الحادثة شابها تكتم وأكدتها وكالة الأنباء الفرنسية ذكرت مصادر متطابقة أن رعية من جنسية فرنسية يكون قد تعرض لعملية اختطاف من طرف مجموعة مسلحة، مساء الأحد، بمنطقة آث وردان، في الحدود بين ولايتي تيزي وزو والبويرة، حينما كان في جولة رفقة عدد من أصدقائه الجزائريين. الخبر أكدته وكالة الأنباء الفرنسية "استنادا لمصادر أمنية وقضائية جزائرية". قالت المصادر ذاتها إن الضحية "غ. ه. ب"، البالغ من العمر 55 سنة، كان قد دخل الجزائر نهاية الأسبوع الماضي بتأشيرة سياحية، حيث تنقل إلى المنطقة بغية قضاء عطلة بمعية رفاق له من جنسية جزائرية، وقاموا باستئجار بيت بولاية البويرة. وعندما كانوا، مساء أول أمس الأحد، يتجولون بمنطقة آث وردان، باغتتهم مجموعة من مسلحين وقاموا باختطاف الرعية الفرنسي رفقة 3 من أصدقائه الجزائريين، قبل أن يقوموا، ساعات بعد ذلك، بإطلاق سراح هؤلاء، في حين لم يظهر أي أثر للرعية الفرنسي. وأشارت مصادر محلية إلى أن مجموعة من الشباب كانت قد تعرضت، قبل 3 أيام، في المكان نفسه، لعميلة اعتداء من طرف مسلحين استولوا على الهواتف النقالة التي كانت بحوزة هؤلاء الشبان. ولم تفلح محاولاتنا في تأكيد الخبر لدى مختلف الجهات المعنية، حيث ساد التكتم حول الحادثة، إلا أن مصادر محلية أشارت إلى انطلاق عملية تمشيط مهمة في أعالي جبال جرجرة، وهو ما ربطته عدة مصادر بحادثة اختطاف الرعية الفرنسي. ومن جهتها، أكدت وكالة الأنباء الفرنسية خبر اختطاف رعية من جنسية فرنسية "استنادا لمصادر أمنية وقضائية"، مشيرة إلى أن المعلومات الأولية لم تحدد بعد الجهة التي تقف وراء هذه العملية. وتعد هذه الحادثة سابقة في منطقة تيزي وزو، فرغم عشرات الحالات من الاختطافات التي حدثت بمختلف مناطق الولاية منذ 2005، إلا أن جميع ضحاياها كانوا مواطنين جزائريين. وتشير مختلف المصادر إلى أن مختلف الأجهزة الأمنية قد باشرت تحرياتها بكثافة، علما أن مثل هذه الحادثة قد تضرب في الصميم محاولات السلطات الجزائرية إقناع الشركاء الأوروبيين باستتباب الأمن في بلادنا، مثلما ستدعم هذه الحادثة، إن تأكدت، التحذيرات التي وجهتها الإدارة الأمريكية مؤخرا لرعاياها عبر كتابة الدولة للخارجية، التي نصحت رعاياها المسافرين إلى الجزائر "بتقييم دقيق للمخاطر التي تمس سلامتهم الشخصية، مع الأخذ بعين الاعتبار التهديد الإرهابي الكبير وعمليات الاختطاف في الجزائر". "جند الخلافة" الموالية لتنظيم "داعش" تتبنى الاختطاف تبنت مجموعة مسلحة تطلق على نفسها "جند الخلافة"، موالية لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، عملية اختطاف الرعية الفرنسي في منطقة القبائل، الليلة قبل الماضية، وهددت بقتله إذا شنت فرنسا هجمات على معاقل التنظيم في العراق وسوريا. جاء هذا التبني بعد تأكيد الخارجية الفرنسية خبر الاختطاف، الذي أكدته لوكالة الأنباء الفرنسية مصادر أمنية وقضائية جزائرية في وقت سابق، كما يأتي الاختطاف ساعات فقط بعد توجيه تنظيم "داعش" أوامر للفصائل والمجموعات الإرهابية الموالية له، بقتل رعايا الدول المتحالفة ضده وفي مقدمتهم الفرنسيون والأمريكيون، بسبب محاربته في لعراق وسوريا. في هذا الأثناء، قال وزير الداخلية الفرنسي، برنار كازنوف، معلقا على تهديدات "داعش"، إن بلاده "ليست خائفة وأنه سبق لها أن تعرضت لتهديدات الإرهابيين من قبل". وكان المدعو خالد أبو سليمان، واسمه الحقيقي قوري عبد المالك، قد أعلن، في بيان نشرته مواقع جهادية، قيادته للفصيل الإرهابي الجديد وولاءه لزعيم "داعش"، أبوبكر البغدادي. مسلسل اختطاف الأجانب في الجزائر تعيد حادثة اختطاف الرعية الفرنسي "غ. ه. ب"، مساء أول أمس، من طرف مسلحين بمنطقة القبائل، مسلسل الاختطافات التي طالت الأجانب في الجزائر. أشهر تلك العمليات، اختطاف 32 سائحا أوروبيا في صحراء إليزي، سنة 2003، تم تحرير 14 منهم من طرف الجيش الوطني الشعبي، قبل نقلهم مع الباقي إلى شمال ماليوالنيجر، لتنتهي فصول تلك الحادثة في أوت من نفس العام، بعد دفع السلطات الألمانية فدية بقيمة 5 ملايين أورو للخاطفين، الذين كان يتزعمهم عماري صايفي المكنى "عبد الرزاق البارا"، القابع في سجن سركاجي من دون محاكمة منذ تسلمه في 2004 من متمردين تشاديين بعد وساطة ليبية. وفي فيفري 2011 اختطفت سائحة إيطالية أثناء قيامها برحلة بالقرب من مدينة جانت، غير بعيد عن الحدود مع النيجر وليبيا، حيث قام الخاطفون بنقلها إلى النيجر، قبل أن يطلق سراحها في شهر أفريل من نفس السنة، بعد دفع الفدية للخاطفين المنتمين لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. ومنذ سنة 2005 تعرض ما لا يقل عن 80 مواطنا جزائريا للاختطاف على يد مجموعات مسلحة بمنطقة القبائل، قتل ثلاثة منهم، بينما أطلق سراح البقية بعد دفع أهاليهم الفدية. وتشكل حادثة اختطاف الرعية الفرنسي شوكة في خاصرة السلطات الجزائرية، التي عززت من تواجدها بمنطقة القبائل، ودفعت بالسلطات العليا في البلاد إلى إعلان حالة الاستنفار القصوى، تحسبا لتداعيات الأوضاع الأمنية على الحدود مع ليبيا وتونس.