استقبل العاملون في إحدى حدائق الحيوان الصينية خبر حمل دبة الباندا بسعادة بالغة، لتحظى بعناية مضاعفة وببث تلفزيوني حي للمهتمين بحالتها الصحية، كما قرروا نقل وقائع الولادة القادمة. لكن بعد مرور الوقت تبين أن الحمل كاذب، بل ربما يصح وصفه بالحمل المخادع، إذ أن الباندا ولقبها "أي هِن" تعمدت أن توحي لمن حولها بأنها تنتظر مولودا، من أجل الحصول على حصة أكبر من الغذاء والعناية. انطوت حيلة الدبة الذكية على المسؤولين والعاملين في حديقة الحيوان، وذلك بعد أن لاحظ هؤلاء تغييرات طرأت على الباندا، يفترض أنها تشير إلى أنها في مرحلة الحمل الأولى. فقد بدت تميل إلى الخمول أكثر، بالإضافة إلى تراجع الشهية لديها، إلا أن الفحوصات لاحقا كشفت أن "آي هِن" ليست حبلى. حول هذا الأمر يقول المختصون أن الحمل الكاذب يحدث لدى أنثى دب الباندا عموما، لكن غالبا ما يحدث ذلك حينما تكون الباندا حرة. أما في حالة "آي هِن" فإنها خدعة خالصة، إذ أن أنثى الدب في حدائق الحيوان تلاحظ بدقة تغير طريقة معاملة الأنثى الحبلى من فصيلتها. من ضمن الملاحظات التي تلتقطها أنثى الدب هي الرعاية المكثفة لزميلتها الحبلى، ونقلها إلى قفص منفصل مزود بوسائل راحة أكثر كالتكييف الهوائي، علاوة على حصولها على المزيد من الفواكه والأعشاب المفضلة، فتلجأ إلى التظاهر بأنها حبلى للحصول على هذه الميزات. بعد أن افتضح أمر "آي هِن" أُعيدت إلى المكان الذي كانت تعيش فيه بعد أن أمضت شيئا من الوقت برغد العيش، لتخلي بذلك قفص الرفاهية إلى زميلتها "ماو ماو" التي أنجبت مؤخرا. هذا الخبر الجديد يوضح بما لا يدع مجالا للشك أن رغبات الحيوانات لا تقتصر على ما هو متوفر أمامها، إذ تكون لديها رغبات تبدو خفية تتبلور على إثرها أهداف، ومن ثم قدرة على التخطيط من أجل تحقيقها.