نشرت : المصدر الشروق الجزائرية الثلاثاء 01 سبتمبر 2015 12:06 في وقت كثُر فيه الحديث عن استعمال اللغة العربية والجدل حول العامية، ارتأت "الشروق" تصفح بعض المواقع الإلكترونية الرسمية لوزارات ومؤسسات اقتصادية جزائرية ومواقع بعض الهيئات الرسمية، للإطّلاع على اللغة المستعملة، وللبحث عن مكان اللغة العربية في هذه المواقع، في خضمّ هيمنة اللغة الفرنسية حديثا وكتابة على خطاب المسؤولين والاقتصادييّن الجزائرييّن. عملية تصفحنا لعدة مواقع إلكترونية رسمية، كشفت لناهيمنة اللغة العربية على غالبية مواقع الهيئات الرسميةالجزائرية، فمن رئاسة الجمهورية إلى الأمانة العامةللحكومة ومرورا بوزارت الداخلية والشؤون الخارجية،العدل والتجارة، الثقافة ووزارة السكن وتهيئة العمران،البريد وتكنولوجيات الإعلام، وانتهاء بوزارة الشبابوالرياضة، إضافة للموقع الرسمي لولاية الجزائر،فجميعها مدونة باللغة العربية مع وجود نسخة مترجمةإلى الفرنسية. ولكن ما تفاجأنا به أن مواقع بعض الوزارات، مدونة كليا باللغة الفرنسية مع غياب كاملللعربية، وهو ما لاحظناه في الموقع الرسمي لوزارة الصناعة والمناجم المكتوب باللغة الفرنسية فقط، وموقعوزارة الصحة وإصلاح المستشفيات، إضافة لموقع وزارة الموارد المائية والبيئة، والأخير كُتب فيه توضيح أنالموقع بنسخته العربية في طور الإنجاز. والغائب الأكبر عن المواقع الإلكترونية في الجزائر هو اللغة الإنجليزية، فهي مستعملة باحتشام في قلة منالمواقع، فمثلا الموقع الرسمي للمديرية العامة الدرك الوطني وإضافة لاستعماله اللغة العربية فهو يوفرنسخة بالفرنسية وأخرى بالإنجليزية، ومثله وزارة الدفاع الوطني، والشؤون الخارجية والأمانة العامة للحكومة،لكن الإنجليزية حاضرة بقوة في المواقع الرسمية لمؤسسات اقتصادية جزائرية لأهميتها في التواصل معالأجانب، على غرار الموقع الإلكتروني للمؤسسة النفطية سوناطراك، والذي يستعمل أيضا اللغة العربيةوالفرنسية، أما مؤسسة الخطوط الجوية الجزائرية فارتأت مخاطبة المُطّلعين على موقعها باللغة الإنجليزيةوالفرنسية مع غياب كلي للعربية، أما مؤسّسة نفطال فتستعمل اللغة الفرنسية فقط. ويبقى أحسن موقع يستعمل أكثر من لغة حسب ما لاحظناه، هو الموقع الرسمي للمجلس الشعبي الوطني،والذي يستعمل اللغات الثلاث: عربية فرنسية انجليزية إضافة للغة الأمازيغية والتي تعتبر الغائب الأكبرعن الساحة الإلكترونية الجزائرية. وبعيدا عن استعمال اللغات وتنويعها، يبقى مضمون المواقع الإلكترونية للمؤسسات الرسمية الجزائرية التي اطلعنا عليها، بعيدا جدا عن اهتمام المواطن الجزائري وحتى عن رجال الإعلام الباحثين عن المعلومة، بسبب شح الأخبار وعدم تحيينها، ف95 بالمائة من المواقع التي تصفحناها كانت أخبارها قديمة، لدرجة أن البعض لا يزال يعرض أخبارا حدثت في 2014، إذا استثنيا بعض المواقع النشطة على غرار موقع وزارة التربية الوطنية ووزارات أخرى تعد على أصابع اليد الواحدة. ومواقع أخرى هي في طور الصيانة والتحديث طول السنة ويستحيل الاطلاع عليها.