نجح الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش سهرة أول أمس في قيادة "الخضر" للتأهل إلى مونديال البرازيل، محققا بذلك الهدف الرئيسي الذي سطره مع "الفاف" حين توليه العارضة الفنية شهر جويلية 2011. نجاح حليلوزيتش في تأهيل المنتخب الوطني للمرة الرابعة في تاريخه والثانية على التوالي إلى أكبر تظاهرة كروية عالمية كان طبيعيا، بعد المشوار الرائع الذي حققه أشباله في التصفيات قبل التغلب على بوركينافاسو في اللقاء الفاصل، ورغم بعض الانتقادات التي وجهت ل حليلوزيتش بشأن خياراته، خاصة حين استعمل في الكثير من المرات العاطفة حسب المتتبعين، إلا أنه نجح في الرهان الذي وضعه لنفسه وأعاد "الخضر" إلى المكانة التي كانوا عليها قبل 4 سنوات من الآن بالضبط. 14 فوزا، 4 تعادلات و5 هزائم... مشوار إيجابي جدا ودون أن نرمي الورود على حليلوزيتش، فإن حصيلته استثنائية رغم أنه فشل في تحقيق نتائج إيجابية في نهائيات كأس أمم إفريقيا مطلع السنة الجارية بعد أن أقصي "الخضر" من الدور الأول، وبلغة الأرقام فقد قاد التقني البوسني المنتخب الوطني في ظرف سنتين و4 أشهر (منذ قدومه في جويلية 2011) في 23 مباراة (17 رسمية و6 ودية)، وقادهم إلى تحقيق 14 فوزا من بينهم 4 خارج الديار أمام غامبيا، ليبيا، البينين ورواندا، في وقت سجل فيه 4 تعادلات من بينها واحد في تشاكر أمام غينيا في إطار ودي، وكان ذلك اللقاء الوحيد الذي تعثر فيه داخل الديار من مجمل 11 مباراة لعبها، وانهزم المنتخب الوطني بقيادة حليلوزيتش في 5 مناسبات كان من بينهم هزيمتين في "كان 2013" أمام تونس والطوغو، وهزيمتين في واڤادوڤو أمام مالي شهر جوان 2012 ومؤخرا أمام بوركينافاسو في ذهاب الدور الفاصل المؤهل إلى مونديال البرازيل، إلى جانب الخسارة في اللقاء الودي قبل سنة من الآن أمام البوسنة. هجوم "الخضر" سجل 38 هدفا تداول عليها 16 لاعبا وأظهر المنتخب الوطني تحت قيادة مدربه الحالي فعالية كبيرة في الهجوم، إذ سجل 38 هدفا بمعدل يقل بقليل عن الهدفين في كل لقاء، وقد سجل 30 هدفا في اللقاءات الرسمية و8 في اللقاءات الودية، مع التوضيح أن هجوم "الخضر" هز شباك منافسيه 25 مرة داخل الديار و13 مرة خارجها. وسجل "الخضر" في جميع لقاءاتهم هدفا على الأقل إلاّ في 4 لقاءات، من بينها 3 لعبهم في جنوب إفريقيا أمام المنتخب المحلي وديا وأمام تونس والطوغو في نهائيات كأس أمم إفريقيا، في حين اللقاء الآخر الذي لم يسجل فيه هدفا كان أمام البوسنة في ملعب 5 جويلية. سوداني وسليماني اقتسما 18 هدفا وفغولي سجل 5 أهداف ومن بين 38 هدفا التي سجلها "الخضر"، فإن 18 هدفا حملت توقيع الثنائي سوداني - سليماني، إذ سجل كل لاعب منهما 9 أهداف كاملة، وتبقى نسبة فعالية مهاجم سبورتينغ لشبونة أفضل مقارنة بزميله بعد أن لعب 17 لقاء، في وقت شارك ابن الشلف في لقاء إضافي، وقد تقدم الثنائي على فغولي الذي سجل 5 أهداف في 17 مباراة، وقادير وتايدر اللذين وقع كل واحد منهما ثنائية، تجدر الإشارة إلى أن 11 لاعبا سجلوا هدفا واحدا. يذكر أن 16 لاعبا تداولوا على تسجيل هذه الأهداف وهم سوداني، سليماني، فغولي، قادير، بودبوز، بوعزة، يبدة، جبور، عنتر يحيى، غيلاس، بوڤرة، جابو، ڤديورة، مجاني وتايدر، إلى جانب كوفي بونكو مدافع النيجر الذي سجل هدفا ضد مرماه. الدفاع تلقى 18 هدفا، صمد 11 مرة ويسقط كل 130 دقيقة من النقاط الإيجابية الأخرى التي تم تسجيلها في المنتخب الوطني طيلة إشراف حليلوزيتش عليه هو صلابة خطه الخلفي الذي تلقى 18 هدفا (5 داخل الديار و13 خارجها)، وإذا استثنينا الثلاثية التي تلقاها الشهر الماضي في واڤادوڤو ببوركينافاسو، فإنه كان تقريبا دوما في المستوى إذا نظرنا إلى حصيلته تحت إشراف المدرب الأسبق بن شيخة، بعد أن تلقى سداسية كاملة في 3 لقاءات (رباعية أمام المغرب وثنائية في إفريقيا الوسطى)، ويسير دفاع "الخضر" بمعدل هدف كل 130 دقيقة، وهي حصيلة مقبولة جدا بعد التغييرات الكثيرة التي عرفها في السنتين الأخيرتين بعد اعتزال عنتر يحيى وتوالي الإصابات على حليش. الأول الذي يقود "الخضر" إلى المونديال بعد سعدان وبقيادته المنتخب الوطني إلى التأهل إلى نهائيات كأس العالم القادمة، يكون حليلوزيتش قد كتب اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الكرة الجزائرية، كيف لا وهو ثاني مدرب يؤهل الجزائر إلى هذه التظاهرة الكبرى بعد سعدان الذي بصم اسمه في تأهيل "الخضر" في 3 دورات السابقة التي شاركوا فيها ولو أنه في إقصائيات مونديال 1982 الذي جرى في إسبانيا، وكان رفقته في الطاقم الفني كل من الروسي روغوف ومحمد معوش. ويبقى الأكيد أن التاريخ الآن سيحفظ اسم حليلوزيتش كثيرا سواء في الجزائر أو خارجها، وهو الذي تأهل أول أمس للمرة الثانية على التوالي في مشواره التدريبي بعد أن فعل ذلك قبل 4 سنوات من الآن مع كوت ديفوار. -------------- مشوار حليلوزيتش بالأرقام: اللقاءات الرسمية: تانزانيا 1-1 الجزائر (بوعزة) الجزائر 2-0 إفريقيا الوسطى (يبدة - قادير) غامبيا 1-2 الجزائر (فغولي - عنتر يحيى) الجزائر 4-0 رواندا (سوداني 2 - سليماني - فغولي) مالي 2-1 الجزائر (سليماني) الجزائر 4-1 غامبيا (سليماني 2 - سوداني - قادير) ليبيا 0-1 الجزائر (سوداني) الجزائر 2-0 ليبيا (سوداني - سليماني) الجزائر 0-1 تونس الطوغو 2-0 الجزائر الجزائر 2-2 كوت ديفوار (فغولي - سوداني) الجزائر 3-1 البنين (فغولي - تايدر وسليماني) البنين 1-3 الجزائر (سليماني 2 - غيلاس) رواندا 0-1 الجزائر (تايدر) الجزائر 1-0 مالي (سوداني) بوركينافاسو 3-2 الجزائر (فغولي - مجاني) الجزائر 1-0 بوركينافاسو (بوڤرة)
اللقاءات الودية: الجزائر 1-0 تونس (بودبوز) الجزائر 3-0 النيجر (جبور - سوداني - كوفي بونكو ض. م) الجزائر 0-1 البوسنة جنوب إفريقيا 0-0 الجزائر الجزائر 2-0 بوركينافاسو (سوداني - سليماني) الجزائر 2-2 غينيا (ڤديورة - جابو) --------- زماموش: "المسؤولية كانت كبيرة لتشريف اللاعب المحلي في هذه المباراة" "تشجيعات مدرب الحراس بوتي أزالت عني الضغط" "تلقيت نصائح من مبولحي وصديقاي دوخة وسيدريك شجعاني" - كيف عشت هذه المباراة التي سمحت لكم بالتأهل مجددا إلى المونديال؟ كانت مباراة صعبة والأعصاب كانت مشدودة، خاصة أننا كنا ندرك صعوبة المهمة أمام منافس قوي، لقد كانت المسؤولية كبيرة من أجل عدم تضييع هذه الفرصة للتأهل إلى المونديال وتخييب الآلاف من أنصارنا، وهو ما جعلنا نكافح لتحقيق التأهل الذي جاء بفضل مساندة الجمهور لنا. - فيما يخص إقحامك في المباراة أساسيا، كيف استقبلت قرار الناخب الوطني؟ لقد سعدت كثيرا بخبر إشراكي لأنني انتظرت منذ فترة طويلة هذه الفرصة وهو ما زادني عزيمة وثقة قبل المباراة. - ماذا كان شعورك وأنت تتلقى خبر إشراكك في أهم مباراة ل "الخضر" في السنوات الأخيرة؟ لقد سألني المدرب هل كنت جاهزا للعب فأكدت له بأنني جاهز وقلت في قرارة نفسي إنه يتوجب علي أن أكون في مستوى ثقة الطاقم الفني، لم أود تفويت الفرصة والحمد لله لقد حققت ما كنت أصبو إليه ولم أتلق أي هدف في هذه المباراة الحاسمة بعدما لعبت أساسيا، وهو ما زاد من سعادتي وفرحتي بالتأهل. - هذه الثقة هي ثمار موسم مميز مع الاتحاد، أليس كذلك؟ أجل، لن أنسى دور الاتحاد الذي بفضله استعدت هذه المكانة، وهو ما يدفعني إلى شكر أنصار الاتحاد والمسؤولين في الفريق، ناهيك عن أنصار فريقي السابق المولودية، كما أن ثقة الناخب الوطني وثناءه علي جعلاني أدخل التربص بمعنويات مرتفعة. - كيف تعيش هذه اللحظة التاريخية بتأهل هام إلى المونديال البرازيلي؟ أمر رائع، لقد كانت المهمة معقدة بحيث كان علينا تسجيل هدف على الأقل وعدم تلقي أي هدف، وهو ما جعلني أفرح كثيرا بهذا الإنجاز. - ما هو مفتاح نجاح "الخضر" في هذه المباراة؟ هو العمل الكبير والشاق طيلة عشرة أيام، ما سمح لنا بالتحضير جيدا، كما أن روح التضامن بين اللاعبين منذ بداية المباراة إلى صافرة النهاية كان عاملا آخر. - كيف كانت علاقتك ببقية زملائك، خاصة مبولحي بعد إعلامك بأنك الحارس الأساسي؟ لقد تلقيت مساندة كل زملائي بمن في ذلك مبولحي الذي قدم لي بعض النصائح والتوجيهات، كما لا أنسى مساندة صديقي دوخة وسيدريك، وهو ما رفع معنوياتي والتفاهم كان رائعا بيننا وكنا في أجواء عائلية. - هل شعرت بالمسؤولية باعتبار أنك تمثل اللاعب المحلي في مباراة فاصلة؟ أجل، صراحة عندما أبلغني المدرب بأنني الحارس الأول صممت على عدم تفويت الفرصة وتشريف اللاعب المحلي أو المتكون محليا على غرار خوالد، بلكالم، سوداني وسليماني، وهو حافز آخر سمح لي باللعب بكل حرارة وتركيز. - لقد أثنى مدرب الحراس عليك وكشف بأنك أديت دورك في المباراة. أستغل الفرصة لشكر مدرب الحراس بوتي الذي لم يقصر لحظة في تشجيعي، وهو ما جعلني أكسب ثقة في النفس بفضل ثقته في إمكاناتي، ما ساعدني كثيرا في إبعاد الضغط عني. - لمن تهدي التأهل؟ إلى كل العائلة وخاصة إبني حسام، إلى فريقي الاتحاد وإلى كل أنصار فريقي السابق مولودية الجزائر وكل سكان مدينتي ميلة. ------------------ "ميكائييل بوتي" (مدرب الحراس): "زماموش قدم مباراة في المستوى" أثنى مدرب حراس "الخضر" على زماموش وأكد بأنه لم يخطئ بمنحه الثقة، باعتبار أنه ساهم في قرار إشراكه أساسيا، حيث قال: "لقد لعبنا مباراة كبيرة وتمكنا من تحقيق التأهل، وقد راهنا على زماموش الذي قدم مباراة في المستوى والمهم أننا تأهلنا إلى البرازيل الذي يعتبر أمرا رائعا". --------------------- روراوة تلقى رسالة تهنئة منه... حياتو يهنئ الجزائر ببلوغها المونديال ويطلب تشريف إفريقيا في البرازيل هنأ رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم عيسى حياتو الجزائر على بلوغها كأس العالم للمرة الرابعة في تاريخها ومشاركتها في النسخة المقبلة المزمع إقامتها العام المقبل بالبرازيل، وذلك في رسالة تهنئة بعث بها إلى رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة، وقال حياتو أنه سعيد لكل المنتخبات الإفريقية التي تألقت وحققت التأهل بعد الدّور الفاصل ومن بينها الجزائر، متمنيا أن تشرّف القارة السّمراء في بلاد "السّامبا" في الصّائفة المقبلة لتأكيد تطور الكرة الإفريقية على الصّعيد العالمي. هنّأ أيضا الكامرون، كوت ديفوار، غاناونيجيريا ولم تقتصر تهاني رئيس الكونفدرالة الإفريقية لكرة القدم على الجزائر فقط، بل وصلت كل الاتحاديات الإفريقية التي تأهلت منتخباتها رفقة "الخضر" للمشاركة في نهائيات كأس العالم المقبلة، وقد أصّر حياتو على تبليغ كن من اتحادات، نيجيريا، الكامرون، كوت ديفورا وغانا إضافة إلى الجزائر بتهانيه الخالصة لهم على المجهودات والعمل الجبّار الذي قاموا به في سبيل الوصول إلى محطة كأس العالم، خاصة أن الخماسي نفسه الذي كان حاضرا في جنوب إفريقيا تأهل مرة أخرى لتمثيل القارة السّمراء في مونديال البرازيل. طلب وضع إفريقيا في مكانتها الحقيقية بالبرازيل وبالإضافة إلى التهاني الموصولة إلى الدّول الإفريقية الخمسة التي وصلت إلى نهائيات الكأس العالم المقبلة، طلب عيسى حياتو من الجزائر وباقي المنتخبات المتأهلة عن قارة إفريقيا تشريف القارة السّمراء ورفع راية إفريقيا عاليا في سماء البرازيل في الصيف المقبل، لتأكيد المكانة الحقيقية التي تتمتع بها الكرة الإفريقية في كأس العالم والمشاركة الأخيرة ل غانا في 2010 عندما بلغت ربع النّهائي، وكادت تصل بالأفارقة إلى المربع الذّهبي لأول مرة في تاريخيها. حياتو: "هنيئا للجزائر وأطلب منكم تشريف إفريقيا في البرازيل" وكانت رسالة عيسى حياتو مقتضبة، حيث هنأ اللاعبين على الأداء المشّرف الذي قدّموه وطلب أيضا بدء العمل من الآن على وضع الكرة الإفريقية في المكانة التي تستحقها، وقال أيضا: "أهنئكم على هذا التأهل وعلى المستوى المقدّم، أتمنى أن يبدأ العمل من الآن حتى نظهر المكانة الحقيقية للكرة الإفريقية ونبرهن للعالم أجمع مدى تطّور الكرة في إفريقيا ونحصل على المكانة الحقيقية التي نستحقها في النّسخة المقبلة للبرازيل". ---------------- بن زيمة :"أهنئ الجزائر على التأهل وأنا سعيد لها" استغل كريم بن زيمة مهاجم المنتخب الفرنسي فرصة تواجد قناة "بربر تيفي" الأمازيغية في المنطقة المخصصة للتصريحات الإعلامية بملعب فرنسا الدولي أول أمس، من أجل توجيه رسالة خاصة للجزائريين بمناسبة تأهل المنتخب الوطني إلى نهائيات كأس العالم القادمة. إذ خاطب صاحب الأصول الجزائرية الجزائريين، قائلا: "أهنئ الجزائر على التأهل، أنا سعيد لها"، وهي الخرجة التي لا تعد غريبة عن مهاجم "ريال مدريد" الذي أبدى في العديد من خرجاته الإعلامية تمسكه وافتخاره بأصوله الجزائرية.