كثر الحديث في الفترة الأخيرة عن وضعية الدولي الجزائري مراد مغني المحترف ضمن صفوف “لازيو” الإيطالي الذي يعيش وضعية صعبة جعلته يتجه نحو قضاء موسم أبيض، وهو ما لا يخدم مصلحة المنتخب الوطني الذي يبقى في حاجة ماسة إلى خدمات فنان من طراز مغني. فرغم الكلام الكثير الذي قيل عن أسباب تهميشه من طرف مدرّبه “إيدي ريجا” وتنقله إلى قطر للتفاوض مع إدارة نادي الجيش القطري، إلا أن مصادرنا الخاصة والمقرّبة من اللاعب كشفت أنّ مغني لا يفكّر تماما في خوض تجربة احترافية خارج القارة العجوز وبالضبط في قطر وإنما يحضّر في سرّية وبعيدا عن أعين وسائل الإعلام للعودة بقوّة الموسم القادم من بوابة أحد الأندية الأوروبية في ظل العروض التي وصلته مؤخرا بعد تأكد الجميع من استحالة بقائه في “لازيو” لموسم آخر. علاقاته ب”تاري” متوترة ولهذا السبب لا يلعب إذا كانت العديد من المصادر ربطت سبب ابتعاد مراد مغني عن قائمة 18 في العديد من المرّات بتوتر علاقته بالمدرّب “ريجا” أو عدم اقتناع هذا الأخير بمستوى الدولي الجزائري، فإنّ مصادرنا كشفت أنّ هذا الكلام ليس صحيحا ما دام أنّ التقني الإيطالي لا زال لم يتابع مغني في مباراة رسمية منذ تعيينه على رأس العارضة الفنّية للنادي “الأزرق السماوي” منتصف الموسم الماضي، وإنما تهميش “زيزو الصغير” يعود إلى تدهور علاقته بالمدير الرياضي للنادي وهو الألباني “ايجلي تاري” الذي لا يحمل الجزائري في قلبه منذ أن كان لاعبا معه في صفوف “بولونيا” حيث كان مغني المموّل الرئيسي ل “تاري” بالكرات الحاسمة الذي كانت وراء شهرته وتسجيله العديد من الأهداف في ذلك الوقت مع “بولونيا”، قبل أن يدور الزمن وينقلب “تاري” على مغني عندما أصبح مديرا فنيّا ل”لازيو”. يذكر أن “تاري” لعب ل”بولونيا” 55 مباراة ما بين 2003 - 2005 وسجّل 11 هدفا. كان وراء تضييع صفقة انتقاله إلى “كافالا” وذهبت مصادرنا أبعد من ذلك لمّا ذكرت أنّ السبب الجوهري الذي جعل صفقة انتقال مراد مغني إلى نادي “كافالا” اليوناني في “الميركاتو” الشتوي تفشل هو المدير الرياضي، فحتى إن لم تكشف المصادر عن ما قام به “تاري” حتى لا ينتقل مغني إلى اليونان إلاّ أنّ قصّة عبدون تبقى بعيدة عن الواقع ولا يعقل أن تغيّر إدارة “كافالا” رأيها بشأن لاعب صنع مجد الكرة الفرنسية في الفئات الشبانية ولعب في أكبر نوادي إيطاليا، بمجرّد نصيحة من لاعب عادي (عبدون) وحديث العهد في اليونان. فحقد “تاري” فوّت على مغني بعث مشواره الكروي من جديد من بوابة بلاد “الإغريق” وجعله يواصل الموسم مرغما مع نادي “لازيو” الذي لم يشارك معه في أيّ دقيقة منذ ديسمبر 2009 حين تلقى إصابة في ركبته أمام إنتير ميلان. يفكّر بجدّية في اشتراء عقده بنفسه وفي ظلّ صعوبة توصل الأندية الراغبة في التعاقد معه إلى اتفاق بشأن قيمة تحويله الصيف القادم، فإن مراد مغني يفكّر جديا في اشتراء عقده بنفسه بما أنّه لا زال ساري المفعول إلى غاية جوان 2012، ومن غير المستبعد أن يشرع في التفاوض مع إدارة الرئيس “لوتيتو” في الأيام القادمة بعد أن سئم خلو قوائم مباريات ناديه من اسمه في كل مرّة لأسباب غير مقنعة وبعيدة عن الجانب الرياضي، وبالتالي سيكون حرّا من أي التزام وبإمكانها حينها التفاوض مع أيّ نادي يريده من موقع قوة وليس ضعف كما حصل في فترة الشتوية السابقة، ليبقى الإشكال الوحيد في قيمة المبلغ الذي ستطالبه إدارة “البيانكوشيلستي” مقابل إخلاء سبيل الدولي الجزائري الذي يعوّل على العودة إلى الواجهة بداية من الموسم المقبل. بقاؤه ممكن جدا في إيطاليا وقطر خارج اهتماماته حاليا ولا شك أنّ التساؤل الذي يطرح نفسه بإلحاح في هذا المقام هو: أين ستكون وجهة مراد مغني الموسم المقبل في حال غادر “لازيو”؟ فقد كشفت المصادر نفسها أنّ مغني حتى وإن كان يفكّر في الوقت الحالي في المشاركة ولو لبضع دقائق مع فريقه قبل ثلاث جولات عن إسدال الستار على “الكالتشو” بموازاة مع تفكيره في اشتراء عقده من الإدارة، إلاّ أنّه يملك بعض العروض من إيطاليا حيث من الممكن أن يوقّع الموسم القادم مع أحد أندية “السيريا أ” في ظلّ السمعة الطيّبة التي يتمتع بها في بلاد “الأزوري”، ليبقى الأكيد أنّ الوجهة القطرية غير مطروحة إطلاقا في مفطرة مغني في الوقت الراهن، فالذين يعرفون اللاعب جيّدا يدركون أنّ مغني يضع الرهان الرياضي في المقام الأوّل على أن يأتي بعدها الجانب المادي مادام أنّه في حاجة ماسة إلى العودة إلى المنافسة. مغني: “الانضمام إلى المولودية أفضل من اللعب في قطر!” ولعلّ ما يؤكّد أكثر عدم نيّة مراد مغني في اللعب بقطر مثلما روّجت له العديد من المصادر، هو تصريحه لمقرّبيه، قائلا: “لو كنت أودّ اللعب في قطر، لاخترت الإمضاء في بلدي في مولودية الجزائر”، وهذا في إشارة منه إلى عدم تحمّسه للانتقال إلى قطر في الوقت الراهن وهو الذي لا زال قادرا على مواصلة مسيرته الكروية في أوروبا دون مشكل إذا نظرنا إلى سنه الذي لا يتجاوز 26 ربيعا فقط. فإذا لم تكن الوجهة القادمة ل مغني أحد الفرق الإيطالية مثلما ذكرته مصادرنا، فإنّه قد يلعب في إحدى البطولات الأوروبية الأخرى في صورة البطولة اليونانية، والأكيد هو أنّ مغني يريد في الوقت الراهن معرفة مصيره مع ناديه الحالي قبل المرور إلى الخطوة المقبلة وهي إنهاء تعاقده مع “لازيو” قبل التفكير في مستقبله الكروي.