قاد الجزائريان سفير تايدر وإسحاق بلفوضيل فريقهما "إنتير ميلان" إلى التأهل للدور ثمن النهائي من كأس إيطاليا عقب الفوز المحقق بنتيجة (3/2) على الضيف "تراباني" المنتمي للدرجة الثانية سهرة أول الأربعاء... ولفت الجزائريان الأنظار إليهما في هذه المباراة بفضل الهدفين اللذين سجلاهما، حيث عزز بلفوضيل في الدقيقة (40) تقدم فريقه منذ الدقيقة الرابع بواسطة ڤوارين، قبل أن يضيف تايدر هدفا ثالثا في الدقيقة (44) من ركلة جزاء ساهم في الحصول عليها عقب عرقل ڤوارين داخل منطقة العمليات بعد عمل ثنائي بينهما. هذا، وقد أثنت الصحافة الإيطالية على مردود الثنائي الجزائري في هذه المباراة، رغم التراجع الرهيب لزملائهما في المرحلة الثانية التي سجل فيها المنافس ثنائية كاد على إثرها أن يقلب الموازين لصالحه. هذا وسيواجه الإنتير في الدور المقبل نادي أودينيزي. إقحامه أساسيا أعطاه دفعا كبيرا فتألق وبعدما كان قد حصل على فرصته بديلا لبضع دقائق (دخل في الدقائق الخمس الأخيرة) في المباراة التي تعثّر خلالها ناديه على أرضه أمام "سامبدوريا" الأحد الماضي، حصل الدولي الجزائري إسحاق بلفوضيل هذه المرة على فرصته كاملة، بعدما أقحمه المدرب والتر ماتزاري هو وكافة بدلاء الإنتير في التشكيلة الأساسية، وهو ما أعطى دفعا كبيرا لبلفوضيل الذي تألق وأدى واحدة من أفضل مبارياته مع الإنتير منذ قدومه، ناهيك عن أنه وقّع على أوّل أهدافه بألوان "النيراتزوري" وبطريقة جميلة بعدما تلقى توزيعة من الجهة اليسرى من زميله بيريرا ودون أن يوقف الكرة باغت الحارس وسجل هدفه الأول له والثاني لفريقه في اللقاء. مثل هذه الفرص التي ستجعله يفرض نفسه في "الإنتير" وكان بلفوضيل في أمسّ الحاجة إلى مثل هذه الفرص من حين لآخر كي يكسب ثقته في النفس، لأن الدفع به في كل مرة بديلا جعله يجد صعوبات في فرض نفسه، على غرار المباراة الأخيرة التي تعثر فيها ناديه في البطولة أمام سامبدوريا حيث أقحمه ماتزاري في منصب ليس منصبه بعدما أجبر على اللعب خلف رأس الحربة "بالاسيو"، ناهيك عن أن الوقت الذي أقحمه فيه قصير جدا ولم يتعد خمس دقائق، وهي الفترة التي سجّل فيها الفريق الضيف هدف التعادل بطريقة مباغتة، وهو ما صعب مأمورية بلفوضيل لإظهار قدراته الهجومية بعد تراجع المنافس وتكتله في الخلف للحفاظ على النتيجة، لكن الفرصة التي منحت له سهرة أوّل أمس، كانت مواتية له كي يفرض نفسه أمام منافس ليس من العيار الثقيل وفي مباراة من تسعين دقيقة، وفي مثل هذه المباريات يتمكن الدولي الجزائري من اكتساب الثقة في النفس وفرض نفسه مع "الإنتير". تضامن واسع بينه وبين تايدر ظهر لدى تسجيلهما هذا، ومثلما يحدث بينهما في المنتخب الوطني، وقفنا خلال اللقاء على ذلك التضامن الواسع الموجود بين بلفوضيل وتايدر، بدليل أن تايدر غالبا ما يمدّه بالكرات في العمق أو على الأطراف، ناهيك عن أن فرحة كل واحد منهما بالهدف الذي سجله الآخر كانت كبيرة جدّا، سواء بالنسبة لتايدر الذي توجه مباشرة صوب بلفوضيل كي يقاسمه فرحته بهدفه الأول مع الإنتير في مباراة رسمية، أو بالنسبة لهذا الأخير عندما توجه صوب تايدر ما إن نجح في تسجيل ركلة الجزاء قبيل نهاية المرحلة الأولى. بلفوضيل فرح كثيرا من شدّة الضغط وسجد مباشرة بعد تسجيله شكرا لله وبما أنه الهدف الأول له بقميص "الإنتير" في مباراة رسمية، فقد كانت فرحة بلفوضيل عارمة بعد الهدف الذي وقعه في مرمى "تراباني"، وهو ما يفسّر الضغط الشديد الذي عاشه اللاعب منذ التحاقه بسبب الانتقادات التي كانت توجه له في كل مرة من طرف الإعلام الإيطالي الذي ظل في كل مرة يؤكّد أنه ليس بالمهاجم الذي سيكون بوسعه تعويض الأرجنتيني ميليتو المصاب، وتعبيرا منه عن فرحته لما سجد على الأرض شكرا لله في لقطة تعبّر عن نفسها من لاعب متخلق ومتديّن. ... ورغم ذلك الصحافة الإيطالية لا زالت تؤكد قربه من الخروج في جانفي ورغم أن الإعلام الإيطالي أشاد بتألق الدولي الجزائري بلفوضيل في هذه المباراة، وبالطريقة التي سجّل بها هدفه الأول بألوان "النيراتزوري"، إلا أنها لم تستبعد رحيله خلال فترة التحويلات الشتوية، حيث تحدثت مختلف الصحف والمواقع الرياضية عن إمكانية مغادرته في جانفي المقبل إما على شكل إعارة لناد إيطالي من الأندية التي تريده في صفوفها أو إقحامه في صفقة جلب هدفا تورينو "تشيرتشي"، مؤكدة أن إدارة مالك الإنتير الجديد توهير تبحث عن تدعيم صفوف فريقها بأسماء لامعة كبيرة يكون بوسعها إعطاء الإضافة للعب من أجل اللقب. بلفوضيل: "أنا سعيد بأول أهدافي وأهديه لعائلتي" وأبدى بلفوضيل تفاؤلا عريضا في التصريحات التي أدلى بها لوسائل الإعلام الإيطالية عقب مشاركته أساسيا وتمكنه من تسجيل أول أهدافه مع الإنتير، وقال: "عليّ أن أواصل العمل بجدية. تألقي في المباراة كان بفضل زملائي، لقد طلبت الكرة في لقطة الهدف ووصلتني من زميلي بيريرا. أعترف أن لياقتي ليست على ما يرام، لكني سعيد بتألقي هذا وبأول أهدافي مع فريقي، وهو الهدف الذي أهديه لعائلتي". "سأستغل كل الفرص التي تتاح لي" وتمنى بلفوضيل أن يحصل على مثل هذه الفرص مستقبلا حتى يتمكن من فرض نفسه في الإنتير وتقديم أفضل ما لديه وصرح لقناة "إنتير شانال": "عندما أندمج مع طريقة لعب الفريق سيكون من السهل عليّ مساعدته، لذلك عليّ أن أستغل مثل هذه الفرص حتى يتسنى لي ذلك، كما عليّ مواصلة العمل بجدية كي أنال فرص أخرى وأقدم ما هو منتظرا مني". "مستقبلي؟ الإدارة ستردّ والكلمة الأخيرة تعود إليّ" كما تحدث اللاعب الجزائري إلى قناة "راي سبورت" عن مستقبله الكروي بعد الأخبار التي نشرتها الصحافة حول اقترابه من الخروج وردّ على سؤال القناة: "مستقبلي؟ لا أدري الإدارة هي التي ستقرر، أنا أحاول دوما أن أعطي ما لدي عند دخولي سواء كبديل أو كأساسي، وفي جانفي المقبل ستقرر الإدارة وترد على ما يقال، والكلمة الأخيرة حينها بخصوص مستقبلي ستعود إليّ بعد أن أتحدث مع المسؤولين ووكيلي".