عرفت العاصمة اليونانية أثينا ليلة أول أمس احتفالا كبيرا هي عادة مسك ختام بطولة كرة القدم المحلية، إذ أقيم “اليوبيل“ السنوي المسمى ب”نوفا سوبر ليغ 2011”، الخاص بأفضل رياضيي العام في المسابقة التي انتهت بتتويج “أولمبياكوس بيراوس” بطلا لها، وقد عرف الحفل هذه المرة حضورا جزائريا متميزا ومشرّفا، لأن الدوليين رفيق جبور وجمال عبدون خُصا بعدة تكريمات تظهر جليا حجم النجومية التي باتا يحظيان بها في بطولة ليست هينة، وأضحت قبلة لكبار اللاعبين من مختلف الجنسيات في السنوات الأخيرة. جبور يكتسح ويعتلي عرش جمالية الأهداف بنسبة 69 % حضور جبور وعبدون حفل جوائز “أم. في. بي” كما تسمى كان بصفتهما مرشحين من قبل لجائزتين الأولى أجمل هدف خلال الموسم المنقضي 2010-2011، والثانية كانت أكبر بما أن عبدون مرشح إلى جانب 4 لاعبين لنيل لقب أفضل لاعب، وقد كان فاتحة منافسة الجزائريين رائعة لأن جبور نجم “أولمبياكوس“ اكتسح الصراع على جائزة أجمل هدف، بعد اختيار هدفه المسجل في مرمى “آيك أثينا“ قبل 3 جولات من نهاية الموسم أجمل هدف بنسبة 69.48 %. يذكر أن هذا التصنيف ضم الفرنسي “جبريل سيسي“ الذي حل رابعا بنسبة لا تتعدى 2 %. إجماع على استحقاقه التكريم تسلم جبور جائزته من يدي “بانوس بابادوبولوس“ رئيس المؤسسة الراعية للبطولة اليونانية والحفل، وكانت أول عبارة نطق بها عقب تسليمه الجائزة هي: “سجلت هذا الموسم أهداف جميلة وعديدة، وقد رُجّح هدف جبور من طرف الجماهير التي صوتت بقوة عليه”. وقد أكدت التقارير الإعلامية التي نقلت فعاليات الحفل عبر المواقع الرياضية اليونانية، أن مهاجم “الخضر“ استحق ما ناله، لأنه لاعب استثنائي بالفعل يبدع في هز شباك الكبار بالأخص في اليونان. جبور وسرّ التسجيل على الكبار بروعة بعد منحه جائزة أفضل هدف في الموسم اليوناني، كان ل جبور كلمة توجه بها للحضور، إذ سأله مقدمو الأمسية وكذا الخبراء الحاضرون عن سرّ تفوقه وتهديفه أمام الأندية الكبيرة تحديدا في اليونان، ففضلا عن الهدف “المارادوني“ الذي أمضاه في مرمى ناديه السابق “آيك أثينا“، الذي يصنف في اليونان ثالث أحسن الفرق على الإطلاق، فقد سجل جبور قبل ذلك أمام “باناثينايكوس“ الغريم التاريخي لناديه “أولمبياكوس“، علما أن هدف الدولي الجزائري يومها وصف بالحاسم لأن فريقه ضمن تقريبا لقب البطولة. جبور: “الهدف يزداد جمالا أمام الأندية الكبيرة” وقد وافق جبور المتسائلين لما أكد أن التهديف في مرمى الكبار يعد في حد ذاته انتصارا له ولفريقه، وإذا تم ذلك بجمالية فالحدث يكون مميزا ومثيرا، وقد صرح قائلا أمام المشاهير الموجودين والإعلاميين: “كلما كان الهدف أمام ناد كبير يزداد جمالا وأهميته تكبر معه، من جانبي أحب فعل ذلك وتستهويني كثيرا فكرة التسجيل أمام فرق تنافسنا على اللقب خلال اللقاءات المهمة”. “لاعبون آخرون يشعرون بالخوف، ما أنا فأعشق التسجيل في الداربيات” الحديث عن تسجيل الأهداف أمام الأندية الكبيرة، يعادل منطقيا لاعبا لا يهاب المواجهة ولا يخشى الضغط، الأمر الذي ينطبق على جبور الذي أكد أنه يهوى الأجواء الكبيرة على غرار “داربيات” العاصمة اليونانية بين ناديه “أولمبياكوس“ والغريمين “آيك“ و“باناثينايكوس“، علما أن جبور أفلح في التسجيل خلالهما، وقد صرح الدولي الجزائري بهذا الخصوص قائلا: “بالنسبة لبعض اللاعبين، المواجهات الكبيرة تشعرهم ببعض الخوف والاضطراب، أما أنا فأهوى ذلك وأحبذ التسجيل في الداربيات فخلالها يكون الحضور الجماهيري استثنائيا“. “أعيدها مجددا، باق في أولمبياكوس ولن أرحل لا إلى الخليج ولا إلى تركيا” بعيدا عن أجواء الاحتفال، سئل جبور من طرف الإعلاميين الحاضرين عن العروض التي قيل إنها وصلته من تركيا والبلاد العربية (الإمارات)، فكان رد المهاجم الجزائري مطابقا لما قاله من قبل لما صرح: “سأستمر مع أولمبياكوس، رغم أنني سأجتمع في الأيام القادمة مع الرئيس ماريناكيس، إلا أنني أؤكد لكم بقائي ولن أرحل إلى أي مكان ذكرتموه، فأنا مرتاح جدا مع أولمبيا ولا شيء ينقصني“. جبور مع عبدون في تشكيلة الموسم إلى جانب تتويج جبور منفردا بجائزة أفضل هدف في الموسم، سجل مهاجم “الخضر” وجوده إلى جانب مواطنه جمال عبدان في تصنيف آخر هو قائمة 18 الخاصة بالموسم اليوناني، إذ وقع جبور اسمه ضمن أفضل 4 مهاجمين في البطولة اليونانية للموسم 2010-2011، في حين كان عبدون المتألق بشكل كبير في أول أعوامه باليونان، ضمن أحسن رباعي وسط ميدان هجومي على الإطلاق خلال الموسم نفسه. عبدون ثاني أفضل لاعب في اليونان مفاجأة كبرى صنعها جمال عبدون مع نادي “كافالا“ في احتفال كرة القدم اليونانية، إثر تصنيفه ثاني أفضل لاعب في مسابقة “سوبر ليغ” خلال الموسم المنقضي في اليونان، فالوافد مطلع الموسم وبعد مشاكل عديدة حدثت له مع فريقه السابق “أف. سي. نانت“، لمع بشكل لافت للانتباه رغم أنه لم يتحصل على فرصة مع المنتخب الوطني، وحل مباشرة وراء الأرجنتيني الشهير والمخضرم “أرييل إيباغازا“ نجم نجوم “أولمبياكوس بيراوس“، وقد تحصل عبدون على نسبة 35.73 % مقابل 61.97 % للمتألق مع ناديه السابق “أتليتيكو مدريد“. عبدون: “المركز الثاني ليس مشكلا وألعب براحة في أي منصب” وقد أدلى عبدون على هامش الاحتفالية بتصريحات مقتضبة عن اختياره ضمن تشكيلة الموسم الكروي، فعقب تأكيده سعادته للحلول ثانيا في تصنيف أفضل اللاعبين في الموسم الجاري، لأن اللقب كان منذ البداية بعيدا نسبيا بما أن المنافسين يلعبون لأندية عملاقة، أكد الدولي الجزائري أن وجوده في التشكيلة المثالية إنجاز في حد ذاته، وعن منصبه فيها قال أمام الحضور: “لا مشكلة عندي، فأي منصب في وسط الميدان يلائمني وسألعب فيها براحة“. الاحتفالية أصبحت مناشدة ل عبدون للالتحاق ب “أولمبياكوس“ رغم أن احتفالية كرة القدم اليونانية كانت بغرض تكريم المتألقين في الموسم المنقضي، إلا أن نهايتها تحولت إلى سوق انتقالات بطله الأول كان النجم جمال عبدون، فوسط ميدان “كافالا“ صاحب أكبر عدد من التمريرات الحاسمة هذا الموسم في “سوبر ليغ”، تلقى عروضا بالجملة للالتحاق بابن بلده جبور في “أولمبياكوس“، علما أن بطل اليونان كان ولازال ضمن طليعة الراغبين في التعاقد مع عبدون. جبور سُئل عن رأيه في الموضوع فأشار لمدربه سيناريو العروض العديدة التي وصلت عبدون بخصوص تحديد وجهته القادمة، وهو الذي بات واحدا من أكثر اللاعبين المطلوبين في “سوبر ليغ” - إن لم نقل أكثرهم–، بدأ لما سُئل جبور عن رأيه في إمكانية وجود جزائري إلى جانبه في تعداد “أولمبيا” الموسم المقبل والأمر يتعلق ب عبدون، فما كان من جبور إلا توجيه الصحفيين صوب مدربه “أرنيستو فالفيردي، الذي أشاد بالجزائري المهاري. فالفيردي: “عبدون بإمكانه اللعب مع أي فريق، في مقدمتهم أولمبياكوس” إشادة “فالفيردي“ ب عبدون ليست جديدة، فالمشرف سابقا على العارضة الفنية لنادي “مالاقا“ الإسباني أعاد الكرّة وأثنى على مؤهلات نجم “سوبر ليغ”، الذي يتاح له بالتأكيد التفكير في خوض تجربة أكبر من ناديه الحالي كافالا، وقد أضاف “فالفيردي“ عقب ما قام به جبور: “عبدون لاعب رائع يمتلك مقومات تتيح له إمكانية اللعب في أي فريق، بما في ذلك أولمبياكوس”، وقد قرئت تصريحات فالفيردي أنها إشارات واضحة لإمكانية التعاقد مع عبدون وخطفه من مترصديه الأتراك. عبدون تبادل الحديث مع “ميراليس“وأكد قربه من لاعبي “أولمبياكوس“ إذا كان عبدون قد وجد الرفقة في مواطنه جبور بالدرجة الأولى في احتفالية الموسم اليوناني، إلى جانب الفرنسي “جبريل سيسي“ الذي تجمعه به صداقة قديمة، لوحظ عبدون ملازما البلجيكي “كيفن ميراليس“ النجم القوي في تعداد “أولمبياكوس“، فإن كان قرب سن اللاعبين وإجادتهما اللغة الفرنسية هو السبب الرئيسي لهذا التعارف، علما أن “ميراليس“ كان أيضا لاعبا في البطولة الفرنسية، أكد الإعلام اليوناني أن الأمر إشارة إضافية إلى وجود عوامل عديدة تقرّب عبدون من “أولمبياكوس“ دون باقي الفرق اللاهثة خلفه. ميراليس (نجم أولمبياكوس): “أريد أن ينضم إلينا عبدون” وقد تبادل عبدون الإشادة والثناء مع “ميراليس“ الذي تمنى لو يلعب عبدون على جانبه الموسم المقبل، مؤكدا أنه لاعب كبير بإمكانه تقديم الإضافة ل”الحُمر” خاصة أن الموسم المقبل سيشهد مشاركة من العيار الثقيل ينافس خلالها “أولمبيا“ في رابطة الأبطال الأوروبية، وقد جاء على لسان الدولي البلجيكي قوله: “حقيقة، أريد أن يلعب عبدون إلى جانبي في أولمبياكوس، إنه لاعب رائع وكبير سيفيد الفريق دون شك إذا تقرر استقدامه“. الجزائريان يحظيان بشعبية جارفة فاجأت الجميع لا يمكن وصف ما حدث في احتفالية كرة القدم اليونانية أول أمس، سوى بالتاريخية بالنسبة للمحترفين الجزائريين في بلاد الإغريق، فقد أكد الإعلام اليوناني يومها أن الجنسية الأبرز خلال تلك الليلة بعد اليونانية طبعا كانت الجزائرية دون منازع، لكن أكثر ما أثار الاستغراب هو النسبة العالية من التصويت التي تحصل عليها جبور وعبدون كل في التصنيف الذي نافس عليه، إذ أن العملية تمت عبر الرسائل القصيرة “أس. أم. أس” من داخل اليونان، ما يؤكد أن شعبية جبور وعبدون باتت جارفة في بلاد الفلاسفة القدامى.