السؤال: أنا لا أصلي ولكني عاقد العزم على الصلاة لكن كلما آتي للصلاة؛ أشعر أنها كالجبل وأمر من أصعب الأمور؛ ماذا أفعل؟ مع أنني أحس بالذنب والقلق لترك الصلاة؟ الجواب: هذا من الشيطان والواجب عليك أن تعالجه بالإقبال على الله سبحانه وتعالى وبالعزيمة الصادقة والرغبة في الصلاة والله يعينك وقد جاء في الحديث الصحيح « إن الرجل إذا نام عقد الشيطان على ناصيته ثلاث عقد وقال ارقد فإن عليك ليلًا طويلاً فإذا قام المؤمن وذكر الله؛ انحلت عقدة فإذا توضأ؛ انحلت العقدة الثانية فإذا صلى؛ انحلت العقدة الثالثة وأصبح طيب النفس منشرح الصدر وإذا لم يقم ولم يذكر الله عز وجل ولم يصلِّ فإنها تبقى عليه هذه العقد ويصبح خبيث النفس كسلان"، فهذا من الشيطان فإنه يثبط عن الطاعة ويثقلها على العبد ولا سيما الصلاة قال الله سبحانه وتعالى (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)، فأخبر أن الصلاة كبيرة؛ إلا على الذين يخشون الله سبحانه ويخشعون له فإن الله يسهلها عليهم وتصبح نعيم قلوبهم وقرة عيونهم؛ كما كانت قرة عين النبي صلى الله عليه وسلم وكان يستريح في الصلاة؛ لأنه يتلذَّذ بها وهي خفيفة عليه طيِّبة بها نفسه وهكذا كل مؤمن يناله من هذا الوصف بحسب إيمانه وتقواه وإنما تثقل الصلاة على المنافقين قال تعالى (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا)، قال تعالى (وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ)، وقال صلى الله عليه وسلم أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا"، فعليك أيها السائل بالاستعانة بالله عز وجل والحرص على أداء الصلاة والإقبال عليها وعند ذلك؛ يتولى عنك الشيطان وتسهل عليك الصلاة وتألفها نفسك وتقر بها عينك إن شاء الله ويذهب الله عنك هذا الثقل وهذا التعب الذي تذكره عند الوضوء وعند الصلاة.