نشرت : الأحد 05 يوليو 2015 14:06 أو يُفرط بشيء من لحظاتها ، ولن أتحدث عن فضلها فأحسب أنه معروف لدينا جميعا ولكن مشكلتنا في التفريط فيها ، والعجز عن العمل الصالح أثنائها ، ولعلي أذكر هنا بعض الأسباب المعينة على اغتنامها : - معرفة فضلها وأنها أيام وليال شريفة لا ينبغي التفريط بأي جزء منها . وأقصد بمعرفة فضلها : أن نستحضره بقلوبنا ونعيش بوجداننا هذا الفضل ، وأنها أيام تعظم فيها الرحمات ، وتُغفر فيها الزلات . الكون كله يتغير فتتنزل الملآئكة ، وتفرح السماء بأعمال العابدين ، وتتنور الأرض بالساجدين ، وتهتز جنبات المساجد بالداعين.... فاستحضر هذا الفضل لها وعشه بوجدانك ليدفعك هذا لغتنامها . - تجديد التوبة قبل دخولها وفي كل لحظة من ساعاتها فالذنوب سبب عظيم للحرمان من الطاعات والقربات - وهذا مانغفل عنه - فإننا نرى من أنفسنا كسلا عجيبا ، وتفريطا مؤلما لها.. والسبب الذنوب وتسلط الشيطان علينا ، فلعل إقبال هذه الأيام فرصة لنجدد التوبة - التي هي واجبة علينا على الدوام - وسبيل بإذن الله للعمل الصالح خلالها . - الحرص على الإعتكاف إن تيسر لك أو اعتكاف بعضها أو لياليها أو ليالي الأواتر منها . فالاعتكاف بإذن سبب لاغتنامها بالعبادة ، بشرط الاعتكاف الجاد الذي يتفرغ العبد فيه للعبادة فعلا وليس للنوم وكثرة الزيارات واللقاءات . - الصدق والجد مع النفس فبدون الجد والصدق لن نظفر بخير العشر وستجدنا متكاسلين . - عدم مجاملة الآخرين ومسايرتهم في تضييعها . - الإجتهاد في الدعاء في لياليها - خصوصاً أوقات السحر - - تذكر أنها ليالي قليلة سرعان ماتمضي وتذهب سريعا . - استحضار فضل ليلة القدر وأنها ليلة عظيمة ، العبادة فيها تعدل عبادة أكثر من ثلاث وثمانين سنة ، فهل يليق بعاقل أن يُفوّت مثلها ! وقد أخفاها الله ليتقرب العباد لربهم في سائر العشر فتعظم حسناتهم . - أن تكون في كل ليلة أشد حرصاً على العبادة من التي قبلها لأن العد التنازلي يكون قد بدأ . - التأمل في الدنيا وحقارتها وأنها لا تستحق أن ننغمس فيها ونضيع لأجلها مثل هذه الليالي . - الحذر الحذر من مضيعاتها من التسكع في الأسواق ، أو التفريط في مشاهدة وسائل الأعلام أو نحوها ، ومن أشد ما يؤلم مثل هذه الصور في العشر . - أعط جوالك إجازة هذه الأيام ، خصوصاً وسائل التواصل فيه ، الواتس ، تويتر ، الفيس .. - تذكر أن كل شيء نستطيع إستدراكه إلا العشر الأواخر - خصوصاً لياليه - فهي إن فاتت عليننا فات علينا الخير كله . - اعلم أن أخسر الناس صفقة من أدرك هذه العشر فلم يربح خيرها ولم يغتنم فضلها ، فحذار حذار أن نكون منهم . - تذكر أنها لن تعود إلا بعد عام ، فهل سنكون متمكنين من العمل أو أصبح الجسد تحت أطباق التراب ، فلنجتهد في اغتنامها فهي أيام عظيمة وليال شريفة ، والمحروم من حُرم فضلها . أسأل الله لي ولك الخير فيها وأن يجعلنا من عتقائه من النار .