بسط الإسباني رفائيل نادال والامريكية سيرينا وليامز سيطرتهما على منافسات التنس هذا الموسم الذي شهد فوز لاعب بريطاني بلقب ويمبلدون وافول نجم السويسري روجيه فيدرر اضافة لظهور قضايا منشطات بشكل اثار الجدل. وفاز الاثنان معا بنصف القاب الفردي في البطولات الاربع الكبرى وحصدا 21 لقبا فيما بينهما وحققا أكثر من 150 انتصارا و25 مليون دولار من الجوائز المالية. ولا يعد هذا بالأمر السيء لسيرينا ونادال بعد تعافيهما من اصابتين، ومع معاناته مرة أخرى من الام ركبته في جوان 2012 عاد نادال بقوة في فيفري 2013 في الشيلي. وأحرز نادال عشرة القاب من بينها لقبا فرنساوامريكا المفتوحتين واستعاد صدارة التصنيف العالمي للمرة الأولى خلال ما يزيد على عامين. وهيمن نادال مرة أخرى على البطولات في الملاعب الرملية ليفوز برولان جاروس للمرة الثامنة بعدما تغلب على مواطنه ديفيد فيرير في النهائي لكنه تألق على الملاعب الصلبة والتي كانت تمثل نقطة ضعفه. وبعد فوزه على الصربي نوفاك ديوكوفيتش في طريقه للحصول على لقب تورونتو انتصر نادال مرة أخرى في سينسناتي قبل ان يبهر الجميع في امريكا المفتوحة. وحقق نادال 75 انتصارا ووصل الى النهائي 14 مرة في 17 بطولة شارك فيها لكن التعثر الوحيد جاء في ويمبلدون بعدما خسر في الدور الأول امام البلجيكي ستيف دارسيس. وجاءت هزيمة نادال في الأسبوع الأول من ويمبلدون والذي شهد ايضا خروج السويسري روجيه فيدرر الفائز باللقب سبع مرات امام الاوكراني المغمور سيرجي ستاخوفسكي كما انسحب العديد من الكبار بسبب الاصابة بعدما القوا باللوم على حالة أرضية الملعب. لكن البريطاني اندي موراي نجح في تقديم لقب فردي الرجال في ويمبلدون لجماهير بلاده بعد غياب لمدة 77 عاما. وكان موراي انخرط في البكاء بعد هزيمته امام فيدرر في نهائي 2012 لكنه شق طريقه هذا العام نحو اللقب بعدما سحق ديوكوفيتش بثلاث مجموعات متتالية في النهائي. وقدم ديوكوفيتش اداء جيدا هذا العام بعدما استهل 2013 بالفوز باستراليا المفتوحة للمرة الثالثة على التوالي كما انهى الموسم بمسيرة شهدت 24 انتصارا متتاليا من بينها الفوز على نادال في نهائي البطولة الختامية في لندن. وكان هذا أبلغ رد من ديوكوفيتش على نادال الذي انتزع صدارة التصنيف العالمي من منافسه الصربي في أكتوبر الماضي. وقال ديوكوفيتش مشيرا لمنافسته مع نادال والتي تبدو انها ستستمر في 2014 وما بعدها: "يجعل أحدنا الاخر أفضل في اللعب. يجعل أحدنا الاخر يعمل بقوة في المباريات وخاصة عند مواجهة بعضنا البعض. هذا تحد هائل دائما." ومع خضوع موراي لجراحة في الظهر وتراجع فيدرر الى المركز السادس في التصنيف العالمي بعد حصوله على لقب وحيد في 2013 يبدو ان موازين القوى ستتغير مع وجود فرصة للارجنتيني خوان مارتن ديل بوترو والتشيكي توماس برديتش في البطولات الكبرى في الموسم القادم. وبالنسبة للمواهب الصاعدة يملك البولندي يرزي يانوفيتش والبلغاري جريجور ديميتروف والكندي ميلوش راونيتش فرصة للتقدم في 2014 ايضا. لكن يبدو ان منافسات السيدات تفتقر لهذا التكافؤ في الصراع مع سيطرة واضحة للمخضرمة سيرينا. ورغم انها تجاوزت الثلاثين الا ان سيرينا أنهت العام متفوقة بفارق كبير للغاية عن أقرب منافساتها وسيكون من الصعب ايقاف تقدمها نحو معادلة الرقم القياسي في منافسات الفردي في البطولات الكبرى وقدره 22 لقبا والمسجل باسم الالمانية شتيفي جراف خلال العامين القادمين اذا ظلت محتفظة بلياقتها. وأحرزت سيرينا 11 لقبا وحققت 78 انتصارا مقابل اربع هزائم فقط وحصلت على رقم قياسي من الجوائز المالية بلغ 12 مليون دولار. وبعد الفوز بفرنساوامريكا المفتوحتين رفعت سيرينا رصيدها الى 17 لقبا في البطولات الاربع الكبرى بفارق لقب واحد وراء كريس ايفرت ومارتينا نافراتيلوفا. ورغم كل هذا لا تزال سيرينا ترغب في المزيد وهي اخبار سيئة بالنسبة للمنافسات مثل فيكتوريا ازارينكا بطلة استراليا المفتوحة والصينية لي نا والروسية ماريا شارابوفا. وقالت سيرينا: "لا تزال هناك بعض الجوانب التي أرغب في تحسينها في العام القادم وانا اتطلع الى تحقيق ذلك." واضافت: "بالطبع هناك الكثير من الأمور التي يمكنني اضافتها الى اسلوب ادائي والعديد من الاشياء. بشكل عام اتذكر الانتصارات لكن أريد ايضا التعلم من اخطائي حتى لا أكررها." وخسرت سيرينا في الدور الرابع لويمبلدون امام الالمانية سابينه ليسيتسكي التي وصلت الى النهائي قبل هزيمتها امام الفرنسية ماريون بارتولي. وبعد اسابيع قليلة من فوزها بلقبها الوحيد في البطولات الاربع الكبرى اعتزلت بارتولي اللعب. وفي منافسات الفرق احتفظ جمهورية التشيك بلقب كأس ديفيز لفرق الرجال بعد تغلبها على صربيا في بلغراد بينما فازت ايطاليا بكأس الاتحاد للسيدات. ومع تشديد الاتحاد الدولي رقابته على المنشطات عوقب الكرواتي مارين شيليتش بالايقاف لتسعة أشهر بعد العثور على اثار لمادة محظورة في عينته كما واجه الصربي فيكتور ترويتشكي ايقافا لمدة 12 شهرا بسبب عدم تقديم عينة دم في بطولة مونت كارلو للاساتذة.