واحد من أصعب المواقف التي ربما كثيرون منا مر عليها في حياته أن يقول أو يكتب "لا " في موقف أو مواقف متنوعة، سواء أكنت أنت المتكلم في موقف ما أو كنت مستمعاً كإجابة على أمر يخصك.. فكم شابا تقدم لخطبة فتاة أعجبته أو أحبها فكانت إجابة أهلها "لا " القاسية على القلب، فعاش بعدها أياماً وليالي في حزن شديد.. وبالمثل كم فتاة عاشت الأمر نفسه بسبب "لا " أهلها أو أهل شاب أحبته.. وكم حزن موظف بسبب "لا" مسؤوله، كردٍ على طلب بالترقية أو علاوة أو إجازة، وكم شابا حزن وتألم لأن والده رفض طلبه الخروج مع رفاقه إلى رحلة أو سفر، والأمثلة أكثر من أن تُحصى.. وقائع الرفض في حياتنا كثيرة ومتنوعة ومتكررة أيضاً. الرفض قد يكون مع النفس أو الأهل والبيت أو الزملاء والأصدقاء، مروراً بالمجتمع حتى يصل الأمر إلى الحكومة والدولة.. وهذا أمر طبيعي في حياة البشر بشكل عام، وهذا ما يستدعي التعرف على كيفية التعامل معه أو قبوله وبالتالي التعايش معه. لا يجب أن نتذمر ونعيش في دوامة من الصراع والتوتر بسبب مواقف الرفض التي تقع لنا في مسلسل الحياة اليومي، بل بدلاً من ذلك يجب أن نعتبر أنها مواقف طبيعية، فاليوم إن تم رفضك أو رفض حاجة أو طلب لك، فاعلم أنك أنت نفسك تقوم بذلك مع آخرين في مواقف حياتية أخرى قد لا تشعر بها، لأنك لست بصاحب الحاجة المرفوضة. أنت قد ترفض طلباً لزوجتك أو أختك أو أخيك أو ولدك أو بنتك.. وقد تقول لا لزميل اقترح أمراً عليك، وتعارض بألف لا في موقف ثالث مع صديق أو قريب، فالمسألة إذاً واقع معاش، كلنا يلعب دوره في هذا الواقع. مرة بالسلب ومرة أخرى بالإيجاب. إن فهم هذا الواقع يساعد على العيش بهدوء ودون توتر وقلق، وهذا الفهم يساعد أيضاً على مسايرة الحياة والعيش وفق قوانينها ونواميسها العديدة.