التّأهل، العناق الحار، ذرف الدموع... عوامل أذابت الجليد بينهما علمت "الهداف" من مصادر موثوقة أن رئيس "الفاف" محمد روراوة، اجتمع بالناخب الوطني وحيد حليلوزيتش مساء أمس، بمقر الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بدالي ابراهيم مباشرة بعد الحفل الذي أقامه الوزير الأول عبد المالك سلال على شرف "الخضر" بجنان الميثاق إثر نجاحهم في التأهل إلى "مونديال البرازيل 2014". وحسب ما علمناه فإنّ الاجتماع أفضى إلى تجديد الثقة في حليلوزيتش الذي تحدّث عن إمكانية رحيله خلال ندوته الصحفية الأخيرة الجمعة الفارط، وكرّر ذلك لمقرّبيه، مؤكّدا ما تحدثنا عنه السبت الماضي حول انتهاء مهمته على رأس الخضر سواء تأهلوا للمونديال أم لا، لكن روراوة تمسّك في الأخير بمدرّبه وقرر الإبقاء عليه إلى غاية نهاية عقده صائفة 2014. التأهل، العناق، الدموع، الفرحة ... عوامل أذابت الجليد وتفيد مصادرنا أن روراوة وحليلوزيتش وما إن أعلن الحكم السنغالي "بادارا دياتا" تأهل المنتخب الوطني نسيا كل خلافاتهما ووضعاها جانبا، وقررا مواصلة المسيرة سويا من أجل تحقيق أهداف أخرى تنتظر المنتخب الوطني مستقبلا. ولعل ما ساهم في إذابة الجليد بينهما هي تلك اللحظات الرائعة التي عاشاها سويا ما إن أعلن الحكم عن نهاية المباراة، حيث نزل روراوة إلى أرضية الميدان وتوجه مباشرة نحو حليلوزيتش وعانقه بحرارة وقاسمه الفرحة بذرف الدموع سويا، بل تبادلا المدح والثناء بينهما في تصريحاتهما عقب تصريح روراوة بأن الفضل يعود لحليلوزيتش مهديا إياه التأهل للمونديال، وتصريح حليلوزيتش بأن الثقة التي وضعها روراوة في شخصه ساعدته على تحقيق هدف التأهل للمونديال، فأذابت تلك العوامل الجليد بينهما وتقرر بقاء حليلوزيتش على رأس الخضر في تلك اللحظة بالذات وقبل الاجتماع الذي انعقد بينهما أمس.
تواجد سلال بينهما في سيدي موسى أكّد بقاءه وقبيل الاجتماع دائما كانت كل المؤشرات توحي أيضا إلى بقاء حليلوزيتش على رأس " الخضر"، حيث سمح تواجد الوزير الأول عبد المالك سلال في مركز سيدي موسى مع حليلوزيتش وروراوة عقب العودة إلى المركز، بإعادة المياه إلى مجاريها بينهما إثر الخلافات التي حدثت بينهما، فكرر كل طرف مدحه للآخر أمام الوزير عندما قال حليلوزيتش للوزير:" هذا السيد ( يقصد روراوة) وضع في شخصي ثقة عمياء وبفضل الثقة تأهلنا." قبل أن يبادله روراوة المدح والثناء بدوره. البوسني مطالب بتأهيل الجزائر إلى الدور الثاني من "المونديال" ملامح بقاء البوسني تأكدت عقب ضمان التأهل بصفة رسمية، قبل أن تترسم خلال الجلسة التي جمعته بالرئيس روراوة أمس، مباشرة بعد العودة من جنان الميثاق، حيث استقبل الوزير سلال أبطال الجزائر، وغادرا سويا وتطرقا للمستقبل. وتم تجديد الثقة في البوسني الذي بلغنا أنه سيواصل مهمته على رأس الخضر إلى غاية نهاية عقده الصائفة المقبلة، وأنه سيكون مدربا للجزائر في "مونديال" البرازيل، وبأنه سيكون مطالبا حينها بتحقيق الهدف المنشود ألا وهو التأهل مع الجزائر إلى الدور الثاني الذي لم يسبق لها أن بلغته من قبل في مشاركاتها الثلاث، وهو الهدف الذي تنص عليه إحدى بنود العقد المبرم معه. روراوة: " حليلوزيتش سيكون في البرازيل" وكان روراوة قد أدلى أمس، بتصريحات صحفية على هامش الحفل الذي أقامه الوزير الأول سلال على شرف أبطال الجزائر أكّد فيه بقاء حليلوزيتش حتى قبل أن يجتمع به، حيث كذّب ما روّج له البعض أمس، بالضبط بأن البوسني غادر العارضة الفنية وقال: " من قال إن حليلوزيتش غادرنا، هو معنا وسيبقى مدربا لمنتخبنا وسيكون حاضرا معنا في مونديال البرازيل."
رغم بقائه روراوة عاد معه إلى عدة نقاط للاتفاق حولها وتفيد مصادرنا أن روراوة ورغم تجديده الثقة في مدرب المنتخب، إلا أنه أبى إلا أن يضع معه النقاط على الحروف حول عدة قضايا اختلف فيها معه في وقت سابق، وحول أخرى وقعت يوم المباراة ضد بوركينافاسو. وتضيف ذات المصادر أن روراوة ألح على حليلوزيتش أن يحسّن تصرفاته وسلوكاته فقط حتى لا يكلف نفسه ويكلف الجزائر معه عقوبات مجانية، وماعدا ذلك فإن روراوة بدا ممتنا لحليلوزيتش بالعمل الجبار الذي قام به والذي قاد به الجزائر إلى "المونديال". طالبه بتفادي التصريحات النارية وأوّل نقطة شغلت روراوة في وقت سابق وما زالت تشكل الهاجس الوحيد له هي التصريحات النارية التي تعوّد حليلوزيتش على الإدلاء بها في كل ندوة صحفية يعقدها، حيث بلغنا أن روراوة عاتبه على ما قاله عن "الفيفا" و"الكاف" والتحكيم الإفريقي، وطالبه بتفاديها مستقبلا حتى لا تسلط هيأة بلاتير وهيأة حياتو الضوء عليها ويذهب والجزائر ضحية العقوبات التي قد تسلط في حقهما. عاد به إلى تصرفاته مع الحكام ومع بانسي أوّل أمس ولم يغفل روراوة أمرا آخرا عاد إليه مع مدربه أمس، ويتعلق بالطريقة التي تعوّد حليلوزيش الاحتجاج بها على الحكام، والتي كادت تكلفه غاليا في مباراة الذهاب بواڤادوڤو، عندما كاد يتشابك مع الحكم سيكازوي، وكادت تكلفه غاليا أيضا أوّل أمس، مع الحكم السنغال بادارا دياتا الذي كان متساهلا بعض الشيء معه عندما ظل يحتج على قراراته في كل مرة. كما عاتبه روراوة على اشتباكه اللفظي مع البديل البوركينابي بانسي لدى تأهب الأخير للدخول، وهي لقطة تفيد مصادرنا أن روراوة لم تعجبه لأن حليلوزيتش هو من توجه نحو اللاعب وليس العكس، كما بلغنا أن روراوة طلب من مدربه أن يستشيره فيما كل ما يقوم به حتى يكون تنسيق في العمل بينهما، معاتبا إياه على إرساله مدرب الحراس الأجنبي ميكائيل بولي إلى بلغاريا من أجل مبولحي في وقت سابق دون علمه. حليلوزيتش وروراوة بدآ التحضير للمونديال من الآن وتفيد مصادرنا أن الرجلين تجاوزا لدى لقائهما هذا فكرة الحديث عن الرحيل مجددا، ودخلا مباشرة في صلب الموضوع بخصوص المستقبل، الذي يتعلق بالمشاركة المونديالية الرابعة للجزائر، وقد بلغنا أنهما بدآ في التحضير لمونديال البرازيل من الآن، حيث سيستفيد البوسني من فترة راحة طويلة إلى غاية نهاية السنة بما أن منتخبنا لن يكون معنيا بأي مباراة إلى غاية مارس المقبل، على أن يستأنف مهامه بمعاينة لاعبيه بداية من جانفي المقبل. وتضيف مصادرنا أن روراوة وحليلوزيش يدرسان البلد الذي ستحضر فيه الجزائر لمونديال البرازيل، وإمكانية تدعيم "الخضر" بلاعبين جزائريين آخرين يدعمون التشكيلة حتى تصبح أكثر قوة وتكون قادرة على تمثيل الجزائر أفضل تمثيل في البرازيل. عدلان ش
أسباب بقاء حليلوزيتش على رأس العارضة الفنية ومساندة السلطات العليا له تدوالت بعض المصادر الإعلامية خبر انسحاب الناخب الوطني حليلوزيتش من العارضة الفنية بمجرد نهاية مباراة بوركينافاسو، خاصة بعد إدلاء التقني البوسني تصريح في الندوة الصحفية الأخيرة له بأنها قد تكون الأخيرة له، مشيرا إلى أنه تلقى بعض العروض لتدريب بعض المنتخبات، وهو السبب الذي زاد من تأويلات بعض المتتبعين ووسائل الإعلام حول إمكانية مغادرة البوسني للعارضة الفنية، خاصة بعد انتشار خبر رغبة قطر في التعاقد معه بقيمة 300 ألف دولار شهريا، وهو مبلغ كبير جدا فتح الباب أمام انتشار الجدل في بقاء حليلوزيتش من عدمه، لينجح الناخب الوطني في إيصال رسالته خاصة بعدما لمس من خلال زيارة الوزير الأول له ثقة السلطات العليا في شخصه وارتفاع الأصوات المساندة له في الشارع الرياضي، إذ نجح في رفع أسهمه في الجزائر خاصة بعد نجاحه في تأهيل "الخضر" إلى مونديال البرازيل، والذي أكسبه ثقة الجمهور الجزائري وحتى المسؤولين رغم أن رئيس الإتحادية كان جد مستاء من بعض خرجاته الإعلامية التي تسببت له في بعض المشاكل مع الهيئات الكروية الدولية. روراوة يؤكد احترام عقد البوسني ومواصلته مهامه واستغل الرئيس محمد روراوة حفل الإستقبال الذي خصه الوزير الأول عبد المالك سلال ليؤكد أن الناخب الوطني سيواصل مهامه على رأس "الخضر" إلى غاية مونديال البرازيل، إذ تمكن حليلوزيتش من تجسيد البند الذي يجبره على تحقيق هدف تأهيل "الخضر" إلى المونديال، وهو ما يزيل أي مانع لفسخ العقد بين الرجلين وسيواصل البوسني مهامه إلى غاية نهاية عقده في جويلية من العام المقبل. سلال طالبه بتحضير منتخب يشرّف الجزائر في البرازيل تلقى الناخب الوطني ضمانات من السلطات العليا للبلاد، ممثلة في الوزير الأول عبد المالك سلال الذي استغل زيارته للمنتخب الجزائري ليطلب من الناخب الوطني تحضير منتخب تنافسي لدورة البرازيل وتحسين مستوى النخبة الوطنية لهذا الموعد الهام، وقد مازحه الوزير الأول بالقول أن ريو العالية تتطلب رفع المستوى ليكون المنتخب الجزائري في مستوى طموحات الشعب الجزائري. البوسني مازح سلال وطالب بالإيفاء بوعده وقد كشف حليلوزيتش للوزير الأول عبد المالك سلال أنه متشرف لنجاحه في تحقيق الرهان وتأهيل "الخضر" كما طالبه به المسؤولون، وأكد له إعجابه به مسؤولا أولا عن الجهاز التنفيذي، وأكد أن هذا التأهل جاء ثمرة عمل كبير رفقة الرجل الذي وضع فيه ثقته، وقصد بذلك الرئيس روراوة الذي كان حاضرا إلى جانب الوزير، مؤكدا أنه ينتظر أن يفي الوزير الأول بوعد قطعه له قبل المباراة دون أن يذكر طبيعة هذا الوعد، ليعلق رئيس الإتحادية أنه سينطلق في اليوم الموالي في التحضير للمونديال من أجل مشاركة مشرفة ل"الخضر"، وهي رسائل تؤكد انتهاج المسؤولين للإستمرارية خاصة بعدما كسب البوسني ود الوزير الأول ووزير الرياضة محمد تهمي، والذي كشف أن الناخب الوطني يقوم بعمل كبير مع التشكيلة وينتظره مشوار آخر لتحسين مستوى المنتخب. سلال يؤكد وضع الإمكانات من أجل تحضير "الخضر" واستغل سلال مأدبة الغذاء التي أقامها على شرف "الخضر" ليؤكد أن الدولة ستضع كل الإمكانات لتحضير المنتخب الجزائري على أحسن وجه للمونديال، وهي تطمينات رفعت معنويات حليلوزيتش الذي بدا متحفزا للعب المونديال القادم مع "الخضر" في ظل توفر كل الإمكانات من طرف الدولة الجزائرية. روراوة تمسك به بعد نكسة "الكان" ولن يقيله بعد إنجاز المونديال موقف روراوة من الناخب الوطني وتجديد الثقة فيه كان منتظرا، بالنظر إلى تمسك الرجل الأول في الإتحادية بالناخب السابق ل كوت ديفوار بعد نكسة جنوب إفريقيا، إذ منحه فرصة لتحقيق ثاني هدف له والأهم وهو تأهيل "الخضر" إلى مونديال البرازيل، وهو الهدف الذي تمكن من تحقيقه رغم الصعاب وغياب الطريقة في المباراة الأخيرة وقرارات جريئة اتخذها الناخب في اللقاء الفاصل الأخير. تاريخ "فيفا" واحد لن يكفي المدرب الجديد تغيير الطاقم الفني قبل ستة أشهر عن مونديال البرازيل سيكون مغامرة غير مضمونة العواقب، في ظل توفر تاريخ واحد أمام الناخب الوطني في شهر مارس لإجراء مباراة ودية قبل الدخول في شهر ماي المقبل لتحضير فريقه للحدث الكروي، وهو سبب رياضي يجبر روراوة على تفضيل سياسة الإستقرار على مستوى العارضة الفنية، خاصة أنه كشف علنا عن ثقته ومساندته للناخب الحالي الذي- حسبه- حسّن مردود التشكيلة الحالية وقام بعمل كبير لأكثر من عامين. 90 بالمائة من اللاعبين يساندونه العامل الثاني الذي يجبر المسؤولين على تجديد الثقة في الطاقم الحالي والتمسك بالمدرب البوسني هو العلاقة الوطيدة التي تجمعه مع أغلب اللاعبين، خاصة العناصر التي ساهم في ضمها إلى "الخضر" أو بعض الركائز الذين جدد الثقة فيهم في كل مرة، إذ تحسنت علاقته مع لاعبيه كثيرا وهو ما يجعل من قرار إبعاده تهديدا لإستقرار التشكيلة التي بناها طيلة 29 شهرا. حليلوزيتش: "سأواصل مهامي إلى غاية دورة البرازيل واحتاج فقط لبعض الراحة" من جهته، نفى حليلوزيتش رغبته في الرحيل عقب مدبة الغذاء زوال أمس بجنان الميثاق، حيث أكد قائلا: "أنا محتاج فقط لأيام من الراحة بعد تحقيق إنجاز التأهل إلى المونديال، وبعدها سأواصل مهامي إلى غاية مونديال البرازيل". ه. مراد