كشفت مصادر موثوقة أن استقبالا باردا بانتظار المنتخب البوركينابي في الجزائر عند قدومه المفترض يوم 15 نوفمبر المقبل بالنظر إلى ما عرفته مباراة الذهاب من معاملة جافة للوفد الجزائري وكذلك إلى ما يفعله رئيس الإتحاد المحلي سيتا سانغاري الذي يفترض أنه صديق ويمكن القول إن المباراة ورهان الوصول إلى المونديال قد أفسد العلاقة بين الرجلين، فيما يرى رئيس "الفاف" أن ما يفعله الرجل الأول في الكرة البوركينابية "غير مقبول" إذا عدنا كذلك إلى تصريحاته الأخيرة لما أكد أن الجمهور البوركينابي لن يتنقل إلى الجزائر حتى لا يعرّض حياته إلى الخطر في مباراة سهرة 19 نوفمبر. اعتبر من الإمارات تصريحات سانغاري بمثابة "إساءة" وعلى الرغم من أن روراوة التزم الصمت ولم يقل شيئا عن البوركينابيين رغم كل ما تعرض إليه المنتخب في مباراة الذهاب مرورا بالطعنة التي تلقاها في الظهر من طرف الحكام الذين اختاروا التحيز لسبب أو لآخر للمنتخب المحلي، إلا أنه لم يستطع أن يواصل صمته ولا يرد على سؤال طرحه عليه صحفيون في الإمارات على هامش حضوره رفقة وفد "الفيفا" مباريات كأس العالم لأقل من 17 سنة عن تصريحات رئيس الإتحاد البوركينابي حيث اعتبر ما يقوله سانغاري "إساءة"، مشيرا إلى أنه لن يرد على "الإساءة" بمثلها، كما أردف أن الجزائر بلد مضياف وتتسع للجميع بمن في ذلك البوركينابيين ودون أن يطيل في الرد على صديقه السابق قال: "تصريحاته (يقصد سانغاري) أصلا لا تستحق الرّد عليها". معاملة الذهاب جعلته يخسر أصدقاءه وتسببت معاملة مباراة الذهاب في خسارة روراوة لأصدقائه البوركينابيين، ولم يتنقل إلى مطار واڤادوڤو لاستقبال "الخضر" سوى موظف في الاتحادية وغادر المنتخب من المطار إلى الفندق عند وصوله دون طوق أمني، ولم يزر أي عضو من الإتحاد الوفد الجزائري في الفندق قبل وبعد المباراة وكأن الأمر يتعلق ب "مباراة عدوين"، رغم أن روراوة يعتبر سانغاري صديقه. كما أن بيرتران كابوري الأمين العام للإتحاد البوركينابي الذي حضر القرعة ظل إلى جانب لروراوة في مصر إلا أن المؤكد أن المباراة غيّرت كل شيء وسترد الجزائر بالمثل من خلال استقبال "بارد" وفي حدود ما يسمح به القانون دون أي أفضلية بعد أن بدأ البوركينابيون بأنفسهم بالخروج عن النّص. وفد من الإتحاد البوركينابي تنقل إلى الجزائر و"الفاف" علمت من خلال وسائل الإعلام وما زاد في تعقيد الأمور هو أن "الفاف" اطلعت عبر وسائل الإعلام عن خبر تنقل وفد من بوركينافاسو يمثل الاتحادية المحلية إلى الجزائر قبل أيام لأجل تفقد فندق الإقامة وملعب المباراة بالبليدة وغير ذلك، ولم يخطر سانغاري روراوة بذلك، في وقت أنه كان يمكن استقبالهم بشكل عادي وعلى أساس وفد رسمي ولكنهم فضلوا التعامل -حسب وصف مصادرنا- مثل "اللصوص" من خلال التجسس وكأن الأمر يتعلق بحرب وليس مباراة في كرة القدم، وهو ما سيضاعف الضغوط على الوفد البوركينابي الذي كان يمكن استقباله وفق مصدرنا بشكل عادي من طرف أحد مسؤولي الإتحادية طالما أن "الفاف" تؤمن أنها مجرد مباراة في كرة القدم مهما بلغ حجم الرهان فيها. حتى الساعة لم يؤكدوا موعد وصولهم ولا مكان إقامتهم وللتأكيد أن البوركينابيين يتعاملون مع المباراة على أساس أنها "خاصة جدا" هو أن المنتخب البوركينابي لم يُعلم حتى الساعة "الفاف" بمكان إقامته في الجزائر ولا موعد وصوله حتى الساعة رغم أن موعده المفترض هو يوم 15 أوت وفندق الإقامة هو "ليروز" في البليدة ولكن من الناحية الرسمية لم يصل "الفاف" مثلما هو معمول به في هذه الأمور أي شيء.. ومن المفترض أن يتم لأجل إعلامهم مسبقاً لكي تُتخذ التدابير اللازمة مع الجهات الرسمية لتأمين الأمن لهم عند قدومهم، علما أن منتخب بوركينافاسو سيسدد بنفسه تكاليف الإقامة في الجزائر بعد أن رفضت "الفاف" إبرام أي اتفاقية معهم للمعاملة بالمثل طالما أن الإمكانات المادية للطرفين لا تسمح بذلك بعد أن اختارت الاتحادية مثلا حجز أكثر من 60 غرفة في فندق "لايكو" في واڤادوڤو.