لا يدور الحديث في الشارع الكروي الجزائري هذه الأيام سوى عن المواجهة التي تنتظر المنتخب الوطني أمام بوركينافاسو، حيث بات "الخضر" أمام خطوتين قبل بلوغ نهائيات كأس العالم 2014 ب البرازيل، وبدأت التخمينات حول التشكيلة الأساسية التي سيعتمد عليها الناخب وحيد حليلوزيتش في العاصمة واڤادوڤو يوم 15 أكتوبر المقبل، إذ يبدو بأن التقني البوسني بصدد مواصلة الاعتماد على طريقة (4-3-3) التي جربها خلال المباريات الماضية، وكانت قد أتت بأكلها في التنقلين إلى البينين ورواندا على التوالي، ويعتبر كارل مجاني من الأوراق المهمة في بوركينافاسو حتى يقوم بنفس الدور الذي قام به في لقاء البينين ورواندا، ويعول حليلوزيتش على جاهزية لاعب أولمبياكوس ليكون من أوراقه المربحة. حظوظه كبيرة للعودة إلى الوسط وسبق تجريبه أمام نفس المنتخب تبدو حظوظ مجاني كبيرة للاحتفاظ بمكانته الأساسية مع "الخضر"، ولكن ليس في محور الدفاع، بل بالتحول إلى وسط الميدان الارتكازي هو المنصب الذي جرب فيه لأول مرة خلال لقاء بوركينافاسو الودي قبل التنقل إلى البينين ورواندا، حين استغرب الكثيرون ما قام به حليلوزيتش، إلا أن هذا الأخير يملك وجهة نظر أخرى، تتمثل في إشراك لاعب قوي البنية في الوسط حتى يكون المدافع الأول قبل ثنائي المحور وبالتالي يغلق كل المنافذ على الفريق المنافس، كما سيوكل للاعب أولمبياكوس أدوار أخرى خصوصا في مراقبة نجوم المنتخب البوركينابي في صورة جوناتان بيترويبا الذي يشكل الخطر رقم واحد على المنتخب الوطني في واڤادوڤو. مكانة تايدر مضمونة ونحو الاختيار بين ڤديورة ولحسن إذا تم الاعتماد على مجاني في وسط الميدان، فإن على حليلوزيتش اختيار لاعبين آخرين ليكونا على يمين ويسار مدافع أولمبياكوس، فالاختيار الأول واضح وسيكون سفير تايدر الذي يعتبر ورقة مربحة بالنسبة ل "كوتش وحيد"، بينما سيفاضل بنسبة كبيرة بين عدلان ڤديورة ومهدي لحسن مثلما فعل في البينين ورواندا، ولا تبدو حظوظ العائد حسان يبدة كبيرة لتسجيل حضوره مع التشكيلة الأساسية إلا في الحالات الطارئة، وفي حال اختيار ڤديورة، فإن تايدر سيتحول إلى اليسار، بينما سيلعب نجم الإنتير على اليمين إذا شارك لحسن، وبالتالي فإن ثلاثي وسط الميدان الذي سيلعب أمام بوركينافاسو يتشكل من مجاني، تايدر ولحسن أو مجاني، تايدر وڤديورة. المحور سيتشكل من بلكالام – بوڤرة بنسبة كبيرة بما أن حليلوزيتش سيعتمد بنسبة كبيرة جدا على مدافع أولمبياكوس في وسط الميدان الارتكازي بدل محور الدفاع، فإنه سيستقر على إقحام الثنائي مجيد بوڤرة – سعيد بلكالام في الخط الخلفي، وهو الثنائي الذي يمنح التقني البوسني الاطمئنان لأنه خاض عدة مواجهات من قبل ومنها مقابلتا البينين ورواندا، ويتمنى حليلوزيتش أن يستعيد بلكالام جزء كبيرا من جاهزيته قبل لقاء بوركينافاسو، وذلك من خلال مشاركته في مباريات ناديه واتفورد الإنجليزي، في الوقت الذي يلعب فيه "ماجيك" بانتظام مع لخويا القطري، وبالتالي لن تكون هناك مخاوف كثيرة على الخط الخلفي الذي استعاد الكثير من هيبته في الآونة الأخيرة، عكس بدايات "كوتش وحيد" التي كانت تعرف ضعفا واضحا في الدفاع. صراع بين مصطفى وخوالد ومصباح منتظر منذ البداية إذا اتضحت الصورة في محور الدفاع ووسط الميدان، فإنها واضحة تقريبا على مستوى الرواقين أيضا، فمن المنتظر أن يحتفظ جمال الدين مصباح بمكانته الأساسية في اليسار، وهو الذي يحظى بثقة عمياء من طرف مدربه البوسني، حتى وإن كان يعيش وضعية صعبة مع ناديه بارما الإيطالي بسبب عدم دخوله في حسابات المدرب روبيرتو دونادوني، بينما سيكون نصر الدين خوالد منافسا قويا ل مهدي مصطفى في الرواق الأيمن، حيث أقنع مدافع اتحاد العاصمة كثيرا في لقاءي غينيا ومالي بعد تجريبه فيهما، وسيجد لاعب أجاكسيو صعوبات كبيرة لإزاحة خوالد والعودة لهذا المنصب، خاصة وأن مشاركته في الوسط تبدو مستبعدة في ظل وجود مجاني، تايدر، ڤديورة، لحسن ويبدة. التضحية ب سوداني واردة لأن المواجهة خارج الديار من بين التغييرات التي سيقوم بها حليلوزيتش هو تضحيته ب هلال العربي سوداني صاحب هدف الانتصار أمام المنتخب المالي، خاصة وأن مهاجم دينامو زغرب لا يدخل ضمن حسابات التقني البوسني خارج الديار وغالبا ما أبقاه على مقاعد البدلاء بسبب خيارات فنية يفضل خلالها "كوتش وحيد" اللعب بخطة حذرة والتعويل على رأس حربة وحيد، وسبق ل حليلوزيتش أن ضحى ب سوداني في خرجات المنتخب الوطني أمام مالي (في بوركينافاسو)، ليبيا (في المغرب) ورواندا، في وقت كان فيه هداف دينامو زغرب أساسيا في جل مباريات "الخضر" على ملعب "تشاكر"، وهو ما يجعلنا نتنبأ منذ الآن بإمكانية التضحية بابن الشلف في واڤادوڤو. فغولي وبراهيمي للتنشيط الهجومي وسليماني سيكون رأس الحربة سيحاول المنتخب الوطني إغلاق المنافذ على البوركينابيين بإقحام 3 لاعبين في وسط الارتكاز، فيما سيعتمد حليلوزيتش على لاعبين آخرين للتنشيط الهجومي في الرواقين وهما سفيان فغولي وياسين براهيمي ليلعب إسلام سليماني كرأس حربة، حيث ستمنح الأولوية لهذه الأسماء بنسبة كبيرة، خاصة بالنسبة ل فغولي وسليماني لأنهما اعتادا على أجواء المنتخب والمباريات في أدغال إفريقيا بدل المغامرة ب عبد المؤمن جابو ونبيل غيلاس أو إسحاق بلفوضيل، كما سبق ل براهيمي التألق في لقاء رواندا الذي جرى ب كيغالي وبإمكانه أيضا الاحتفاظ بالكرة لفترات طويلة، وهو ما قد يريده حليلوزيتش في مثل هذه المواعيد أمام منتخب سيحاول الضغط بقوة والتسجيل في لقاء الذهاب.