس. سي.” فوق أرضية ميدانه أمام سطيف، بقي الصراع حول الصعود هذا الموسم محصورا بين ثلاثة فرق من الجهة الغربية ويتعلق الأمر بترجي مستغانم وجمعية وهران ومولودية سعيدة التي تملك أفضلية استحواذها على صدارة الترتيب بفارق ثلاث نقاط عن الملاحق المباشر، ولديها من الإمكانيات سواء البشرية أو المادية ما يؤهلها لأن تكون أبرز مرشّح هذا الموسم لنيل التأشيرة الوحيدة للصعود، ومع ذلك يجب التأكيد أن المباريات الأخيرة ستكون صعبة للغاية خاصة تلك التي ستلعب خارج الديار والتي سيكون فيها أبناء المدرب حموش مطالبين بتحصيل ثلاث نقاط أو نقطتين كأقل شيء لتحقيق الحلم المنتظر. استقبال “لازمو“ في الجولة الأخيرة يمنح الأفضلية للسعيدين وإذا كنا قد أشرنا أعلاه أن الصراع حول اللقب سينحصر بين ثلاثة فرق، فإن الأمر قد يكون مغايرا في المباريات القادمة، وقد يتقلص عدد الفرق لفريقين فقط ويتعلق الأمر يترجي مستغانم ومولودية سعيدة، لأن الأمسياس لديها أفضلية استقبال جمعية وهران في ختام مباريات هذا الموسم، فإذا ما سلمنا بأن الجمعية فازت بكل المباريات المتبقية والتي ستجمعها بحجوط، “السي. أس. سي.” والمحمدية وتخسر لقاءها الأخير أمام سعيدة فوق أرضية ملعب 13 أفريل، وإذا ما سلمنا أيضا أن المولودية ستفوز في لقاءين فقط داخل الديار وتخسر المواجهتين القادمتين خارج الديار، فذلك معناه أن الفريقين أي الصادة ولازمو سيتعادلان في رصيد النقاط (58 نقطة) وستكون الأفضلية عندها للمولودية سواء بفارق الأهداف أو في اللقاءات المباشرة بين الفريقين في الذهاب والإياب. التنافس سيكون على أشده بين “الحواتة“ و“الصادة“ وإذا كانت حسابات فوز المولودية بمواجهتين فقط من أصل أربع قد أقصت جمعية وهران من السباق، فإن الأمر يختلف كليا مع فريق ترجي مستغانم، وستكون الحسابات معقدة إذا حصرنا الصعود بين المولودية والترجي، لأن فوز الترجي بالمباريات الأربع المتبقية (وهو احتمال مستبعد جدا) سيرفع رصيد الحواتة إلى 61 نقطة، وسيجبر المولودية على تحصيل 10 نقاط كاملة أي الفوز في ثلاث مباريات بالإضافة إلى تعادل واحد لتحصيل 62 نقطة وتحقيق الصعود، أما في حالة ما إذا خسر الترجي لقاء واحدا ستكون المولودية مجبرة على تحصيل 7 نقاط من أصل أربع مباريات لتضمن الصعود بصفة رسمية، ويبقى أن نشير إلى أن تعادل الفريقين في النقاط يمنح الأولوية للترجي الذي احتل الصدارة في مرحلة الذهاب. الفوز في تموشنت سيفتح أبواب الصعود على مصراعيها وبعيدا عن الحسابات الكثيرة والمعقدة، وحتى تتفادى المولودية الدخول في متاهات هي في غني عنها، سيكون لاعبو المولودية مطالبين بتحقيق الفوز في اللقاء القادم أمام شباب تموشنت لأن تلك النقاط ستكون غالية وسترجّح كفة المولودية في تحقيق الصعود، وقد تكتفي بتحقيق الأهم فوق أرضية ميدان ملعب 13 أفريل في المواجهتين القادمتين أمام سطيف ولازمو لتحقق حلم الأنصار وتعود لحظيرة الكبار، خاصة إذا ما فازت القبة على الحواتة، وبذلك أصبحت الكرة اليوم في مرمى لاعبي المولودية وأصبح الصعود في أرجل رفقاء عاتق المطالبين بأن يقفوا وقفة أبطال وأن يؤكدوا للجميع استحقاقهم للعودة لحظيرة الكبار من خلال عودتهم بالزاد كاملا من تنقلهم القادم إلى تموشنت. في كرة القدم لا مجال للحسابات يبقى كل ما ذكرناه عن حظوظ المولودية في لعب الصعود مجرد تكهنات قد تصدق وقد تكون خاطئة لأن كرة القدم ليست علوما دقيقة، فالتشكيلة السعيدية معرّضة للهزيمة مثلما قد تخرج منتصرة في المباريات المتبقية مثلها مثل بقية الفرق خاصة في بطولة هذا الموسم التي لم يعد أحد فيها يفهم ما يحصل، فالمتصدر مثلا يفوز فوق أرضية ميدانه وينهزم خارج الديار، والملاحق ترجي مستغانم يحقق الفوز خارج أرضه وينهزم في ملعب مستغانم، إضافة إلي الكثير من المفاجآت التي حصلت والتي لم تكن متوقعة، وهو الأمر الذي يجب على التشكيلة السعيدية أن تضعه في الحسبان، فبقية المباريات يجب أن تلعب بعقلية الكأس وأن تكون الهزيمة فيها ممنوعة على السعيدين إذا ما أرادوا تحقيق الصعود في نهاية المطاف. العروي يؤكد استعداد القبة للفوز على مستغانم وكنا عقب اللقاء الأخير الذي لعبته المولودية أمام رائد القبة قد اقتربنا من مدرب الرائد العروي وسألناه عن رأيه في اللقاء الذي سيجمع رائد القبة بمستغانم، فأجابنا دون تردد وكأنه فهم مغزى السؤال فقال: “في البداية أود أن أشير إلى أن اللقاء كان مفتوحا من كلا الجانبين، فرائد القبة معروف بنزعته الهجومية لكن الفرق بين الفريقين كان في الفعالية الهجومية التي كانت لجانب السعيدين، بالنسبة لمشوار الصعود فأعتقد أنه وبعد نتائج الجولة الأخيرة سيكون محصورا بين ثلاثة فرق وهي المولودية والترجي ولازمو، أما عن لقاء مستغانم القادم فأود أن أؤكد أن اللقاء سيكون مضمونا للقبة، سنلعب من أجل الفوز وسنحقق ذلك، رغم أننا نعتبر مواجهة مستغانم مواجهة عادية مثلها مثل المواجهات السابقة“. الخالدي أجرى عملية ناجحة أجرى رئيس فريق مولودية سعيدة الحاج محمد الخالدي عملية جراحية ناجحة يوم الأحد الماضي بالعاصمة، وكان الخالدي قد أجّل لمرات عديدة إجراء العملية الجراحية حيث كان يأمل أن ينفرد فريقه بصدارة الترتيب وبفارق مريح عن أقرب الملاحقين، لكن جرت الرياح بما لا تشتهيه السفن ليقرّر الخالدي التنقل للعاصمة عقب لقاء القبة ليجري العملية هناك، ويبقى أن نشير إلى أن الخالدي يكون قد عاد مساء أمس لسعيدة أو صبيحة اليوم على أقصى تقدير.