أصدرت محكمة بولاية كولورادو الأمريكية حكما بالسجن 28 عاما ضد عراقي كان قد ساعد القوات الأمريكية في العراق لدرجة أن سلمهم أباه. وكان الشاب العراقي جاسم محمد رمضان 23 سنة، قد صدر بالولاياتالمتحدةالأمريكية كتاب يتحدث بشأنه بعنوان "أصغر جاسوس في العالم" حيث كان جاسم في سن ال 13 آنذاك، وكشف الكتاب أن الصبي كان من بين من ساعدوا بالوصول إلى الرئيس العراقي الراحل صدام حسين واعتقاله. ويواجه رمضان السجن لمدة 28 عاما، لقيامه منذ عامين باغتصاب أميركية في أوائل الخمسينيات، حيث استدرج المرأة بولاية كولورادو إلى فخ الاغتصاب. وقد أطلق مؤلف الكتاب عليه ذلك اللقب لأنه ساعد الجيش الأميركي في العراق على اعتقال كثيرين من عناصر المقاومة العراقية ومن بينهم والده الذي كان نقيباً في الجيش العراقي، والذي أعطاه في إحدى المرات كلاشنكوف ليطلق رصاصه على من يصادفهم من الجنود الأميركيين، لكنه بدلاً من ذلك ذهب إلى عريف بالجيش الأميركي اسمه روبرت إيفانز، وطلب منه أن يعتقل أباه، قائلاً إن والدته نفسها هي من نصحته بذلك. وبحسب العريف أول بالجيش الأمريكي دانيال هندركس في كتابه "وعد جندي" الصادر عام 2009م، فإن جاسم زود الأميركيين بمعلومات عن خلايا المقاومة، فاعتقلوا 40 من المقاومين "لذلك ذاع صيته بينهم وانتشرت أخباره بين العراقيين". ويروي هندركس أول من درب الصبي على التجسس، أن جاسم كان في إحدى المرات حلقة اتصال بين ضابط اتصال وقريب لصدام دلّ الأميركيين على مخبئه في الحفرة التي اعتقلوه فيها. وأضاف أنه كشف للأميركيين في إحدى المرات عن مخبأ سري بضاحية الحصيبة في مدينة القائم على الحدود مع سوريا، فاقتحموه واعتقلوا والده متزعماً لخلية مقاومة، وزجوا به وراء القضبان، فيما اقتادوا جاسم ليصبح في عهدتهم. وحين غادرت الفرقة المدرعة الأولى بالجيش الأميركي العراق في 2004 وعادت إلى قاعدة "فورت كارسون" بكولورادو، روى قادتها لمسؤولي القاعدة عن "المتعاون الأصغر" أو "ستيف" - كما كانوا يسمونه - ناقلين عنه أن والده كان يضربه كثيراً في البيت وبوحشية، وكان يضرب والدته وإخوته الخمسة أيضاً، لذلك حقد عليه وراح يبحث عن فرصة لينتقم، فلم يجد أفضل من التعاون مع الجيش الأميركي. وتولى السيرجنت هندركس أمره، واستخدمه في أعمال تجسس تناسب عمره، وبسببه تم إحباط "الكثير من العمليات الإرهابية"، حتى اكتشف المقاومون أمره، فقام بعضهم في ليلة ممطرة في أوائل 2003 واقتحموا بيت عائلته في الحصيبة، ولم يعثروا فيه إلا على والدته، فذبحوها وقطعوا رأسها بساطور، ورموه عند زاوية البيت بين النفايات، لتسترها على خيانة أصغر أبنائها. ثم تمكن الجيش الأميركي من إيجاد صيغة قانونية نقل بعدها "أصغر جاسوس في العالم" إلى الولاياتالمتحدة ليقيم فيها، وهناك منحوه الجنسية، إلا أن جاسم ضاع على ما يبدو في متاهات حياة ليس معتاداً عليها.